St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   13-Resalet-Tasaloniky-1
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

تسالونيكي الأولى 4 - تفسير الرسالة الأولى إلى أهل تسالونيكي

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي:
تفسير رسالة تسالونيكي الأولى: مقدمة رسالة تسالونيكي الأولى | تسالونيكي الأولى 1 | تسالونيكي الأولى 2 | تسالونيكي الأولى 3 | تسالونيكي الأولى 4 | تسالونيكي الأولى 5

نص رسالة تسالونيكي الأولى: تسالونيكي الأولى 1 | تسالونيكي الأولى 2 | تسالونيكي الأولى 3 | تسالونيكي الأولى 4 | تسالونيكي الأولى 5 | تسالونيكي الأولى كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

آيات 1-3: "فَمِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَسْأَلُكُمْ وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ، أَنَّكُمْ كَمَا تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَسْلُكُوا وَتُرْضُوا اللهَ، تَزْدَادُونَ أَكْثَرَ. لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَ أَيَّةَ وَصَايَا أَعْطَيْنَاكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ. لأَنَّ هذِهِ هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: قَدَاسَتُكُمْ. أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا،"

فَمِنْ ثَمَّ = هو كلمهم أن يثبتوا في القداسة وينموا في المحبة. والطريق أن يسلكوا كما أوصاهم = أَنَّكُمْ كَمَا تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا. وعبارة فِي الرَّبِّ يَسُوعَ تعني أن بولس ثابت في الرب يسوع. وتعني أيضًا أنهم أي أهل تسالونيكي ثابتين في الرب يسوع. وثباتنا في الرب يسوع يعطي قوة لننفذ الوصايا. والله حين يعطي وصية يعطي معها قوة لتنفيذها وهذا لمن هو ثابت في الرب يسوع.

نَطْلُبُ إِلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ يَسُوعَ= هو يطلب منهم أن ينفذوا وصايا الله ووصايا الله ليست عبارة عن أوامر مجردة لكن لها سلطان في داخلنا لتغيير حياتنا والدخول بنا إلى أعماق جديدة لذلك فالرسول لا يوصيهم من عندياته بل في الرب يسوع. الوصايا البشرية قد تكون براقة وجميلة ولكنها عاجزة عن العمل في أعماق القلب، أما وصية الرب (في الرب يسوع) هي كلمة الله الحية والفعالة (عب 4: 12) وعبارة فِي الرَّبِّ يَسُوعَ تعني أيضًا أن الرسول لا يتحدث معنا إلا وهو ثابت في الرب يسوع، ويتحدث معنا لكي نوجد نحن أيضًا في الرب يسوع. فالحياة الفاضلة هي في جوهرها الدخول في الرب يسوع. لذلك يطلب منهم أن يتمثلوا به فيثبتوا هم أيضًا في الرب يسوع. ونحن بالمعمودية صرنا في الرب يسوع، فنحن نخرج من الماء متحدين بالرب يسوع وثابتين فيه، ولكن بالخطية ينفك هذا الثبات، ولذلك وضع الرب سر التوبة والاعتراف وسر الإفخارستيا لنعود للثبات فيه.

تَسَلَّمْتُمْ مِنَّا = هذا ما نسميه التقليد، فالرسول سلمهم كيف يسلكوا ويرضوا الله. وما تسلموه من الرسول عليهم أن يسلموه للأجيال التي بعدهم، وهكذا حتى وصل إلينا الآن حياة إيمانية معاشة لا إيمان نظري فقط. ونحن نرضي الله بثباتنا في ابنه المسيح الذي قال عنه "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". وهذا عمل الروح القدس فينا أن يثبتنا في المسيح، على شرط أن نسعى في جهاد مستمر أن نمتلئ من الروح.

تَزْدَادُونَ أَكْثَرَ = فالحياة الفاضلة لا تقف عند حد بل هي حياة نمو مستمر وزيادة حتى نحمل سمات المسيح ويتجلى فينا. وهذا لا يأتي سوى بالجهاد المستمر (2تي2:4، 5).

