الكنيسة تقدم الخلاص عن طريق خدمة أسرار الكنيسة المقدسة.
1 وفي مقدمة هذه الأسرار سر المعمودية، الذي قال فيه الرب: (مَن آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) والذي أمر به الكنيسة حينما قال لآبائنا الرسل: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس) (مت 28: 19).
ولذلك فإن الرسل، حالما آمن اليهود في يوم الخمسين، عمدوهم لمغفرة الخطايا (أع 2: 41، 38).
ولا شك أن مغفرة الخطايا التي تأتى بالمعمودية لازمة للخلاص.
وهكذا عمدوا أيضًا الخصي الحبشي (أع 8) وكرنيليوس وجميع الذين كانوا يسمعون الكلمة معه (أع 10) وعمدوا أهل السامرة (أع 8) وعمدوا سجان فيلبي والذين له (أع 16) وكذلك ليدية بائعة الأرجوان هي وأهل بيتها (أع 16)
ومازالت الكنيسة بالمعمودية تنقل الخلاص إلى الناس، إذ يدفنون فيها مع المسيح ويقومون معه. يموت إنسانهم العتيق (رو 6) ويلبسون المسيح في المعمودية (غل 3: 27).
وقد شرحنا في بداية هذا الفصل فاعلية المعمودية وعلاقتها بالخلاص. وفيها تعطيهم الكنيسة مغفرة الخطية الأصلية والخطايا السابقة للمعمودية، عن طريق استحقاقات دم المسيح، وتصيرهم أولادًا لله (يو 3: 5، تي 3: 5).
2 ولكن الناس يخطئون بعد معموديتهم، ويحتاجون إلى الخلاص من عقوبة هذه الخطايا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهنا تقدم لهم الكنيسة سر التوبة، وسر الافخارستيا، لمغفرة خطاياهم.
وذلك بالسلطان الممنوح للكنيسة في قول السيد المسيح: (من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت) يو 20: 23) وقوله: (ما تحلونه على الأرض يكون محلولا في السماء. وما تربطونه على الأرض يكون مربوطا في السماء) (مت 18: 18).
أي فرح للمؤمن أن يأخذ خلًا من خطاياه، بسلطان معطى من السيد المسيح نفسه. وهناك ينال المغفرة.
ونفس المغفرة ينالها في سر الافخارستيا، الذي نقول عنه في القداس الإلهي: (يعطى عنا خلاصًا) وغفرانًا للخطايا، وحياة أبدية لكل من يتناول منه) وذلك بناء على قول السيد المسيح لتلاميذه حينما سلمهم هذا السر (جسده ودمه) (لمغفرة الخطايا) (مت 26: 28 ). وحسب قوله لليهود: (من يأكل جسدي ويشرب دمى فله حياة أبدية) (يو 6: 54) و (ويثبت في وأنا فيه) (يو 6: 56).
3 والكنيسة تساعد الناس على الخلاص بسكنى الروح القدس فيهم، وتعطيهم ذلك عن طريق سر المسحة المقدسة (1يو 2: 20، 27).
وكان هذا السر العظيم، تمنحه الكنيسة في بادئ الأمر عن طريق وضع اليد (أع 8: 17، أع 19: 6) ومادام بدون الروح القدس، لا يستطيع إنسان أن يحيا حياة روحية، ولا أن يتبكت على خطية، إذن فمنح هذا السر عن طريق الكنيسة له عمله الخلاصي العميق.
4 وكل هذه الأسرار المقدسة المؤدية إلى الخلاص، تقدمها الكنيسة عن طريق سر آخر هو سر الكهنوت.
وهكذا ندرك أهمية الكنيسة والكهنوت في قضية الخلاص.
حقًا إن الخلاص قد تم على الصليب بالفداء بدم المسيح. ولكن نقل هذا الخلاص إلى الناس تقوم به الكنيسة عن طريق الكهنوت والأسرار المقدسة..
وبالإضافة إلى هذا تقوم الكنيسة بالرعاية وخدمة المصالحة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/w2hn7p5