سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
الإجابة:
محتويات |
هذا المعنى مذكور في أكثر من آية في الكتاب الكريم، منهم(*):
"كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي" (إنجيل متى 11: 27؛ إنجيل لوقا 10: 22).
وهناك أيضًا في إطار حديث القديس الشهيد المعمدان يوحنا آية بنفس المعنى تقول: "اَلآبُ يُحِبُّ الابْنَ وَقَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدِهِ. الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ" (إنجيل يوحنا 3: 35، 36).
وقد قال السيد المسيح هذا الأمر صراحة أمام الجميع، وليس أمام تلاميذه فقط: "وَلِهذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذَا فِي سَبْتٍ. فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ». فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ. لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ. لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ، لِكَيْ يُكْرِمَ الْجَمِيعُ الابْنَ كَمَا يُكْرِمُونَ الآبَ. مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ. «اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ" (إنجيل يوحنا 5: 16-24).
وقبل الفصح يتحدث كتاب الله ويقول: "يَسُوعُ وَهُوَ عَالِمٌ أَنَّ الآبَ قَدْ دَفَعَ كُلَّ شَيْءٍ إِلَى يَدَيْهِ..." (إنجيل يوحنا 13: 3).
وهناك آية قالها السيد المسيح لتلاميذه بعد القيامة من الأموات في نهاية إنجيل متى 28: "وَأَمَّا الأَحَدَ عَشَرَ تِلْمِيذًا فَانْطَلَقُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى الْجَبَلِ، حَيْثُ أَمَرَهُمْ يَسُوعُ. وَلَمَّا رَأَوْهُ سَجَدُوا لَهُ، وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ شَكُّوا. فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلًا: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ، فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ".
هدف السائِل العزيز من السؤال الذي أرسله لنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت أن يقول: بما أنه شخص دفع إلى شخص، إذًا يكون هناك شخص أعلى وشخص أقل.. أي أن صاحب العطية ذا فضل على الموهوب لها.. أو بمعنى أدق يريد أن يضع الإجابة في حدود أن لاهوت الآب أكبر أو أعلى من لاهوت الابن (وهذا يتعارَض مع أن الثلاثة أقانيم لله الواحد متساوية)، أو أنه بسبب التجسد الإلهي وموضوع الناسوت فَقَدَ "لاهوت الابن" سلطانًا ما وأعطاه له الآب مرة أخرى؛ فيكون أقل منه (أي أن لاهوت الآب صاحب السلطان، ولاهوت الابن بسبب اتحاده بالناسوت أضحى له سلطانًا أقل) - هذا هو ما يسعى إليه السائِل العزيز..
الله هو إله واحد، مثلث الأقانيم.. وأقنوم الابن أي المسيح هو كاملًا في لاهوته وكاملًا في ناسوته، والسيد المسيح مساوٍ للآب في الجوهر، وأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظةً واحدة ولا طرفة عين..
وضعنا الآيات السابقة كاملة هنا في موقع الأنبا تكلا ليتم وضع ما حولها وما لها علاقة به من آيات، فموضوع اقتطاع الآيات أو اقتطاع الردود هذا غير سليم.. بل ينبغي عند تحليل موضوع معين من الكتاب المقدس أن تقوم بوضع كل الآيات المتعلقة بالموضوع معًا، والأحداث المصاحبة، والظروف التي قيلَت فيها، حتى تتضح الصورة.. فهذه خدعة شيطانية شهيرة نسميها "خطورة استخدام الآية الواحدة".. فكما وضح ضعف المسيح بناسوته في بعض الأحداث، ظهرت قوته كإله في أحداث مصاحبة أو أحداث أخرى.. وكما وضحت تمايز أقنوم الآب والابن في آيات، كانت هناك آيات أخرى توضع أنه مع التمايز هذا مثل "أنا والآب واحد" (يو 10: 30)، أو "أنا في الأب والآب فيَّ" (يو 14: 10).. إلخ. وفي نفس الآيات التي عرضناها رأينا كيف أنه كما أن الله يقيم الأموات ويُحيي، كذلك الابن أيضًا يُحيي مَنْ يشاء (قارنها مثلًا مع آيات "يُحْيِي وَيُمِيتُ" في القرآن الكريم: سورة البقرة 258؛ سورة آل عمران 156؛ سورة التوبة 116.. إلخ).
الآيات التي فيها "دُفع إليَّ كل سلطان" أو "أُعطى من الآب".... إلخ، ينبغي أن نفرق فيها بين "عطاء الطبيعة" و"عطاء النعمة".
فعندما نقول على أي أب "الأب أعطى ابنه ملامحه أو فصيلة دمه" هل يعني ذلك أنه بعد أن وُلد الابن أعطاه أبوه ملامحه وفصيلة دمه؟! أم أن ذلك يعني أنه أعطاه بالطبيعة ملامحه وفصيلة دمه. أكيد أن الابن له ملامح أبوه بالطبيعة.
