سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة عن الكتاب المقدس
أولًا: "وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاثْنَيْ عَشَرَ رَسُولًا فَهِيَ هذِهِ: اَلأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي، وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. فِيلُبُّسُ، وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا، وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى، وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ (يهوذا). سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ، وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ. (إنجيل متى 10: 2-4). وبعد خيانة يهوذا الإسخريوطي، تم إحلال متياس الرسول محله، حسبما ذُكِرَ في (سفر أعمال الرسل 1: 26).
أما حول موضوع اختيار العدد 12، فهناك العديد من الآراء في هذا الأمر.. فيوجد رأي يقول أنه هذا مثال للأربع زوايا الأرض (شمال – جنوب – شرق – غرب) مضروبًا في 3 (رمز الثالوث الأقدس)، أي 4×3=12.
أظن أن السائل العزيز أيضًا كان سيسأل هذا السؤال إن كانوا 15 تلميذًا! أو 17.. إلخ.! لا تنسى كذلك أن السيد المسيح قد اختار 70 آخرين.. وكانت هناك نسوة يتبعنه.. ونساء ورد ذِكرهن في إنجيل لوقا كًنَّ يخدمنه من أموالهن.. فالأساس في اختيار الاثني عشر تلميذًا هو أن يكون هناك التركيز الكامل عليهم في تسليمهم كل التعليم، ثم ينقلونه للأجيال الأخرى.. ويكونوا مُستأمنين على قيادة الكنيسة ورآستها فيما بعد(1).
ويخبرنا علم النفس أن هذا الرقم هو رقم جيد، وقد وجد هؤلاء الذين يقودون جماعات أن رقم 12 هو عدد جيد لفصول مدارس الأحد ودراسات الكتاب المقدس، (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وهو عدد كافي لتوفير آراء مختلفة ومتنوعة، وفي نفس الوقت صغير ليتم التعارف الجيد بين بعضهم البعض..
أما الرأي الغالب فهو أن رقم 12 هو رقم الكمال في التقسيم الحكومي..
- في العهد القديم نجد شعب إسرائيل مقسمًا إلى 12 سبط، بهم 12 رئيس.
- والاثني عشر تلميذًا سيصبحون نواة لإسرائيل العهد الجديد: 12 كرسي في الدينونة (مت28:19) – 12 بوابة من أحجار كريمة – اثنيّ عشر ثمرة في أورشليم الجديدة (رؤ12:21؛ 2:22).
- ونظرًا لدراية التلاميذ بأهمية هذا الأمر، سارعوا بإحلال يهوذا الخائن بتلميذ آخر.
# ومن الجدير بالذكر أن الاثني عشر كانوا يكملون بعضهم البعض:
- كلهم عدا واحد قابلوا السيد المسيح في العلية (مع ملاحظة أن توما كان هو الغائب).
- كلهم حل عليهم الروح القدس يوم الخمسين وقاموا بعمل آيات وعجائب.
- في وقت قتل إسطفانوس، بقي التلاميذ في أورشليم، في حين أن باقي المؤمنون تفرّقوا..
- تشاوروا معًا حول قبول شاول الطرسوسي (بولس الرسول) معهم.
- أسّسوا أول مجمع كنسي مع آباء الكنيسة الأول.
وقد قال السيد المسيح لرسله الاثني عشر: "متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًا، تدينون أسباط إسرائيل اثنى عشر" (مت28:19).
فمن الواضح أن السيد المسيح قد اختار تلاميذه بنفس عدد أسباط
إسرائيل أو أبناء يعقوب الاثني عشر. فمن الاثني عشر سبطًا تكونت كنيسة
العهد القديم في إطار محدود،
وبالاثني عشر رسولًا تكونت كنيسة
العهد الجديد في
المسكونة كلها.
وهناك العديد من النقاط الأخرى في هذا الأمر:
أولًا: من الملاحظ أن السنة تتكون من اثني عشر شهرًا، أي أن الزمان يكمل بالنسبة للأرض بالاثني عشر شهرًا. مثل قول الرب لإبراهيم حينما ظهر له عند بلوطات ممرا: "إني أرجع إليك نحو زمان الحياة، ويكون لسارة امرأتك ابن" (تك10:18). والمقصود هنا أنها سوف يكون لها ابن في نفس الموعد من العام التالي.
وفي العام الواحد أي في أثني عشر شهرًا تكمل الأرض دورة كاملة حول الشمس. تكمل كل فصول السنة بكل ما فيها من متغيرات. وكمال العام باثني عشر شهرا يرمز إلى كمال الزمان مثلما قال السيد المسيح: "قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله. فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر15:1). حقًا، لقد أشرق شمس البر -ربنا يسوع المسيح- في ملء الزمان، حسب وعد الرب: "ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر، والشفاء في أجنحتها" (ملا2:4). لا توجد شمس لها أجنحة سوى ربنا يسوع المسيح، الذي بسط على خشبة الصليب يديه الممدودتين لاحتضان كل التائبين.
