St-Takla.org  >   books  >   fr-angelos-almaqary  >   john-chrysostom-father-son-equality
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مساواة الآب والابن في الجوهر: للقديس يوحنا ذهبي الفم - القمص أنجيلوس المقاري

4- العظة التاسعة: حديث على موت لعازر لمدة أربعة أيام

 

محتويات: (إظهار/إخفاء)

مقدمة
اعتراض الهراطقة
اعتراض اليهود
شهادة الكتاب
دحض الاعتراض الأول
القوة العجائبية للتلاميذ
عودة إلى صلاة المسيح لأجل لعازر
الختام

مقدمة

اليوم يعطينا لعازر الذي أُقيم من الأموات الحل لكثير من المشاكل المختلفة لكن النص الذي قُرأ (قصة إقامة لعازر) بطريقة ما يعطي أيضًا للهراطقة فرصة للملاججة ويعطي اليهود حجة لمقاومة موقفنا. لكن ملاججتهم ومعارضتهم ليست قائمة على الحق -حاشا لله!- بل ناشئة من نفوسهم الخبيثة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اعتراض الهراطقة

لأن كثير من الهراطقة يقولون أن الابن ليس مثل الآب. لماذا؟ فيجيبوا: لأن المسيح احتاج للصلاة لإقامة لعازر، ولو لم يُصلّ لما أقام لعازر من الموت.

 وهم يقولون (أيضًا): كيف أن من يصلي يكون مثل من تُقدم له الصلاة؟ لأن الابن قدم الصلاة، لكن الآب قبل صلوات ابنه المتضرع (إليه). لكن ملاججتهم هي بالحق تجديف، لأنهم لا يفهمون أن المسيح صلى على سبيل التنازل والتكيف لضعف من كانوا حاضرين (آنذاك).

أخبروني عن هذا: أيهما أعظم؟ هل الذي يغسل الأقدام أم الذي تُغسل له القدمين؟ بالتأكيد لن تقولوا أبدًا أن الذي يغسل هو أعظم من الذي غُسلت له قدميه.

لكن مخلصنا غسل قدمي يهوذا، لأن يهوذا كان ضمن بقية التلاميذ. فأيهما كان أعظم؟ هل كان يهوذا الخائن أعظم لأن المسيح سيده غسل قدميه؟ حاشا لله! لكن أيهما عمل أتضاعي أكثر؟ هل هو غسل الأقدام أم تقديم صلاة؟ ما من شك أن غسل الأقدام هو عمل أتضاعي أكثر. إن كان المسيح لم يتراجع عن عمل المهمة الأكثر أتضاعًا، فكيف يتراجع عن عمل ما هو أكثر سموًا؟ كل شيء عمله المسيح عُمل بسبب ضعف اليهود الذين كانوا حاضرين وسأبرهن على هذا مع تقدم حديثي.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

اعتراض اليهود

وبالتأكيد اليهود أيضًا أخذوا حجة من هذه الحادثة ليعارضوا موقفنا. لأنهم يتساءلون: كيف يعتبر المسيحيون هذا الإنسان على أنه الله بينما هو لم يعرف حتى الموضع الذي كان يرقد فيه لعازر الميت؟

نعم المخلص بالحق سأل أختي لعازر، مرثا ومريم: "أين وضعتموه...؟" (يو 11: 34). لذلك يقول اليهود: هل ترون أنه لم يعرف الموضع؟ هل ترون ضعفه؟ هل هذا الإنسان هو إله؟ إنه ولا يعرف حتى الموضع (الذي دُفن فيه لعازر)!

سأتناقش معهم ولو أني غير متفق معهم فيما يقولونه. سأخبرهم (بالردود) لأني أرغب في دحض اعتراضهم.

