St-Takla.org  >   Coptic-Faith-Creed-Dogma  >   Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa  >   05-The-Seven-Holy-Sacraments__Bishop-Benjamin
 

أسرار الكنيسة السبعة في الطقس القبطي - الأنبا بنيامين

10- سر الميرون

 

لماذا ندهن بالميرون رغم أن الشخص يتغطس في المعمودية، والمعمودية فيها مياه بها ميرون؟

لأن الميرون الذي في المياه يشير لحلول الروح القدس على المياه لكي تولد المياه الإنسان ولادة ثانية جديدة من الماء والروح مثلما قال السيد المسيح (يوحنا: 4) "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يعاين ملكوت الله". لأن المعمودية تلد العين الروحية التي يرى بها الملكوت. فالميرون خاص بالمياه وليس بالشخص حتى لو تغطس الشخص بالماء والمياه فيها ميرون فالميرون خاص بالمياه وليس بالشخص. إذًا الميرون يعطى الإمكانية للمياه لكي تلد المعمد ولادة جديدة ليس كل مياه تستطيع أن تلد الإنسان ولادة جديدة. لكن الميرون الذي يدهن به الشخص يكون لحلول الروح القدس فيه بمواهبه وبنعمه وبركاته فيكون هذا ميرونًا لأجل الشخص لكن في الميرون يكون الميرون لأجل المياه.

كلمة ميرون تأتى من كلمة ميرون باليوناني Μύρον معناها زيت ونستخدم زيت الزيتون في زيوت الكنيسة زيت الميرون أصلًا معمول من زيت الزيتون بجانب مواد تضاف له وطبخ وعمل وتقديس الميرون يعمل من زيت الزيتون. لماذا؟ لأن شجر الزيتون فيه أشياء تشير للأبدية. شجرة الزيتون هي الشجرة الوحيدة التي لا يقع ورقها أبدًا طول السنة. لا تجف أبدًا تظل طول السنة خضراء. كل الشجر يأتي عليه وقت ويجف ويقع ورقه لكن زيت الزيتون يستخرج من شجر الزيتون الذي لا يجف ورقه ولا يقع أبدًا طول السنة تظل الشجرة خضراء. ولذلك فإن شجر الزيتون يشير للحياة الأبدية، وغصن الزيتون يشير إلى عطية السلام ويشير أيضًا إلى حياة النصرة. يقولون في موكب النصرة في الأبدية أن كل واحد سيكون ماسكًا سعف النخل وأغصان الزيتون. وفعلًا التلاميذ والأطفال فعلوا كذلك عندما استقبلوا المسيح وهو داخل أورشليم على مثال ما سيحدث في الأبدية. زيت الزيتون يشير لعمل الروح القدس. لذلك نعمل زيت الميرون من زيت الزيتون ليشير لعمل الروح القدس فينا وسكناه. الزيت عمومًا يشير إلى النعمة كلمة نعمة معناها عطية مجانية من ربنا. أي هدية من ربنا يعطيها لنا وكل العطايا الروحية التي نأخذها في الأسرار هي عطايا إلهية مجانية. أي أننا في المعمودية نأخذ عطية البنوة لله. هل يستطيع أحد أن يكون ابنًا لله دون أن يجعله الله ابنًا له؟ لا طبعًا هذه نعمه من الله عطية منه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أيستطيع أحد أن ينال سكنى الروح القدس فيه من غير أن يعطيها له الله؟ هذه نعمة عطية مجانية يعطيها لنا الله مجانًا هذه معنى كلمة نعمة. لذلك فالزيت عمومًا يشير إلى عمل الروح القدس في الإنسان.

St-Takla.org         Image: The Holy Mairuon Oil (Mayron, Mayroon), at St. Takla Church Baptistery, Egypt - right to left: Ghalilawn Oil, Mayroun Oil, and the Simple Oil صورة: صورة زيت الميرون المقدس، زيت المسحة المقدسة، زيت ميرون، في معمودية كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت، مصر - من اليمين لليسار: زيت الغاليلاون، زيت الميرون، الزيت البسيط

St-Takla.org Image: The Holy Mairuon Oil (Mayron, Mayroon), at St. Takla Church Baptistery, Egypt - right to left: Ghalilawn Oil, Mayroun Oil, and the Simple Oil - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org

