St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-007-Father-Bishoy-Kamel  >   003-MariMorcos
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب مارمرقس - القمص بيشوي كامل

17- عودة مرقس الرسول إلى أرضنا واستشهاده

 

بعد استشهاد الرسولين بطرس وبولس وانطلاقهما إلى الأخدار السماوية سنة 78 م.، فكر كاروزنا في تفقد عمله الكرازي في مصرنا واقلع إلى الإسكندرية وكم كانت فرحته عظيمة عندما وجد غرسه قد نما وأثمر، إذ تزايد المسيحيون في النعمة والفضيلة كما تزايدوا في العدد حتى أنه لم تعد تسعهم الكنيسة التي في بيت إنيانوس (أول كنيسة في القطر) مما أضطرهم إلى بناء كنيسة كبيرة وكانت تقع على شاطئ البحر في المنطقة الشرقية في موضع البوكاليا (أي "مرعى البقر" و"دار البقر" وهو نفس موضع الكنيسة المرقسية الآن) فكرسها لهم وهو يمجد الرب الذي يعمل في كنيسته بيمينه القوية.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

استشهاد القديس

St-Takla.org         Image: St Mark - Michele Di Matteo - religious Painting Art - 1427 - Tempera on panel - Gallerie dell'Accademia, Venice صورة: القديس مرقس، لوحة للفنان الرسام ميشيل دي ماتيو سنة 1427، زخرفة على لوح، في جاليري أكاديمية الفنون الجميلة، البندقية

St-Takla.org Image: St Mark - Michele Di Matteo - religious Painting Art - 1427 - Tempera on panel - Gallerie dell'Accademia, Venice

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس مرقس، لوحة للفنان الرسام ميشيل دي ماتيو سنة 1427، زخرفة على لوح، في جاليري أكاديمية الفنون الجميلة، البندقية

أحس الوثنيون بخطورة موقفهم وخشوا زعزعة ديانتهم فامتلأت نفوسهم حقدًا على المسيحيين وثارت فيهم النزعة الشريرة فأرادوا الغدر بقديسنا الرقيق الذي كلما أجرى الله على يده معجزة شفاء أو إخراج شياطين كلما ازدادوا حقدًا عليه.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

عيد الفصح المجيد

وجاء يوم 29 برمودة سنة 68 م. وكان عيد الفصح المجيد وصادف أن يكون أيضًا عيد الإله سيرابيس إله الوثنين في تلك السنة ونظرًا لتحول الكثير إلى عبادة الإله الحقيقي مضى هذا الشعب اليقظ الذي قبل الإيمان إلى البيعة الطاهرة ليحتفلوا مع راعى رعاتهم بعيد فصح ربنا وتركوا المعابد فأهاج هذا سخط الوثنيين ومضوا في حمأة إلى الكنيسة وكان وقت القداس الإلهي ومارمرقس يصلي مع أولاده في بهجة روحيه فوثبوا في وحشيه والقوا القبض عليه ثم وضعوا حبلًا في عنقه وخرجوا به في الشوارع يجرونه وهم يصيحون بأصوات عالية "جروا التنين في دار البقر" وظلوا هكذا حتى تناثر لحمه ونزف دمه وروى شوارع مدينتا العظمى الإسكندرية، وقديسنا في كل هذا صابر وشاخص إلى السماء يشكر حبيبه يسوع الذي حسبه أهلًا أن يهان من أجل أسمه القدوس، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ولم يهدأ أولئك الأشرار حتى خارت قواهم فأخذوه وطرحوه في سجن مظلم إلى الصباح حتى يكونوا قد توصلوا إلى وسيله لكي يهلكوه بها فكان ملقى على الأرض في السجن بين حيّ وميت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

في نصف الليل

لكن العين الساهرة التي لساكن السموات لا تنعس ولا تنام كانت تراقب حركات الأشرار وتستهزئ بهم كما يقول المزمور وفي ذات الوقت كانت ترقب في حنو الكاروز الأمين وجسمه الدامي الذي همدت حركاته وكانت أذناه تنصتان إلى أنينه وأناته الممزوجة بلحن الفرح والشوق لخلع هذا المسكن بأكثر سرعة. وفي نصف الليل تلك الليلة أبرق نور عظيم حوله داخل حجرته المظلمة، ثم لمسته يد حنونة فتطلع مارمرقس ورأى ملاكًا نورانيًا واقفًا أمامه يخاطبه بلهجة حب ويشجعه قائلًا "يا مرقس أيها الخادم الصالح قد أتت ساعتك وستنال مكافأتك تشجع فقد كتب أسمك في سفر الحياة" حينئذ تهللت روح قديسنا وشكر حبيبه يسوع الذي أرسل ملاكه ليعزيه ويقويه. ولم ينتبه من تسبيحه وشكره حتى ظهر له مخلصنا بنفسه وأعطاه السلام قائلًا "يا تلميذي يا إنجيلي ليكن السلام لك" فصرخ قائلًا في انسحاق "يا سيدي يسوع المسيح" ثم غابت عنه الرؤيا فتقوى وتشجع ولم يرد أن يعطى لعينيه نومًا حتى يكلل بإكليل الشهادة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

عبوره إلى الفردوس

وفي صباح اليوم التالي أي 30 برمودة وفي ساعة مبكرة من النهار هاجمه الطغاة مرة أخرى داخل غرفة السجن، وطوقوا عنقه بالحبل كاليوم السابق وأخذوا يجرونه في الشوارع في وسط صياحهم وصخبهم وهو يشكر ويمجد إلهه بأكثر قوة ولبثوا على هذا الحال في تعذبه حتى فاضت روحه الطاهرة في يدي حبيبه يسوع... وهكذا عبر ظافرًا إلى الرب والسلام والفرح الدائم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

صوت الرب يقطع لهيب النار

لك يكتف أولئك الجاحدون بما فعلوه من تعذيب وتنكيل مع رئيس أحبارنا وباكورة شهدائنا بل أرادوا حرق جسده الطاهر أيضًا. فجمعوا لذلك حطبًا كثيرًا وأضرموا نارًا عظيمة وعند شروعهم في حمل الجسد وإلقائه فوق الكومة المتأججة تدخلت يد إلهنا الحنون وبصوته القوى قطع لهيب النار... إذ هبت لساعتها عاصفة شديدة جدًا وأعقبها أمطارًا غزيرة أطفأت النيران فهربت الجموع وتشتت الجميع وفرح المؤمنون ثم أخذوا الجسد بإكرام جزيل وكفنوه بأطياب غالية وحملوه إلى كنيسة البوكاليا حيث قام أبنه البكر وخليفته الأنبا إنيانوس بالصلاة مع الإكليروس وكل الشعب وبعد صلاة التجنيز تبارك الجميع من جسده المذبوح من أجل شهادة يسوع المسيح. ثم أوضع في قبر أعدوه له داخل الكنيسة في الجهة الشرقية، ومنذ ذلك اليوم دعيت الكنيسة باسم كاروزها مارمرقس (أي المرقسية) إلى يومنا هذا وإلى انقضاء الهر. "أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" (عب 13: 7) وكنيستنا الوفية التي تعيش الإنجيل وتحفظ الوصية المقدسة تعيد له كل 30 برمودة من كل سنه وتذكر فضله في تسليمها الإيمان التقى وتطلب صلواته لكي يسندها الرب إلهنا ببيعته القوية.

بركة صلواته تكون معنا وتديم رئاسة بطريركنا خليفته الـ117.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-007-Father-Bishoy-Kamel/003-MariMorcos/Mar-Markos-17-Martyrdom.html

تقصير الرابط:
tak.la/629qjmj