لم يصنع السيد المسيح المعجزات ليتباهى بها، ولا ليأخذ مجدًا من الناس، بل على العكس كثيرًا ما أوصى الذين شفاهم أن لا يخبروا أحدًا بما صنعه معهم. وهذه بعض الأمثلة:
يحكي لنا إنجيل معلمنا مرقس عنها "فأتى إليه أبرص يطلب إليه جاثيًا وقائلًا له إن أردت تقدر أن تطهرني. فتحنن يسوع ومد يده ولمسه وقال له أريد فاطهر. فللوقت وهو يتكلم ذهب عنه البرص وطهر. فانتهره وأرسله للوقت وقال له انظر لا تقل لأحد شيئًا. بل اذهب أرِ نفسك للكاهن، وقدّم عن تطهيرك ما أمر به موسى شهادة لهم. وأما هو فخرج وابتدأ ينادي كثيرًا ويذيع الخبر، حتى لم يعد يقدر أن يدخل مدينة ظاهرًا، بل كان خارجًا في مواضع خالية. وكانوا يأتون إليه من كل ناحية" (مر1: 40-45). وعن نفس المعجزة كتب القديس لوقا الإنجيلي.
من هذه المعجزة وملابساتها يتضح ما يلي:
* إن السيد المسيح قد صنع المعجزة بدافع من حنانه وإشفاقه على هذا الأبرص "فتحنن يسوع".
* إن السيد المسيح قد حاول مع الأبرص لكي لا يقول لأحد شيئًا، فلا يظهر المعجزة لعامة الناس.
* إنه حينما وجد أن الأبرص قد أذاع الخبر كثيرًا، وتقاطرت عليه الجموع، بدأ يختفي ويعتزل في البراري ويصلي، ولا يدخل إلى مدينة ظاهرًا.
هكذا يعلمنا السيد المسيح بمثاله الصالح أن نهرب من طلب مجد الناس، صانعين مشيئة الله من القلب وأن من يهرب من الكرامة تجري خلفه، وترشد جميع الناس إليه.
يقول معلمنا لوقا الإنجيلي: "فلما جاء إلى البيت لم يدع أحدًا يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها. وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون. فقال لا تبكوا. لم تمت لكنها نائمة. فضحكوا عليه عارفين أنها ماتت. فأخرج الجميع خارجًا وأمسك بيدها ونادى قائلًا: يا صبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال. فأمر أن تُعطى لتأكل. فبُهت والداها. فأوصاهما أن لا يقولا لأحد عما كان" (لو8: 51-56).
وعن نفس المعجزة يقول القديس متى الإنجيلي: "فخرج ذلك الخبر إلى تلك الأرض كلها" (مت9: 26).
في هذه المعجزة ترى السيد المسيح يصنع الأمور التالية:
أولًا: منع الجموع التي كانت تسير خلفه من الدخول إلى موضع المعجزة.
ثانيًا: لم يأخذ من التلاميذ إلى الداخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا، الذين أخذهم معه على جبل التجلي، وفي بستان جثسيماني وهو يجاهد في الصلاة، ليكونوا شهودًا بعد قيامته من الأموات على هذه الأمور (انظرمت17: 9).
ثالثًا: أخرج جميع الأهل والزوار والمعزين خارجًا، ولم يستبقِ سوى والد الصبية وأمها.
رابعًا: أنه أوصى الذين شاهدوا المعجزة وقت حدوثها، أن لا يقولوا لأحد عما كان.
وبالرغم من كل ما فعل السيد المسيح لإخفاء المعجزة، إلا أن الخبر قد خرج إلى تلك الأرض كلها، لأنه "لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل، ولا يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة فيضئ لجميع الذين في البيت" (مت5: 14، 15).
عن هذه المعجزة يقول معلمنا متى البشير:
"وفيما يسوع مجتاز من هناك تبعه أعميان يصرخان ويقولان: ارحمنا يا ابن داود. ولما جاء إلى البيت تقدم إليه الأعميان. فقال لهما يسوع: أتؤمنان أني أقدر أن أفعل هذا؟ قالا له: نعم يا سيد. حينئذ لمس أعينهما قائلًا: بحسب إيمانكما ليكن لكما. فانفتحت أعينهما. فانتهرهما يسوع قائلًا: انظرا لا يعلم أحد. ولكنهما خرجا وأشاعاه في تلك الأرض كلها" (مت9: 27-31).
لم يقدّم السيد المسيح الشفاء لهذين الأعميين بمجرد أن طلبا ذلك، بل ظل ساكتًا وهو يسير في الطريق نحو البيت، بالرغم من صراخهما "ارحمنا يا ابن داود". ولما جاء إلى البيت تقدما إليه فسألهما عن إيمانهما، فأجابا بالإيجاب.
