جاءت كلمة "ابن" في العهد الجديد بالمعنى العام المعروف عدة مرات فقيل « يَعْقُوبَ بْنِ إسْحَاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ... بْنِ آدَمَ» (لوقا3: 34، 38). كما جاءت "الابن" (بالألف واللام) أيضًا في إنجيل القديس لوقا بالمعنى العام إذ يقول «يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الِابْنِ وَالِابْنُ عَلَى الأَبِ» (لوقا12: 53). غير أن الكتاب المقدس قد استخدم هذين اللفظين (ابن، الابن) بمعنى اصطلاحي يختلف عن المعنى المعروف، فرئيس الكهنة سأل السيد المسيح له المجد وقال له «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» فقال يسوع «أَنَا هُوَ» (مرقس14: 61، 62). وعندما اعترف القديس بطرس الرسول بلاهوت السيد المسيح نيابة عن سائر التلاميذ قال: «أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ». (متى16: 16). وفي الرسالة الأولى للقديس يوحنا الحبيب نجده يقول: «مَنْ لَهُ الِابْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ» (يوحنا5: 12).
ولذلك يجب أن نُفَرِّق بين البُنُوَّة الجسدية بمعناها العام وبنوة المسيح لله كمعنى اصطلاحي لا نظير له، حتى أن الرب يسوع لُقِّبَ بـ"الابن".
الابن بالمعنى الاصطلاحي |
الابن بالمعنى العام |
ليست هناك أسبقية للآب عن الابن في الزمن؛ لأنه لم تمر لحظة من الزمان كان فيها الآب بدون الابن أو كان الآب بدون عقله أو بدون كلمته (فالابنُ عقلُ الله وكلمة الله). كما أن الشمس لم تمر عليها لحظة من الزمان بدون أشعتها الصادرة منها، وهذا هو المعنى المقصود في قانون الإيمان عندما نتحدث عن ولادة الابن من الآب فنقول: "نور من نور". الابن مساوٍ للأب في الأزلية والأبدية لذلك قيل: «مَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ» (ميخا5: 2). «مُنْذُ وُجُودِهِ (الآب) أَنَا هُنَاكَ (الابن)» (إشع48: 16).
|
1. الابن أقل زمنًا من أبيه، فالأب أسبق دائمًا من ابنه في الزمن. ومنفصل زمنيًا عنه في بَدْئِه ونهايته. |
الابن متميز عن الآب بلا انفصال، فلا نتصور الابن بدون الآب أو الآب بدون الابن. كما لا نتصور الأشعة بدون الشمس ولا الشمس بدون أشعتها. فالأشعة تصدر عن الشمس ولا تزال فيها وهكذا الكلمة تصدر عن العقل ولا تزال فيه. والابن مولود من الآب ومع ذلك كائن فيه، في الذات الإلهية؛ لذلك قال: «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». (يوحنا10: 30) «لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي، بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي» (يوحنا8: 16). وعندما قال فيلبس للرب «يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا»، قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَانًا هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ... أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ، صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ». (يو14: 5،7-11)، وعبارة «فَقَدْ رَأَى» تُوَضِّح أنهما جَوْهَر واحد، ولذلك فرؤية الابن هِيَ رؤية الآب. ← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
|
2-الابن له وجود منفصلٌ (مكانًا) عن وجود أبيه. |
الابن واحد مع الآب في الجوهر. جَوْهَر الابن هو ذات جَوْهَر الآب. وقد أشار إلى هذه الوحدانية قانون الإيمان، والكتاب المقدس إذ قال الآب عن الابن: «من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك» (مز110: 3 الترجمة القبطية). وعبارة «قبل كوكب الصبح» تعني الأزلية، وعبارة «من البطن» أي من باطن الآب تشير إلى وحدانية الجوهر، فالابن ليس مولودًا بكلمة الأمر، ولكنه مولود من باطن الآب أو من نفس جوهره، فباطن الآب هو جوهره، ولذلك قال: «أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ» (يوحنا10: 30) «كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي» (يوحنا16: 15) «أَيُّهَا الآبُ... كُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي» (يوحنا17: 10) «إنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. وَلَكِنْ إنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ» (يوحنا10: 37، 38)، «الَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي» (يوحنا12: 45) قال الرب أثناء معجزة إقامة لعازر «هَذَا الْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اللَّهِ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللَّهِ بِهِ» (يوحنا11: 4). إنما أظهر أن عبارة «لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ اللَّهِ» مرادفة لعبارة «لأَجْلِ مَجْدِ اللَّهِ». فمجد الله هو ذات مجد ابن الله لأنهما جَوْهَر واحد. الابن له ذات مَعرِفة الآب. وقوته ذات قوة الآب.
|
3. الابن له جَوْهَر آخر غير جَوْهَر الأب حتى لو تساوى الجَوْهران. |
«الآب يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ.» (يوحنا10: 15) «وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إلاَّ الآبُ وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إلاَّ الابْنُ»، «أَنَا أَعْرِفُهُ لأَنِّي مِنْهُ » (يو11: 27، 7: 29). وعن قوته « كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي كَذَلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ» (يوحنا5: 20) «كُلُّ مَا هُوَ لِي فَهُوَ لَكَ وَمَا هُوَ لَكَ فَهُوَ لِي» (يوحنا7: 10) «كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي» (يوحنا16: 15). |
4. الابن له معرفة وقوة مغايرة لمعرفة وقوة أبيه. |
توضيح: نحن نعرف عن الآب والابن، ولكن معرفة الآب في ذاته أو الابن في ذاته قاصرة على الآب والابن. فالله وحده هو الذي يعرف ذاته معرفة حقيقية، كاملة. وحتى الأشياء... فمعرفة الشيء غير المعرفة عن الشيء، أما المعرفة الكاملة لذات الأشياء، فقاصرة على الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/fr-youhanna-fayez/biblical-proof-1/son.html
تقصير الرابط:
tak.la/55b4sk6