* تأملات في كتاب رسالة يعقوب الرسول: |
رِسَالَةُ الْقِدِّيسِ يَعْقُوبَ
ΙΑΚΩΒΟΥ ΕΠΙΣΤΟΛΗ
رِسَالَةُ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ
رسائل الكاثوليكون سبعة وهي:
رسالة يَعْقُوب الرسول |
5 إصحاحات |
رسالة بطرس الرسول الأولى |
5 إصحاحات |
رسالة بطرس الرسول الثانية |
3 إصحاحات |
رسالة يوحنا الرسول الأولى |
5 إصحاحات |
رسالتا يوحنا الثانية والثالثة |
إصحاحًا واحدًا لكل منهما |
رسالة يهوذا الرسول |
إصحاحًا واحدًا |
هذه الرسائل السبعة |
21 إصحاحًا ويليها |
سفر الرؤيا |
22 إصحاحًا |
كتابات القديس يوحنا (الإنجيل 21، والرسائل 7، الرؤيا 22) 50 إصحاحا.
أما رسائل القديس بولس 14 رسالة، 100 إصحاحًا تسبق الكاثوليكون.
الكاثوليكون: كلمة يونانية معناها الجامعة، ذلك لأنَّ هذه الرسائل موجهة لشعب المسيح في العالم أجمع.
والجامعة إحدى صفات الكنيسة، فنقول في قانون الإيمان "نؤمن... بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية". فالكنيسة جسد المسيح الواحد تجمع المؤمنين إلى واحد «لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (غلاطية28:3).
وحتى رسالة القديس يعقوب الموجهة للشعب اليهودي بِعَيْنِه دُعيَتْ ضمن الكاثوليكون؛ لأنها موجهة لا ليهود أورشليم بل لليهود المُشَتَّتِين في العالم كله لذلك حُسِبَت ضمن الكاثوليكون.
أما رسالتا القديس يوحنا الثانية والثالثة المكتوبتان لشخصيْنِ مُحددَيْنِ، حُسبتا ضمن الكاثوليكون باعتبارهما امتدادًا للرسالة الأولى.
ورسائل الكاثوليكون السبعة لها نصيب أكبر في القراءات الكنسية لاسِيَّما أثناء القداس؛ لأنها في مجموعها 21 إصحاحًا، وتُقرأ في جميع القداسات أجزاءٌ منها، وفى أغلب أسرار الكنيسة.
والكاثوليكون ضمن الرسائل الواحد والعشرين التي تُكَوِّنُ القِسم التعليمي في العهد الجديد، فمن المعروف أن:
· القسم التاريخي: وهو البشائر الأربعة وسفر الابركسيس (أعمال الرُّسُل).
· القسم التعليمي: وهو21 رسالة (البولس 14 رسالة والكاثوليكون 7).
· القسم النبوي: وهو سفر الرؤيا (الأبوكلبسيس).
كَتب رسائل الكاثوليكون أربعة من الآباء الرُّسُل، كلهم من الاثني عشر رسولًا. وهم القديسون يعقوب وبطرس ويوحنا ويهوذا. وهؤلاء الأربعة ضمن كتبة العهد الجديد الثمانية:
القديسين متى ويوحنا ويَعْقُوب وبطرس ويهوذا (5 رسل من الـ12)،
القديسين مرقس ولوقا (رسولين من السبعين)،
القديس بولس (الرسول الثاني والثمانين(1)).
كُتِب العهد الجديد باللغة اليونانية باعتبارها اللغة العالمية في ذلك العصر، لغة الإمبراطورية الرومانية التي سيطرت على العالم كله وفرضت لغتها بالقوة. فتكلم العالم كله باليونانية بجانب لغاتهم الأصلية التي تكلموا بها سِرًا في بيوتهم وعباداتهم، أما اليهود فكانوا أكثر الشعوب تمسُّكًا بلغتهم العبرانية التي كانوا يقدسونها ويعتبرونها لغة الله. أما العهد الجديد فَكُتِب باليونانية إلا إنجيل القديس متى ورسالة العبرانيين كُتبا بالعبرية؛ لأنهما كُتبا لليهود، ثم تُرجِما إلى اليونانية في نفس الجيل.
