محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10
آية 1:- "بُولُسُ وَسِلْوَانُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ، إِلَى كَنِيسَةِ التَّسَالُونِيكِيِّينَ، فِي اللهِ الآبِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ."
في الله الآب والرب يسوع المسيح = هذه تحقيق لقول السيد المسيح في (يو17: 21).
الله الآب والرب يسوع = هنا نرى أن مكانة الرب يسوع لا تقل عن الآب. ولا يذكر الرسول لقبه الرسولي كما فعل في رسائل كثيرة والسبب:
أ. أنهم لا يشكون في رسوليته مثل أهل غلاطية مثلًا الذين اهتم بتأكيدها لهم.
ب. هو فرح بسبب إيمانهم فيعلن محبته لهم لا سلطانه عليهم.
ت. هم في ضيقة فيكتب لهم بروح الصداقة الأخوية لا بسلطان.
وبنفس المفهوم يقول بولس وسلوانس وتيموثاوس. فمع أنه وحده كاتب الرسالة إلا أنه يضع اسمي سلوانس وتيموثاوس المعروفين لدى أهل تسالونيكي ليعلن لهم محبة الجميع وتعاطف الجميع معهم. وسلوانس هو سيلا (أع18) فبولس يستخدم الاسم الرسمي، ولوقا في الأعمال يستخدم اسم التدليل المشهور به وسط الناس. والرسول يلقب الله أبانا فالمؤمنون محتاجون في ضيقتهم إلى التمتع بأبوة الله الحانية وإدراك اهتمامه بخلاصهم وإذ يكتب الرسول في رسالته عن أبوته لهم أراد في المقدمة أن يؤكد أبوة الله نفسه التي هي مصدر كل أبوة روحية وجسدية.
نعمة وسلام = هم محتاجون لهذا السلام وسط ضيقاتهم وآلامهم.
آية 2: "نَشْكُرُ اللهَ كُلَّ حِينٍ مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ، ذَاكِرِينَ إِيَّاكُمْ فِي صَلَوَاتِنَا،"
يشكر الله على نجاح كنيسة تسالونيكي، ويصلي ليثبتوا ويزداد إيمانهم.
آية 3: "مُتَذَكِّرِينَ بِلاَ انْقِطَاعٍ عَمَلَ إِيمَانِكُمْ، وَتَعَبَ مَحَبَّتِكُمْ، وَصَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ، أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا."
نرى ثلاثية بولس الرسول (الإيمان والرجاء والمحبة) (1كو 13: 13) + (1تس 5: 8) + (عب 6: 10- 12) + (عب 10: 22 – 24). ونلاحظ أن الإيمان العامل والمحبة والرجاء الذين في تسالونيكي جعل بولس يفرح بشعب تسالونيكي أكثر من كورنثوس بمواهبها وألسنتها. ونلاحظ هنا أن الرسول ينسب للإيمان العمل، وللمحبة التعب، وللرجاء الصبر. ومن يؤمن يحتمل الكثير من الأتعاب، وإيمان الإنسان يظهر خلال أعماله، فالإيمان ليس أمرًا مجردًا. ومن لا يتعب لم يعرف المحبة، بل لم يعرف الله. ونلاحظ أن الإيمان الفعال العامل والمحبة الباذلة يولدان رجاءً صابرًا. هنا الرسول يحول أنظار التسالونيكيين عن التفكير في الأحداث الجارية إلى التأمل في عمل نعمة الله داخلهم خلال الإيمان والرجاء والمحبة فالله هو العامل فيهم في إيمانهم ومحبتهم ورجائهم. أَمَامَ اللهِ وَأَبِينَا = الله يرى عملهم ومحبتهم ورجائهم وهو وحده الذي يحكم عليها.
صَبْرَ رَجَائِكُمْ، رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ
= يسوع المسيح هو رجاؤنا. وبسبب هذا الرجاء نصبر على ألم الاضطهاد فلنا رجاء في أن نراه في مجده ونكون معه للأبد.
آية 4: "عَالِمِينَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمَحْبُوبُونَ مِنَ اللهِ اخْتِيَارَكُمْ،"
بولس رأى في إيمانهم ومحبتهم ورجائهم أن هذا دليل على أن الله اختارهم، والله يختار من بسابق معرفته يعرف أنه سيقبل دعوته (رو 8: 29) ومن ناحية أخرى فالرسول خاف عليهم أن يسقطوا في الكبرياء بسبب أنهم احتملوا في صبر، فيشرح لهم هنا أن الله هو الذي اختارهم، والله هو سر قوتهم، هو يرفع عيونهم نحو الذي أحبهم، وما زال يعمل فيهم حتى يدخل بهم إلى أمجاده، والله اختارهم، إذًا هو سيكمل معهم طالما اختارهم "واثقا بهذا عينه ان الذي ابتدأ فيكم عملًا صالحًا يكمل إلى يوم يسوع المسيح" (في 1: 6) ولكن هذا لمن يثبت في المسيح، فالمسيح قد اختار يهوذا ولكن يهوذا هلك.
آية 5: "أَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِالْكَلاَمِ فَقَطْ، بَلْ بِالْقُوَّةِ أَيْضًا، وَبِالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَبِيَقِينٍ شَدِيدٍ، كَمَا تَعْرِفُونَ أَيَّ رِجَال كُنَّا بَيْنَكُمْ مِنْ أَجْلِكُمْ."