وعندما تقول الشمس أعطت شعاعها ضوءها، هل يعني ذلك أن الشعاع لم يكن له ضوء ثم أعطته الشمس هذا الضوء فيما بعد؟! أم يعني ذلك أنه بالطبيعة الشعاع له ما في الشمس من ضوء. بالتأكيد أن الشعاع له ما للشمس من ضوء بالطبيعة.
عندما تقول أن النار أعطت وهجها حرارتها. هل هذه نعمة أم بالطبيعة؟ بالتأكيد أن الوهج له حرارة النار بالطبيعة.
فصيغة السؤال أو المغزى من وراءه بأن أحد أقل من أحد، أو شخص أعطى لشخص "عطية هبة" هو طرح خاطئ.. فعندما تأخذ جزءًا من ماء البحر وتضعه في كوب وتقول أن البحر أعطى ماء هذا الكوب ملوحته، لا تعني بأن بعد فترة من الزمن أو بعد أخذ الماء، قام البحر بإعطاء ماء الكوب ملوحته.. بل بسبب كونه جزءًا من ماء البحر، فهو له نفس خصائص ماء البحر بالطبيعة.. فكون شيء جزء من شيء آخر، فعطاءه له هو لكونه من طبيعته، وليس لكونه أقل أو أعلى منه، ولكن أي جزء سيكون له نفس الطبيعة.. أتمنى أن تكون النقطة وضحت..
بالنسبة لنا نحن البشر كلمة "العطاء" تنطبق على النعمة. بالنسبة للمسيح "العطاء" ينطبق على الطبيعة.
الآب دفع إلى الابن كل شيء بالطبيعة. أعطاه القدرة على الخلق بالطبيعة. أعطاه أن يدين العالم بالطبيعة. أما العطاء بالنسبة لنا فهو بالنعمة.
عندما يقول السيد المسيح "أيها الآب" هذه العبارة تُفْهَم بناحيتين:
إما أنه حديث المسيح كإنسان إلى الآب، أو حديث أقنوم الابن إلى أقنوم الآب. فإذا كان الابن هو عقل الله الناطق أو نطق الله العاقل. فذلك يُشْبِه حالة الإنسان الذي يقول: "عقلي قال لي كذا" أو "أنا قلت لعقلي كذا" أو "أنا قولت في عقل بالي كذا وكذا".. فهل أنت وعقلك اثنين أم واحد؟! بالطبع واحد.
أقنوم الابن (الله المتجسد) هو إله كامل وإنسان كامل.. ولكن الله كان يختار في أي وقت يُظهِر لاهوته أو لا يستخدم لاهوته في أوقات معينة.. فرأينا ألوهية السيد واضحة جلية في أوقاتٍ عدة، وذلك بالقول وبالفعل.. فبالقول: "أنا والآب واحد" (يو 10: 30) "من رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9) "أنا في الأب والآب فيَّ" (يو 14: 10). وقال "لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو 5: 23).. إلخ. وبالفعل في سلطانه على الطبيعة وسلطانه على الموت وإقامة الأموات وغير ذلك.. بل وحتى كتاب القرآن الكريم نفسه يقر بالأمر.. فنجد مثلًا في (سورة الحجر 29؛ سورة ص 72؛ سورة السجدة 9) كيف ينفخ الله من روحه في الصلصال "الطين" ليصير نفسًا حية.. وكيف -وبالحرف الواحد- يهب المسيح بالنفخة المقدسة الحياة للطير مثلًا (في سورة المائدة 110)، بل وحتى إحياء الموتى (سورة آل عمران 49). والقرآن هنا يضيف كلمة "بإذن الله".. فأي إله هذا الذي يُعطي سلطان الخلق إلى المخلوق؟! إلا أن يكون هو الأقنوم الثاني من الله الواحد.. وفي هذا يتفق المعنى مع المسيحية(2)..
وعلى الجانب الآخر كان السيد المسيح لا يستخدم لاهوته في التخلص من ألم الجوع(1) في التجربة على الجبل، أو آلام الصلب أو غيره، لئلا يتحوَّل التجسد والفداء إلى شكليات.. فلم يستخدم لاهوته مطلقًا لأجل راحة ناسوته. لا على جبل التجربة، ولا على الصليب، ولا كل فترة تجسده على الأرض. وهكذا جاع وعطش وتعب ونام. وتصبب عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ (إنجيل لوقا 22: 44).. كان ناسوته في الصليب يدفع الثمن كله، مع لا محدوديته كإله.. وكانت نار العدل الإلهي تشتغِل في المحرقة، حتى تُحَوِّلها إلى رماد (سفر اللاويين 6: 10). من أجل هذا قال: "إلهي إلهي، لماذا تركتني" (مت 27: 46). أي أن لاهوته تركه للألم، لم يتدخل لمنع الألم عنه، ليتم الفداء. إن السيد المسيح يمكن أن يستخدم لاهوته من أجل راحة الناس، وليس من أجل راحته هو.. وهكذا كان يشفي المرضى البُرْص، ويفتح أعين العميان، ويخرج الشياطين من المصروعين.. يجول يصنع خيرًا. ولكن لا يستخدم المعجزة ليشبع جسده..