كَتَبها القديس يعقوب الصغير ابن حَلْفى أخو يهوذا الرسول (ليس الإسخريوطي) ابن خالة المسيح له المجد حسب الجسد (أخو الرب). هو أحد الأعمدة الثلاثة "يَعْقُوبُ وبطرس ويوحنا" (غل2: 9)، أسقف أورشليم الذي رأس المجمع الرسولي (أعمال15)، ولذلك يستشِهد كثيرًا بالعهد القديم، فيذكر إبراهيم وإسْحَاق وأيوب وإيليا، ويتأثر ببيئة فلسطين، فيتكلم عن العيون والينابيع، والزهور والتين والكروم، والسُّفن والبحار. ودُعيّ يعقوب البار؛ لأنه كان كثيرَ التعبُّد والسجود أثناء الصلاة، حتى صارت ركبته كركبة الجمل. كما دُعيّ يعقوب الغيور. وقيل إنه كان نذيرًا من بطن أمه، فلم يشرب خمرًا ولا مُسكِرًا، وله هيبة لدى اليهود والمسيحيين. وقد استشهد على يد هيرودس سنة 62م.
كُتِبَت هذه الرسالة في مدينة أورشليم قبل خرابها سنة 68م، وَ قد كُتبت قبل سنة 70م. كان يَعْقُوبُ الرسول أسقف أورشليم ولم يغادرها، وإليه رجع مار بولس الرسول الذي ذكره أولًا «فَإذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا، الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ» (غلا9:2).
اهتمت الرسالة بالحياة العملية، فتناولت موضوعاتٍ عديدة رغم صغرها (5 أصحاحات)، كلها تنحصر في الاهتمام بالأعمال الصالحة.
وينتقل القديس يعقوب سريعًا من موضوعٍ إلى آخر، فيفرِد لكل موضوع فقرة واحدة، وربما يعود فيقدم فقرة أخرى في بعض الموضوعات.
تتشابه رسالة القديس يَعْقُوب مع رسالة القديس بطرس الرسول الثانية في طريقتها وتوجيهها إلى اليهود. ويرجع القديس يَعْقُوبُ كثيرًا إلى قصص العهد القديم.
أسلوبها سهل مَلِيءٌ بالصور، وكأن القديس يَعْقُوب يُمسك بفرشاة ويرسم مجموعة صور تُعَبِّر عن موضوعات الرسالة. وفي هذا يتشابه مع القديس يهوذا الرسول، كما يتميز بالإيجاز والتركيز.
كُتِبَت لليهود المُشَتَّتِين في الإمبراطورية الرومانية في مصر وسوريا وشمال أفريقيا والأناضول واليونان؛ لذلك اقتبست كثيرًا من العهد القديم.
كُتِبت لِتَصِلَ ما بين العهدين.
كُتِبت كرسالة عملية، حِكَمية، تَوبيخية، جمع فيها بين الحزم والحنو.
فحوى الرسالة: رسالة الإيمان والأعمال.
← (ستجد كذلك تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين).
في الرسالة إشارة إلى 4 قصص من العهد القديم
أولًا: قصتان تُظهران قيمة الإيمان والأعمال أو الجهاد الروحي معًا:
القصة الأولى: قصة أبينا إبراهيم بين ق. بولس وق. يعقوب والعهد القديم.