إِرَادَةُ اللهِ قَدَاسَتُكُمْ = هذا ملخص الحياة الفاضلة. ونحن بدون قداسة لن نرى الرب (عب 12: 14) والقداسة هي ابتعاد عن الأرضيات والحياة في السماويات (كو3: 1 – 5). هي اعتزال ما قد دخل إلى طبيعتنا كأمر غريب = إماتة الجسد عن الخطية، وقبول ما هو لله = السعي نحو الحياة السمائية ونحن هنا على الأرض. هي تفريغ من الشر الذي تسرب إلى طبيعتنا حينما كنا في حالة انعزال عن الله، وامتلاء من الله نفسه القدوس كسر حياتنا. وعمل الروح القدس هو أن يأخذ مما للمسيح ويخبرنا (يو 16: 14) ليس بالكلام فقط بل يخبرنا عمليًا فيحول فكرنا إلى فكر المسيح وتصير إرادتنا هي إرادته وأعضاءنا أعضاؤه، كأن القداسة هي تجلي المسيح القدوس في حياتنا الداخلية وسلوكنا الظاهر.

أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الزِّنَا: هذا تحذير لشعب تسالونيكي. خصوصًا أن الهياكل الوثنية التي كانت منتشرة في تسالونيكي، كان ينتشر فيها الزنا كطقس عبادة للآلهة، والوثنيين لا يعتبرون هذا الزنا أنه خطأ. ونلاحظ أن تحذير شعب تسالونيكي من خطية الزنا وهم مثال للإيمان والمحبة يعطينا فكرة أن على كل إنسان أن لا يتكبر ويظن أنه بعيدًا عن خطية ما. بل أن بولس طلب من تيموثاوس الأسقف والكارز أن يبتعد عن الشهوات الشبابية. وعمومًا لن يتمتع أحد بالتقديس بدون التفريغ من النجاسة، ولا يمكن أن يكون لله موضع داخل القلب مع بقاء الشر فيه. وعلينا الابتعاد عن الزنا بالعمل وبالفكر وبالنظر، فالزنا بكل صوره يعتبر من أبشع الخطايا. والهروب من الزنا هو جهاد سلبي ولكن هناك جهاد إيجابي. هو ما سيذكره الرسول فيما يأتي، آية 4.

 

آية 4: "أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أَنْ يَقْتَنِيَ إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ،"

يقتني إناءه بقداسة وكرامة = جسدنا هو الإناء الخزفي (2كو 4: 7) وأجسادنا صارت هياكل للروح القدس (1كو 6: 19). ونقتني إناؤنا بقداسة وكرامة حين لا نُحزن الروح القدس بل نمتلئ به في جهاد وصلوات وتسابيح لا تنقطع. وهذا هو الجهاد الإيجابي .

 قداسة = أي نحيا في السماويات (لا11: 44) مُكَرَّسين لله.

 

آية 5: "لاَ فِي هَوَى شَهْوَةٍ كَالأُمَمِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ."

الأممي لا يقدر أن يترك هوى الشهوة لأنه لا يعرف الله، وهو غير متحد بالله. والروح القدس لا يسكن فيه ولا يعطي معونة (نعمة). فهو في حالة فراغ لا يتصور أن يتخلى عن الشهوات والملذات فهي الطريق الوحيد الذي يتلذذ به، لكنها لا تقدر أن تشبع حياته فهو ليس جسدا فقط. أما ابن الله فهو يستطيع أن يرفض الخطية بسهولة ولا يشعر بحرمان أو فراغ لو فعل وترك شهواته . فالروح يعطيه قوة ويعطيه معونة وشبع داخلي للروح والنفس والجسد، أفضل مما يتركه من شهوات لا تشبع سوى غرائز الجسد.

 

آية 6: "أَنْ لاَ يَتَطَاوَلَ أَحَدٌ وَيَطْمَعَ عَلَى أَخِيهِ فِي هذَا الأَمْرِ، لأَنَّ الرَّبَّ مُنْتَقِمٌ لِهذِهِ كُلِّهَا كَمَا قُلْنَا لَكُمْ قَبْلًا وَشَهِدْنَا."