صورة في موقع الأنبا تكلا: زيت الميرون المقدس، زيت المسحة المقدسة، زيت ميرون، في معمودية كنيسة الأنبا تكلاهيمانوت، مصر - من اليمين لليسار: زيت الغاليلاون، زيت الميرون، الزيت البسيط،  - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا هيمانوت

العذارى الحكيمات ما الفرق بينهن وبين الجاهلات؟ الزيت! العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات كان معهن مصابيح والمصابيح كان فيها زيت لكن الفرق أن الحكيمات كان معهن زيت في الآنية. الآنية غير المصباح حتى عندما ينتهي الزيت من المصباح يأخذن من الآنية ليملأن المصباح الجاهلات لم يكن معهن. لذلك ذهبت الجاهلات للحكيمات قلن لهن "لعله لا يكفى لنا ولكن اذهبن إلى الباعة وابتعن" لكن الحكيمات لم يقدرن أن يعطين زيتًا للجاهلات، إشارة إلى أنه لا يقدر أحد أن يعطى من أعماله الطيبة لغيره. كل واحد يستفيد من أعماله الطيبة ومن عمل الروح القدس معه. ولذلك كل طيب تعمله يختزن كزيت في الآنية لكي في الأبدية السعيدة نضئ المصابيح ونكون مع المستعدات لاستقبال المسيح. إذًا الزيت أمر مهم جدًا ونحن نستخدم في الكنيسة زيوتًا كثيرة جدًا زيت الميرون عندما ندهن به يحل فينا الروح القدس.

هناك زيت اسمه زيت الغاليلاون باليوناني أي الفرح زيت الفرح يدهن به المعمد عندما يجحد الشيطان ويخرج من مملكة الشيطان فيدهن بزيت الفرح إنه خرج من مملكة الشيطان ويدخل إلى مملكة المسيح بالمعمودية. وهناك زيت مسحة المرضى وهذا زيت خاص بنفسه من أجل المرضى. أي فرد يدهن بهذا الزيت يشفى. وهناك زيت أبو غلمسيس، وهذا الزيت يستخدم ونحن نقرأ سفر الرؤيا في ليلة أبو غلمسيس وكلمة غلمسيس كلمة يونانية معناها إعلان أول كلمة في سفر الرؤيا. كل هذه الزيوت تكون من زيت الزيتون الذي يشير إلى عمل الروح القدس في الإنسان. نترشم 36 رشمه ونسمى الرشم بزيت الميرون سر المسحة المقدسة. وهذا ما قال عنها الكتاب المقدس على لسان يوحنا الحبيب قال لكم مسحة من القدوس هي تعلمكم كل شيء. والمسحة كانت في العهد القديم للأنبياء والملوك والكهنة. ولذلك في سفر الرؤيا وفي بعض آيات يقول جعلنا لله وأبيه ملوك وكهنة. بمعنى أننا أصبحنا ندهن بزيت المسحة المقدسة مثل الأنبياء والكهنة والملوك. فالمسحة المقدسة التي نأخذها في سر الميرون تجعل الروح القدس يسكن فينا ونكون ملكًا أو هيكلًا للروح القدس. معلمنا بولس الرسول يقول "أنتم هياكل الله وروح الله ساكن فيكم، من يفسد هيكل الله يفسده الله" ما الذي يجعلنا هيكلًا لربنا؟ هي هذه المسحة. المسحة بزيت الميرون.