ثانيًا: نلاحظ أيضًا أن النهار يتكون من اثنتي عشرة ساعة، كما قال السيد المسيح: "أليست ساعات النهار اثنتي عشرة، إن كان أحد يمشي في النهار لا يعثر، لأنه ينظر نور هذا العالم، ولكن إن كان أحد يمشي في الليل يعثر لأن النور ليس فيه" (يو10،9:11). إن السيد المسيح هو نور العالم.. والبشارة بالإنجيل هي نور العالم، ولهذا فقد حمل الاثنا عشر تلميذا هذا النور، ونشروه في المسكونة لإنارتها..
كانوا اثني عشر ليحملوا أنوار ساعات النهار الاثني عشر. وكل منهم كانت ترمز إليه ساعة من ساعات النهار. كقول الرب عن يوحنا المعمدان: "كان هو السراج الموقد المُنير، وأنت أردتم أن تبتهجوا بنوره ساعة" (يو35:5).
ثالثًا: رقم 12 هو رقم ثلاثة مضروبًا في أربعة (3×4=12):
ورقم 3 هو إشارة إلى الثالوث القدوس وعمله في خلاص البشرية.
أما رقم 4 فيشير إلى أربع اتجاهات المسكونة، أو يشير إلى الإنجيل أي البشائر الأربعة.
وهكذا يكون رقم 12 هو إشارة إلى عمل الثالوث القدوس في خلاص البشرية، في أرجاء المسكونة من مشارق الشمس إلى مغاربها ومن الشمال إلى الجنوب.
لهذا قال السيد المسيح لتلاميذه: "اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر15:16)؛ "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا كل ما أوصيتكم به" (مت20،19:28). وبالفعل قيل عن الآباء الرسل: "في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقصى المسكونة بلغت أقوالهم" (مز4:19).
ومن تاريخ الشعب القديم عند خروج بني إسرائيل من أرض مصر، وفي بداية ارتحالهم في برية سيناء، بعد عبورهم البحر الأحمر، أنهم "جاءوا إلى إيليم وهناك اثنتا عشرة عين ماء وسبعين نخلة" (خر27:15)، وفي هذا إشارة واضحة إلى التلاميذ الاثني عشر والرسل السبعين الذي عيَّنهم السيد المسيح نفسه.
ومن الأمور الجميلة أن الكنيسة القبطية تحتفل بعيد الآباء الرسل يوم 12 من الشهر السابع من السنة الميلادية.
رابعا: في حديث السيد المسيح عن جيوش الملائكة قال لبطرس: "أتظن أني لا أستطيع أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثنيّ عشر جيشًا من الملائكة؟" (مت53:26).
خامسًا: وفي سفر الرؤيا رأي القديس يوحنا اللاهوتي حول العرش في السماء أربعة وعشرين قسيسًا في أيديهم مجامر وقيثارات، ويرفعون بخورًا أمام الله هو صلوات القديسين (رؤ8:5). والملاحظ هنا أن رقم 24 هو ضعف رقم 12 لأن النهار على الأرض اثنتا عشر ساعة، أما في السماء فليس هناك نهار وليل، بل نهار دائم يرمز إليه رقم 24 (رؤ25:21).
سادسا: المئة وأربعة وأربعون ألفًا 144000 البتوليون غير الدنسين (رؤ4،3:14)، الذين ظهروا في المشهد السماوي يتبعون الحمل (المسيح) أينما ذهب، هؤلاء هو 12×12=144 مضاعفة ألف مرة. فهؤلاء عاشوا حياة منيرة غير دنسة (12 ساعة في نور النهار)، وما فيها من نور هو بحسب الإيمان الرسولي (×12 رسول)، ويصعب حصر عددهم لكثرتهم (ألوف). ولعل هذا يذكرنا بتوبة أهل نينوى الذين قال عنهم الله: أنهم اثنتا عشرة ربوة من الناس أي مائة وعشرون ألفًا. وهو رقم 12×1000×10، ويرمزون إلى الذين يحبون حياة النور بالتوبة في أفواج يصعب حصرها (عشرات ألوف).
وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال التالي:
هل دبَّر الله أن يكون النهار اثنتي عشرة ساعة، والسنة اثني عشر شهرًا، لكي يختار اثني عشر تلميذًا؟ أم اختار 12 تلميذ لأن النهار 12 ساعة، والسنة 12 شهر؟!
وللإجابة على ذلك نقول: إن المعنى الأساسي للرقم 12 هو الإشارة إلى الثالوث القدوس، وفي عمله من أجل خلاص البشرية في أربعة أرجاء المسكونة. وعلى هذا الأساس يأتي ترتيب باقي الأمور.
كتاب: مائة سؤال وجواب في العقيدة المسيحية الأرثوذكسية - الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس - إعداد سامح حلمي (القمص بيشوي حلمي).
كتاب الرسل الأطهار الاثني عشر تلاميذ السيد الرب - القمص أثناسيوس فهمي جورج.
(1) هذه الفقرة عن إجابة لقداسة البابا شنوده الثالث عن سؤال بنفس الموضوع في أحد محاضراته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/z6rd4tn