* كان السيد المسيح يرغب في إظهار إيمان هذين الرجلين، فتمهل عليهما في الاستجابة.
* كما إنه لم يرغب في أن يصنع المعجزة علنًا في الطريق، فسار نحو البيت وهما يتبعانه.
* إلى جوار ذلك أوصاهما السيد المسيح بشدة أن لا يعلم أحد.
* ولكنهما خرجا وأشاعا خبر المعجزة في تلك الأرض كلها.
عندما سأل السيد المسيح الرجل المفلوج الذي مكث بجوار بِركة مياه بيت حسدا لمدة ثماني وثلاثين سنة، قائلًا: "أتريد أن تبرأ"؟ (يو5: 6).. قال له المفلوج: "يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء. بل بينما أنا آتٍ ينزل قدامي آخر" (يو5: 7).
في هذه البِركة للمياه ذات الخمسة أروقة "كان مضطجعًا جمهور كثير من مرضى وعمي وعرج وعسم يتوقعون تحريك الماء، لأن ملاكًا كان ينزل أحيانًا في البِركة ويحرك الماء. فمن نزل أولًا بعد تحريك الماء، كان يبرأ من أي مرض اعتراه" (يو5: 3، 4).
كان حال الرجل المفلوج بجوار هذه البِركة ذات الخمسة أروقة، يمثل حال البشرية التي انتظرت مجيء المخلّص أكثر من خمسة آلاف عام، وقد أعطيت شريعة موسى ذات الخمسة أسفار والتي لم تتمكن من تخليص البشرية مما هي فيه من فساد طبيعتها، ومن الموت الذي نتج عن دخول الخطية إلى العالم.
في مدة انتظار البشرية، كان الرب يرسل أنبياء بين الحين والآخر لتنبيه البشرية إلى الخلاص، الذي كان الرب مزمعًا أن يصنعه في ملء الزمان، وقد تنبأوا عن مجيء المخلص، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكن لم يتمكن أحد منهم من تخليص البشرية من عجزها الروحي، ومن حالة الموت التي سيطرت عليها منذ سقوط أبوينا الأولين.
كانت هناك ومضات من السماء عبر الأجيال، عبّر عنها نزول الملاك أحيانًا لتحريك المياه في البركة. ولكن هذه الومضات كانت لتذكير البشرية بأن الخلاص سوف يتم بمجيء المخلّص.
وها هو المخلّص قد أتى ووقف إلى جوار الرجل المفلوج يسأله "أتريد أن تبرأ؟" أجابه المريض يا سيد "ليس لي إنسان".
لعل رد الرجل المريض يذكّرنا بما ورد في سفر إشعياء عن حال البشرية إذ قال: "ننتظر عدلًا وليس هو. وخلاصًا فيبتعد عنّا. لأن معاصينا كثرت أمامك، وخطايانا تشهد علينا، لأن معاصينا معنا وآثامنا نعرفها.. وقد ارتد الحق إلى الوراء، والعدل يقف بعيدًا.. فرأى الرب وساء في عينيه أنه ليس عدل. فرأى أنه ليس إنسان وتحيّر من أنه ليس شفيع. فخلّصت ذراعه لنفسه وبره هو عَضَدَهُ. فلبس البر كدرع وخوذة الخلاص على رأسه" (إش59: 12،11، 14-17).
كما قال المريض: "ليس لي إنسان"هكذا رأى الرب أنه "ليس إنسان".. أي لا يوجد إنسان يستطيع أن يتمم الفداء ويخلّص البشرية. ولذلك يقول: "رأى (الرب) أنه ليس إنسان، وتحيّر من أنه ليس شفيع، فخلَّصت ذراعه لنفسه وبره هو عضّده" (إش59: 16).
كان من الضروري أن يقوم الرب هو نفسه بالخلاص، لأنه لا يقدر أحد أن يتمم الفداء إلا الرب نفسه. لذلك يكمّل قائلًا: "فخلّصت ذراعه لنفسه.. فلبس البر كدرع، وخوذة الخلاص على رأسه"
صار الرب الله هو نفسه المخلص.. لهذا قال الإنجيل "وكان الكلمة الله.. والكلمة صار جسدًا وحل بيننا ورأينا مجده مجدًا كما لوحيدٍ من الآب مملوءًا نعمةً وحقًا" (يو1: 1، 14).
عن هذا تغنى إشعياء النبي قائلًا: "هوذا الله خلاصي فأطمئن ولا أرتعب، لأن ياه يهوه قوتي وترنيمتي وقد صار لي خلاصًا. فتستقون مياهًا بفرح من ينابيع الخلاص" (إش12: 2، 3).