الذي لا يُمْسَح بزيت الميرون لا يكون هيكل لربنا. بالمعمودية يُطَرد الشيطان من الإنسان، لا يكون الإنسان ملك للشيطان. الإنسان يولد مِلْك للشيطان، وبالمعمودية يخرج من مملكة الشيطان بالميرون بِغَلق كل المنافذ التي ممكن أن يدخل الشيطان منها مرة ثانية، ولذلك الإنسان المدهون بزيت الميرون الشيطان لا يقدر أن يدخل فيه أبدًا. يقول أحدهم: نحن نسمع عن أناس مسيحيين ومدهونين بزيت الميرون ويدخلهم الشيطان. فالخطأ فيهم أنهم هم الذي يسمحون للشيطان أن يدخل ثانية. الخطية تجعل الشيطان يدخل ثانية خصوصًا خطية الزنا وخطية القتل، هذه الأشياء البشعة تجعل الشيطان يدخل الإنسان ويتملك عليه. ممكن الشيطان يحارب الإنسان من الخارج يأتي له بفكره بقلق، بخوف. لكن دخول الشيطان في الإنسان معناها أنه وضع رجله ثانية وهذا أمر متوقع. الكتاب يقول "الشيطان يخرج من الإنسان يبحث عن موضع راحة فلا يجد. يقول أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه فإذا رجع ووجده مكنوسًا مزينًا يدخل ومعه سبع أرواح أشر منه فتكون أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله". وكلمة "سبعة أرواح" معناها أن يكون كملت ملكيته على ذلك الإنسان. يملك على فِكره، يملك على إرادته، يملك على جسده وهكذا.. نسمع عن معجزات أخرج فيها السيد المسيح شيطان من على الشخص، وهذا الشيطان جعل فيها الإنسان مجنون، أعمى، وأخرس، وأصم. الشيطان يعمل هكذا في الإنسان: يجعله لا يفهم ولا يسمع ولا يتكلم ولا يرى. يفصله عن حياته وعن شخصيته وعن مكانته التي مفروض يكون فيها. أول ما المسيح أخرج الشيطان أصبح الشخص عاقلًا ويسمع ويرى ويتكلم (الأعمى المجنون الأخرس الأصم). فالسيد المسيح أتى أساسًا لكي يخرج الإنسان من ملكية الشيطان، لكن الشيطان يحاول يدخل ثانية. نحن نقفل المنافذ كلها عن طريق المسحة أو الرشم بالميرون.

أولًا لماذا 36 رشمة وأي أجزاء الجسم التي ترشم؟

هي تشمل كل منافذ الجسم بدءًا من النافوخ (أعلى الرأس) والمنخرين والفم والأذنين والعينين، والكاهن يرشم هؤلاء في الأول على شكل صليب ثم يرشم عند القلب والصرة وأمام القلب من الظهر حتى آخر العمود الفقري وهو صلب الإنسان فوق فتحة الشرج والزراعين (الكتف وتحت الإبط) والرجلين يأخذ مفصل الحوض والورك والركبة من فوق ومن تحت ومفصل المشط من الناحيتين. رقم ثلاثة يشير للثالوث ورقم أربعة يشير لأركان الأرض الأربعة. فالثالوث في أركان الأرض الأربع لذلك رقم 12 يشير إلى ملكوت الله أو ملكية الله على العالم لذلك في العهد القديم اختار 12 سبط وفي العهد الجديد اختار 12 تلميذ. ال12 رقم يشير إلى ملكوت الله. 12 في 3 يساوى 36 هذا نسميه سر التثبيت. يحدث ثلاث أشياء مهمة بالرشم بزيت الميرون: أول شيء هو أن يثبت الروح القدس فينا، ونكون نحن مسكن للروح القدس.

ثاني شيء: كل عضو يُرْشَم بالميرون يدخل في ملكية ربنا، فنحن نتثبت في المسيح. لذلك يقول معلمنا بولس الرسول "آآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟! حاشا". يقول "أعضاء المسيح" لأن بالرشم بالميرون تثبتت أعضائنا في المسيح. نحن أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه (أفسس: 5) لابد أن نكون أعضاء في جسد المسيح لكي نستطيع أن نأخذ جسد المسيح.

ثالث شيء: غَلْق المنافذ كلها أمام الشيطان. فنكون ثبتنا الغلق باب مغلق تمامًا الشيطان أحيانًا يدخل هنا الإنسان هو الذي يفتح له. الخطية تدخل الشيطان الخوف الشديد تدخل الشيطان الحزن الشديد يدخل الشيطان لذلك لابد للإنسان أن يكون حذر لا يتصرف تصرف ضد التثبيت الذي أخذه.

