كانت الأسلحة نوعين: نوع للهجوم وآخر للدفاع، ويقدم لنا الكتاب أسماء أسلحته الهجوم والدفاع التي استعملها جليات الفلسطيني الجبار (1 صموئيل 17: 5-7) والتي جهز بها الملك عزيا جيشه (2 أخبار 26: 14) ثم يقدم لنا النبي ارميا أسماء الأسلحة التي استعملها جيش فرعون نحو (ارميا 46: 3، 4) وفي العهد الجديد يتكلم بولس الرسول عن أسلحة المؤمن الروحية، مستعيرًا إياها من أسلحة الجندي الروماني (أفسس 6: 10-17).
(1) العصا - وهي سلاح الراعي، وكان يعلقها على ذراعه بخيط، ومع أنه كان يستعملها لقيادة غنمه ولتشجيعها ولعدها (مزمور 23: 4؛ لاويين 27: 32) إلا أنه كان يستخدمها أحيانًا للضرب (اشعياء 10: 5، 15) ولعل داود استخدم عصاه لقتل الأسد والدب. وكان المحارب يضرب بالعصا أو يرمي عدوه بها.
(2) المقلاع - وهو سلاح عادي مصنوع من الجلد العريض في الوسط عرضًا يكفي لوضع حجر فيه، ويمسك الشخص بطرفي الجلد ويطوح المقلاع بشدة بعد وضع الحجر إلى مرماه. وكان البنيامينيون ماهرين في الرمي بالمقلاع باليد اليسرى واليمنى على السواء (قضاة 20: 16). وكان المقلاع يستعمل في الحرب (2 ملوك 3: 25) وهو الذي قتل به داود جليات.
(3) السهم والقوس - وهو سلاح يمكن أن يستعمله المشاة أو راكبو الخيل، وقد صُنعت السهام أولًا من خشب خفيف، والقوس من خشب مرن أو نحاس (مزمور 18: 34) أما الوتر فكان يصنع من شعر الخيل أو الجلد وكانت القوس تخطئ أحيانًا (مزمور 78: 57) إذ تنثني إلى الوراء فتجرح صاحبها، أو أنها تضعف فلا توصل السهم إلى غايته. وكانت السهم أحيانًا مسمومة (أيوب 6: 4) كما كان بعض المقاتلين يضعون جمرًا في طرف السهم ليشعل النار في العدو (مزمور 120: 4).
(4) الرمح (المزراق أو الرمح القصير) - وكان يُصنع من الحديد ويبلغ طوله خمسة وعشرين قدمًا أحيانًا (1 صموئيل 17: 7) وكان المحارب يحمله معه، فإذا نام يركزه عند رأسه (1 صموئيل 22: 6؛ 26: 7) وكان يصدر عنه بريق في الحرب (ناحوم 3: 3).
(5) السيف - وكان يُستخدم في الدفاع أو الهجوم، وكان حدّه من الحديد، وكان يتدلى من حزام في الوسط إلى جهة الشمال، وقد يكون مسنون الحدين (قضاة 3: 16) وكان يحفظ في الغمد (1 صموئيل 17: 5) وكان استلال السيف معناه البدء في الحرب (حزقيال 21: 3) ويسمّي بولس الرسول كلمة الله سيف الروح (افسس 6: 17) ويقول كاتب الرسالة على العبرانيين أن كلمة الله أمضى من كل سيف ذي حدين (عبرانيين 4: 12).
(6) الفأس - وهي من أدوات الحرب وتعرف الفأس الحربية عند العامة بالبلطة (ارميا 51: 20).
(1) الترس أو المجن - والترس هو الصغير والمجن هو الترس الكبير، وكان يصنع اسم يوناني معناه الخشب، وكثيرًا ما حمله رجل خاص (1 صموئيل 17: 7، 41). وكانت أحيانًا تلون بألوان مختلفة على هيئة دوائر في النصف (ناحوم 2: 3). ويقول الكتاب أن خشب أتراس جوج سيكفي إسرائيل وقودًا سبع سنوات (حزقيال 39: 9) وكثيرًا ما كانوا يغطونه بالجلد، ويغمسون الجلد في الزيت حتى لا يتشقق (اشعياء 21: 5) وكان لدى سليمان مئتا ترس من الذهب الخالص (1 ملوك 10: 16، 17). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). وكان المحارب يحمل الترس بحزام جلدي على ظهره، فإذا جاءت المعركة نزعه ليستعمله بيده اليسرى، بإدخال اليد تحت سيرين من الجلد على مؤخر الترس وقبض الأصابع على سير صغير عند حافته (اشعياء 22: 6). وكان الترس يستعمل لحماية المحارب من السهام والرماح والحجارة وقطع الفحم الملتهبة التي كانت تلقى على الجنود. ويقول الكتاب أن الله ترس المؤمن ومجنه (تكوين 15: 1؛ مزمور 35: 2) كما يقول بولس الرسول أن المؤمن يطفئ بترس الإيمان جميع سهام الشرير الملتهبة.
