لقد ترعرعت المسيحية في مصر باستشهاد القديس مارمرقس كقول الرب يسوع: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت لا يمكن أن تأتي بثمر. فعندما ارتوت أرض مصر الطيبة بدمه الطاهر ازدهرت المسيحية وهكذا رسم لنا نحن أبناءه الأقباط الطريق إلى محبة المسيح وإلى الكرازة..... إنه ينبغي أن يكون حتى الدم.. فالقبطي ينبغي أن يحيا مسيحيته حتى الموت.
يقول إشعياء النبي قبل مجيء المسيح بحوالي 850 سنة م.: "في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود عند تخمها" (أش 19: 19) وكلمة رسول في الكتاب المقدس تشير إلى الرسول مرقس كما قال القديس بولس عن الرسل: "المعتبرين أعمدة". أما كلمة تخوم مصر فهي تعني حدودها أي مدينة الإسكندرية التي بدأ كرازته فيها.
هو أحد السبعين رسولًا الذي سار وراء الرب – وهو الشاب الذي ترك إزاره وهرب ليلة الصلب.
عندما قدم مارمرقس... قدم كل ما له للمسيح... ماله – بيته – أخيرًا نفسه.
1. كان بيته أول كنيسة في العالم (صنع فيه الرب العشاء الرباني).
2. وفي بيته ولدت الكنيسة (يوم حلول الروح القدس في يوم الخمسين).
دائمًا يرسم أسد بجوار مارمرقس.
1- لأن إنجيله بدأ بالقول: (صوت صارخ في البرية) (مر 1:1).
2- لأن أول معجزة صنعها كانت أنه كان سائرًا مع أبويه فقابل أسد فرشم عليه الصليب فمات.
3- اتفق آباء الكنيسة أن الأربعة مخلوقات غير المتجسدة في سفر الرؤيا (رؤ 4:7) تشير للأربعة الإنجيلين. وأن أحد هذه الأربعة أسد – وهو يرمز لإنجيل القديس مرقس.
خرج يوحنا (الملقب مرقس – أع 13: 5) مع بولس وبرنابا في الرحلة الأولى. أما في الرحلة الثانية فخرج مرقس مع برنابا إلى قبرص – وهناك أنتقل برنابا للسماء. فقاد الروح القدس مرقس إلى الإسكندرية حيث تمشى على شاطئها حتى تهرأ حذاؤه وذهب إلى إسكافي وبينما هو يصلح حذائه دخل المخراز في إصبعه فصرخ إنيانوس الإسكافي قائلًا (أيها الإله الواحد) ومن هنا كرز له مرقس وصار إنيانوس بطريرك الإسكندرية الأول بعد مارمرقس – بعد ذلك كرز مرقس في الإسكندرية حتى وصل إلى بابليون (مصر القديمة) وكرز في شمال إفريقيا – وكرز في روما. حتى قال عنه القديس بولس في سجنه "مرقس نافع لي في الخدمة" (2 تي 4:11).
هو أول إنجيل كتب سنة 62 م. (وإن كان يوضع بعد إنجيل متى) لأن متى كتب لليهود وهو يمتاز بالدقة في التعبير – وبالقصر في عدد إصحاحاته، أما قداسه فهو أول قداس كتب وتستعمله الكنيسة الآن.
وضع أساسها في بيت إنيانوس، حيث نمت وترعرعت وتخرج منها: أوريجانوس، ديديموس، أكليمندس، كيرلس الكبير.... الذين قادوا الفكر المسيحي في العالم كله.
كان ذلك في عيد إله المصريين سيرابيس، حيث كان يقوم بعمل الفصح في كنيسة مارمرقس، فقبض عليه الوثنيون وربطوه في رجل حصان وجروه في شوارع الإسكندرية وهم يصيحون:
"جروا التنين في دار البقر"؛ حتى أسلم الروح ونال إكليل الشهادة وإكليل الرسولية وإكليل البتولية وإكليل الكرازة. شفاعته معنا آمين.
سُرِقَ الجسد إلى مدينة فنيسيا Venice، أما الرأس فدفنه الأقباط تحت كنيسة مارمرقس بالإسكندرية وأخيرًا في سنة 1968 م. وبمناسبة مرور 1900 عامًا على استشهاد قديسنا طالب قداسة البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس روما بإرجاع جسد القديس، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فوافق البابا بولس على طلبه وفي احتفال رهيب استقبلت مصر رفات كاروزنا الحبيب بعد غيبه طويلة ووضعته في الكاتدرائية الكبرى التي أقامها خليفته الجالس على عرشه.
بركة شفاعته تكون معنا آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/3br7tk2