St-Takla.org  >   Coptic-History  >   CopticHistory_01-Historical-Notes-on-the-Mother-Church
 

تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية - القمص ميخائيل جريس ميخائيل

29- القديس يعقوب ابن حلفى | يعقوب الصغير | يعقوب البار | يعقوب أخو الرب

 

ملاحظة: هذا الكتاب عبارة عن ملخص وعرض عام لكتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل للأنبا يوأنس - اضغط على الرابط التالي لقراءة المقال الأصلي، مع الحواشي والمراجع إن وُجِد: القديس يعقوب البار.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Saint James, son of Alphaeus, , St. Mark Church, Shoubra, Cairo. Egypt, 1730 A.M. (2013-2014 - which corresponds with the year 6255 according to the ancient Egyptian calendar), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer). صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس يعقوب ابن حلفى الرسول، كنيسة مارمرقس، شبرا، القاهرة، مصر، 1730 ش. (2013-2014 م. - والذي يوافق سنة 6255 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: Saint James, son of Alphaeus, , St. Mark Church, Shoubra, Cairo. Egypt, 1730 A.M. (2013-2014 - which corresponds with the year 6255 according to the ancient Egyptian calendar), Coptic art, used with permission - by Gerges Samir (Orthodox Iconographer).

صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة القديس يعقوب ابن حلفى الرسول، كنيسة مارمرقس، شبرا، القاهرة، مصر، 1730 ش. (2013-2014 م. - والذي يوافق سنة 6255 حسب التقويم المصري القديم)، فن قبطي، موضوعة بإذن - رسم الفنان جرجس سمير: كاتب الأيقونة الأرثوذكسية

اللغة الإنجليزية: James, son of Alphaeus - اللغة العبرية: יעקב בן חלפי - اللغة اليونانية: Ἰάκωβος - اللغة القبطية: Iakwboc `nte Alveoc - اللغة السريانية: ܝܥܩܘܒ ܒܪ ܚܠܦܝ.

 

هو يعقوب بن حلفي أحد الاثني عشر رسولًا، وهو أحد الأعمدة الثلاثة لكنيسة الختان كما دعاه معلمنا بولس (غل 2: 7-9). عُرِف باسم يعقوب أخا الرب، لأنه ابن خالته بالجسد من مريم زوجه كولوبا. فكلمة "حلفا" آرامية ويقابلها (كلوبا) في اليونانية وعرف باسم يعقوب الصغير (مر 15: 40) تميزًا له عن يعقوب الكبير بن زبدي. وعرف أيضًا باسم يعقوب البار نظرًا لقداسة سيرته وشده نسكه. كما عرف باسم يعقوب أسقف أورشليم لأنه أول أسقف لها. وقد أثير جدل حول شخصيته. وحول اللقب الذي عرف به (أخ الرب)... وهناك ثلاثة آراء بخصوص أخوة الرب:-

 

1- رأي يقول أنه ابن ليوسف ومريم بعد ميلاد رب المجد يسوع.. قال بهذا الرأي العلامة ترتليانوس. ويثني هذا الرأي بعده شخص يدعي هلفيدسوس الهرطوقي من روما سنة 380 م.، مما دعي القديس إيرونيموس أن يرد عليه برسالة قوية سنة 383 م. فنَّد فيها كل هذه الادعاءات الباطلة، ودعا كل من ترتليانوس وهيلفيديوس منشقان على الكنيسة الجامعة.. وهذا الرأي هو رأي البروستانت. وهو يتناقض مع روح الكتاب المقدس ونصوصه وعقيدة الكنيسة الجامعة منذ عصرها الرسولي. ونحن نرفض هذا الرأي ونشجبه لأن العذراء مريم ظَّلت عذراء أيضًا بعد ولادة المسيح، فهي "العذراء كل حين" وهي لم تعرف يوسف خطيبها معرفه الزواج قبل وبعد ميلاد المخلص.

