كذلك هناك نقطة هامة في الاستفادة من الاعتراف، هي معرفة معنى المغفرة وكيف تتم.
كان الشخص الذي يخطئ، يأتي بذبيحة عن إثمه أو خطيئته، ويضع يده على رأس الذبيحة، ويقر بخطاياه (لا 5: 5). وكان يدرك تمامًا أن هذه الذبيحة تموت بدلًا منه. هو يستحق الموت، ولكن ذلك الحمل المذبوح يموت عنه. وكان وضع يده يدل على أمرين: أنه قبل أن تنوب هذه الذبيحة عنه. وأنه بوضع يده عليها، تنقل الخطية منه إليها، هذه الخطية التي يقربها أمام الكاهن...
فكيف نطبق هذه الأمر في سر الاعتراف؟ معناه أن الخطية تنتقل منك إلى حساب المسيح ليمحوها بدمه...
إذن اعترافك بخطيتك، معناه أنك تطلب أن يحملها المسيح بدلًا منك تنتقل منك إليه، فيحملها عنك.
هنا تحس جيدًا وتدرك ما معنى المغفرة. ليس معناها أن الله قد تنازل عن حقه. فالعدل الإلهي لا بُد أن يُسْتَوفَى. وكيف ذلك؟ بأن يحمل المسيح خطيئتك ويمحوها بدمه. وهذا ما قيل بسفر إشعياء النبي "كلنا كغنم ضللنا، والرب قد وضع عليه إثم جميعنا"، "وهو مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا" (أش 53: 6،5)... بهذا الفهم السليم، تكون مشاعرك نحو الاعتراف وخطورته والمغفرة وكيفيتها...
هنا لا ينفصل الاعتراف عن المسيح ودمه...
وكأنك تقول للأب الكاهن: جئتك يا أبى، لكي تأخذ دنسي كله، وتنقله إلى رأس المسيح، ليحمله عني: كل دنس الفكر والقلب واللسان، ودنس الجسد أيضًا... كل خطاياي بلا استثناء. هي إذن عمليه نقل، وبدون هذا النقل لا تتم مغفرة. وهكذا لما اعترف داود أنه أخطأ، قال له ناثان "والرب أيضًا قد نقل عنك خطيتك، لا تموت" (2صم 12: 13). نقلها إلى أين؟ إلى حساب المسيح. ولماذا لا تموت؟ لأنه سيموت عنك.
هذه هي الطريقة الوحيدة للمغفرة. لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22). الله يسمع خطاياك التي تعترف بها له في سمع الكاهن. وينقلها إلى حساب ابنه الوحيد الذي أرسله كفارة لخطايانا" (1يو 4: 10)... " ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1يو 1: 7).
إذن ضع دم المسيح أمامك في كل اعتراف. وإن خجلت اخجل منه هو (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)...
اخجل من هذا الكلي الطهر الذي يحمل نجاستك. هذا القدوس الذي بلا خطية وحده. الذي لم يعرف خطية، ولكنه جعل خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه (2كو5: 21). هذا الخجل الحقيقي بفهمه اللاهوتي، هو الذي يجعلك تخجل من ارتكاب الخطية مرة أخرى... وليس مجرد خجلك من الأب الكاهن وهو يسمع خطاياك. بل خجلك من الابن القدوس وهو حامل لخطاياك.
على أن حمل المسيح لخطاياك، يلزمه منك أمران: الإيمان والتوبة...
الإيمان به في فدائه العجيب الذي قدمه لخلاصك. وعن هذا قال الكتاب "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية " (يو3: 16)... كل مَنْ يؤمن به...
أما عن التوبة اللازمة لك لاستحقاق المغفرة، فقد قال عنها الرب "إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون" (لو13: 3، 5).
أتظن الاعتراف بدون إيمان وتوبة، يمكنه أن يخلصك؟ كلا. أمزج اعترافك إذن بالندم والتوبة والعزيمة الصادقة على تغيير مسلكك. وبهذا تستحق دم المسيح الذي يطهرك من كل خطية. وبهذا تخرج من اعترافك مغسولًا بالدم الكريم...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/pbpfcf5