لقد صار يهوه نفسه هو الخلاص، لأنه تجسد وهو المخلص. هو الكاهن، وهو الذبيحة. هو الحمل، وهو الراعي. هو الهيكل، وهو القربان.
وتغنت العذراء مريم قائلة: "تبتهج روحي بالله مخلصي" (لو1: 47).
وقيل عن السيد المسيح في ميلاده "وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم" (مت1: 21). وكلمة "يسوع" معناها "يهوه خلّص".
الكلمة الذي له نفس جوهر الآب، هو الذي تجسد وصنع الفداء. فالله يهوه هو المخلّص. لأن الكلمة من حيث جوهره هو يهوه، ومن حيث أقنومه هو الابن المولود من الآب، الذي هو يهوه أيضًا من حيث الجوهر.
وقد قال الرب صراحة في إشعياء النبي: "أنا أنا الرب وليس غيري مخلّص.. وأنتم شهودي يقول الرب وأنا الله" (إش43: 11، 12).
ما أعجب محبتك يا رب لأنك إذ لم تجد من يمكنه خلاص البشرية، أرسلت ابنك الوحيد ليولد متجسدًا من العذراء مريم، وإذ صار إنسانًا مثلنا بلا خطية، يقوم هو نفسه بإتمام الفداء، يقدّم نفسه كشفيع ويموت نيابةً عن الكل. ويقيمنا معه بانتصاره على الموت.. وبهذا صار الرب نفسه هو المخلص، وخلّصت ذراعه لنفسه وبره هو عضَدّه.
قال الرب للمفلوج: "قم احمل سريرك وامش" (يو5: 8). بعد أن كانت الروح عاجزة عن الحركة. ترقد في فراش الجسد، بكلمة الله صار لها القدرة أن تحمل الجسد، وتتحرك به بملء الصحة الروحية.
صارت الروح قادرة أن تقود الجسد، لأنها تنقاد بروح الله، وتتقوى بنعمة الروح القدس.
لم يعد الجسد هو موضع ترقد الروح فيه عاجزة عن الحركة نحو حياة الأبد، بل صارت الروح قادرة أن تقود الجسد وأن تحمله إلى بيت الآب.
ما أجمل هذه الكلمة "قم". سوف يسمعها كل من آمن وتمتع بالخلاص.. حينما ينادي ابن الله الذين رقدوا ليقوموا بأجساد روحانية ويرثوا الحياة الأبدية. إذا قال الرب للإنسان "قم" فسوف يقوم حتمًا.. إنها كلمة الرب القادرة الحية إلى الأبد.
قال هذا النداء الرجل الأعمى الذي كان جالسًا يستعطي على الطريق المؤدي إلى أريحا بقرب أريحا "فلما سمع الجمع مجتازًا، سأل ما عسى أن يكون هذا؟ فأخبروه أن يسوع الناصري مجتاز. فصرخ قائلًا: يا يسوع ابن داود ارحمني. فانتهره المتقدمون ليسكت، أما هو فصرخ أكثر كثيرًا: يا ابن داود ارحمني. فوقف يسوع وأمر أن يُقدّم إليه. ولما اقترب سأله قائلًا: ماذا تريد مني أفعل بك؟ فقال: يا سيد أن أبصر. فقال له يسوع: أبصر، إيمانك قد شفاك. وفي الحال أبصر، وتبعه وهو يمجد الله. وجميع الشعب إذ رأوا سبحوا الله" (لو18: 36-43).
إن طلب الرحمة بلجاجة، وبصراخ من الأعماق من السيد المسيح يجلب للإنسان كثير من المراحم الإلهية.
إن اللجاجة في الطلب والصراخ من عمق القلب هي دليل على قوة الإيمان بالمسيح.
وبالرغم من المعوقات المحيطة بهذا الرجل الأعمى إلا أنه قد وصل إلى غايته وتغلب على كل الصعوبات.
أولًا: تغلّب على مشكلة عدم قدرته على الإبصار بأن سأل من حوله "ما عسى أن يكون هذا؟"وذلك عندما شعر بالجمع مجتازًا.
ثانيًا: تغلّب على مشكلة عدم قدرته على الاتجاه نحو السيد المسيح لأنه لا يبصر طريقه بأن صرخ قائلًا: "يا يسوع ابن داود ارحمني".
ثالثًا: تغلّب على التذمر لإصابته بالعمى بالثقة في مراحم الرب الجزيلة.
رابعًا: تغلّب على مشكلة انتهار المتقدمون من الجمع الذين حاولوا أن يمنعوه من الصراخ طالبًا رحمة السيد المسيح بأن أصر على طلب الرحمة وصرخ أكثر كثيرًا "يا ابن داود ارحمني".
