الاختصار: يوء/يؤ = JOE.
العقاب، الغفران، وعد الروح القدس.
ترقب مجيء المسيح.
يوم الرب مصورًا في صورة غزو الجراد.
القحط والجراد.
شرط التوبة.
يوئيل.
يهوذا.
مع صغر حجمه لكن كاتبه يظهر رقيقا في مشاعره، ذا غيرة متقدة، وثاب البصيرة، يحمل السفر روح البساطة مع البلاغة والقوة مع الرقة.
"يوئيل" بالعبرية معناها "يهوه هو الله" وهو ابن "فثوئيل" وتعني "الله يفتح" بهذا يكون المعنى أن الله يفتح بصيرتنا الداخلية فندرك أنه يضبط كل الأمور، وهو صانع الخيرات، مهما كانت رؤيتنا للأمور فهو يعمل في التاريخ كله لأجل خلاصنا.
يرى البعض أن يوئيل النبي كان من أنبياء ما قبل السبي معاصرًا لإشعياء النبي وآخرين أنه عَاصَر يوشيا الملك (2 مل 22، 23)، ربما تعرف في شبابه على إيليا النبي وتلميذه أليشع، ويرى آخرون أنه تنبأ بعد الرجوع من السبي، يجد الدارسون المتأخرون صعوبة في تحديد تاريخ النبي وبالتالي السفر نفسه.
تحدث يوئيل النبي عن التأديبات التي بسماح من الله خلال ما رآه من خراب حل بواسطة حملات الجراد المدمرة ورغم أنه لم يحدد تاريخا لنبوته إلا إنه تحدث عن "يوم الرب" الذي يجب أن تنتظره كل الأجيال كيوم قريب، والعجب أنه يصف غارات الجراد الأربع التي حدثت في أيامه لا ككوارث طبيعية حدثت مصادفة وإنما كجزء من خطة الله الخلاصية، ثم يوجه دعوته بعودة الرحمة ورجوع الخيرات الوفيرة برجوعهم لله الذي يرفع القصاص ووعود الله بالعطية العظمى لهم وهي انسكاب الروح القدس على البشر في الأيام الأخيرة ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم لينزع عن البشرية خرابها الذي تحقق بواسطة الخطية (الجراد) ويرد لها فرحها في الرب، وهي إشارة لكنيسة العهد الجديد وإعلان تعزيات الإنجيل لكل عبيده الأمناء.
هو سفر التوبة القائم على التجديد مُحْدِثًا إيانا عن بركات الرب لأورشليم وإرجاع مجدها، ويتنبأ عن بركات اليوم الخمسيني "عيد العنصرة" (يوء 2: 29) ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم، ركز على عطية الروح القدس الذي يحول برية قلوبنا المحطمة إلى فردوس الله المثمر.
هو سفر التوبة القائمة على التجديد؛ استغل الوحي ما حل بالبلاد من قحط وغزو الجراد للدعوة إلى التوبة، وعودة الأرض إلى سابق خصبها، محدثا إيانا عن بركات الرب لأورشليم وإرجاع مجدها، كما يتنبأ عن بركات اليوم الخمسيني وروح الله ينسكب على كل بشر "عيد العنصرة" ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم، وقد استشهد بطرس الرسول بذلك في موعظته يوم الخمسين (أع 2:16 -21).
أولًا غزو الجراد يوء 1:
يصف يوئيل النبي حملة الجراد كحادثة تأديب بسبب الخطية من قبل الرب (ع 15) حيث بدأ الغزو في طوره الأول "الْقَمَصِ" ثم انتقل إلى (حشرة تزحف): "الزَّحَّافُ" ثم ظهر لها أجنحة صغيرة "غَوْغَاءُ" وأخيرًا اكتمل نموه فصار طيارًا (ع 4).
