مع أن العظة السابقة تحدثت عن الحلفان فإن الكلام هنا هو على نفس الموضوع وفيه يبين أن ليس فقط اليمين الكاذب بل حتى اليمين الصادق له عقوبة وتكلم أيضًا عن أنه كان من اللائق أن يقوم المسيح من بين الأموات بعد ثلاثة أيام.
| 68 | |
| 69 | |
| 70 | |
| 71 | |
| 72 | |
| 73 | |
| 74 |
1- هل نزعتم من أفواهكم العادة السيئة للحلفان؟ إنني لم أنسى ما قلته ولا ما وعدتموني به في هذه الموضوع، وبالحق فأنا تكلمت وأنتم وعدتموني حتى لو لم تقولوا هذا الوعد في كلمات كثيرة لكنكم وعدتموني بموافقتكم على ما قلته. إن هذا الوعد هو أعظم من الذي يتقرر فعليًا بالكلمات، لأن الذي يبدي موافقته بالكلام غالبًا ما تكون هذه الموافقة باللسان وليس بالذهن، لكن من أعطي موافقته لما قلته فقد أعطى موافقته قلبيًا.
![]() |
2- هل طهرتم لسانكم من هذه الوصمة المشينة؟ هل أبعدتم الأمر المعيب من نفوسكم المقدسة؟ إن تخميني هو أنكم طهرتم نفوسكم لأنكم على وشك أن تستقبلوا ملك عظيم وتستخلصوا منفعة روحية فائضة من تعليم الآباء(108)الذين هم حكماء بالحق.
إن الوقت كافٍ والفترة المعطاة لإصلاح خطأنا قد قاربت أخيرًا على نهايتها وأنتم ودعاء طيبون. إن بولس الرسول يقول: "أطيعوا مرشديكم واخضعوا لهم" (عب 13: 17) واسمعوا لهم في كل الأمور. فإذا أقمت تخميني على كل هذه الأمور فأنا اعتقد أن كل شيء قد وضع في النصاب الصحيح. مع ذلك فأنا لست أرغب أن أخمن أو أظن مثلما أريد أن اعرف هذا الأمر يقينًا. إن تيقنت من هذا فإنني سأظهر غيرة عظيمة للدخول في أحاديث متعلقة ومرتبطة جدًا بالأسرار وأن أضع جانبًا اهتمامي بموضوع الحلفان. إنني سأشعر بأمان أكثر في الأخذ بيدكم -(الأمر) الموحي بالمهابة- ولأقودكم إلى الهيكل نفسه وأريكم قدس الأقداس والقسط الذي فيه ليس منًّا بل جسد الرب الخبز السماوي. وأريكم ليس تابوتًا خشبيًا به لوحي الشريعة، بل أريكم من هو حامل للجسد المقدس الذي بلا عيب المعطي الناموس. وأريكم بالداخل ليس حملًا بلا عيب مذبوحًا ككفارة بل حمل الله المقدم في الذبيحة السرائرية التي تنظر إليها الملائكة نفسها وترتعب، وأريكم ليس هارون داخلًا في لباس ذهبي بل الابن الوحيد الجنس عندما يدخل إلى السموات بباكورة طبيعتنا ومظهرًا للآب نفسه عظمة نجاحه كما يقول بولس الرسول "لأن المسيح لم يدخل إلى أقداس مصنوعة بيد، أشباه الحقيقة بل إلى السماء عينها ليظهر أمام الله لأجلنا" (عب 9: 34). هنا ليس لنا مثل هذا الحجاب الذي كان في الهيكل اليهودي بل لنا ما يوحي أكثر بتقوى عميقة الرهبة. أنصتوا إذن واسمعوا أي نوع من الحجاب هذا ولكي تعلموا أي نوع من قدس الأقداس لهذا الهيكل وأي نوع قدس أقداس هذا الذي لنا، يقول بولس الرسول "إذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع طريقًا كرّسه لنا حديثًا حيًّا بالحجاب أي جسده" (عب 10: 19-20). هل ترون مدى العمق العظيم للرهبة الروحية الذي يلهمه لنا هذا الحجاب أكثر من حجاب الهيكل؟ لذلك أنا أريد أن أعلمكم بكل هذه الأمور اليوم.
3- لكن ما الذي يحدث لي؟ إن اهتمامي بأقسامكم -الاهتمام الذي جعل نفسي تتلف- لا يدعني أمضي (في الكلام) وأنا أعلم أن كثيرين منكم يلومون إفراطي في الكلام، لكن أنتم سمعتموني أقول أن (اهتمامي) همّي جعل نفسي تتلف. هذا لأنهم يعتبرون أن الحلفان خطية هينة ولهذا السبب أنا انتحب أكثر. مع أن خطايا أخرى كثيرة خطيرة كما على سبيل المثال القتل والزنا هما خطيتان خطيرتان وتعتبران هكذا ولكن الحلفان هو خطية خطيرة ولا يعتبره الناس هكذا. لهذا السبب أنا انتحب وأخشى هذه الخطية لأنه من خصائص خبث إبليس أن يقدم الخطية بوجه مغطى ببرقع تمامًا كما لو وضع سُم قاتل في طعام مألوف وهكذا هو يخطط في أن يدس الحلفان في وعي الناس على أنه غير ضار.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
4- ماذا إذن؟ هل نصرف التعليم كله والوقت عن موضوع الحلفان؟ إطلاقًا! لأني أتخيل أن البعض صحح هذه العادة. عندما خرج الزارع فليست كل البذار سقطت على الأشواك أو على الصخور بل كثير منها وصل إلى التربة الجيدة. كذلك بالمثل في حالتكم ومن المستحيل أنه لا يوجد واحد وسط هذا الجمع الهائل يمكنه أن يُظهر ثمرة مثل هذا التعليم مثلما قبلتموه. وحيث أن كثيرين صححوا هذا الخطأ -مع أنه ليس الكل فعل هذا بعد- فلنقّسم نحن أيضًا حديثنا. لأنه لا يوجد هناك احتياج لأولئك الذين خابوا عن تصحيح هذا الخطأ أن يسمعوا كل عظتي عن تعليم البدائيات. لكن لكي أولئك الذين صححوا هذا الخطأ لا يتضايقون ولا نكون قد أسأنا معاملتهم فلنظهر تساهلًا أكثر من أجل الغيورين بالأكثر. لأنه من الأفضل كثيرًا أن نتساهل مع المتكاسل من أجل الغيور والمجتهد عن أن نضايق ونسئ إلى الغيور (المجتهد) بسبب المتكاسل.
_____
(108) يقصد بهم الأسقف والكهنة والشمامسة معاونيه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xvzhj57