St-Takla.org  >   Saints  >   Coptic-Orthodox-Saints-Biography
 

سير القديسين والشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
"انظروا إلى نهاية سيرتهم؛ فتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13)

الأب الراهب أندراوس الصموئيلي  *

(1887 - 7 فبراير 1989 م.)

 

عناوين: (إظهار/إخفاء)

حياته الأولى
الانسحاق والاتضاع
الطاعة والتسليم
حياه الشكر
بساطته وحكمته
الرجل الأمين
مع السواح
مع العذراء مريم
بعد نياحته

حياته الأولى:

ولد أبونا اندراوس الصموئيلي بالتقريب عام 1887 بعزبة بشرى حنا التابعة لقرية الجفادون مركز الفشن بمحافظة بنى سويف، وكان يدعى يوسف خليل إبراهيم. فقد بصره وهو في الثالثة من عمره.. تعلم في كتاب القرية بعض المزامير وبعض آيات الكتاب المقدس. أرسله أبوه إلى دير الأنبا صموئيل المعترف وهو في الثالثة عشر من عمره بغرض التعلم لا بغرض الرهبنة، وظل بالدير إلى أن وصل إلى سن الثانية والعشرين. ولأنه أحب الدير كاشف أباه الروحي (القمص اسحق مكسيموس) برغبته في الرهبنة، وفعلا ترهب بالدير باسم أندراوس الصموئيلي، وبذلك رست سفينة حياته مبكرا في أعماق المحبة ألا لهيه جهاده وفضائله: ضيف من السماء... الصلاة كانت غذاؤه الحقيقي كإخوته السمائيين.. كان لا يكف لحظه واحده عن رفع عقله وقلبه إلى الله ? كان أحيانًا يجلس في هدوء محركا شفتيه دون صوت.. وأحيانًا تسمعه يردد المزامير بصوت عال ولساعات طويلة سواء ليلا أو نهارا.. كان يعيش معاني الكلمات قبل إتقان اللحن? حتى لو قال الكلمة عشرات المرات لا تفتر قوتها في وجدانه.

 

الانسحاق والاتضاع:

St-Takla.org Image: Contemporary righteous men: Father Endarawos El Samoily, H. G. Bishop Mina Avva Mina and Abouna Salib of St. Mina Monastery, Mariout. صورة في موقع الأنبا تكلا: أبرار معاصرين: أبونا أندراوس الصموئيلي، نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا آفا مينا، و القمص صليب من دير مارمينا بمريوط.

St-Takla.org Image: Contemporary righteous men: Father Endarawos El Samoily, H. G. Bishop Mina Avva Mina and Abouna Salib of St. Mina Monastery, Mariout.

صورة في موقع الأنبا تكلا: أبرار معاصرين: أبونا أندراوس الصموئيلي، نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا آفا مينا، و القمص صليب من دير مارمينا بمريوط.

قال عنه الأب كيرلس المقاري: عاش القديس أبونا أندراوس الاتضاع كفضيلة وعامل الآخرين معتبرا ذاته خادمًا للكل.. كان مثلًا إذا قاده أحد الرهبان لمكان ما خارج قلايته كان يخجل أن يطلب منه أن يعيده إليها مره أخرى. - يروى تلميذه عنه (كان أبونا أندراوس في زيارة لدير القديس مارمينا بمربوط وكان يمشى متكأ على عصا وذلك لكبر سنه واعتلال صحته فأخبره تلميذه أن نيافة الأنبا مينا رئيس الدير قادما نحوه، فارتبك أبونا أندراوس وهمس في أذن تلميذه (خد العصاية دي خبيها، عايزني أقابل سيدنا وأنا ماسكها) خجل القديس من ملاقاة الأب الأسقف ممسكا بعصا فهذا يتنافى مع الأصول الرهبانية، فهو يرى نفسه مجرد راهب.