يشبه الجراد بجيش لأمة قوية غزا البلاد لتأديبهم، يبدأ الله بالسماح للقمَص (الجراد في بدْء طوره) بمهاجمتنا، فإن لم نتأدب يسمح للزحاف، فالغوغاء، فالطيار. هذه المراحل الأربع تشير أيضًا إلى مراحل الخطية في حياتنا أو إلى الأربع حملات لسنحاريب ملك أشور (أش 36: 1) أو إلى الممالك التي سادت إسرائيل (أشور وبابل، مادي وفارس، اليونان، الرومان).
بسبب خطايانا يسمح بالتأديب: "جَعَلَتْ كَرْمَتِي خَرِبَةً وَتِينَتِي مُتَهَشَّمَةً" (ع 7).
آثار غزو الجراد (غزو الخطية):
على المزروعات: "جَعَلَتْ كَرْمَتِي خَرِبَةً وَتِينَتِي مُتَهَشَّمَةً" (يوء 1: 5؛ 1: 12؛ 1: 17).
على الأرض: "نوحي يا أرضي كعروس مؤتزرة بمسح من أجل بعل صباها" (يوء 1: 8).
على بيت الرب: "انقطعت التقدمة والسكيب عن بيت الرب" (يوء 1: 9) "انقطع... الفرح الابتهاج عن بيت إلهنا؟" (يوء 1: 16).
على الحيوانات: "هامت قطعان البقر لأن ليس لها مرعى... لأن نارا قد أكلت مراعي البرية ولهيبا أحرق جميع أشجار الحقل " (يوء 1: 18-19)، النار هي نار الخطية التي تحطم وتبدد كل ما تمتد إليه أيدينا وكل ما يقع عليه بصرنا.
الحيوانات المفترسة: "بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعي البرية" (يوء 1: 20).
ثانيًا: التوبة (يوء 1: 13، 14 , 2: 1- 17)
يمزج يوئيل حادث غزو الجراد ووصف آثاره بالمناداة بالتوبة بكونها الطريق للتمتع بالرحمة. فالله يسمح بالتأديب المر لتوبتنا، وطريقها:
1 يلزم أن يكون الكهنة والأراخنة في مقدمة التائبين "تمنطقوا ونوحوا أيها الكهنة ولولوا يا خدام المذبح ادخلوا بيتوا بالمسوح يا خدام الهي... قدسوا صومًا نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ... واصرخوا إلى الرب (يوء 1: 13، 14).
2 البكاء والزهد مع الصوم والاعتكاف والصراخ لله... أنها تفاعل الحياة النسكية مع الخلوة ومراجعة النفس بروح الصلاة.
3 كلمة الله تلهب القلب بالتوبة "أضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسي" (يوء 2: 1).
4 توبة داخلية: "مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم" (يوء 2: 13).
5 توبة جماعية تضم حتى الأطفال (يوء 2: 16) فهو يفرح بكنيسته كما بكل عضو فيها.
أ- رجوع إلى الله: "أرجعوا إليَّ" (يوء 2: 12).
ب- رجوع بكل القلب: "ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم" (يوء 2: 12).
ج- رجوع بالصوم: "قدسوا صومًا" (يوء 1: 14).
د- رجوع إلى النفس في أعماقها: "نادوا باعتكاف" (يوء 1: 14).
ه- رجوع جماعي: "اجمعوا الشيوخ جميع سكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب" (يوء 1: 14؛ 2: 15).
و- رجوع بالبكاء والنوح: "ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم" (يوء 2: 12, 13).
ثالثًا: يوم الرب (يوء 2: 18- 3)
لكي تكون التوبة فعالة في حياة الكنيسة وحياة كل عضو فيها يلزم أن نتطلع إلى يوم الرب أنه قريب، فالأحداث المؤلمة لنا الآن تذكرنا بيومه العظيم كامتداد لأعماله الدائمة لخلاصنا وتهذيبنا، وإظهار مجده لنا هنا عربونًا للسماويات.
يقدم رحمته غافرًا لنا خطايانا (يوء 2: 13 , 14) (اقرأ بموقع الأنبا تكلا نص السفر كاملًا).
رقته: "يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه" (يوء 2: 18) يوم الرب يعلن عن الله الغيور كنار ملتهبة وهو رقيق جدًا بالنسبة لمحبوبيه، عيناه لهيبا نار وأيضًا حمامتان، هذا ما أعلنه الصليب محطم إبليس وفاتح الأحضان الأبوية للإنسان!
