* انظر مقدمة سفري الأخبار الأول والثاني.
نجد هنا مملكة سليمان، المملكة المشرقة التي يسودها السلام رمزًا لمملكة المسيح ملك السلام ورأس المملكة سليمان المملوء حكمة رمزًا للمسيح أقنوم الحكمة. وسليمان أغنى الملوك والمسيح غني ويغني كنيسته. وسليمان هو مؤسس وباني الهيكل رمز للمسيح الذي أسس هيكل جسده أي الكنيسة. ومرة أخرى لا نجد أي إشارة لخطايا سليمان فهو رمز لمملكة المسيح المشرقة المنيرة ونجد صلاة سليمان محورها أن الله يستجيب لكل من ينظر للهيكل وهذا يرمز لأن كل صلاة لنا تستجاب باسم المسيح لذلك ننهي صلاتنا الربانية "أبانا الذي في السموات.... بالمسيح يسوع المسيح".
والكاتب اهتم بتصوير حالة المجد التي كانت عليها مملكة سليمان قبل السقوط، وفي هذا إشارة لوضع الإنسان في الفردوس، فإذ كان يتكلم مع الله كان في مجد. وكان الله شريكا له في كل عمل، فكان فرحًا.
نرى هنا الصورة الواقعية للمملكة بما فيها من قوة وبما فيها من سقطات وضعفات فحين تطلب المملكة الله تصبح قوية وحين تترك الله تضعف وتسقط تحت سيطرة أعدائها فيسودون عليها لتتأدب.
وهذه الحالة تشير لما حدث للبشر بعد السقوط. فهم فقدوا صورة المجد، لكن الله لم يتخلى عنهم حينما كانوا يطلبونه ويلتزمون بوصيته.
ص36:-
نجد هنا المملكة وقد انحرفت جدًا للوثنية فكانت ضربة التأديب الكبرى ألا وهي الذهاب إلى السبي كعبيد لبابل. وهناك تأدبوا وتركوا الوثنية تمامًا. وهذا رمز لما حدث لآدم وبنيه، فبسبب الخطية أُسْلِمَت الخليقة للبطل: "أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ" (الشيطان ولكن على رجاء المسيح المخلص) " (رو8: 20). وهذا يشبه تمامًا ما فعله بولس الرسول مع خاطئ كورنثوس "أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع" (1كو5: 5). أي سلمه بولس لأمراض وضربات أليمة بواسطة إبليس (تجارب في الجسد) فإذلال الجسد يشبه ذل الذهاب للسبي. وحينما يتألم الجسد تكون هناك فرصة للروح لتتنبه وتقدم
توبة فتخلص. وحينما تاب خاطئ كورنثوس قبله بولس الرسول، ورده من سبي إبليس (2كو5:2-8). وهذا ما حدث مع الشعب فالتأديب أتى بثماره وتركوا عبادة الأوثان تمامًا فسمح لهم الله بالعودة إلى أورشليم (2أى36: 23،22). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وهكذا كل خاطئ في مملكة المسيح يسمح له المسيح ببعض التأديب حتى يتألم الجسد فيتوب الإنسان. وحينما يتوب يقبله المسيح ثانية " ارجعوا إليَّ.. أرجع إليكم" (زك1: 3). وينتهي سفر أخبار الأيام الثاني بالعودة من السبي بعد أن تأدبوا.
← تفاسير أصحاحات أخبار ثاني: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 | 32 | 33 | 34 | 35 | 36
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9krxcwm