أنتم أيها اليهود تقولون إن المسيح لم يعلم الموضع، لأنه قال: "أين وضعتموه؟" (يو 11: 34). إذًا فالآب في الفردوس أخفق أيضًا في معرفة أين كان آدم مختبأ. لأن الآب جال كما لو كان يبحث عن آدم في الجنة. وبعد ذلك قال: "آدم، أين أنت؟" (انظر تك 3: 9) كما لو كان يسأل: أين أخفيت نفسك؟ لماذا لم يذكر الله أولًا الموضع حيث اعتاد آدم أن يتقدم إليه بدالة ويتحادث معه؟ "آدم أين أنت؟" وماذا قال آدم؟ "سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت" (تك 3: 10). إن دعوتم هذا أيها اليهود جهلًا، إذًا أدعوا أيضًا سؤال المسيح جهلًا. إن المسيح بالفعل سأل النسوة اللاتي كانت مع مرثا ومريم: أين وضعتموه؟ لكن هل تدعون هذا جهلًا؟

فماذا ستقولون عندما تسمعوا الله يسأل قايين: "أين هابيل أخوك؟" (تك 4: 9). ماذا ستقولون؟ إن دعوتم هذه خطأ جهلًا من جانب الآب، إذًا ادعوا سؤال المسيح خطأ جهلًا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Jesus raises Lazarus - illustration from "Communicating Christ" book, Bogota, Colombia. صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح يقيم لعازر - من صور كتاب توصيل المسيح، بوجوتا، كولومبيا.

St-Takla.org Image: Jesus raises Lazarus - illustration from "Communicating Christ" book, Bogota, Colombia.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المسيح يقيم لعازر - من صور كتاب توصيل المسيح، بوجوتا، كولومبيا.

شهادة الكتاب

اسمعوا لبرهان آخر من الأسفار المقدسة. قال الله لإبراهيم: "صراخ سدوم وعمورة قد كثر وخطيتهم قد عظمت جدًا. انزل وأرى هل فعلوا هذا بالتمام حسب صراخها الآتي إليّ وإلا فأعلم" (تك 18: 20-21).

الله الذي يعلم كل الأشياء قبل حدوثها، الله فاحص القلوب والكلى (مز 7: 9)، الذي يعرف أفكار الإنسان (مز 94: 11) هو الإله وليس سواه الذي قال "انزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إليّ وإلا فأعلم" (تك 18: 21). إن كان هذا يعني أن الله (الآب) لا يعرف، إذًا فسؤال المسيح يعني أنه لم يعرف. لكن لا الآب في العهد القديم كان جاهلًا ولا أيضًا المسيح أخفق في أن يعرف في العهد الجديد. فماذا يقصد الآب عندما قال: "انزل وأرى هل فعلوا هذا بالتمام حسب صراخها الآتي إليّ وإلا فأعلم؟"

إن ما يقوله الآب هو هذا: إن تقريرًا قُدم لي، لكني أرغب أيضًا في فحص هذا الخبر بتدقيق أكثر في ضوء الحقائق. لست أعمل هذا لأني لا أعلم. إنني أعمل هذا لأني أرغب في أن أُعلّم البشر ألا يلتفتوا إلى الكلمات فقط ولا يصدقوا الكلمات بطياشة، لو قالها واحد ضد الآخر. ينبغي للناس أن يصدقوا ما سمعوه، فقط بعد أن يكونوا قد تحرّوه بدقة وتمّلوا جيدًا في الدليل في ضوء الحقائق. لهذا السبب قال الله في نص كتابي آخر "لا تصدق كل كلام" (سي 19: 15). لأن لا شيء هكذا يفسد حياة الناس مثل الإنسان الذي يصدق بسرعة كل ما يقال له (دون فحص وتحقيق). إن داود النبي كان يعلن رؤيا إلهية عندما قال "الذي يغتاب قريبه سرًا كنت أطارده" (مز 101: 5).