(2) الخوذة
(3) الدرع - وكان يغطي الصدر والظهر والبطن، وهو يتألف من جزئين موصولين عند الجنب، وهو إحدى القطع التي جهزها عزيا لجنوده (2 أخبار 26: 14) وكان آخاب يلبسه عندما مات في معركة رامعوت جلعاد (1 ملوك 22: 34) ويقول إشعياء أن الله يلبس البر كدرع والخلاص كخوذة (إش 59: 17) ويحث بولس الرسول على لبس درع البر (افسس 6: 14) وكان الدرع يُصنع من صفائح من نحاس أو من الجلد أو الكتان المبطن.
(4) الجرموق
(5) المنطقة - حزام على الوسط كان المحارب يدلى منه سيفه على جهة الشمال (1 صموئيل 18: 4).
قد يكون من الأسهل لنا أن نتناول هذا الموضوع بمعالجة الأسلحة الدفاعية ثم الأسلحة الهجومية التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس. ونلاحظ أن كتبة الأسفار الإلهية لم يسهبوا في وصف هذه الأسلحة مثلما فعل هوميروس -مثلًا- الذي أسهب في وصف كل قطعة في سلاح أكيلا أو بتروكلوس، وترتيب لبسها.
ونجد قائمة بالأسلحة الهجومية والأسلحة الدفاعية التي كان يحملها جليات الفلسطيني الذي كان "على رأسه خوذة من نحاس، وكان لابسًا درعًا حرشفيًا، ووزن الدرع خمسة آلاف شاقل نحاس، وجرموقا نحاس على رجليه، ومزراق نحاس بين كتفيه" (أي مربوطًا إلى ظهره)، وقناة رمحه كنول النسَّاجين، وسنان رمحه ست مئة شاقل حديد، وحامل الترس كان يمشي أمامه" (1صم 17: 5-8) كما كان يحمل سيفًا موضوعًا في غمده، فاخترطه داود من غمده -بعد سقوط جليات- وقطع به رأسه (1صم 17: 51).
ثم نقرأ بعد ذلك أن عزيا الملك هيأ "لكل الجيش أتراسًا ورماحًا وخوذًا ودروعًا وقسيًا وحجارة مقاليع" (2أخ 26: 14) وفي قصيدة إرميا -بعد انتصار نبوخذنصر ملك بابل على فرعون نخو ملك مصر- نجده يصف أسلحة جيش فرعون بالقول: "أعدوا المجن والترس وتقدموا للحرب. أسرجوا الخيل واصعدوا أيها الفرسان، وانتصبوا بالخوذ. اصقلوا الرماح، البسوا الدروع" (إرميا 46: 3، 4) وهناك الكثير من النقوش والتماثيل الأثرية الأشورية والكلدانية والمصرية والحثية، تلقي الكثير من الضوء على الأسلحة التي جاء ذكرها في أسفار الكتاب المقدس.
فى مجاز رائع يصف لنا الرسول بولس السلاح الكامل الذي يجب أن يتسلح به المؤمن في حربه الروحية، مستعيرًا الصورة من أسلحة الجندي الروماني، فيذكر المنطقة والدرع والحذاء والترس والخوذة والسيف، مع ملاحظة أنه لم يذكر الرمح أو الحربة التي تعتبر من أهم قطع السلاح الهجومية (أف 6: 10-17) كما يتحدث أيضًا عن أسلحة النور (رو 13: 12)، و"سلاح البر لليمين ولليسار" (2كو 6: 7) وقد وصف "بولبيوس" سلاح الجندي الروماني وصفًا دقيقًا، فقال: "يتكون لباس الجندي الروماني -أول كل شيء- من ترس ... ومع هذا الترس سيف ... ثم من رمحين وخوذة، وجرموقين ... ويكمل تسلح الغالبية بوضع صفيحة برونزية على صدورهم تمتد نحو شبر من كل ناحية، ويسمونها "حارسة القلب"، ولكن من يدفعون ضريبة تزيد عن 10,000 دراخمة، يلبسون بدل هذه الصفيحة، دروعًا ذات زرد، علاوة على قطع السلاح المذكورة".