خامسًا: لم يثنه عن طلب الرحمة سؤال السيد المسيح له "ماذا تريد أن أفعل لك؟" بل أجابه لوقته "يا سيد أن أبصر". فالسيد المسيح يريدنا أن نحدد احتياجنا وطلباتنا منه. لا يكفي أن نطلب الرحمة بل ينبغي أن يكون لنا هدف واضح في صلاتنا.
وقد شهد السيد المسيح لإيمان هذا الرجل الذي استمر في الطلبة واثقًا من الاستجابة. ألم يقل السيد المسيح: "كل ما تطلبونه حينما تصلون فآمنوا أن تنالوه فيكون لكم" (مر11: 24).
لقد قاسى هذا الأعمى في حياته واضطر أن يتسول بأن يطلب عطايا من الناس لأنه لا يستطيع أن يكسب قوته لإصابته بالعمى. وهو لم يتذمر على الله الذي سمح له بهذه الضيقة وهذه المذلة بل صرخ نحو السيد المسيح طالبًا الرحمة في ثقة وإيمان.
هناك أناس تبعدهم الضيقات عن الله فيتذمرون عليه قائلين لماذا يسمح الله لنا بالذل والهوان والمشقة والتعب. أما المؤمنون فإن الضيقة تعتبر مجالًا يلتقون فيه مع الله ويقتربون منه.
لقد أوقف صراخ هذا الأعمى السيد المسيح الذي أمر أن يقدم إليه. ولما اقترب سأله قائلًا: "ماذا تريد أن أفعل بك؟". وهنا نرى كيف أمر السيد المسيح بأن يقترب إليه هذا الأعمى لكي يمنحه الشفاء.
وقد صار هذا الأعمى تلميذًا للسيد المسيح لأنه مكتوب أنه "أبصر وتبعه وهو يمجد الله". لقد امتلأ فمه فرحًا وتسبيحًا وتمجيدًا وصار شاهدًا لعمل الرب في حياته. وبسببه "جميع الشعب إذ رأوا سبحوا الله" (لو18: 43). ما أجمل هذه الأنشودة في حياة الإنسان أن يتمجد من خلال الضيقات التي يحتملها بإيمان. وما أجمل أن ننادى اسم يسوع الرب في كل حين من عمق القلب.
إن صلاة (يا ربي يسوع المسيح ارحمني -يا ربي يسوع المسيح أعنى - يا ربي يسوع المسيح خلصني) هي من أقوى الصلوات فاعلية في الحروب الروحية ضد الشياطين. لأن مجرد ذكر اسم الرب يسوع المسيح ترتعب منه جيوش الشياطين.
لهذا ففي إبصالية يوم السبت من كل أسبوع تسبح الكنيسة (اسمك حلو ومبارك في أفواه قديسيك: يا ربي يسوع المسيح مخلصي الصالح - كل أحد يباركك السمائيون والأرضيون: يا ربي يسوع المسيح مخلصي الصالح - سبع مرات كل يوم أبارك اسمك القدوس: يا ربي يسوع المسيح مخلصي الصالح.. الخ).
إن اسم يسوع في اللغة العبرية هو "يهوشع" أي "يهوه خلّص" بمعنى "الله خلّص" لهذا قال القديس بطرس الرسول لرؤساء اليهود بعد شفاء الرجل المفلوج: "فليكن معلومًا عند جميعكم وجميع شعب إسرائيل، أنه باسم يسوع المسيح الناصري، الذي صلبتموه أنتم، الذي أقامه الله من الأموات، بذاك وقف هذا أمامكم صحيحًا.. وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع4: 10، 12).
إن اسم يسوع يحمل قوة الله للخلاص ولا يوجد اسم في الوجود له فاعلية الخلاص مثله بالنسبة للبشر. لذلك صرخ الأعمى نحو السيد المسيح قائلًا: "يا يسوع ابن داود ارحمني".
فلنردد هذا الاسم من عمق قلوبنا ولا نكف عن ترديده بكل الثقة والإيمان ويصرخ كل منا قائلًا (يا ربي يسوع المسيح ارحمني).
وهكذا نرى من الأمثلة الخمسة السابقة وغيرها كثير، إن السيد المسيح كان يميل دائمًا إلى إخفاء ما يصنعه من المعجزات. وبالفعل أمكن إخفاء بعضها إلى ما بعد قيامته من الأموات، كما سوف نرى في معجزة التجلي، التي لم يبصرها سوى بعض من تلاميذه الاثني عشر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/miracles.html
تقصير الرابط:
tak.la/3yz5qb9