ها أنتم ترون أنه لم يكن هناك خطأ الجهل في المخلص عندما قال: "أين وضعتموه؟" (يو 11: 34)، ولا كان هناك أي نقص في معرفة الآب عندما قال لآدم: "أين أنت؟" (تك 3: 9) ولا عندما قال لقايين: "أين هابيل أخوك؟" (تك 4: 9)، ولا عندما قال: "انزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخها الآتي إليّ، وإلا فأعلم" (تك 18: 21).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

دحض الاعتراض الأول

ألا يحين الوقت الآن لنصطف ضد من يقولون أنه كان من خلال الضعف أن المسيح صلى أولًا وبعد ذلك أقام لعازر من الموت؟

أيها الأحباء أتوسل إليكم أن تنتبهوا جيدًا لي. إن لعازر مات والمسيح لم يكن هناك بل كان في الجليل. وهو قال لتلاميذه: "لعازر حبيبنا قد نام" (يو 11: 11). ولأنهم ظنوا أنه كان يتكلم عن نوم لعازر بالمعنى الحرفي، قالوا له: "إن كان قد نام فهو يُشفى" (يو 11: 12). لذلك أخبرهم يسوع علانية: "لعازر مات" (يو 11: 14). وبعد ذلك مضى المخلص إلى أورشليم إلى الموضع حيث دُفن لعازر. وجاءت أخت لعازر لملاقاته وقالت له: "يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي" (ع21).

لو كنت ههنا! يا امرأة إنك ضعيفة (في الإيمان)!

لم تكن مرثا في تلك اللحظة تعرف أنه حتى لو لم يكن المسيح موجودًا بالجسد في الموضع، فإنه كان موجودًا بقوة لاهوته (الكائن في كل مكان). لكنها كانت تقيس قوة المعلم بحضوره الجسدي. لهذا السبب قالت مرثا له: "يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي". لذلك السبب مضت بعد ذلك إلى قول "لكني الآن أيضًا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه" (ع22). لذلك كان إجابة لطلبها أن المخلص صلى. لأن الله في غير احتياج إلى الصلاة ليقيم إنسانًا ميتًا. إنه قد أقام آخرين من الموت. أليس كذلك؟ عندما كان عند بوابة المدينة وقابل الميت المحمول إلى الدفن، فإنه بمجرد أن لمس النعش أقام الميت (انظر لو 7: 11-15). وأيضًا في موضع آخر قال كلمة وحيدة للصبية الميتة، إذ قال لها: "طليثا قومي الذي تفسيره يا صبية لك أقول قومي" (مر 5: 41). وردها إلى والديها في صحة جيدة. إنه لم يكن في احتياج إلى الصلاة في ذلك الوقت. هل كان في احتياج للصلاة؟

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

القوة العجائبية للتلاميذ

لكن لماذا أتحدث عن السيد؟ حتى تلاميذه بكلمة واحدة استعادوا الحياة للميت. ألم يقم بطرس طابيثا من الموت بكلمته؟ (انظر أع 9: 36-41). ألم يجر بولس معجزات كثيرة بلمس ردائه؟ واسمع الآن ما هو أعظم في عدم التصديق أكثر من الآيات والعجائب. إن ظل الرسل أقام الموتى. لأن الكتاب يقول: "إنهم كانوا يحملون المرضى خارجًا في الشوارع ويضعونها على فرش وأسرّة حتى إذا جاء بطرس يخيم ولو بظله على أحد منهم وفي الحال كانوا يقومون" (أع 5: 15) فماذا؟ هل ظل التلاميذ يقيم الميت والمعلم يحتاج إلى صلاة لإقامة الميت؟ لكن المخلص صلى بسبب ضعف المرأة، لأن مرثا قالت له: " يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي. لكني الآن أيضًا أعلم أن كل ما تطلبه من الله يعطيك الله إياه" (يو 11: 21-22). لذلك كأن المسيح قال: مرثا أنت سألت للصلاة وأنا سأصلي. إن النبع أمامك ومهما كان حجم الإناء الذي يحضره الإنسان سيمتلئ إلى آخره. لو كان الإناء كبيرًا، سيأخذ ماء كثيرًا، ولو كان الإناء صغيرًا سيأخذ قليل ماء.