(1) العصا: وهي أبسط أنواع الأسلحة التي يحملها الراعي في يده في فلسطين حتى الآن، وهي عادة غصن شجرة أو قضيب خشبي قوي أملس، يستخدم للدفاع وللهجوم. ولعل داود قتل الاسد والدب بمثل هذه العصا (1صم 17: 34-36) ويستخدم الراعي عصاه للاتكاء عليها وفي قيادة قطيعه. ويقول داود للرب: "عصاك وعكازك هما يعزيانني" (مز 23: 4). كما يستخدمها الراعي في إحصاء قطعانه (لا 27: 32)، وهي أداة للضرب والعقاب (مز 2: 9؛ إش 9 : 4؛ 10:5، 15؛ حز 7: 11).
(2) المقلاع: ويتكون المقلاع من حبل مجدول أو شريط من الجلد، عريض نوعًا في منتصفه، بحيث يكون هذا الجزء على شكل كفة يوضع فيها الحجر أو ما يراد رميه بالمقلاع. ويمسك الرامي بطرفي الحبل -بعد وضع الحجر في كفته- ويحركه بسرعة وقوة فوق رأسه، ثم يفلت أحد الطرفين، فيندفع الحجر متطوحًا بعيدًا حسب قصد الرامي. ومازال الرعاة يستخدمون المقلاع لرد خروف شارد، أو لطرد الطيور -التي تأكل الحبوب- عن الحقول. ويمكن استخدام المقلاع أداة في الحرب لقتل الأعداء، كما استخدمه داود في قتل جليات الجبار الفلسطيني (1صم 17: 49، 50) وكان "أصحاب المقاليع" (2مل 3: 25) يعتبرون من المشاة الذين يحملون أسلحة خفيفة مثل رماة السهام. وقد اشتهر البنيامينيون في استخدام المقلاع، فكانوا "يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون" (قض 20: 16) وكان المقلاع يُستخدم أداة حرب في الجيوش المصرية والبابلية. وينذر الرب أورشليم على لسان إرميا النبي، قائلًا: "هأنذا رامٍ من مقلاع سكان الأرض هذه المرة وأضيِّق عليهم لكي يشعروا" (إرميا 10: 18؛ انظر أيضًا 1صم 25: 29).
(3) القوس والسهام: وكانت القسي والسهام من أهم أسلحة الهجوم في الحروب قديمًا، وكان رماة السهام -سواء من الفرسان أو المشاة- عنصرًا هامًا في الجيوش الإسرائيلية والفلسطينية والمصرية والأشورية.
(4) الرماح أو الحراب: كانت تتكون من عصا خشبية، مختلفة الأحجام، يُركَّب في نهايتها نصل أو سنان معدني من البرونز، أو من الحديد في العصور المتأخرة (1صم 17: 7). وكان وجود رمح شخص مركوزًا في الأرض أمام خيمته، يدل على موضع إقامته (1صم 26: 7) ويجمع ناحوم النبي في وصفه للجيوش الأشورية، بين لهيب السيف وبريق الرمح (نا 3: 3؛ انظر أيضًا إرميا 46: 4).
وكان حملة الرماح يعتبرون من الفرق ذات التسليح الثقيل. وكان المزراق أو الرمح القصير من الأسلحة الهجومية [(يش 8: 18؛ انظر أيضًا أيوب 41: 29؛ إرميا 6: 23) - والكلمة في العبرية، هي نفس الكلمة في المواضع الثلاثة].
ولا تذكر الحربة في العهد الجديد إلا مرة واحدة عندما طعن واحد من العسكر الرب يسوع بعد أن أسلم الروح على الصليب، في "جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء" (يو 19: 34).