St-Takla.org Image: The Sacrament of Confirmation: a Coptic bishop holding the flask of Sacred Chrism oil, and anointing a baby after the Sacrament of Baptism (perhaps Bishop Maksimous, Metropolitan of Qalioubeya) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018. صورة في موقع الأنبا تكلا: سر الميرون: أب أسقف قبطي يمسك قارورة زيت الميرون ويرشم طفل بعد إتمام سر المعمودية (ربما الأنبا مكسيموس مطران القليوبية) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

St-Takla.org Image: The Sacrament of Confirmation: a Coptic bishop holding the flask of Sacred Chrism oil, and anointing a baby after the Sacrament of Baptism (perhaps Bishop Maksimous, Metropolitan of Qalioubeya) - Details from the icon of the events of the Apocalypse (Book of Revelation), by Father Makarious Al-Baramousy, Baramous Monastery, Natroun Valley, Egypt - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, October 21, 2018.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سر الميرون: أب أسقف قبطي يمسك قارورة زيت الميرون ويرشم طفل بعد إتمام سر المعمودية (ربما الأنبا مكسيموس مطران القليوبية) - تفاصيل من أيقونة أحداث سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، رسم الأب الراهب مكاريوس البرموسي، مضيفة دير البراموس، وادي النطرون، مصر - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 21 أكتوبر 2018 م.

ولذلك مهم جدًا أن تحدث تثبيته رابعة وهى تثبيت الإرادة في المسيح وهذا مهم. لذلك في كل قداس أبونا يقول "أين هي قلوبكم؟". يا ترى كما ثبتنا الروح القدس فينا وأصبحنا هياكل للروح القدس وكما تثبتت أعضائنا في المسيح وأصبحت ملك في المسيح وكما ثبتنا المنافذ والأبواب كلها تثبتت لكي لا يدخل الشيطان يا ترى استفدنا من هذه التثبيتة أم لا؟ لذلك رقم 36 يشير إلى الملكوت أو تثبيت الملكية. المعمودية العقد الابتدائي لكن الميرون هو العقد المسجل في تثبيت ملكية ربنا على حياتنا. تثبيت عدم دخول الشيطان مرة أخرى حتى لا يغتصبن. لذلك لابد أن ننتبه أن الشيطان يمكن أن يؤذى أي إنسان وممكن أن يحارب أي إنسان ولكن لا يؤذى من إرادته ثابتة في المسيح. نحن في الكنيسة عن طريق سر الميرون نعطيك إمكانية أن إرادتك تتثبت في المسيح لكن هذه متوقف عليك هل تريد أن تثبت إرادتك في المسيح هذا سهل لأنك طبيعي الروح القدس أصبح فيك وأنت أصبحت هيكل فيه والمسيح يملك على أعضاءك وعلى حياتك والشيطان لا يستطيع أن يدخل لك فماذا تريد بعد ذلك؟

أنا أعطيت لك حماية، ممكن تُشْرِك الروح القدس وتشترك معه في الحياة، ويشترك معك في الحياة، وممكن تتجاهله. وخصوصًا الروح القدس لا يفرض نفسه عليك. ولذلك الكتاب المقدس يقول "لا تطفئوا الروح القدس". فالروح القدس مثل النار القوية التي تجعلك في حرارة حب قوية، تنطفئ عندما تكون إرادتك ليست معه. لا تطفئوا روح ربنا ولا تقيدوا روح ربنا. تقيده أي تجعله لا يساعدك، ينظر لك ويكون غير قادر أن يفعل لك شيء، ينظر لك وأنت متجاهل الروح القدس الذي بداخلك.

وأيضًا التجديف على الروح القدس أن الإنسان لا يتوب ولا يقبل عمل الروح القدس في حياته حتى يموت هنا حكم على نفسه بالهلاك. لذلك نسمى سر الميرون بسر الروح القدس وثباته فينا وعمله في حياتنا والشركة التي بيننا وبينه. الكاهن يصلي صلوات حلوه جدًا وهو يرشم الشخص يبدأ بالرأس والمنخارين والفم والأذنين والعينين يقول "باسم الآب والابن والروح القدس مسحة نعمة الروح القدس آمين". وهو يرشم القلب والسرة والظهر وصلب الإنسان يقول "مسحة عربون ملكوت السموات" أي أنك بدأت الطريق إلى الملكوت عندما يرشم الزراع اليمين يقول "دهن شركة الحياة الأبدية غير المائتة". أي وأنت مازلت في الجسد الروح القدس يجعلك متطلع للأبدية وناظر عليها من خلال الحياة الروحية التي تعيشه. وهو يرشم الزراع اليسار يقول "مسحة مقدسة للمسيح إلهنا وخاتم لا ينحل" أي فيه تثبيت. وهو يرشم الرِّجل اليمنى يقول "كمال نعمة الروح القدس ودرع الإيمان والحق آمين". أي أعطاك درع لكي سهام العدو لا تأتى فيك. وهو يرشم الرجل اليسار يقول "أدهنك يا فلان بدهن مقدس باسم الآب والابن والروح القدس". بدأ "باسم الآب والابن والروح القدس" وختم "باسم الآب والابن والروح القدس". وبعد ذلك يقول له "تكون مباركًا ببركات السمائيين وبركات الملائكة يباركك الرب يسوع المسيح باسمه" وينفخ في وجه الطفل أو الطفلة ويقول له "أقبل الروح القدس وكن إناءًا طاهرًا من قبل يسوع المسيح إلهنا هذا الذي له المجد مع أبيه الصالح والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين".