مَنْ يتطلع إلى آخر بنظرة شهوانية يطمع في جسده لحساب شهواته الخاصة ومن يشتهي امرأة فهو بهذا يطمع في امرأة أخيه سواء كان أخيه هذا زوجها أو والدها أو أخوها. والإنسان لا يحزن لو سُلِبَ ماله بقدر ما يحزن لو اغتصبت زوجته أو ابنته. والله سينتقم من هذا المغتصب.

 

آية 7: "لأَنَّ اللهَ لَمْ يَدْعُنَا لِلنَّجَاسَةِ بَلْ فِي الْقَدَاسَةِ."

كأن السلوك بالقداسة هو تحقيق لإرادة الله فينا، والزنا هو تعدي على الله نفسه قبل أن يكون تعدي على أجسادنا أو تطاول على إخوتنا. وبهذا لا يستطيع الزاني أن يحتج أن ما يعمله كان برضي الطرف الآخر، لأن ما يعمله هو ضد وصية الله وتعدي على الله وإهانة للمسيح الذي نحن أعضاؤه.

 

آية 8: "إِذًا مَنْ يُرْذِلُ لاَ يُرْذِلُ إِنْسَانًا، بَلِ اللهَ الَّذِي أَعْطَانَا أَيْضًا رُوحَهُ الْقُدُّوسَ."

إذًا من يخطئ ويحتقر الوصية المعطاة من بولس هنا فهو ويذهب ليخطئ، لا يرذل إنسانًا بل يرذل الله نفسه، الذي أيضًا أعطانا روحه القدوس لكي يقنعنا بالحق ويهبنا القوة والعون لنكون قديسين. وأيضًا يقصد الرسول أن يقول ولا تحتقروا كلامي فهو بالروح القدس الذي أعطاه الله لرسله وأنا منهم.

 

آية 9: "وَأَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْفُسَكُمْ مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا."

فلا حاجة لكم = فهم يعيشون في محبة فعلًا. متعلمون من الله = ليس فقط خلال الوصايا الإلهية الخاصة بالحب، ولا خلال الامتثال بالله محب البشر، وإنما بالأكثر خلال عمله فينا، إذ يعطينا طبيعة الحب العاملة فينا.

 

St-Takla.org Image: "Study to be quiet" (1 Thessalonians 4: 11) - Unknown illustrator. صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأن تحرصوا على ان تكونوا هادئين" (تسالونيكي الأولى 4: 11) - لفنان غير معروف.

St-Takla.org Image: "Study to be quiet" (1 Thessalonians 4: 11) - Unknown illustrator.

صورة في موقع الأنبا تكلا: "وأن تحرصوا على ان تكونوا هادئين" (تسالونيكي الأولى 4: 11) - لفنان غير معروف.

آية 10: "فَإِنَّكُمْ تَفْعَلُونَ ذلِكَ أَيْضًا لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ الَّذِينَ فِي مَكِدُونِيَّةَ كُلِّهَا. وَإِنَّمَا أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَزْدَادُوا أَكْثَرَ،"

هم يعيشون في محبة ولكن المسيحية نمو وهو يطلب لهم النمو في المحبة بلا حدود.

 

آيات 11، 12: "وَأَنْ تَحْرِصُوا عَلَى أَنْ تَكُونُوا هَادِئِينَ، وَتُمَارِسُوا أُمُورَكُمُ الْخَاصَّةَ، وَتَشْتَغِلُوا بِأَيْدِيكُمْ أَنْتُمْ كَمَا أَوْصَيْنَاكُمْ، لِكَيْ تَسْلُكُوا بِلِيَاقَةٍ عِنْدَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ، وَلاَ تَكُونَ لَكُمْ حَاجَةٌ إِلَى أَحَدٍ."