(5) السيف: وهو أكثر الأسلحة ذكرًا في الأسفار المقدسة سواء للدفاع أو للهجوم. وكان نصل السيف من الحديد (1صم 13: 19، 20؛ يؤ 3: 10) وكان السيف يعلق على الجانب الأيسر، ويستخدم في القطع والطعن. وقد صنع "إهود لنفسه سيفًا ذا حدين طوله ذراع وتقليده تحت ثيابه على فخذه اليمني" لأنه كان أعسر (قض 3: 15، 16) وكان للسيف غمد يوضع فيه (1صم 17: 51) وكان استلال السيف من غمده يعني بدء القتال (حز 21: 3-5)، فهو السيف الملتهب (نا 3: 3)، والبارق (حز 21: 10)، والصارم (إرميا 46: 16)، والسيف الذي يأكل الناس (2صم 18: 8؛ إرميا 12: 12)، ويُروى بالدماء، ويُطلى بالشحم (إش 34: 5، 6) وسيف الرب سيف بارق (تث 32: 41) ينفذ قضاء الرب (إرميا 47: 6؛ حز 21: 9-11).
ويستخدم الأنبياء السيف مجازيًا للدلالة على الحرب وما يعقبها من كوارث (إرميا 50: 35-37؛ حز 21: 28).
وترد كلمة "سيف" في العهد الجديد بمعناها الحرفي (مت 26: 47، 51؛ أع 12: 2؛ عب 11: 37، 34). ويستخدمها الرسول بولس مجازيًا، فيقول عن كلمة الله إنها "سيف الروح" (أف 6: 17) ويقول كاتب الرسالة إلى العبرانيين إن "كلمة الله حيَّة وفعَّالة وأمضى من كل سيف ذي حدين" (عب 4: 12؛ انظر أيضًا رؤ 1: 16؛ 19: 15).
(6) المنجنيق: وكان يُستخدم قديمًا لرمي السهام والأحجار الثقيلة (2أخ 26: 15) لاحداث ثغرة في سور مدينة محاصرة (حز 4: 2؛ 26: 9) أو تحطيم بواباتها (حز 21: 22) لاقتحام المدينة منها.
(1) الترس والمجن: وهو كل ما يُتوقي به من سلاح، وكل ما يتترس به الإنسان فهو مترسة. وفي العبرية كلمتان رئيسيتان "صِنَّة" و"مجن" تترجمان في العربية "بترس" أو "مجن" دون تفريق واضح بين ترجمة الكلمتين، رغم أنهما يردان كثيرًا جنبًا إلى جنب (انظر مز 35: 2؛ 91: 4؛ إرميا 46: 3؛ حزقيال 23: 24؛ 38: 4).
و "الصِنَّة" هي الترس الثقيل الذي يكاد يغطي كل الجسد، كالترس الذي كان لجليات الجبار الفلسطيني، وكان يحمله شخص آخر يمشي قدامه (1صم 17: 7، 41). أما "المجن" فكان يحمله رماة السهام. ونقرأ عن جيش آسا ملك يهوذا أنهم كانوا "يحملون الأتراس ويشدون القسي" (2أخ 14: 8).
وكانت التروس العادية تصنع قديمًا من الخشب أو الأغصان المجدولة المغطاة بالجلد. ويبدو أن هذه الأتراس الخشبية هي التي يقول عنها حزقيال النبي: "ويخرج سكان مدن إسرائيل ويشعلون ويحرقون السلاح والمجان والأتراس والقسي والسهام والحراب والرماح، ويوقدون بها النار سبع سنين" (حز 39: 9).
ولكن الأتراس صنعت بعد ذلك من المعادن، بل كان لسليمان في عظمته: "مئتا ترس من ذهب مطرق ... وثلاث مئة مجن من ذهب مطرق" (1مل 10: 16، 17) . وكانت هذه الأتراس الذهبية لمجرد الاستعراض. "وصعد شيشق ملك مصر إلى أورشليم" -في أيام رحبعام- "وأخذ جميع أتراس الذهب، فعمل الملك رحبعام عوضًا عنها أتراس نحاس" (1مل 14: 25-27).
وعند الخروج للحرب، كان الترس يُحمل بحزام جلدي على الكتف، وكان للترس عادة غطاء يُكشف عنه عند بدء القتال (إش 22: 6).