فحلول الروح القدس يجعل الإنسان إناء طاهر مقدس بحلول الروح القدس فيه بعد ذلك يقولوا "أكسيوس" للطفل أو أكسياس للطفلة الذي دهن بالميرون وأخذ سر التثبيت في هذا اليوم. أخذ قوة الثبات، أخذ درع رادع للشيطان. الشيطان يخاف من الإنسان الذي فيه الروح القدس مفروض أننا نخوف الشيطان وليس الشيطان هو الذي يخيفنا. وأيضًا ننال شركة الحياة مع الروح القدس ويكون الروح القدس بالنسبة لنا مصدر قوة مثلما قال الرب يسوع للرسل "تنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وحينئذ تكونون لي شهودا". بركات كثيرة نأخذها من خلال سر التثبيت. نعتبر هذه المسحة أيضًا نوع من التدشين أو التكريس أو التقديس. أي أن الكنيسة عندما بنيت كانت مبنى عادى لكن عندما رشمت بالميرون أصبحت كنيسة. الكنيسة تبنى كمبنى لكن متى تصبح كنيسة فعلًا بعد التدشين. ولذلك يقول الآباء والدسقولية حيثما يوجد الأسقف توجد الكنيسة لأنه هو الذي يدشن البناء فيحوله لكنيسة. هكذا الشخص الذي يرشم بالميرون يكون مدشن هكذا الشخص قبل وبعد الميرون مثل المبنى قبل وبعد التدشين. بعد التدشين الكنيسة بتكون مسكن للملائكة والإنسان بعد الميرون بيكون صديق الملائكة وأرواح القديسين تستريح إليه وهو يشعر بسحابة من القديسين حوله الروح القدس بيكون شركة بينه وبين القديسين وأصبح صديق للملائكة. الكنيسة عندما تدشن بيكون فيها ذبيحة ومذبح. الإنسان بعد دهنه بالميرون بيكون قلبه مذبح لله. يرفع على هذا المذبح ذبائح حب لله، كل صلاه يقدمها هذه ذبيحة حب لربنا كل صوم يقدمه بيكون ذبيحة حب لله كل ميطانية metanoia كل صدقة كل عمل يعمله بيكون ذبيحة حب لربنا تصل المسائل إلى التكريس الكامل لله يعطى حياته كلها ذبيحة حب لربنا سواء في الرهبنة أو الكهنوت أو في الخدمة عمومًا مثل التكريس البتولي أو السيامات التي تخصص الإنسان لله. هذه بركات الميرون المقدس. حتى في سر الزيجة الروح القدس الذي في الاثنين هو الذي يجمعهم في جسد واحد يصيران جسدًا واحدًا، الذي يصيرهم جسد واحد هو الروح القدس الذي في الاثنين. لذلك لا نستطيع أن نزوج واحد أرثوذكسي لأخر غير مسيحي أو غير أرثوذكسي. لأن الروح القدس الذي في الاثنين هو الذي يجمع الاثنين وفي سر الزيجة يجعل العروسة بالنسبة للعريس حواء بالنسبة لأدم مأخوذة من ضلعه. كما أن الله أخذ ضلع من أدم وعمل منه حواء فأصبحت مع أدم جسد واحد هذه الآن لحم من لحمى وعظم من عظامي. الروح القدس الذي في الاثنين يجمع الاثنين مع بعض في جسد واحد لذلك العلاقة الزوجية بينهم تعتبر هي علامة الوحدة بينهم دليل الجسد الواحد. الروح القدس الذي فينا الذي ناله بسر المسحة سر التثبيت هو الذي يساعدنا على التوبة ويغفر لنا الخطية عن طريق أبونا الكاهن.