(1) قصة أَبينَا إبْرَاهِيم يُقَدِّم ابنه إسْحَاق على المذبح:
«أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إذْ قَدَّمَ إسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ فَتَرَى أَنَّ الإيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإيمَانُ، وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: فَآمَنَ إبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا، وَدُعِيَ خَلِيلَ اللهِ. تَرَوْنَ إذَنْ أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإنسان لا بِالإيمَانِ وَحْدَهُ». (يع21:2- 24). (تك22)
(2) القديس مار بولس وقصة إبراهيم:
«فَمَاذَا نَقُولُ إنَّ أَبَانَا إبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ؟ لأَنَّهُ إنْ كَانَ إبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ، وَلكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ فَآمَنَ إبْرَاهِيمُ بِاللهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرًّا. أَمَّا الَّذِي يَعْمَلُ فَلاَ تُحْسَبُ لَهُ الأُجْرَةُ عَلَى سَبِيلِ نِعْمَةٍ، بَلْ عَلَى سَبِيلِ دَيْنٍ. وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ، وَلكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ، فَإيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرًّا... إنَّهُ حُسِبَ لإبْرَاهِيمَ الإيمَانُ بِرًّا. فَكَيْفَ حُسِبَ؟ أَوَهُوَ فِي الْخِتَانِ أَمْ فِي الْغُرْلَةِ؟ لَيْسَ فِي الْخِتَانِ، بَلْ فِي الْغُرْلَةِ! وَأَخَذَ عَلاَمَةَ الْخِتَانِ خَتْمًا لِبِرِّ الإيمَانِ الَّذِي كَانَ فِي الْغُرْلَةِ، لِيَكُونَ أَبًا لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ وَهُمْ فِي الْغُرْلَةِ، كَيْ يُحْسَبَ لَهُمْ أَيْضًا الْبِرُّ. وَأَبًا لِلْخِتَانِ لِلَّذِينَ لَيْسُوا مِنَ الْخِتَانِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا يَسْلُكُونَ فِي خُطُوَاتِ إيمَانِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ الَّذِي كَانَ وَهُوَ فِي الْغُرْلَةِ. فَإنَّهُ لَيْسَ بِالنَّامُوسِ كَانَ الْوَعْدُ لإبْرَاهِيمَ أَوْ لِنَسْلِهِ أَنْ يَكُونَ وَارِثًا لِلْعَالَمِ، بَلْ بِبِرِّ الإيمَانِ. لأَنَّهُ إنْ كَانَ الَّذِينَ مِنَ النَّامُوسِ هُمْ وَرَثَةً، فَقَدْ تَعَطَّلَ الإيمَانُ وَبَطَلَ الْوَعْدُ... لِهذَا هُوَ مِنَ الإيمَانِ، كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ، لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيدًا لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا لِمَنْ هُوَ مِنْ إيمَانِ إبْرَاهِيمَ، الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا. كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: إنِّي قَدْ جَعَلْتُكَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ. أَمَامَ اللهِ الَّذِي آمَنَ بِهِ، الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ. فَهُوَ عَلَى خِلاَفِ الرَّجَاءِ، آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ، لِكَيْ يَصِيرَ أَبًا لأُمَمٍ كَثِيرَةٍ، كَمَا قِيلَ: هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ. وَإذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفًا فِي الإيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ. وَلاَ بِعَدَمِ إيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا ِللهِ. وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا. لِذلِكَ أَيْضًا: حُسِبَ لَهُ بِرًّا. وَلكِنْ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ أَجْلِهِ وَحْدَهُ أَنَّهُ حُسِبَ لَهُ، بَلْ مِنْ أَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا» (رو4)
القصة الثانية: قصة رَاحَاب الزَّانِيَةُ بين ق. بولس وق. يعقوب والعهد القديم
«تَرَوْنَ إذَنْ أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإنْسَانُ، لاَ بِالإيمَانِ وَحْدَهُ. كَذلِكَ
رَاحَابُ الزَّانِيَةُ أَيْضًا، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيق آخَرَ؟ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّتٌ» (يع2: 24- 25).
«بِالإيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ» (عب11: 31).
قصة واحدة بين القديس يَعْقُوب والعهد القديم فيالصبر
القصة الثالثة التي أشار إليها القديس يعقوب هي قصة صبر أيوب
«خُذُوا يَا إخْوَتِي مِثَالًا لاِحْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ وَالأَنَاةِ
الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِاسْمِ الرَّبِّ.
هَا نَحْنُ نُطَّوِبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ
وَرَأَيْتًمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ». (يع10:5-11)
«فَقَامَ أَيُّوبُ... وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ وَسَجَدَ، وَقَالَ: عُرْيَانًا خَرَجْتُ مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَعُرْيَانًا أَعُودُ إلَى هُنَاكَ. الرَّبُّ أَعْطَى وَالرَّبُّ أَخَذَ، فَلْيَكُنِ اسْمُ الرَّبِّ مُبَارَكًا. فِي كُلِّ هذَا لَمْ يُخْطِئْ أَيُّوبُ وَلَمْ يَنْسِبْ للهِ جِهَالَةً»(أي20:1، 21)
قصة واحدة بين القديس يَعْقُوب والعهد القديم في الصلاة
القصة الرابعة التي أشار إليها القديس يعقوب هي قصة صلاة إيليا «طَلِبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كثيرًا فِي فِعْلِهَا. كَانَ إيلِيَّا إنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. ثُمَّ صَلَّى أَيْضًا، فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَرًا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا» (يع5: 16- 18).
