سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة اللاهوت والإيمان والعقيدة
الإجابة(*):
للأسف هناك الكثير من المنتديات المسيحية أو صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي social media (فيسبوك Facebook ويوتيوب YouTube وخلافه..) تقوم بوضع روابط كتب أو مقالات أو فيديوهات أو آراء لهؤلاء الذين ينادون بأمور مخالفة للعقيدة القويمة وإيمانيات منحرفة واتجاهات غير سليمة، تؤثر في الإيمان والخلاص.. وبسبب كَون أحد أو بعض هؤلاء يبثون تعاليمهم الحديثة في إطار أرثوذكسي، ينخدع بعض البسطاء بكلامهم الجديد؛ سواء إعجابًا بشكله أو بحثًا عن الجديد أو قِلَّة دراية بالأمور اللاهوتية والعقائدية السليمة. وينشرون ذلك من خلال المحاضرات الصوتية أو المرئية، أو من خلال نشر الكتب والمنشورات الخاطئة، أو مقالات ومواقع الإنترنت.
وهناك أكثر من جانب خادِع ينبغي ألا يقع فيه القارئ أو المستمع لمثل تلك الآراء.. فكما نرى الأخوة الكاثوليك عندما يبتدعون أمرًا جديدًا في عقيدتهم (مثل صكوك الغفران، عبادة القلب المقدس، فضائل زوائد القديسين، المطهر.. إلخ.)، فهم يقومون بمحاولة تبرير تلك البدع بالرجوع إلى الماضي، وتطويع آيات أو أقوال في غير موضعها.. نفس الحال نجده مع هؤلاء التالي ذكرهم، فلا تثق بالشواهد التي يضعونها، ولا بأقوال الآباء المُقتطعة من سياق الحديث، أو الترجمات المُغايِرة للحقيقة، بل افتح الشاهد أو المرجع لترى بنفسك.. ولاحظ المراجع الأجنبية التي لا علاقة لها بالعقيدة الأرثوذكسية السليمة، والتي يقوم هؤلاء المبتدعون بالترجمة عنها (من مراجع خاطئة؛ يونانية كانت أو روسية أو غيرها).. فليس كل مرجِع أجنبي هو مرجع سليم، وليس معنى أن يقول أحدهم أنه تَرْجَم الرأي الفلاني عن اليونانية أو الروسية أو أي لغة أجنبية فَنُصَفِّق له كأنه أتى بوحيٍ جديد! بل حتى أقوال الآباء المُترجمة إلى العربية ينبغي أن تأخذ حَذَرَك عند استخدام الترجمة، وإن احتاج الأمر تقوم بالرجوع إلى اللغة المُتَرْجَم منها النص سواء الإنجليزية أو اليونانية أو غيرها إن أمكن، لتتأكد من أن الترجمة تُظهِر المعنى السليم والمصطلحات اللائقة، وخاصة إن كان الموضوع عقائديًّا. ففي العقيدة واللاهوت كل كلمة ومصطلح ينبغي أن يُوزَن جيدًّا ليعطي المفهوم العقائدي السليم.
أمر آخر نود أن ننبه له القارئ العزيز هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت، وهو خطورة الاعتماد على آية واحدة من الكتاب المقدس لوضع أو تحليل عقيدةً ما.. بل يؤخَذ الكِتاب كله، وكل ما له علاقة بالموضوع موضِع البحث، حتى يتكامل العَرْض..
ومِن الهيئات أو الشخصيات التي يوجد ملاحظات على تعاليمهم، أو وجود أخطاء متعمدة ضد العقيدة السليمة، الأسماء التالية (بدون ترتيب أو تقسيم، فالاسم الأول مثلًا ليس على رأس القائمة، ولا الأخير هو الأقل أهمية):
أ- أخطاء عقائدية:
الأب متى المسكين(1): له بعض الأخطاء العقائدية في بعض كتبه(2)(24)، وقد ناقَشها البابا شنوده الثالث في مجموعة "اللاهوت المقارَن" (في سبعة كُتَيِّبات)، كما تم إعادة نشرها مع ردود أخرى في كتاب "بِدَع حديثة" للبابا شنوده(3)، وهو موجود هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت. كما قام الأنبا بيشوي بالرد بعرض بعضها في كتاب خاص.
بعض كِتابات تصدر من دير أبو مقار بوادي النطرون(4): أخطاء ذاتية لبعض رهبان الدير أو دفاع عن أخطاء لاهوتية وعقائدية للأب متى.