لذلك سألت مرثا الصلاة والمخلص أعطاها طلبها. ربما آخر غيرها قال: "يا سيد لست مستحقًا أن تدخل تحت سقفي. لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي" (مت 8: 8). والمخلص قال له "اذهب وكما آمنت ليكن لك" (مت 8: 13). وإنسان آخر قال له "تعال واشفي ابنتي" (انظر مت 8: 13) والمسيح قال له "سأتبعك" (انظر مت 9: 19). لذلك يقدم الطبيب الشفاء كما يرغب الناس ويريدون، كما في مرة أخرى لمست المرأة طرف ثوبه سرًا وشُفيت سرًا (مت 9: 20، 22). ومرثا قالت: "أنا أعلم أن كل ما تطلب من الله يعطيك الله إياه" (ع22). لأنها طلبت الصلاة، قدم المخلص لها صلاة، لكن لم يكن لأنه محتاج لأن يصلي، بل كان لأنه كيّف نفسه لضعفها. إنه أظهر أنه لم يكن معارضًا لله بل كل ما يفعله، يفعله الآب أيضًا.

في البدء خلق الله الإنسان، وكان الإنسان صورة للآب والابن. لأن الله قال: "لنعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" (تك 1: 26). وأيضًا عندما أراد أن يدخل اللص إلى الفردوس في الحال قال كلمة وأدخله. إن المسيح لم يكن في احتياج إلى الصلاة لعمل هذا مع أنه منع كل البشر بعد آدم من الدخول إلى هناك. لأن الله وضع هناك السيف الملتهب ليحرس الفردوس. لكن المسيح بسلطانه فتح الفردوس وأدخل اللص.

يا سيد هل أدخلت اللص إلى الفردوس؟ هل أباك أخرج آدم من الفردوس لخطية واحدة وأنت أتدخل اللص الذي كان متهمًا بجرائم لا حصر لها؟ هل أدخلته بمثل هذه السهولة وبمجرد كلمة؟

فيجيب المسيح: نعم أنا فعلت هذا. لكن أبي لم يطرد آدم من نفسه وبدوني، ولا أنا أدخلت اللص من نفسي وبدون أبي. إدخالي اللص هو أيضًا من عمل الآب، وإخراج أبي لآدم من الجنة هو أيضًا عملي، لأنه: "أنا في الآب، والآب فيّ" (انظر يو 10: 38؛ 10: 14).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

عودة إلى صلاة المسيح لأجل لعازر

لكي تروا إن إقامة لعازر لم تكن بتأثير صلاة المسيح، اسمعوه وهو يصلي. فماذا قال؟ "أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي" (ع41).

فماذا يكون هذا الكلام؟ هل هو صيغة صلاة؟ هل هو نوع من التوسل؟

"أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي. وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي" (ع41-42).

لو تعلم يا رب (يسوع) أن الآب دائمًا يسمع لك، فلماذا تضايق (تزعج) الآب بما أنت تعلمه؟

إن المسيح يقول: "أنا أعلم أن الآب دائمًا يسمع لي" لكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني" (ع42). إنه لم يقدم صلاة لأجل الميت. هل قدم؟ إنه لم يطلب من الآب أن يقوم لعازر من الموت. هل طلب؟ إنه لم يقل: أيها الآب أأمر الموت أن يطيع. هل قال؟ إنه لم يقل: "أيها الآب أأمر الجحيم ألا يغلق أبوابه بل يكون مستعدًا لرد الميت منه. هل قال؟ ما قاله هو هذا: "لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني". إذًا ما حدث لم يكن آية أو معجزة بل درسًا وإرشادًا لمن كانوا واقفين هناك. أنتم رأيتم أنه لم يقدم الصلاة لأجل الميت، بل لأجل غير المؤمنين الواقفين هناك. إنه قال: "ليؤمنوا أنك أرسلتني".