يجيب على سؤال شعبه (يوء 2: 19).
يوم الرب مُشْبِع "لتشبعوا منها ولا أجعلكم عارًا بين الأمم" (يوء 2: 19) المسيح خبزنا السماوي يهبنا بروحه ثمرًا متكاثرًا؛ فالجبال (المؤمنون) تقطر عصيرًا، والتلال تفيض لبنًا وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء... (يوء 3: 18). السيد المسيح نفسه هو طعامنا الروحي المُشْبِع للروح!
واهب كرامة للنفس "لا أجعلكم عارًا بين الأمم" (يوء 2: 19).. ننال فيه البنوة لله كما نصير مقدسا له يسكن فيها "ساكنًا في صهيون جبل قدسي وتكون أورشليم مقدسة" (يوء 3: 17).
واهب نصرة وغلبة في المسيح الغالب: "ليقل الضعيف بطل أنا" (يوء 3: 10).. يتحول المؤمنون إلى رجال حرب (يوء 3: 9) ضد إبليس وليس ضد لحم ودم (أف 6).
ينزع عنا الخوف "لا تخافي أيتها الأرض" (يوء 2 :21).
واهب الفرح الداخلي (يوء 2: 21): يبهج الإنسان والحيوان (الجسد بتقديسه)، ينزل المطر (يوء 2: 23) المبكر والمتأخر (عطية الروح القدس في العهدين)، يكون هو عِلَّة فرحنا (يوء 2: 23)، يوضح أن الفرح والبهجة هما الطعام الذي تقتات عليه النفس (يوء 1: 26).
يشبع كل احتياجات الحيوانات... بركة حتى للطبيعة: "لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبت" (يوء 2: 22).
التمتع بعمل الروح القدس: "لأنه يعطيكم المطر المبكر على حقه وينزل عليكم مطرًا مبكرًا ومتأخرًا في أول الوقت" (يوء 2: 23، 28 إلخ.).
يقدم ثمرا بفيض " فتملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرًا وزيتًا (يوء 2: 24).
يعوضنا عن سنوات الجفاف (يوء 2: 25).
يصنع معنا عجبًا (يوء 2: 26).
تأكيد حلوله وسط شعبه (يوء 2: 27).
يقدم خلاصًا عامًا: كل من يدعو باسم الرب ينجو.." (يوء 2: 32).
واهب القوة "اسكب روحي على كل بشر" (يوء 2: 28): مقدمًا الخلاص للجميع اليهود كما للأمم اتسم النبي بقومية صارخة بسبب الظروف المحيطة له لكنه إذ يتحدث عن عطية الروح القدس لا يقدر أن يقصرها على أمة معينة أو شعب خاص فهو عطية الله لكل بشر. إنه يفتح أبواب الرجاء لكل من يدعو اسم الرب فيخلص (يوء 2: 32؛ رو 10: 13).
عَالَج كل نبي موضوع التوبة من جانب معين:
- إشعياء وعاموس وميخا تحدثوا عن التوبة خلال ترك الظلم والجور.
- عزرا ونحميا بالعمل المستمر في بناء هيكل الرب وأسوار أورشليم.
- إرميا وحزقيال بإصلاح القلب الداخلي.
- يوئيل هو نبي الطقس الكنسي الحي غير المنفصل عن البنيان الروحي الداخلي وكأنه فيما هو يتطلع إلى أورشليم والهيكل والكهنة كان ينظر إلى أورشليم الداخلية والهيكل الخفي والصرخات القلبية, فالتوبة في عينيه ليس فروضًا وطقسًا محددة تلتزم بها الجماعة وإنما هو جزء لا يتجزأ من حياة الجماعة الروحية وبنيانها في الرب.
السفر السابق سفر هوشع |
فهرس قسم ملخص
أسفار الكتاب المقدس العهد القديم القس أنطونيوس فهمي |
السفر
التالي سفر عاموس |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/h6arg9s