واضح أن بعضًا منهم امتنع عن العمل معتمدًا على أن الرب سيجيء ولكن هذا أدى إلى الفراغ والبطالة وكثرة الكلام الفارغ والتدخل في أمور الآخرين. تكونوا هادئين = بمعنى أن تقيموا في بيوتكم أو أعمالكم ولا ترتبكوا بالشائعات التي تنبعث عادة من الكسالى وعن ثرثرتهم، فيَقْلَقون ويسببون قلقًا للآخرين. وكأن البطالة تسبب فراغًا في النفس كما في الفكر فيرتبك الإنسان بأمور تافهة، ويفقد سلامه لسبب أو لآخر، بل ويدفع الآخرين إلى فقدان سلامهم معه، فالعمل نافع لهدوئنا الداخلي وهدوء الآخرين. والكسلان العاطل يكون فضولي يستطلع شئون الغير وينقل الأخبار فيسبب ارتباكًا ومشاكل كثيرة، وبهذا يسبب إدانة للآخرين. لذلك يشجعهم الرسول على أن يعملوا ولا يكونوا عالة على الآخرين بل يعملوا ويكسبوا فيكون لهم ما يعطونه للمحتاجين وفي هذا محبة "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35). والكنيسة تلزم حتى الرهبان بالعمل. والله قال أن نعمل ستة أيام في الأسبوع واليوم السابع للرب. وهناك أمثال تحدثنا عن أهمية العمل لسليمان الحكيم (أم 24: 30) + (أم 31: 10-17).

 

آيات 13-18: "ثُمَّ لاَ أُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ الرَّاقِدِينَ، لِكَيْ لاَ تَحْزَنُوا كَالْبَاقِينَ الَّذِينَ لاَ رَجَاءَ لَهُمْ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَامَ، فَكَذلِكَ الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ، سَيُحْضِرُهُمُ اللهُ أَيْضًا مَعَهُ. فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ، لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ. لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ."

كان أهل تسالونيكي في حيرة عن مصير الأموات، والرسول هنا يطمئنهم. ولاحظ أن بولس يقول عن الأموات = الرَّاقِدِينَ. فالأموات في نظر الله هو من لا زالوا يعيشون في خطيتهم. لذلك قال عن الابن الضال إذ رجع لأبيه "ابني هذا كان ميتًا فعاش" وقال عن التوبة أنها تحيي (يو5: 25) والمسيح قال عن الموت أنه نوم (يو11: 11) + (مت 9: 24). فالتائبين المعمدين قد قامت نفوسهم مع المسيح والآن هم في حالة رقاد منتظرين يوم الرب العظيم حيث تستيقظ أجسادهم لتتمتع بالمجد وتشارك الأجساد الأنفس أكاليلها.

لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم = أي كمن هم بلا إيمان. وهناك فرق بحسب طريقة المسيح، فالمسيح بكى على قبر لعازر وكل منا لو فقد حبيبه له أن يبكي فهذا طبيعي لكن بلا يأس وبرجاء حي في القيامة. أما غير المؤمنين فإنهم يحزنون ويستسلمون للحزن ولا يرفعوا قلوبهم لله يطلبون الصبر والعزاء بل يفتحون مسامعهم لصوت إبليس الذي يستغل هذه المناسبات للتشكيك في محبة الله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ومن هم الذين يقومون مع المسيح؟ هم الراقدين بيسوع = أي هم الذين غلبوا في حياتهم وكانوا ثابتين في المسيح، يحملونه داخلهم، كانوا في وحدة معه فهو الرأس وهم الأعضاء، وما يحدث للرأس سيحدث للأعضاء، وما دام المسيح قد قام فهم سيقومون = إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع هم إذ كانوا متحدين بالمسيح الحي لا يمكن للموت أن يسود عليهم، بل أن المسيح في مجيئه الثاني سيحضرهم معه = مجدهم وكرامتهم في أنهم سيكونون مع المسيح وهو يكون معهم وفي وسطهم (رؤ21: 3) والمسيح حين يأتي بهم معه سيتقابل الذين رقدوا أولًا مع الذين سيكونون أحياء في هذا الوقت.

St-Takla.org Image: Bible verse on a marble stone: "Therefore comfort one another with these words" (1 Thessalonians 4:18) - Saint Mary Church, Haddington Road, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 5, 2017. صورة في موقع الأنبا تكلا: آية كتابية على حجر رخامي: "لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام." (تسالونيكي الأولى 4: 18). - من صور كنيسة السيدة مريم العذراء، شارع هادينجتون، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 5 مايو 2017 م.