الروح القدس الذي فيك يساعدك على التوبة وعندما تأتى لأبونا يذكرك وتعترف وتقر بالخطية وبعد ذلك يعطيك الحل عن طريق فم أبونا الكاهن. مثلما أبونا يقول "ليكن عبيدك آبائي وأخوتي وضعفي مُحاللين من فمي بروحك القدوس". روح ربنا هو الذي يحالل عن طريق فم الكاهن. الروح القدس هو الذي يرشدك لأي عمل. أحيانًا عندما تكون مصلى ومستريح لموضوع معين فيكون هذا أن روح ربنا الذي فيك مستريح لهذا الأمر. روح ربنا يساعد الإنسان على الاختيار الحسن ويرشد الإنسان في حياته يرشده للفكر الجيد الذي يقوده في حياة مقدسة نقية. إذًا سر الميرون الحقيقة سر مهم جدًا ولازم للحياة ولا يستطيع الإنسان أن يعيش في حرب مع الشيطان بدون شركة الروح القدس ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه في حروب الشيطان إلا عن طريق الشركة مع الروح القدس التي تحصنه وتحصن أعضاؤه وتحصن أفكاره ضد عمل الروح القدس.

سر الميرون هو تسجيل لاسم الإنسان في ملكوت الله، بمعنى في المعمودية الشخص يأخذ ثلاث أسرار في يوم واحد المعمودية، والميرون، والتناول. المعمودية هي الولادة أي شخص يولد يسجلوا أسمه في سجل المواليد، وتبدأ أمه ترضعه. هكذا نحن في اليوم الذي نتعمد فيه نولد من الماء والروح ويسكن فينا الروح القدس فيكتب اسمنا في سفر الحياة. ونتناول من الدم ألا وهو الرضاعة التي تحين. "من يأكل جسدي ويشرب دمى فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير" مسحة الميرون المقدسة مسحة مهمة جدًا بالنسبة لنا وسر مهم بالنسبة لنا ولا توجد وسيلة لنوال الروح القدس إلا عن طريق نوال هذه المسحة المقدسة. أخوتنا البروتستانت وخاصة الخمسينيين يقولوا نحن نصلى، ويقوموا بعمل أصوات معينة وأحيانًا يقول لغة غير مفهومة ويقولوا تكلم بألسنه وأحيانًا يدعوا أن الروح القدس يحل عليهم في حلقات صلاه معينه أو حلقات دراسة معينه كل هذا كلام لم نتسلمه من الرسل لكن الذي تسلمناه من الرسل هو المسحة المقدسة من الميرون المقدس. ومن أيام الرسل حتى الآن درجة رئاسة الكهنوت بوضع اليد تحل الروح القدس. مثل سيدنا البابا عندما يرسم كاهن بوضع اليد تحل الروح القدس عليه كذلك في معمودية الكبار يتم عمادهم ويدهنوا في الأجزاء الظاهرة فقط وسيدنا يضع عليهم اليد فيكمل بقية الرشومات.

زيت الميرون فيه أجزاء من الصليب المقدس الخميرة التي عملها أصلًا مار مرقس وأحضرها لنا. وأول مرة عمل الميرون بعد مار مرقس كان في عهد البابا أثناسيوس الرسولي. الميرون الباقي من مارمرقس وضعه كخميرة على الميرون الذي عمل الميرون عمل عدة مرات ونحن نفرح أن نقول أن الميرون عمل أربع مرات في عهد قداسة البابا شنوده الثالث دليل امتداد الكنيسة وامتدادها وانتشارها في العالم كله. لا أحد يمسك قنينة الميرون إلا الآباء الكهنة والأساقفة وقداسة البابا طبعًا أي درجات الكهنوت ولابد أن يكون من يحمله صائم ويكون هناك توقير لحمله. ربنا يعطينا شركة الروح القدس ويعطينا أن نكون أواني طاهرة كما ثبت فينا روح الله نكون مقدسين بهذا الروح القدس.

 لإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد أمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/05-The-Seven-Holy-Sacraments__Bishop-Benjamin/Coptic-7-Sacraments_010-Serr-El-Mairoun-Mayroon-Oil.html

تقصير الرابط:
tak.la/h4n5tpb