![]() |
12- لكن لماذا موتنا ودفننا وقيامتنا حدثت في نفس الوقت -لأننا قمنا في نفس اللحظة التي فيها دُفنا- بينما قيامة ربنا قد تعوقت إذ قام بعد ثلاثة أيام؟ لماذا -إذن- أتت قيامتنا في الحال بينما تباطأت قيامة ربنا؟ الحق أنه تصرف هكذا لكي يعيننا لنفهم أن الضعف ليس هو سبب التأخير. بالتأكيد أن ذلك الذي استطاع أن يقيم خادمه في لحظة، لهو قادر بالأولى جدًا أن يقيم نفسه. فلماذا إذن التأخير؟ لماذا ثلاثة أيام في القبر؟ وإن كانت حقيقة قيامته قد تأخرت بعد ثلاثة أيام من موته فهذا لكي نتحقق من قيامته ببرهان فائق على كل جدال. إذ حتى الآن بعد مثل هذا البرهان القوي، يوجد أناس يقولون أنه ظهر فقط لكي يتألم. فبماذا كان سيقول هؤلاء الناس لو لم يوجد مثل هذا التأخير في قيامته؟ لأن إبليس يرغب في أن يتآمر ليس فقط ضد قصة القيامة، بل أيضًا ضد الاعتقاد أنه مات لأن إبليس يعلم جيدًا أن موت المخلص كان هو العلاج الناجح لخلاص كل العالم وهو كان يشتهي أن يزيله من إيمان الناس لكي يلاشي الخلاص.
13- لذلك كان الرب بطيئًا في القيامة ثانية واليهود جاءوا قائلين "اعطنا حراسًا لضبط القبر" (مت 27: 63-66). يا للوقاحة ّ هل أبدًا رأيتم أيها اليهود أحد يحرس جثة؟ لأنه لو كان المصلوب جثة عادية أو مجرد إنسان لماذا تعملون هذه الاحتياطات الغريبة وغير الاعتيادية؟ لماذا تخافون وتحضرون حراسًا؟ ومع ذلك لم يمنع الله هذا بل سمح أن القبر يُحرس لكي يُمسك الخاطئ بأعمال من صنع يديه. إذ قالوا "مُرّ بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلًا ويسرقوه ويقولوا أنه قام من الأموات" (مت 27: 64). لكن العكس حدث. لأنهم أخذوا العسكر، ومن ثمَّ بعد أن قام لم يستطيعوا أن يقولوا أن التلاميذ سرقوه وأنه لم يقم. لذلك فإن الأدلة التي تم تلفيقها ضد القيامة صارت أدلة في صالحها، والمسيح جعل نفس الذين تآمروا ضده شهودًا على قيامته وبذلك بدد الحجة التي أعدوها في ذلك اليوم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4j4jjtm