16 صورة رسمها القديس يَعْقُوبُ في 5 إصحاحات.
1. المُرتاب: وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ الْبَتَّةَ، لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ. فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. (يع1: 6، 7)
2. الغني: وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ. لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضًا فِي طُرُقِهِ. (يع1: 10، 11)
هُوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ. (يع4:5)
3. الشهوة والخطية: ثُمَّ الشَّهْوَةُ إذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. (يع1: 15)
4. سماع الكلمة بدون العمل بها: لأَنَّهُ إنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعًا لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلًا، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلًا نَاظِرًا وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ، فَإنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ. (يع1: 24،23)
5. معاملة الغني فَإنَّهُ إنْ دَخَلَ إلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ فِي لِبَاسٍ بَهِيٍّ، وَدَخَلَ أَيْضًا فَقِيرٌ بِلِبَاسٍ وَسِخٍ، فَنَظَرْتُمْ إلَى اللاَّبِسِ اللِّبَاسَ الْبَهِيَّ وَقُلْتُمْ لَهُ اجْلِسْ أَنْتَ هُنَا حَسَنًا. وَقُلْتُمْ لِلْفَقِيرِ: قِفْ أَنْتَ هُنَاكَ أَوِ اجْلِسْ هُنَا تَحْتَ مَوْطِئِ قَدَمَيَّ فَهَلْ لاَ تَرْتَابُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ، وَتَصِيرُونَ قُضَاةَ أَفْكَارٍ شِرِّيرَةٍ؟ اسْمَعُوا يَا إخْوَتِي الأَحِبَّاءَ أَمَا اخْتَارَ اللهُ فُقَرَاءَ هذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَهَنْتُمُ الْفَقِيرَ. أَلَيْسَ الأَغْنِيَاءُ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْكُمْ وَهُمْ يَجُرُّونَكُمْ إلَى الْمَحَاكِمِ؟ (يع2: 2 -6)
6. الإيمان بدون أعمال مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إخْوَتِي إنْ قَالَ أَحَدٌ إنَّ لَهُ إيمَانًا وَلكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ، هَلْ يَقْدِرُ الإيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا، وَلكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ هكَذَا الإيمَانُ أَيْضًا، إنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. (يع2: 14 -17)
7. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هكَذَا الإيمَانُ أَيْضًا بِدُونِ أَعْمَال مَيِّت (يع2: 26)
8. إلى 13 (6 صور في ضبط اللسان)
· صورة الخيل الُملَجَّم: لأَنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا. إنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضًا. هُوَذَا الْخَيْلُ، نَضَعُ اللُّجُمَ فِي أَفْوَاهِهَا لِكَيْ تُطَاوِعَنَا، فَنُدِيرَ جِسْمَهَا كُلَّهُ. (يع3: 2 – 3)
إنْ كَانَ أَحَدٌ فِيكُمْ يَظُنُّ أَنَّهُ دَيِّنٌ، وَهُوَ لَيْسَ يُلْجِمُ لِسَانَهُ، بَلْ يَخْدَعُ قَلْبَهُ، فَدِيَانَةُ هَذَا بَاطِلَةٌ. (يع1: 26)
· صورة السفينة العظيمة: هُوَذَا السُّفُنُ أَيْضًا، وَهِيَ عَظِيمَةٌ بِهَذَا الْمِقْدَارِ، وَتَسُوقُهَا رِيَاحٌ عَاصِفَةٌ، تُدِيرُهَا دَفَّةٌ صَغِيرَةٌ جِدًّا إلَى حَيْثُمَا شَاءَ قَصْدُ الْمُدِيرِ. هَكَذَا اللِّسَانُ أَيْضًا (يع3: 4)
· صورة النار الحارقة: هَكَذَا اللِّسَانُ أَيْضًا، هُوَ عُضْوٌ صَغِيرٌ وَيَفْتَخِرُ مُتَعَظِّمًا. هُوَذَا نَارٌ قَلِيلَةٌ، أَيَّ وُقُودٍ تُحْرِقُ؟ فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإثْمِ. هَكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللِّسَانُ، الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ. (يع3:5, 6)