"كل شيء قد دُفع إلىّ من أبى": يقول هذا حتى لا يظن التلاميذ أن كل سلطان المسيح هو في إخراج الشياطين. وقول المسيح هنا يفيد مساواته للآب في الجوهر. وأنه صار وارثًا لكل شيء (عب 2:1). طبعًا وارثًا لكل شيء بجسده، فكل مجد وكل سلطان صار لجسد المسيح هو لحساب كنيسته جسده (يو 22:17 + أف 30:5 + أف 12:4). ولكن لا يصح أن نقول أن المسيح بلاهوته صار وارثًا، فهو والآب واحد في الجوهر الإلهي(3).
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "على حسب ظني دَفْع الآب هنا خلاص المؤمنين إلى السيد المسيح. فعندما يقول: "كل شيء قد دُفع إليَّ من أبي" (مت 11: 27)، يتحدث عن هذا النوع من الدفع. كما ذكر السيد المسيح نفسه في موضع آخر"كانوا لك، وأعطيتهم لي" (يو 17: 6) وأيضًا: "لا يقدر أحد أن يُقبل إليّ إن لم يجذبه الآب" (يو 6: 44). وأيضًا: "إن لم يكن قد أُعطي من السماء" (يو 3: 27). فإن الإنجيلي يقصد هذا أو ذاك أن المسيح ليس بأقل (من الآب) بهذا العمل، حيث أنه جاء من عند الله وذهب إلى الله، ويملك كل شيء.فإذا سمعت دفع وسلم، فلا تظن ظنًا بشريًا، إنما بين إكرامه الآب وائتلافه معه، لأنه كما أن أباه دفع إليه، كذلك دفع هو إلى أبيه كما أوضحنا بعاليه هنا في موقع الأنبا تكلا، وبين ذلك إذ قيل "ولكن كل واحدٍ في رتبته: المسيح باكورة، ثم الذين للمسيح في مجيئه. وبعد ذلك النهاية متى سلم الملك لله الآب" (1 كو 15: 23). لكن يوحنا يقول هذا بطريقة بشرية مظهرًا عناية (المسيح) العظيمة بهم، ومعلنًا حبه غير المنطوق به، إذ يهتم بهم كما بنفسه، معلمًا إياهم أم كل صلاح، أي التواضع، إذ قال إنه بداية كل فضيلة ونهايتها. ليس بلا سبب يقول: "من عند الله خرج، وإلى الله يمضى"، وإنما لكي نتعلم أنه فعل ما يليق بذاك الذي جاء من هناك ويذهب إلى هناك، موطئًا بقدميه على كل كبرياء(4).
دفع إليّ كل سلطان: أي يسجد للمسيح كل من في السماء وعلي الأرض وتحت الأرض (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 10). المسيح هنا يعلن لتلاميذه سلطانه اللاهوتي كإله، بعد ما رأوا ضعف جسده وصلبه وموته(5).
فمعنى "دفع إلي كل سُلطان" التي قالها السيد المسيح
قبل أن يصعد مباشرة في آخر متى 28. ويقصد أن فترة وجودة على الأرض أوشكت على الانتهاء وسيصعَد إلى السماء، وكل السلطان مدفوع للابن. أي أن الابن هو الذي أصبح يمارس هذا السلطان. أو كما يقول القديس أثناسيوس: "إن الآب يمارس أعماله بواسطة الابن. أي أن الآب يخلق ولكنه يمارس الخَلْق بواسطة الابن. "هذا الذي خلقت به كل شيء"(2). الآب يدين العالم ويمارس الدينونة بواسطة الابن. فالسلطان لأقنوم الآب هو نفسه السلطان لأقنوم الابن أو الروح القدس.. ولكن السيد المسيح عندما تجسد لم يستخدم كل السلطان الذي له في فترة تجسده: "أَخْلَى نَفْسَهُ" بإرادته (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 7)، فقد كان استخدامه لهذا السلطان ليس لذاته بل لأجل الآخرين في معجزات الشفاء أو إقامة الموتى أو غيره.._____
* مرجع:
ردود لقداسة البابا شنوده الثالث عن هذه الآية في محاضرتان لقداسته..(*) مصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org.
(1) مقال: "لاهوته لصالح ناسوته" من كتاب التجربة على الجبل - البابا شنوده الثالث
(2) (إنجيل يوحنا 1: 3) - نقول في القداس الباسيلي: "هذا الذي خلقت به كل شيء؛ ما يُرَي وما لا يُرَى"
(3) تفسير متى 11 - القس أنطونيوس فكري
(4) Homilies on St. John 70: 1، من تفسير يوحنا 13 - القمص تادرس ملطي
(5) تفسير متى 28 - القس أنطونيوس فكري
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/f9zaswk