بولس هنا يؤكد لهم اختيار الله ومحبته لهم إذ أرسل لهم بولس مزودًا بـ:
1. القوة:- قوة الإنجيل وما فيها من سر حياة اجتذبتهم للخلاص فبولس كان مزودًا متسلحا بالإنجيل القادر أن يغير الإنسان ويأسره في الحب الإلهي.
2. الروح القدس:- الروح كان يعمل في بولس ليتكلم ويعمل فيهم ليفهموا ويؤمنوا. فالروح القدس وحده هو القادر أن يشرح محبة الله لنا فنحبه (رو5:5).
3. بيقين شديد:- كان لبولس رجاء قوي ويقين شديد أن الله يريد خلاصهم، فاحتمل كل ضيقات اليهود واليونانيين.
كما تعرفون أي رجال كنا بينكم = من هو متسلح بما ذكره الرسول، يكون جبارًا وبولس يود أن يقول، الفضل ليس لي بل لله الذي أحبكم واختاركم = من أجلكم = أي أن الله أعطاني كل هذا لأجلكم.
آية 6: "وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ، إِذْ قَبِلْتُمُ الْكَلِمَةَ فِي ضِيق كَثِيرٍ، بِفَرَحِ الرُّوحِ الْقُدُسِ،"
بفرح الروح القدس = فالروح الذي عمل في بولس عمل فيهم فصاروا متمثلين ببولس بل وبالرب. وأعطاهم الروح فرحًا وعزاء فقبلوا الكلمة وسط الضيقات الكثيرة التي وقعت عليهم = في ضيق كثير. فكما أن المسيح تألم لخلاصنا تألم بولس في كرازته، فهم في صبرهم على الضيقات والاضطهاد تشبهوا بالمسيح وببولس، والذي يعطي الفرح وسط الضيق هو الروح القدس، كما فعل الله مع الثلاثة فتية في أتون النار ولنفهم أن النصرة في المسيحية هي الفرح وسط الضيق فالألم دخل إلى العالم بالخطية، والله أبقى الألم بعد أن أتم الفداء لنَكْمُل به، لكنه أعطانا أن نفرح وسط الألم. بل استغل الله الألم في قطع رباطات خطايانا كما احترقت رباطات الثلاثة فتية في أتون النار دون أن يصابوا هم بأذى.
آية 7: "حَتَّى صِرْتُمْ قُدْوَةً لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَفِي أَخَائِيَةَ."
مكدونية وأخائية تمثلان معظم اليونان الحديثة وكانتا مقاطعتان مزدوجتان وأبرز كنائس مكدونية هي فيلبي وابرز كنائس أخائية كورنثوس. ولكن تسالونيكي تفوقت على الكل وتسالونيكي في مكدونية.
آية 8: "لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضًا قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِاللهِ، حَتَّى لَيْسَ لَنَا حَاجَةٌ أَنْ نَتَكَلَّمَ شَيْئًا."
كانت تسالونيكي مركزًا تجاريًا هامًا، وذلك ساعدهم على أن يذيعوا للعالم الكرازة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). كانوا كالطيب الذي ينتشر، كانوا مملوءين قوة. = حتى ليس لنا حاجة أن نتكلم شيئًا = قوتهم صارت معروفة وفي غير حاجة لبرهان فالكل كان يشهد عنهم ويقتدي بهم.
آية 9: "لأَنَّهُمْ هُمْ يُخْبِرُونَ عَنَّا، أَيُّ دُخُول كَانَ لَنَا إِلَيْكُمْ، وَكَيْفَ رَجَعْتُمْ إِلَى اللهِ مِنَ الأَوْثَانِ، لِتَعْبُدُوا اللهَ الْحَيَّ الْحَقِيقِيَّ،"
لأنهم هم = الذين جاءوا إليكم في تسالونيكي ورأوكم وسمعوكم ثم ذهبوا وقابلهم الرسول في مكدونية وأخائية هؤلاء كانوا يخبرون عن إيمانكم، بل كانوا في كلامهم يخبرون عني ويطوبوني = يخبرون عنا إذ أنا الذي ولدتكم في المسيح حينما بشرتكم بالإنجيل.
آية 10: "وَتَنْتَظِرُوا ابْنَهُ مِنَ السَّمَاءِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، يَسُوعَ، الَّذِي يُنْقِذُنَا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي."
هذه مثل نهاية قانون الإيمان "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي" فنجد أن أهل تسالونيكي برجاء ينتظرون مجيء المسيح الثاني ليعطيهم هذا المجد الذي آمنوا به.
والإيمان بيسوع والثبات فيه هو الطريق الوحيد الذي ينقذنا من غضب الله الذي سيأتي في يوم الدينونة على كل الأشرار وغير المؤمنين. فالمسيح في مجيئه الثاني سيكون للدينونة، فإما ينقل المؤمنون الأبرار للمجد أو يدين الأشرار وغير المؤمنين.
← تفاسير أصحاحات تسالونيكي الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير تسالونيكي الأولى 2 |
قسم
تفاسير العهد الجديد القمص أنطونيوس فكري |
مقدمة الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4mcw8wq