 

2- رأي ثان يقول أن المذكورين في الإنجيل أخوة الرب، هم في الحقيقية أبناء ليوسف النجار من زوجه سابقة توفيت قبل خطبته لمريم العذراء... وقد ظهر هذه النظرية إلى عالم الوجود عن كتابات الأبوكريفا المنسوبة إلى القديس يعقوب أخ الرب ومنها إنجيل يعقوب المعروف باسم protevangelium (ف9). وقد أخذ بهذا الرأي بعض الآباء الشرقيين – وهذا هو رأي الكنيستين اليونانية والسريانية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذا الرأي -علي ما فيه من أخطاء وثغرات لا محل للرد عليها هنا- فإن كان هؤلاء المدعوين أخوة الرب أولادًا ليوسف من زوجة سابقة، لكانوا أكبر من الرب يسوع سنًا، وفي هذا هدم لنصوص الكتاب ونبوات العهد القديم. حيث أن الكتاب بعهديه يتحدث عن السيد المسيح كـ"بِكر"، أي الابن الأكبر أو الأول أو الوحيد.. فنرى داود يقول عن المسيا "أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا، أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ" (سفر المزامير 89: 27)، وبولس الرسول يتحدث عن المسيح "لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 29)، ويقول أيضًا عنه "الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 15).. والمثل في (عبرانيين 1: 6؛ 12: 23؛ رؤيا 1: 5).. ويتنبأ زكريا النبي فيقول: "أُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ" (سفر زكريا 12: 10).

 

3- الرأي الثالث: وهو رأي كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والكنيسة اللاتينية أيضًا بأن يعقوب هذا هو عينه ابن حلفي (كلوبا) وابن خالة السيد المسيح بالجسد من مريم أخرى شقيقة العذراء مريم، وذلك استنادًا لما جاء في الإنجيل المقدس – وقد دافع عن هذا الرأي بحماس كبير كل من جيروم واغسطينوس. والغريب أن هذا الرأي الثالث يدافع عنه حاليًا كثير من العلماء والبروتستانت.. وفضلًا عن ذلك، فليس أدلّ علي صحة هذا الرأي من أن التقليد الكنسي القديم في العالم كله، يجعل منهما -يعقوب بن حلفا ويعقوب أخا الرب- شخصًا واحدًا. ويؤكد رسولية هذا القديس وأنه من الاثني عشر. نص صريح ذكره القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية. يذكر بولس زيارته الأولي لأورشليم بعد إيمانه فيقول "ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف على بطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يومًا. ولكنني لم أرى غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (غل 1: 18-19)..

وواضح من هذه الآية أن يعقوب أخا الرب رسول نظير بطرس والآخرين..

St-Takla.org Image: Martyr Saint James the Less - Menologion of Basil II, 10th century manuscript, Vatican Library. صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيد القديس يعقوب الصغير - من مخطوط كتاب خدمات الإمبراطور باسيليوس الثاني، القرن العاشر، مكتبة الفاتيكان.

St-Takla.org Image: Martyr Saint James the Less - Menologion of Basil II, 10th century manuscript, Vatican Library.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيد القديس يعقوب الصغير - من مخطوط كتاب خدمات الإمبراطور باسيليوس الثاني، القرن العاشر، مكتبة الفاتيكان.

وقد رأس كنيسة أورشليم وصار أسقفًا عليها واستمر بها إلى وقت استشهاده. ولا يعرف بالضبط متى صار أسقفًا على أورشليم. لكن هناك رأي يقول أن ذلك كان سنة 34م. وهذا التاريخ يتفق تقريبًا مع شهادة جيروم التي ذكر فيها أنه ظل راعيًا لكنيسة أورشليم نحو ثلاثين سنة وعمله كأسقف على أورشليم يوضح لنا حكمة الكنيسة الأولى في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب...