 

الطاعة والتسليم:

حياة هذا القديس كانت مثالا للطاعة والتسليم... ففي أوائل عهده بالرهبنة وبالرغم من أنه كفيف فقد كلف بجلب المياه يوميًّا من بئر كانت تبعد مسافة كبيره عن الدير ليملأ حوضا يتسع لمائه وعشرين صفيحه.. كان يقوم بهذا العمل وحده ولم يطلب أبدا مساعده من أحد.

ذات يوم كان تلميذه يسجل له واحده من تراتيله العذبة، (دون أن بعرف) وكان التلميذ يطلب منه تكرار جزء أو مقطع من الترتيلة عده مرات فكان يطيع بلا تردد أو اعتراض أو حتى استفسار عما يجرى حوله.

 

حياه الشكر:

عاش القديس في الدير سنوات وسنوات لم يسمع منه أحد كلمة ضيق، حتى أثناء مرضه وخلال إقامته في المستشفى التي امتدت حوالي خمس سنوات، ورغم الآلام التي كان يكابدها والعمليات الجراحية الخطيرة التي أجراها.. لم يسمع منه الأطباء أو الممرضات كلمه ضيق، بل كان يذهلهم بقدرته على تحمل الألم بشكر وتسليم تام.

 

بساطته وحكمته:

كان أبونا أندراوس رغم كبر سنه لا يفرق كثيرًا عن الأطفال في بساطتهم.. كان يفرح بكل شيء حتى لو أعطيته برتقاله مثلا كان يفرح بها كثيرًا، كان يصدق كل شيء تماما كطفل ?. ومع ذلك فقد كانت له حكمة الشيوخ.. فهو الوقور في جلسته.. المهيب الهادئ المقل في القول، لا يفتح فاه إلا إذا وجه إليه سؤال، وعندئذ كان يجيب بكلمات قليلة تتجلى فيها حكمة الشيوخ? سأله تلميذه يوم ما مداعبا (يا أبونا أسكندريه أحسن وللا الدير أحسن) فأجابه القديس (يا بني الواحد لما بيني بيت يجعد (يقعد) فيه وللا يسيبه)، كان هذا الرد عظه للراهب بألا يترك ديره أبدًا لأنه أصبح بيته.

 

الرجل الأمين:

حدث في زمن الضيق أن تدهورت الأحوال في الدير (دير الأنبا صموئيل المعترف) فهجره جميع الرهبان وحاولوا أخذ أبونا أندراوس معهم لكنه رفض بشدة قائلًا (أنا ما سيبش ديري أبدا.. مايحصلش ? دا أنا أبقى ماعنديش أصل) وَفَضَّل البقاء في الدير وحيدًا تمامًا رغم عجزه وفقدانه بصره، خاف الراهب على ديره من البدو المحيطين به.. أغلق الباب بنفسه من الداخل (لم يكن الدير يُغْلَق من الخارج بل من الداخل)، وظل يدق جرس الدير مرتين يوميًّا ليثبت أن المكان عامر (بالرغم من الصعوبة التي كان يلاقيها ليصل إلى الجرس كل مره وهو الفاقد البصر). (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ). عاش القديس بمفرده تمامًا في الدير لمدة أربعه أشهر كان غذاؤه خبزًا يابسًا وماءًا مالحًا إلى أن عاد رئس الدير من جولاته لجمع المال للصرف على الدير. ولم يكن أحد يعلم إلى أي مصير كان سيؤول إليه الدير عندما يجده البدو مهجورًا أبوابه مفتوحة.

