St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

118- ملء مجد المسيح

 

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يسوع الضابط الكل، البانطوكراتور - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يسوع الضابط الكل، البانطوكراتور - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

حدثت واقعة على جبل سيناء طلب فيها موسى النبي من السيد المسيح أن يريه ملء مجده فقال له: إن الإنسان لا يستطيع أن يراه ويعيش، وقال له يمكنك أن ترى ورائي فقط أما وجهي فلا يُرى. بمعنى أنه يمكنه أن يرى مستوى من مجده لا يصل إلى مجده الكامل. وفي كل الأحوال لا يعني تجزئة المجد الإلهي بل إعلانه للبشر بالمستوى الذي يحتملونه.

وقد روى موسى النبي في التوراة في سفر الخروج هذه الواقعة في حوار بينه وبين الابن الوحيد إذ قال موسى للرب: "فإنه بماذا يُعلم أني وجدت نعمة في عينيك أنا وشعبك أليس بمسيرك معنا؟ فنمتاز أنا وشعبك عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض. فقال الرب لموسى: هذا الأمر أيضًا الذي تكلّمت عنه أفعله لأنك وجدت نعمة في عيني وعرفتك باسمك. فقال: أرني مجدك. فقال: أجيز كل جودتي قدامك وأنادي باسم الرب قدامك وأتراءف على من أتراءف وأرحم من أرحم. وقال: لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش. وقال الرب: هوذا عندي مكان فتقف على الصخرة. ويكون متى اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهي فلا يرى" (خر33: 16-23).

وحينما قال الرب لموسى: "الإنسان لا يراني ويعيش" كان بكل وضوح يتكلم عن مجده الكامل لأن موسى طلب من الرب كما ورد في النص "أرني مجدك" (خر33: 18). ولهذا قال له الرب: "متى اجتاز مجدي.. تنظر ورائي أما وجهي فلا يرى" (خر33: 22، 23).

إن الإنسان لا يستطيع أن يرى مجد الرب الكامل، أي ملء مجده ويعيش. لأن الملائكة نفسها تستر وجوهها من بهاء عظمة مجده، كما أن الإنسان الذي لا يزال تحت الآلام في جسد الموت لا يمكن أن يرى مجد الله الفائق ويعيش؛ لأنه لم يأخذ جسد القيامة الروحاني الممجد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما في الأبدية فهناك أمجاد لا يعبر عنها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم عنها ولا نستطيع أن نحدد أبعادها لأن أسرارها لم تعلن بعد.

ليت الرب يعطينا فهمًا لمعنى إخلاء السيد المسيح لنفسه حينما تجسد وأخفى مجده المنظور "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب مساواته لله اختلاسًا، لكنه أخلى نفسه آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. وإذا وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 6-8).


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/full.html

تقصير الرابط:
tak.la/r5vw6q2