د. جورج حبيب بباوي: مع تدريسه في الإكليريكية ظهرت بعض الأخطاء العقائدية في السر ثم في العلن(30)، إلى أن مُنِع من التدريس بها سنة 1983 م. ثم فَصَلَ نفسهُ عن الكنيسة بانضمامه لكنائس أخرى -باعترافه- سنة 1984 م. ومن ضمن أخطاؤه العقائدية(5)، ما له علاقة بموضوعات مثل: شركة الطبيعة الإلهية - الكفارة.. إلخ.، وقد ناقَش المجمع المقدس أخطائه في الجلسة الطارئة بتاريخ 21 فبراير 2007 م. ثم في جلسة 26 مايو 2007 م.(20)، وتم حرمه هو وتعاليمه.
د. هاني مينا ميخائيل (بريطانيا): قام المجمع المقدس في جلسته يوم 25 مايو 1999 م. بالتحذير من مؤلفاته التي تخالف التعليم الأرثوذكسي، وبها مفاهيم خاطئة(17).
أ. جلال دوس (أدفنتست سبتيين): تم التحذير منه في جلسة المجمع المقدس يوم 22 يونيو 2002 م.(15) كما تم التحذير من منشورات الأدفنتست السبتيين لأخطائها العقائدية الخطيرة.
أ. ماكس ميشيل (مكس) وجماعته، أو ما يطلق على نفسه اسم "الأنبا ماكسيموس الأول"، وقد تم قطعه هو وجماعته من الكنيسة بواسطة المجمع المقدس في جلسة 18 يونيو 2005 م.(18). كما تم تأكيد حِرمانه في جلسة المجمع المقدس يوم 10 يونيو 2006 م.(19)
د. عاطف عزيز ميخائيل ومجموعته: يعتبرون أنفسهم كنيسة المسيح الحقيقية في مقابل "الكنيسة الحالية الخَرِبَة والميتة والمخربة ورعاتها المُفْسِدِين" حسب قولهم، وقد حذَّر المجمع المقدس منهم في جلسة 1 يونيو 1996 م.، وذكر أخطائهم بالتفصيل في جلسته يوم 22 يونيو 2002 م.(16). انضم بعدها لكنيسة الروم (الخلقيدونيون)، وتمت رسامته باسم الأب سيرافيم عاطف مشرقي (وقبلها باسم الأب مكاريوس).
الراهب دانيال البراموسي(6): تم تجريده من رتبته الرهبانية(7) بواسطة المجمع المقدس في جلسة 13 يونيو 1992 م.، وعاد إلى اسمه العلماني "إدوار إسحق" (إدوارد اسحق)، ويستخدم حاليًا اسم "الأب دانيال"، وله العديد من الأخطاء والانحرافات العقائدية.
أ. عماد نزيه: (رد عليه البابا شنوده الثالث شنوده في حوار علني مُسَجَّل لمدة ثلاث ساعات سنة 1978 م.) وتم قطعه من الكنيسة.
أ. بيتر زكريا بطرس: من كنيسة منارة الإنجيل بملبورن، قرر المجمع المقدس في جلسة 18 يونيو 2005 م. قَطْعه من الكنيسة هو وكل جماعته(8).
ب- ملاحظات عامة على التعليم أو بعض الآراء:
أ. كمال زاخر موسى (خلافات حول علاقات الأبوة الروحية وغيره)، كما يقوم بمحاولات عدة للدفاع عن أخطاء د. جورج حبيب السابقة الذكر.
أ. جمال أسعد (خلافات حول الأوقاف القبطية وغيره).
القس إبراهيم عبد السيد (خِلافات في السياسة الكنسيَّة)(37).
د. لمعي عشم الله: كتب كِتابًا يهاجم فيه العهد القديم هجومًا شديدًا، وللأسف في مقدمة الكتاب كتبت له الآنسة "إيريس حبيب المصري" تؤكد ما جاء في الكتاب من هجوم على وحي الكتاب المقدس، وبسبب هذا طلب البابا شنوده الثالث من معهد الدراسات القبطية بعدم السماح لها بالتدريس بالمعهد(26). ومع احترامنا لمساهمات الأستاذة إيريس في مجال التاريخ الكنسي، إلا أنها أخطأت فيما أوردته في مقدمة ذلك الكتاب.
الاختلاف في الرأي ما بين البابا شنوده ونيافة الأنبا غريغوريوس كان في بعض النقاط(27): قوله بأن الأرواح بعد الموت تبقى ثلاثة أيام على الأرض "متلكئة" ترفض الذهاب لمستقرها، وأن صلاة الثالث هي "صلاة طرد أو صرف الروح"! وقد قام البابا بالرد على هذه الأفكار في كتاب "الأرواح بين الدين وعلماء الروح" الموجود هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت. ومن النقاط الأخرى التي تم الرد عليها في الكتاب السابق، هي نقطة الادعاء بأن الأطفال الموهوبين منذ الصِّغَر دخلت فيهم روح أحد العباقرة القُدامَى واتخذت جسدًا جديدًا (الوجود السابق pre-existence). كما أن هناك خِلافات في موضوع الأحوال الشخصية، حيث أن قوانين الكنيسة ترفض زواج الرجل بأخت زوجته المتوفاة، أو المرأة بأخي زوجها (وأيَّة زيجة تُسَبِّب تشويشًا في الأنساب مرفوضة)، في حين كان الأنبا غريغوريوس يؤيد بشدة هذا الأمر.