 

مع السواح:

أثناء وجود القديس بالمستشفى ذهب تلميذه صباح يوم أحد لزيارة أحد الآباء الكهنة المرضى بالمستشفى في حجره أخرى، ولما عاد التلميذ قال له أبونا أندراوس (كنت فين يا أبونا إحنا صلينا واتناولنا) وقف التلميذ مبهوتًا إذ أدرك أن أباه سعد بلقاء مع السواح - مع الأنبا صموئيل المعترف: ذات يوم سأله الأب القمص أثناسيوس من الإسكندرية حول محبته للأنبا صموئيل أجابه (مره جلت (قلت) للأنبا صموئيل افرض وأنا جاعد (قاعد) لوحدي جم البدو وجتلوني (قتلوني) حتعمل إيه بجا (بقى) جاللي (قال لي) مايجدروش (مايقدروش) عليك?) وكلمه مره هنا تشير إلى أن اللقاءات بينهم كانت كثيرة. كما أن كلمه مايقدروش تعنى أنه مؤازر بقوه غير منظوره تحميه من أي اعتداء.

 

مع العذراء مريم:

كان أحد آباء الدير يعامله بقسوة لا تتناسب مع طاعته وخضوعه لدرجه أن فكر في ترك الدير. وبينما هو غارق في هذه الأحزان أتته الأم الحنون تعزيه يقول القديس (شفتها مرتين وهى حلوه جوى.. مره ظهرت لي وكنت زعلان شوية مع نفسي حسيت بحاجه بترسم صليب فوق رأسي ونادتني باسمي وجالت لي ماتسيبش ديرك أبدًا.. جلت لها يا ست يا عدرا أنت عارفة إن أبونا (?.) مزعلني جالت لى ماتسيبش ديرك أبدا وأبونا (?..) أنا هاأغيره لك وانصرفت وبعدها مرض ذلك الأب وطلبني وجاللي مش هاتسامحني جلت له ما أنت اللى مزعلنى جاللى خلاص من اليوم مش هاأزعلك جلت له طيب حاللني جاللي الله يحالك وبعدها بوقت قصير تنيح أبونا (?.) جلت الله بسرعة كده. لقد غيرت العذراء قلب هذا الراهب نحو القديس كما أمرته ألا يترك ديره أبدا وكان هو الوحيد الذي بقى به تنفيذا لهذا الأمر وبقى الدير عامرا حتى الآن - شفافيته: ذات يوم بينما كان القديس بدير ما رمينا وهو جالس بين الرهبان أن وزع عليهم نيافة الأنبا مينا صورا، امسك القديس الصورة فسأله تلميذه صوره مين دى يابونا فعدل القديس الصورة لأنه كان يمسكها مقلوبة قائلا دي صوره قيامه رب المجد يابونا. ذات يوم وهو بالمستشفى أخذ يوزع صورا للقديسين على بعض زواره وجاءت طبيبه بالمستشفى فقال لها (وخدي أنت صوره الست العدرا). كيف عرف أنها صوره الست العدرا ?حقا إن الله ينير القلوب العامرة بالإيمان -معجزاته: أثناء حياته: تعرض أحد العمال الذين كانوا يعملون بدير ما رمينا لحادث نتج عنه كسر بأسفل العمود الفقري مع شلل نصفى كامل، نقل إلى المستشفى الذي كان يعالج به أبونا أندراوس، وظل لمده شهرين دون تحسن. وحدث أن توجه والد العامل للقديس ليصلى لابنه فصلى على ماء وقال للأب خد اديله شويه الميه دول وإنشاء الله هايخف ويمشى. وفعلا.. بعد ثلاثة أيام غادر المريض المستشفى يمشى على قدميه.

 

بعد نياحته:

تنيح القديس يوم 7 فبراير عام 1989 الساعة العاشرة مساء وبعد نياحته ببضعه أشهر روى أحد الآباء الكهنة بدير ما رمينا انه أثناء قيامه بخدمه القداس الإلهي بكنيسة الأنبا صموئيل بالدير وجد أمامه الأب أندراوس بملابسه البيضاء وبقى معه طيلة القداس. بركة وشفاعة القديس أندراوس الصموئيلي تكن معنا كلنا آمين.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Saints/Coptic-Orthodox-Saints-Biography/Coptic-Saints-Story_2086.html

تقصير الرابط:
tak.la/ny63xh7