فقد كان هذا الرسول يتمتع بشخصية قوية بحكم صله القرابة الجسدية بالرب، فضلًا عن تقواه الشديدة ونسكياته الصارمة. ومن هنا فقد تمتع بسلطان كبير بين اليهود المتنصرين، بل تمتع بمكانه كبيرة بين اليهود أنفسهم، ولذا وضع في أورشليم معقل اليهودية في العالم كله، وإليها يفد آلاف منهم، ليكون كارزًا لهم.. وبناء على تقليد قديم دونه لنا أبيفانيوس، كان يعقوب يحمل على جبهته صفيحة من الذهب منقوش عليها عبارة (قدس الرب) على مثال رئيس أحبار اليهود. تمتع هذا الرسول بمكانه كبيرة في كنيسة الرسل.. فقد رأس أول مجمع كنسي سنة 50 م. وهو مجمع أورشليم، الذي عرض لموضوع تهود الأمم الراغبين في الدخول إلى الأيمان (أع 15) وكان رأيه فيه فصل الخطاب بالنسبة لموضوع، كان يعتبر موضوع الساعة وقت ذاك. بل يبدو أنه هو الذي كتب بنفسه قرار مجمع، فقد لاحظ العلماء تشابهًا بين أسلوب ذلك القرار وأسلوب الرسالة التي تحمل اسمه (رسالة يعقوب)، مما يدل على أن كاتبهما شخص واحد. والرسول بولس يذكره كأحد أعمدة كنيسة الختان الثلاثة، الذين أعطوه مع برنابا يمين الشركة ليكرز للأمم، بل ويورد اسم يعقوب سابقًا لاسمي بطرس ويوحنا مما يدل علي مكانته (غل 2: 9) ويؤيد هذه المكانة أيضًا الخوف والارتباك اللذان لحقا ببطرس في إنطاكية لمجرد وصول أخوة من عند يعقوب!! الأمر الذي جعله يسلك مسلكًا ريائيًا ووبخه عليه بولس علانية" انظر غل 2: 11-14 " أما عن نسكه فقد أفاض هيجيسبوس في وصفه، وقال أنه كان مقدسا من بطن أمه لم يعل رأسه موس، لم يشرب خمرًا ولا مسكرًا وعاش نباتيًا لم يأكل لحمًا... وكان لباسه دائمًا من الكتان. وكان كثير السجود حتى تكاثف جلد ركبتيه وصارت كركبتي الجمل وبسبب حياته ونسكه ومعرفته الواسعة بالكتب المقدسة وأقوال الأنبياء نال تقديرًا كبيرًا من اليهود وآمن على يديه كثيرون منهم في مدة أسقفيته..

بل أن يوسيفيوس المؤرخ اليهودي الذي عاصر خراب أورشليم، لم يتردد عن الاعتراف بأن ما حل باليهود من نكبات ودمار أثناء حصار أورشليم، لم يكن سوي انتقام إلهي لدماء يعقوب البار.. لكن انعكاف اليهود نحو القديس يعقوب أثار حنق رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين عليه فقرروا التخلص منه. وذكر هيجسبوس -وأيده في ذلك كلمنضيس الاسكندري– أن اليهود أوقفوه فوق جناح الهيكل ليشهد أمام الشعب ضد المسيح... فلما خيب ظنهم وشهد عن يسوع أنه المسيا وهتف الشعب أوصنا لابن داود، صعدوا وطرحوه إلى أسفل، أما هو فجثا على ركبتيه يصلي عنهم بينما أخذوا يرجمونه، وكان يطلب لهم المغفرة. وفيما هو يصلي تقدم قصار ملابس وضربه بعصا على رأسه فأجهز عليه ومات لوقته وكان ذلك في سنة 62 وسنه 63 بحسب رواية يوسيفوس وجيروم وفي سنة 69 بحسب رواية هيجيسبوس والرأي الأول هو المرجح وقد خلف لنا هذا الرسول، الرسالة الجامعة التي تحمل اسمه والتي أبرز فيها أهمية أعمال الإنسان الصالح ولزومها لخلاصه إلى جانب الإيمان أما عن تاريخ كتابتها. فهناك رأي يقول أنه كتبها في الأربعينيات قبل مجمع أورشليم ورأي آخر يقول أنه كتبها قبيل استشهاده بوقت قصير.. كما خلف لنا يعقوب الرسول الليتروجيا (صلاة القداس) التي تحمل اسمه والتي انتشرت في سائر الكنائس. أما عن صحة نسبتها إليه، فالتقليد الكنسي لجميع الكنائس الشرقية يجمع على ذلك.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-History/CopticHistory_01-Historical-Notes-on-the-Mother-Church/Christian-Church-History__029-Saint-Jacob-Ya3koob-Al-Bar.html

تقصير الرابط:
tak.la/x5kxrng