![]() |
14- اعتقد أن ما قلته قدم توضيحًا كافيًا عن لماذا أمر آباؤنا أن العماد يتم في هذا الوقت. لكنني أرغب أن أقدم لكم موضوعًا آخر -إلا إذا كانت آذانكم قد كلّت- لأخبركم لماذا نرسلكم من هنا بدون ثياب (إلا ما يستر العورة) أو أحذية لتسمعوا كلمات المعزمين. لأن هناك أيضًا سيظهر نفس السبب أيضًا أن الملك قد انتصر في القتال وأسر الأسرى، والأسرى (عادة) يذهبون عراة بلا أحذية. اسمع على الأقل ما يقوله الله لليهود "كما مشى ابني إشعياء مُعرّى وحافي القدمين، كذلك بني إسرائيل سيذهبون إلى الأسر عراة وحفاة الأقدام" [(إش 20: 3) بحسب النص]. لذلك هو يريد أن يذكّركم بمظهركم أن إبليس قد بسط نفوذه عليكم وجعلكم تتذكرون كم كنتم وضيعي المولد قبل الولادة الثانية. ومن ثمَّ فأنتم ليس فقط تقفون عراة بلا أحذية، بل أيضًا تقفون بأيدي مرفوعة، لتعترفوا بالسلطان المطلق لله القادم إليكم، الذي صرتم قريبين إليه. أنتم كلكم الآن أسرى وأسلاب حرب. إن إشعياء قد ذكر هذه الأسلاب والغنائم منذ وقت طويل مضى قبل التحرر من المتاعب عندما تنبأ كالآتي "إنه سيقسم أسلاب القوي" (إش 53: 12)، لكن داود أيضًا مثل إشعياء فسّر هذا الأسر وقال "صعدت إلى العلا سبيت سبيًا" (مز 68: 18).
15- لكن لا تكتئب عندما تسمع كلمة "أسر" لأن لا شيء مبارك أكثر من هذا الأسر. إن أسر البشر يقود الإنسان من الحرية إلى العبودية، لكن هذا الأسر يحول العبودية إلى حرية. أيضًا فإن أسر البشر يحرم الإنسان من وطنه ويقوده إلى أرض غريبة، أما هذا الأسر فيسوق الإنسان من أرض غريبة إلى وطنه أورشليم السماوية. أسر البشر يجرد الإنسان من أمه، وهذا الأسر يقودك إلى أمنا كلنا. ذلك الأسر يفصلك من أقاربك ومواطنيك، وهذا يقودك إلى السمائيين. لأن بولس الرسول يقول: "أنتم رعية مع القديسين" (أف 2: 19). هذا إذن هو السبب في لماذا تظهرون عراة بلا أحذية.
16- لكن لماذا كلمات المعزمين -تلك الكلمات المخيفة المهولة- فإنها ستعيد إلى ذاكرتكم ربنا جميعًا، العقوبة، الانتقام، نيران جهنم؟ (هذا) بسبب وقاحة الشياطين، لأن الموعوظ هو غنمة، خان مهجور، فندق بلا باب ومفتوح للكل بلا تمييز، هو وكر للصوص، ملجأ للحيوانات المفترسة، مسكن للشياطين. ومع ذلك فإن ربنا بصلاحه قرر أن هذا الخان المهجور والذي بلا باب ومأوى اللصوص يصير قصرًا ملكيًا. ولهذا السبب أرسلنا نحن معلميكم وهؤلاء المعزمين ليعد الخان مقدمًا وبإشرافنا نحن الذين نعلّمكم نقوي ونؤمّن جدران الخان الذي كان ضعيفًا وغير آمن.
17- إن المسيح يقول "كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل بنى بيته على الصخر" (مت 7: 24). فلنضع الأساس المتين إلى أن يقترب الملك.
وإن رأينا قذارة أو وحل فلننزعهما. فهكذا عادة الخطية، النجاسة، والقذارة. اسمع إذن كيف يصف داود طبيعتهما "لأن آثامي قد طمت فوق رأسي. كحمل ثقيل أثقل مما احتمل. قد أنتنت حبُر ضربي من جهة حماقتي" (مز 38: 4-5). نحن من ناحية نصرف بعيدًا الرائحة النتنة ونضع مرهم الروح، والمعزمون من ناحية أخرى -بتلك الكلمات الأخرى- يتحققون أنه لا يوجد هناك وحوش ضارية أو حيّات أو أفاعي أو عقارب. حتى لو كان الوحش ضاريًا فما أن يسمع تلك الصيغة المخيفة للتعزيم فإنه لا يستطيع أن ينكمش أو يكمن في مخبأه، بل رغمًا عنه يمرق ويهرب بعيدًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/cnn4mfb