· صورة الوحوش الخاضعة: لأَنَّ كُلَّ طَبْعٍ لِلْوُحُوشِ وَالطُّيُورِ وَالّزَحَّافَاتِ وَالْبَحْرِيَّاتِ يُذَلَّلُ، وَقَدْ تَذَلَّلَ لِلطَّبْعِ الْبَشَرِيِّ. وَأَمَّا اللِّسَانُ فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُّوٌ سُمًّا مُمِيتًا. (يع3: 7، 8)
· صورة الينبوع الواحد: مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا! أَلَعَلَّ يَنْبُوعًا يُنْبِعُ مِنْ نَفْسِ عَيْنٍ وَاحِدَةٍ الْعَذْبَ وَالْمُرَّ؟ (يع3: 10- 11)
· صورة التينة والكرمة هَلْ تَقْدِرُ يَا إخْوَتِي تِينَةٌ أَنْ تَصْنَعَ زَيْتُونًا، أَوْ كَرْمَةٌ تِينًا؟ وَلاَ كَذلِكَ يَنْبُوعٌ يَصْنَعُ مَاءً مَالِحًا وَعَذْبًا (يع3: 12)
14. حياة الإنسان: هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الْقَائِلُونَ نَذْهَبُ الْيَوْمَ أَوْ غَدًا إلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ أَوْ تِلْكَ، وَهُنَاكَ نَصْرِفُ سَنَةً وَاحِدَةً وَنَتَّجِرُ وَنَرْبَحُ. أَنْتُمُ الَّذِينَ لاَ تَعْرِفُونَ أَمْرَ الْغَدِ! لأَنَّهُ مَا هِيَ حَيَاتُكُمْ؟ إنَّهَا بُخَارٌ، يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ. (يع4: 13، 14)
15. زوال الغنى: هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ. غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ. ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ. (يع5: 1- 3)
16. المثابرة والصبر: فَتَأَنَّوْا أَيُّهَا الإخْوَةُ إلَى مَجِيءِ الرَّبِّ. هُوَذَا الْفَّلاَحُ يَنْتَظِرُ ثَمَرَ الأَرْضِ الثَّمِينَ، مُتَأَنِّيًا عَلَيْهِ حَتَّى يَنَالَ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ وَالْمُتَأَخِّرَ (يع5: 7)
مقدمة و15 موضوع
الموضوعات |
(يع1) |
(يع2) |
(يع3) |
(يع4) |
(يع5) |
1-الصبر في التجارب 2- الصلاة 3- الغنى والفقير 4-الخطية وتدرجها 5- عطايا الله 6- الغضب 7- التوبة 7- العمل بالكلمة 8- الإيمان والأعمال 9- اللسان 10- الحكمة 11- الإدانة 12- حياتنا 13- الكبرياء 14- مجيء الرب 15- لا تحلفوا |
(يع 1: 2-4، 12-14) (يع 1: 5- 8) (يع 1: 9-11) (يع 1: 15) (يع 1: 16- 18) (يع 1: 19- 20) (يع 1: 21) (يع 1: 22-27)
|
(يع 2: 1-9 )
(يع 2: 10-13) (يع 2: 14-26)
|
(يع 3: 1- 12) (يع 3: 13-18)
|
(يع 4: 1-10)
(يع 4: 11-12) (يع 4: 13-15) (يع 4: 16-17) |
(يع 5: 10-11) (يع 5: 13-18) (يع 5: 1- 6)
(يع 5: 19-20)
(يع 5: 7-9) (يع 5: 12) |
القديس يَعْقُوب بن زَبْدِي (الكبير) |
القديس يَعْقُوب بن حلفى (الصغير، أخو يهوذا وكاتب الرسالة) |
أبوه زَبْدِي (الله أعطى) صياد الجليل الغني، يملك سفينة ويعمل تحته أُجَرَاء. معروفٌ لدى رئيس الكهنة. أخوه الأكبر يوحنا الحبيب، شقيقان اختارهما الرب ضمن الاثني عشر، وَأَقَامَ... يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَا يَعْقُوبَ وَجَعَلَ لَهُمَا اسْمَ بُوَا نَرْجِسَ (ابْنَيِ الرَّعْدِ) (مر3: 17،14) ويُذكَر القديس يعقوب مع يوحنا أخيه دائماَ (متى2:10، لوقا6: 14). استطاع الدخول مع يسوع إلى دار رئيس الكهنة، بينما وقف بطرس خارجًا، فكلَّم يوحنا البوابة فأدخلته (يو18:15). أُمُّه سالومة: أم يوحنا ويعقوب، واسمها يعنى سلام. تَقَدَّمَتْ أُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي مَعَ ابْنَيْهَا وَسَجَدَتْ... فَقَالَ لَهَا: مَاذَا تُرِيدِينَ؟ قَالَتْ: قُلْ أَنْ يَجْلِسَ ابْنَايَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنِ الْيَسَارِ فِي مَلَكُوتِكَ (مت20: 20- مر41:10).
