St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

119- أخفاء المجد المنظور

 

حينما أخلى الابن الوحيد الجنس نفسه آخذًا صورة عبد، فإنه قد أخفى مجده المنظور. لأنه سبق أن قال لموسى في الجبل حينما طلب أن يرى مجده الكامل: "لا تقدر أن ترى وجهي. لأن الإنسان لا يراني ويعيش.." (خر33: 20-23).

لقد أظهر السيد المسيح لتلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا شعاعًا من مجده على جبل التجلي. ولكنه أثناء نزولهم من على الجبل أوصاهم ألا يخبروا أحدًا بما رأوه إلى ما بعد إتمام الفداء على الصليب وقيامته المجيدة من الأموات (انظر مت17: 1-9، مر9: 1-9).

وحتى هذا المجد على جبل التجلي لم يكن إلاّ قدر ضئيل من مجده. لأن الإنسان قبل أن يلبس جسد القيامة الممجد لا يستطيع أن يرى المسيح في ملء مجده ويعيش.

لقد أخفى السيد المسيح مجده في التجسد، لكي يمكن أن يتم الفداء. وإلا لما استطاع أن يقترب منه أي إنسان، أو يمد يده عليه بالجلد والصلب وكل ما كان. وعن هذا قال معلمنا بولس الرسول: "لأن لو عرفوا لَما صلبوا رب المجد" (1كو2: 8).

St-Takla.org Image: The glory: "Then I looked, and I heard the voice of many angels around the throne, the living creatures, and the elders; and the number of them was ten thousand times ten thousand, and thousands of thousands, saying with a loud voice: “Worthy is the Lamb who was slain to receive power and riches and wisdom, and strength and honor and glory and blessing!”" (Revelation 5: 11-12) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: المجد: "ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف، قائلين بصوت عظيم: «مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!»" (الرؤيا 5: 11-12) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: The glory: "Then I looked, and I heard the voice of many angels around the throne, the living creatures, and the elders; and the number of them was ten thousand times ten thousand, and thousands of thousands, saying with a loud voice: “Worthy is the Lamb who was slain to receive power and riches and wisdom, and strength and honor and glory and blessing!”" (Revelation 5: 11-12) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المجد: "ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف، قائلين بصوت عظيم: «مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!»" (الرؤيا 5: 11-12) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

وفي مناجاة السيد المسيح للآب في ليلة آلامه قال له: "أيها الآب قد أتت الساعة. مجّد ابنك ليمجّدك ابنك أيضًا.. أنا مجدّتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته. والآن مجّدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم" (يو17: 1، 4، 5). وقال أيضًا: "أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم" (يو17: 24).

إذن لقد أخفى السيد المسيح مجده المنظور أثناء وجوده في الجسد على الأرض لكي يكون من الممكن أن يتم الفداء.

ولكنه أظهر قدرًا من هذا المجد لبعض تلاميذه على جبل التجلي ليبرهن لهم أنه قد أخفى هذا المجد بإرادته، ولم يفقده على الإطلاق. إذ هو خاص بجوهره الإلهي الذي هو واحد فيه مع أبيه السماوي من حيث لاهوته. فالابن له نفس الجوهر مع الآب وهو مساوٍ له في المجد الإلهي والربوبية، وممجد مع أبيه الصالح والروح القدس المساوي.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

مجدًا من الناس لست أقبل

لماذا قال السيد المسيح هذه العبارة في إنجيل يوحنا (يو5: 41) مع أن تمجيده هو من أهم أساسات العبادة المسيحية.

فنحن نعطي المجد (الذوكصا) للثالوث قائلين في كل صلاة: (المجد للآب والابن والروح القدس).

ويكلّمنا الكتاب المقدس عن مجد المسيح في كثير من المواضع وعلى سبيل المثال:

"كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضًا مبتهجين" (1بط4: 13).

"كل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة: للجالس على العرش وللخروف (للمسيح) البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين" (رؤ5: 13).

"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء" (مت25: 31، 32).

"كان ينبغي أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده" (لو24: 26).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

نوعان من المجد

هناك نوعان من المجد: المجد الحقيقي، والمجد الباطل.

المجد الحقيقي: هو المجد الممنوح من الله.

والمجد الباطل: هو الذي يفتعله البشر بدون أساس حقيقي.. وهو مجد زائل قال عنه السيد المسيح: "كيف تقدرون أن تؤمنوا، وأنتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعض، والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه" (يو5: 44).

هذا المجد الباطل هو الذي قال عنه السيد المسيح: "مجدًا من الناس لست أقبل" (يو5: 41) وهو نوع المجد الذي يمنع الناس من الإيمان بالمسيح أو يمنعهم من الاعتراف بهذا الإيمان بسبب خوفهم من ضياع مجد الناس كما هو مكتوب عن السيد المسيح "ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضًا غير أنهم لسبب الفريسيين لم يعترفوا به لئلا يصيروا خارج المجمع، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله" (يو12: 42، 43).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/visible.html

تقصير الرابط:
tak.la/4wrhxy2