(1) هو مكان الاجتماع وعند اليهود مركز للعبادة ودار للقضاء العالي وكان يستعمل كمدرسة.
كانت العبادة قبل السبي تؤدي في هيكل أورشليم فقط وطبعًا كان الكتاب يقرأ في أي مكان (أرميا 36: 6، 10، 12-15).
وكان الناس يذهبون إلى الأنبياء في أي مكان للإرشاد الديني (2 ملو 4: 38) وكانت العبادة في أورشليم مستحيلة وغير ممكنة لما كان الشعب في سبي بابل. ويظهر أنه في ذلك الوقت وفي بابل نشأت فكرة المجامع.
ولقد أقيمت لا لتكون مكانًا للذبائح وإنما للتعليم الكتابي والصلاة وزعم البعض أن المجمع نظمه موسى (عدد 11: 16) وقد جاءت كلمة معاهد الله في (مزمور 74: 8) بمعنى مجامع الله أو محافل أو مقادس من أيام يهوشافاط (2 أخبار 19: 8-11) وأما السنهدريم فقد انتظم في أيام المكابيين وبقي إلى زمن مخلصنا (متى 5: 22)، وهو المجمع الذي حكم على يسوع (مت 26: 59؛ مرقس 15: 1) ومن ذلك الوقت أخذت سلطته تضعف وتتناقص إلى وقت خراب أورشليم ثم نقل إلى تبنة وبعد ذلك إلى طبرية حيث انتهى سنة 425 م. وكان لهذا المجلس سلطة عظيمة في الأمور الدينية والمدنية. وكان مؤلفًا من واحد وسبعين عضوًا ينتخبون من الشيوخ والكهنة والكتبة ويرئسه رئيس الكهنة. وأما زمن اجتماعه ففي الصباح قرب الهيكل وحسب تقليد التلمود أخذ من السنهدريم الحكم بالموت قبل موت المسيح بثلاث سنين فلما جاء اليهود بيسوع إلى بيلاطس ليحاكمه قالوا له: "لا يجوز لنا أن نقتل أحدًا" (يو 18: 31).
(2) كان لليهود مجامع أخرى عديدة يختلف نظامها فيما بينها غير أنها كانت كلها خاضعة لمجمع السنهدريم في اورشليم.
وكان المجمع في قرية عدد أصحاب بيوتها 120 فصاعدًا مؤلفًا من ثلاثة وعشرين شخصًا، وفي القرى الصغيرة من سبعة قضاة ولاويين أو ثلاثة أعضاء فقط. وقد أشير إلى هذه المجامع وسلطتها في (متى 5: 21، 22؛ مرقس 13: 9). وأما أرباب المشورة الذين خاطبهم فستوس (أع 25: 12) فكانوا مجمعًا قائمًا بذاته يتعلق أمره بالحكومة الرومانية. وكان لليهود مجامع خارج أرض فلسطين في المدن الصغرى كما كان في سلاميس وفي قبرص (أع 13: 5) وفي أيقونية (أع 14: 1) وفي بيرية (أع 17: 10). وكانت هذه المجامع منفصلة عن الحكومة وتدير شؤونها الدينية والمدنية وهي خاضعة بالطبع لقانون البلاد.
(3) كان ترتيب تلك المجامع أشبه بترتيب خيمة الاجتماع فإن الهيكل كان في الوسط وفيه تابوت لحفظ نسخة من الشريعة وقدامه المنبر وأما المقاعد فيها فكان بعضها أعلى من البعض الآخر أحيانًا وكانت العليا مخصصة للشيوخ وتعرف "بالمجالس الأولى" (متى 23: 6؛ يع 2: 2، 3) وكان في الاجتماع الرجال يجلسون في جانب والسيدات في جانب آخر.
وكان لكل مجمع خدمة مخصوصون:-
(أ) رئيس المجمع (مر 5: 35؛ اع 18: 8) وفي بعض المجامع كان يوجد عدد من الرؤساء (مرقس 5: 22؛ اع 13: 15) وعمل الرئيس أن يرئس الخدمة ويعين أو يأذن لعدد مناسب أن يصلي ويقرأ الكتب ويعظ وكان مسؤولًا عن الممتلكات (لو 13: 14).
(ب) المجلس ذاته وهو مؤلف من الشيوخ وذوي الرفعة والاقتدار (مر 5: 22).
(جـ) خادم المجمع (لو 4: 30) وكان يعد البناء للعبادة ويعلم في المدرسة الملحقة بالمجمع.
(د) كان لكل مجمع شمامسة لتوزيع الصدقات من أصل مال المجمع (مت 6: 2).