St-Takla.org Image: Bible verse on a marble stone: "Therefore comfort one another with these words" (1 Thessalonians 4:18) - Saint Mary Church, Haddington Road, Dublin, Ireland - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, May 5, 2017.

صورة في موقع الأنبا تكلا: آية كتابية على حجر رخامي: "لذلك عزوا بعضكم بعضا بهذا الكلام." (تسالونيكي الأولى 4: 18). - من صور كنيسة السيدة مريم العذراء، شارع هادينجتون، دبلن، أيرلندا - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 5 مايو 2017 م.

وفي آية 15: بكلمة الرب = بإعلان خاص من الرب. نحن الأحياء الباقين = بولس يكتب رسالته بوحي من الروح القدس حتى تكون متمشية مع كل زمن. فالآن هذه الآية تنطبق علينا، إذ لو أتي المسيح الآن في مجيئه الثاني سنكون نحن الأحياء الباقين. والأحياء الباقين سيكونون قلة بالنسبة لمن سبق وانتقلوا لكن الكل جسدا واحد رأسه المسيح. لا نسبق الراقدين = أي لن نكون في وضع متفوق عليهم، أو وضع أفضل منهم وفي الآية: 16: بهتاف = حرفيًا تعني نداء آمر أي بدعوة عليا آمرة شأن قائد جيش يهتف في جنوده آمرًا. وقد يكون هذا بصوته هو أو صوت من يكلفه = بصوت رئيس ملائكة = هذا الصوت هو صوت آمر للأموات في كل مكان أن يقوموا. هو صوت الله يجمع جنوده من البشر للحياة السماوية المجيدة. هو صوت بوق أي صوت مدوٍ يسمع في كل مكان ليقوم الكل. وكلمة بوق الله = أي صوت عظيم جدًا. تعبيرًا عن عظمة الله وجلال حضوره. أي منظر رائع هذا أن ينزل الرب من السماء ليخطف أحباؤه (آية 17) ويصعد بهم للسماء. السيد بنفسه ينزل ليستقبل أولاده الذين طال اشتياقه إليهم ليُعطوْا المجد المعَّد لهم. وهكذا نُحمل نحن في مركبة أبينا أي السحب، فقد أُخذ المسيح في السحابة (أع 1: 9) أنظر أية كرامة ستكون لنا أنه ينزل إلينا فنصعد نحن لملاقاته. وهكذا نكون كل حين مع الرب وكل حين تعني للأبد. واختطاف المؤمنين على السحاب هو علامة التغيير الذي يتم في أجسادنا. فتتحول من الفساد الذي كان يمثل ثقلًا يجتذبها نحو الأرض إلى عدم الفساد فترتفع خفيفة منطلقة إلى السحب لملاقاة الرب. الأجساد النورانية التي سنحصل عليها ضد القوانين الحالية، فالمسيح دخل العلية والأبواب مغلقة ونحن سنصعد بأجسادنا الجديدة للسماء. لملاقاة الرب في الهواء = الكلمة اليونانية المستخدمة في ملاقاة تشير لأنه في عودة أحد العظماء أو الملوك يخرج الأشراف ليلاقوه خارج المدينة ويدخلوا معه وسط مظاهر التكريم وهكذا سيحاط الله بقديسيه في مجيئه الثاني، أما الأشرار فيبقون على الأرض للدينونة.

تعليق: - الحزن بحسب طريقة المسيح أي كما بكى المسيح على لعازر وهو يعلم أنه سيقيمه، ومن يبكي على منتقل الآن بحسب طريقة المسيح يبكي وكله إيمان بأنه سيقوم ونراه ثانية ولكن في مجد. وهذا الإيمان يعطي صبرًا وعزاءً وبرودة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات تسالونيكي الأولى: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/13-Resalet-Tasaloniky-1/Tafseer-Resalat-Tasaloneeky-1__01-Chapter-04.html

تقصير الرابط:
tak.la/2hca9bb