وبعد القيامة كَانَتْ نِسَاءٌ كثيرًاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي (مت27: 55، 56) مَدَّ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ يَدَيْهِ لِيُسِيئَ إلَى أُنَاسٍ مِنَ الْكَنِيسَةِ فَقَتَلَ يَعْقُوبَ أَخَا يُوحَنَّا بِالسَّيْفِ. (أعمال2:12). أول من استشهد من الاثني عشر، بينما أخوه يوحنا آخر من تنيح. استشهد سنة 44م. |
أبوه حلفى بالآرامية، وكِلُوبَا (كِلْيوباس) باليونانية. هو واحد من أربعة إخوة هم إخوة الرب أبناء خالته، وهم يعقوب بن حلفى ويوسي وسمعان، وأخ له ثلاث أسماء لباوس الملقب تداوس ويهوذا ليس الإسخريوطي (يو14: 22، مت10: 3، مر3: 8، لو6: 15، 16) أُمُّهُ مَرْيَمُ: زَوْجَةُ كِلُوبَا شقيقة العذراء الصغرى. قال أبواها مريم الأولى قُدسٌ للرب ومريم الأخرى لنا. تبعت المسيح إلى الصليب. كَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ. (يو19: 25). وفى مجمع الناصرة قالوا: أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ مَرْيَمَ وَإخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ (مت13: 55 -58، مر6: 3). وَكَانَتْ نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي وَسَالُومَةُ (مر15: 40) وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. (مر16: 1). وفى صباح القيامة كَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ وقُلْنَ هَذَا لِلرُّسُلِ فَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ (لو24: 10). هو من المعتبرين أعمدة يعقوب وبطرس ويوحنا (غلا9:1) اضطهده اليهود واستشهد سنة 62م |
أما القديس يَعْقُوب بن حلفى (الصغير، أخو يهوذا وكاتب الرسالة)
قيل أن إخوته لم يؤمنوا به (مت12: 46-50، مر3: 21، 31- 35)، (يوحنا 7:3- 9، متى27: 55-56). أما سفر الأعمال فيقدم العذراء وإخوته مواظبين على الصلاة مع المؤمنين (أعمال13:1). فما سر هذا التحول؟ المسيح بعد القيامة ظهر ليعقوب (1كو7:15) أسقف أورشليم فرأس مجمع الرُّسُل فيها سنة 50م (أع5:15 - 29) دُعِيَ يعْقُوبَ البار لكثرة صلواته الراكعة فصارت ركبتاه كركبتي الجمل.
ويلاحَظ أن القديس يعقوب بن حلفى ليس أخًا لمتى (لاوي) ابن حلفى (مرقس 2: 14).
_____
(1) أُخذ القديس متياس من السبعين رسولًا وحُسب من الاثني عشر بدلًا من الخائن، ودُعِيَ مار بولس ليكمل السبعين.
← تفاسير أصحاحات يعقوب: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/nt/fr-youhanna-fayez/james/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/qq4hpyq