(هـ) مختار الجماعة كان يقرأ الكتاب ويصلي، ونقرأ عن يسوع أنه اختير لقراءة الكتاب في مجمع الناصرة (لو 4: 16) وغالبًا علّم في المجامع (مت 4: 23) وقد دعي بولس وبرنابا رؤساءُ المجمع في إنطاكية بيسيدية لإلقاء كلمات الوعظ (أع 13: 15).
وقد تألفت لجنة من ثلاثة أعضاء أغنياء من المجلس وثلاثة شمامسة والخدام والمختار ومعلم اللاهوت لإدارة العبادة. وكان يحق لمدبري المجمع أن يخرجوا منه المجرمين ويجلدوهم (مت 10: 17) على أن الإخراج من المجمع (يو 16: 2) كان شرًّا من الجلد عند اليهود، وربما كانت تجري محاكمة المجرمين في المجمع. وأما جلدهم فيوكل بالمجلس، والمجلس ينفذ حكم الجلد على يد رجل معين لذلك (أع 22: 19؛ 26: 11) وبعد أن أخرج الرسل من مجامع اليهود أخذوا يجتمعون معًا للصلاة في بيوت خاصة (أع 2: 36؛ 5: 42؛ رو 5؛ 1 كو 6: 19؛ كو 4: 15).
(4) أما ترتيب الصلاة فكان كما يأتي: كان الواعظ بعد اجتماع الشعب يعلو المنبر ويتلو الصلاة العمومية فيقف عندها كل الشعب في أماكنهم على غاية من الخشوع والوقار (مت 6: 5؛ مر 11: 25؛ لو 18: 11، 13) ويرددون متحدين كلمة "آمين". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وكانت الصلوات تسع عشرة طلبة يعقبها تلاوة بعض الآيات (تث 6: 4-9؛ 11: 13-21؛ عدد 15: 37-41) ثم كانت تكرر بعض الصلوات ثم يقرأ الناموس والأنبياء. وأما الناموس فكان مقسمًا إلى أربعة وخمسين فصلًا مع بعض إضافات من أقوال الأنبياء يقرأ منها فصل كل سبت إلى أن تقرأ بجملتها على مدار السنة (أع 13: 27؛ 15: 21).
ومن غريب الاتفاق حسب قول البعض أن التلاميذ كانوا يقرأون في اليوم المقابل ليوم الخمسين فصلًا من يوئيل فيه إشارة إلى حلول الروح القدس عليهم. وبعد رجوع الشعب من السبي عينوا أشخاصًا لقراءة الناموس والأنبياء وتفسيرها لأنهم كانوا قد نسوا أثناء لغتهم العبرانية واستبدلوها في الغالب باللغة الأرامية (نح 8: 2-8) فكان التفسير والوعظ يأتيان أخيرًا ويقوم يهما أحد خدمة المجمع أو يكلف بهما شخص آخر اشتهر في التعليم إذا اتفق وجوده هناك، كما اتفق ذلك لمخلصنا وتلاميذه مرارًا عديدة. ثم تختم الصلاة بإعطاء البركة.
وكان اليهود يسمون المجمع بلغتهم "بيت هكنست" ولا تزال بقايا مباني المجامع هذه موجودة في الجليل في تل حوم التي هي كفر ناحوم قديمًا وفي اربيد وكفر بيريم وفي أماكن أخرى. وشكل هذه المباني مربع ممتدة من الشمال إلى الجنوب يتوسطها فناء كبير وبابان صغيران على الجانب الجنوبي، وفي الداخل أربعة صفوف من الأعمدة يعلو كل منها تاج من الفن الإغريقي والمباني مزينة برسوم من ورق الكرمة وأغصان العنب. وقد دلت الرمة وأغصان العنب. وقد دلت الاكتشافات الحديثة عام 1934 على وجود مجامع على الضفة اليمنى لنهر الفرات على طريق من حلب إلى بغداد يرجع تاريخها إلى عام 245 ميلادية ووجدت على جدرانها نقوش كثيرة توضح مناظر كتابية وتبين عصر أصول الفن المسيحي.
وتدل المجامع العُظْمَى على أن نحميا نظمها منذ عام 410 ق.م. وكان يشتمل المجمع على 120 عضوًا (سفر المجلات 17، 18) وقد تَرَأَّس عزرا على هذا المجمع. وكان سمعان العادل الذي مات حوالي 275 ق.م. آخر أعضاء هذا المجمع، وإن كانت فكرة وجود هذا المجمع غير مذكورة في مؤلفات يوسيفوس وفيلو وفي الكتاب المقدس إلا أن بعض التقاليد قد تصدق. وربما كان هذا المجمع العظيم مجلسًا من الكتبة لتقرير المسائل اللاهوتية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/q2xzahz