41- كيف إذن وبأي وسيلة من المكن تحاشي هذه الخطية؟ لأنه بالحق ينبغي ليس فقط أن أشير إلى مدى خطورة هذه الخطية بل ينبغي أيضًا أن أنصحكم كيف يمكننا أن نحرر أنفسنا منها. هل لك زوجة وخدم وأولاد وصديق وقريب وجار؟ اطلب معونتهم في مساعدتك للتحفظ من هذه الخطايا. إن العادة أمر صعب ومن الصعب كسرها ومن العسير تحاشيها. إنها كثيرًا ما تهاجمنا رغمًا عنا وبدون علم منا.
42- لذلك كلما فهمتم أكثر، قوة العادة، كلما اشتد اشتياقكم للتخلص من هذه العادة السيئة، وكلما تهيأتم أكثر للتغيير نحو الأفضل. وكما أن هذه العادة السيئة للحلفان قادرة على النيل منكم حتى لو كنتم تتحفظون منها بهمّة وحريصين على الانتباه إلى مخاطرها، لذلك إن تحولتم إلى العادة الحسنة بعدم الحلفان، فلن يمكنكم على الإطلاق السقوط في خطية الحلفان عن طريق الإهمال أو رغمًا عنكم.
![]() |
43- بالحق إن العادة أمر عظيم ولها قدرة الطبيعة، لكن لكي لا نكون في اضطراب مستمر فلنتحول نحو عادة أخرى. أسأل من تحيا وتتعامل معهم أن يصنعوا معك معروف النصح ويحثونك على تحاشي الحلفان ويوبخونك عندما يضبطوك حالفًا. والرقابة التي سيفرضونها عليك ستنصحهم وتحثهم أن يتصرفوا هم أنفسهم بطريقة منضبطة. إن من يوبخ آخر على الحلفان لن يكون هو نفسه مستعدًا للسقوط في هوة الخراب هذه.
44- وعادة الحلفان ليست هوّة صغيرة للخراب وليس فقط الأقسام التي يتم الحلفان بها في الأمور التافهة بل أيضًا في الأمور المهمة، سواء كنا نشتري خضروات ونلاجج على فلسين أو إن كنا في غضبنا نهدد عبيدنا فدائمًا ندعو الله كشاهد لنا (عن طريق الحلفان). فلمثل هذه الأمور الصغيرة لن تجرؤ أن تدعو إنسانًا حرًا -حتى لو لم يكن ذا اعتبار عظيم- أن يكون شاهدك في السوق، وإن حاولت أن تتصرف هكذا ستلاقي عقوبة لإساءتك له. لكنك عندما تتحدث عن بضائع للبيع ونقود وأشياء تافهة لا تتورع عن أن تصرح بأن ملك السموات والأرض ورب الملائكة هو شاهدك.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
45- كيف يمكن أن يُحتمل هذا الأمر؟ كيف يمكننا أن نحرر أنفسنا من هذه العادة السيئة؟ يمكننا أن نصنع هذا بأن نجعل حولنا الحراس الذين قد ذكرتهم (زوجتك وأصدقائك وخدمك...) وبتعيين وقت معين لتصحيح خطأنا وبأن نفرض على نفوسنا عقوبة إن لم تتقّوم في خلال هذا الوقت المحدد. كم من الوقت سيأخذه هذا التقويم؟ إن عشت يقظًا جدًا وإن كنت في منتهى السهر على نفسك وحريصًا على خلاصك، لست أظن أنك ستأخذ أكثر من عشرة أيام. (وإن كنا بعد ذلك) لازلنا نحلف فلنفرض على أنفسنا عقوبة، لنحدد بالحق عقوبة عظيمة وحكمًا على تعدينا (هذا). ما هو إذن الحكم؟ لن أحدد الحكم لكن أوصيكم أن تحددوا كل واحد لنفسه الحكم الذي يرتأيه.
46- هذه هي الطريقة التي (بها) سأدير الموقف الذي يختص بنا، ليس فقط في موضوع الأقسام، بل أيضًا في تعدياتنا الأخرى. لنحدد لأنفسنا وقتًا لتوقيع أقصى العق وبات إن سقطنا مرة في هذه الخطايا وسنأتي بأيد نظيفة لربنا وسنحرر نفوسنا من نار جهنم ونقف بدالة أمام كرسي المسيح. ليتنا كلنا ندرك هذا بنعمة وصلاح ربنا يسوع المسيح الذي له مع الآب والروح القدس المجد والإكرام الآن وإلى أبد الآبدين آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/xw3v9s7