وتستخدم الكلمتان مجازيًا، فيقال عن الرب إنه ترس لحماية شعبه، كما قال الرب لإبراهيم: "أنا ترس لك" (تك 15: 1)، كما أنه ترس لشعبه (تث 33: 29). ويقول المرنم إن الرب "ترس هو لجميع المحتمين به" (مز 18: 30؛ 25: 2... ألخ)، و"ترس ومجن حقه" (مز 91: 4).
ويذكر الرسول بولس في حديثه عن سلاح الله الكامل للمؤمن: "حاملين فوق الكل ترس الإيمان الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة" (أف 6: 16). وهو يستخدم هنا الكلمة اليونانية "ثوريوس" التي تعنى الترس الروماني الكبير.
(2) الخوذة
(3) الدرع: الدرع هو القميص من حلقات من الحديد متشابكة، يُلبس وقاية من السلاح، فهو من الأسلحة الدفاعية. وكان يستخدم في البداية لحماية الرقبة والكتفين ، ثم استطال ليحمي الصدر والبطن، بل والفخذين حتى الركبتين.
وكان جليات الفلسطيني يلبس "درعًا حرشفيًا" وزنه خمسة آلاف شاقل نحاس [أي نحو مائة كيلو جرام - (1صم 17: 5)]. ويبدو أنه كان قميصًا من جلد تكسوه حراشف من نحاس. وقد وجد درع من هذا القبيل في أطلال "نوزي" يرجع إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وقد وجد داود درع شاول الملك أثقل من أن يستطيع المشي به (1صم 17: 38).
وكان أخآب الملك يلبس درعًا في المعركة الحاسمة في راموت جلعاد، ولكن سهمًا أصابه بين أوصال الدرع إصابة قاتلة (1مل 22: 34). وقد هيأ عُزيا الملك لكل جيشه "أتراسًا ورماحًا وخوذًا ودروعًا..." (2أخ 26: 14). كما كان نصف العاملين مع نحميا -في بناء سور أورشليم بعد العودة من السبي البابلي- "يمسكون الرماح والأتراس والقسي والدروع" (نح 4: 16) خشية الهجمات المفاجئة من جانب الأعداء.
وفى معركة بيت صور في أيام المكابيين، جمع الملك أنطيوكس جيوشًا جرارة واثنين وثلاثين فيلًا مدربة على الحرب، وجعل عند كل فيل ألف رجل لابسين الدروع المسرودة، بل وجعل على الفيلة أيضًا دروعًا (1مك 6: 29-42).
وتستخدم كلمة "درع" مجازيًا، فيصف إشعياء الرب قائلًا "لبس البر كدرع" (إش 59: 17) كناية عن مجازاته لمبغضيه بالعدل والحق، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وقد اقتبس الرسول بولس هذا المعنى في تحريض المؤمنين على لبس سلاح الله الكامل في حربهم الروحية ضد قوات الشر فيقول: "فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق، ولابسين درع البر" (أف 6: 14). ويقول للمؤمنين في تسالونيكي: "أما نحن الذين من نهار فلنصبح لابسين درع الإيمان والمحبة" (1تس 5: 8).
(4) الجرموق: الجرموق جورب من النحاس أو الجلد كان يربط حول الساق لحمايتها في وقت الحرب. ولم يذكر الجرموق في الكتاب المقدس إلا في وصف تسليح جليات الجبار الفلسطيني (1صم 17: 6).
(5) المنطقة: حزام يُشد به الوسط. وكانت تصنع عادة من جلد. وكانت المنطقة التي يلبسها الجندي في الحرب ترصع بالمسامير أو بالقطع المعدنية، وكان المحارب يعلق بها سيفه موضوعًا في غمده، ليجرده عند القتال (2صم 20: 8،1؛ مل 2: 5؛ 3: 21). ويقول إشعياء عن جيش الأشوريين "ليس فيهم رازح ولا عاثر، لا ينعسون ولا ينامون ولا تنحل حزم أحقائهم" (مناطقهم) (إش 5: 27). كما يصف حزقيال جيش البابليين بالقول: "منطقين بمناطق على أحقائهم" (حز 23: 15).
وتستعمل "المنطقة" مجازيًا للدلالة على الصفة الملازمة، فيقول إشعياء عن المسيا: "يكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه" (إش 11: 5). ويقول الرسول للمؤمنين في أفسس: "فاثبتوا ممنطقين أحقاءكم بالحق" (أف 6 : 14).
* انظر أيضًا: الخشخش، حامل السلاح.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7kyvjrh