لكن الهراطقة يسألون: "كيف يمكننا أن نعرف أنه أرسله؟"

أتوسل إليكم أن تنتبهوا لي بمنتهى الدقة. إن المسيح يقول: "انظروا إنني بسلطاني استحضر الإنسان الميت. بقوتي الذاتية أنا آمر الموت. إنني أدعو الآب "أبي". أنا دعوت لعازر للخروج من القبر. إن كان بدون حق إني دعوت الآب "أبي"، إذًا ليكن غير حقيقي أنني أدعو لعازر للخروج من القبر (أي لو كنت كاذبًا لا يتحقق قيام لعازر من الموت). لكن لو كان الآب بالحق أبي، ليطع الميت أمري لكي عودته للحياة ربما تعلم هؤلاء الواقفين هناك".

ماذا كان أمر المسيح؟ "لعازر هلم خارجًا" (ع43).

عندما صلي المسيح لم يقم الميت. إنه قام عندما قال المسيح "لعازر هلم خارجًا".

يا لطغيان الموت! يا لطغيان القوة التي تمتلك تلك النفس!

إن صلاتي قيلت أيها الجحيم وأنت لا تزال ترفض أن تدع نفسه تمضي؟

فيجيب الجحيم: نعم أنا أرفض.

لكن لماذا؟

لأنني لم يتم أمري بالتصرف هكذا. أنا حارس سجن هنا ولي في حوزتي من هو خاضع لي. لو لم يتم أمري بالتصرف هكذا، لن أطلقه حرًا. إن الصلاة لم تقدم بشأني، بل لأجل غير المؤمنين الواقفين هناك. لو لم يتم أمري بالتصرف هكذا، لن أطلق من هو في حوزتي. إنني انتظر كلمة أمر لأطلق روحه حرة.

"لعازر هلم خارجًا!"

سمع الميت أمر سيده وفي الحال كسر قوانين الموت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

الختام

لندع الهراطقة يخزون ويتلاشون من وجه الأرض!

بالتأكيد أن كلمة المسيح (لعازر هلم خارجًا!) برهنت أن الصلاة لم تُنطق لإقامة الميت، بل قيلت بسبب ضعف غير المؤمنين الذين كانوا موجودين هناك في تلك اللحظة.

"لعازر هلم خارجًا!"

لماذا دعا الميت باسمه؟ لماذا؟

لو كان قد أعطى أمرًا عامًا لكل الموتى، لكان قد أقام كل الموتى من قبورهم. لكنه لم يكن يرغب في إقامة الكل، لهذا السبب قال: "لعازر هلم خارجًا! إنني أدعوك بمفردك أن تعود لفترة من الزمن. وأنا أدعوك أمام هذا الجمع الحاضر هنا، لكي بإقامة ميت واحد إلى الحياة، ابرهن على قوتي على من هم مزمعين أن يموتوا. لأنني أنا الذي أقمت ميتًا، سأقيم العالم كله لأنني أنا القيامة والحياة".

"لعازر هلم خارجًا! فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة" (ع43-44).

يا له من أمر عجيب وغير متوقع هذا الذي فعله المسيح!

إنه أطلق النفس من قيود الموت. إنه فتح أبواب الجحيم على مصراعيه. إنه حطم إلى قطع صغيرة جدًا أبواب النحاس ومصاريع الحديد. إنه ألق نفس لعازر حرة من قيود الموت. ألم يكن أيضًا بإمكانه أن يحل الأقمطة التي قُمط بها الميت؟

نعم كان يستطيع، لكنه أمر اليهود أن يحلوا الأقمطة التي بها قمطوا لعازر عندما وضعوه في القبر. إنه عمل هذا لكي يمكنهم أن يتعرفوا على علامات ذات الأربطة التي قمطوه بها. إنه تصرف هكذا لكي بذات خبرتهم يتعلموا من ذات الأشياء التي صنعوها أن هذا هو لعازر نفسه الذي هم وضعوه في القبر. إنه أراد أيضًا أن يتعلموا أنه هو المسيح الذي بحسب مراحم الآب جاء إلى العالم والذي له سلطان على الحياة والموت.

لك أيها المسيح مع الآب الأبدي ولك أيها الروح الكلي القداسة ومعطي الحياة المجد والقوة الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/fr-angelos-almaqary/john-chrysostom-father-son-equality/death-of-lazarus.html

تقصير الرابط:
tak.la/z3n8t7h