الأب مكاري يونان: له عظات مسجلة يهاجم فيها بعض تعاليم الكتاب المقدس والسيد المسيح وأقوال الآباء، بخلاف مهاجمته للكنيسة الأرثوذكسية، اقترابًا من الأخطاء والبدع الإنجيلية البروتستانتية(28).
وينبغي ملاحظة أن الأسماء السابقة وغيرها لا تقع كلها في نفس المرتبة، فهناك من جانب أشخاص غير أرثوذكس، أو تركوا الأرثوذكسية، فخطورتهم تكون أقل من أشخاص آخرين ينادون بأمور ضد الكنيسة وهم المفترض أنهم من داخل الكنيسة. وهناك خِلافات مع البعض في إطار السياسة الكنسية، وهي بالطبع أقل خطورة من الأخطاء التي تكون ضد العقيدة. ولكن وجب التنويه، حتى لا تضع الكل في سلة واحدة، وتكون حريصًا عند القراءة أو السماع أو التعامل مع أي من هؤلاء، أو الذين يحملون نفس الأفكار..
يحكي البابا شنوده الثالث في محاضرة بتاريخ 30 سبتمبر 1991 م.(25) ردًا على سؤال لماذا لم يجلس مع الأب متى المسكين ليناقشه في أخطاءه العقائدية، بأن الأب متى أرسل لقداسته في أوائل السبعينيات كتاب "الإفخارستيا" لمراجعته قبل نشره، ولاحَظ البابا العديد من الملاحظات العقائدية على الكتاب، فتأخر الكتاب عنده، وفي زيارة له للدير سأله أبونا متى عن سبب التأخير، فأخبره بأن الأهم من صدور الكتاب هو الاتفاق على الفِكر اللاهوتي، إلا أن الأب تجاهل الكلام وقام بالبدء في طباعة الكتاب بعدها بأسبوع تقريبًا! وقام قداسة البابا بمناقشة الأفكار الخاطئة للأب متى في حياته بالكلية الإكليريكية، كما بدأ نشر كتب الرد منذ عام 2004 م. في وقت حياة الأب.
نقطة هامة ينبغي وضعها في الاعتبار بأنه ليس من حق أي شخص اتهام أي شخص آخر بالبدعة أو الهرطقة بدون صدور قرار بذلك من المجمع المقدس.
نقطة أخرى وهي أننا لا نَصِف أي شخص يخطئ في العقيدة على أنه مبتدع أو مُهرطِق.. حتى وإن نُشِرَت في كتب أو تسجيلات أو في وسائط إليكترونية متعددة.. فأي شخص عُرضة للخطأ سواء عن طريق فهم خاطئ، أو زَلَّة لِسان، أو استخدام مصطلحات في غير موضِعها، أو حتى في إطار انفعال روحي أو حماس زائد عن الحد.. ولكن الشخص الذي يُحْكَم عليه من الكنيسة هو الذي يصِر على الخطأ، ويرفض التفاهم، ويضع الشواهِد في غير مواضِعها.. ويتجاهل النُّصح والإرشاد والمناقشات في عِناد وتعصُّب لما يقول بدون أن يحاول البحث في الأمر، أو الرجوع لعقيدة الكنيسة الراسخة منذ قرون..
النُّصح والإرشاد والدفاع عن الإيمان لا يتعارَض مع فضيلة الحب أو قبول الآخر، ولا يُعتبر خطية إدانة، كما أوضحنا سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت، بل بالعكس، هو أولًا خوف على الشخص نفسه لئلا يسير في طريق خاطئ، وثانيًا تنبيه لِمَنْ قد يتبعونه عن جهل أو عن عمْد. وقد وبَّخ السيد المسيح الكتبة والفريسيين مثلًا على انحرافاتهم في تفسير الناموس. فالطبيب مثلًا يحارب المرض، ولا يُعادي المرضى، ومواجهة المريض بأمراضه لا تعتبر عداوة أو بغضة(23). وقد رأينا تحذير الشهيد بطرس الرسول وهو يتحدَّث عمَّن يفسرون رسائل الشهيد بولس بصورة خاطئة، مما يتسبَّب في "هلاك أنفسهم": "كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ.. كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ" (2 بط 3: 15، 16). فهم لم يحرِّفوا النص، وإنما فسَّروا الأمور "العسرة الفهم" بصورة خاطئة. فهل نصمت على الخطأ بدعوى الحِفاظ على سلام الكنسية؟! فهل صمت قداسة البابا أثناسيوس الرسولي عن الخطأ في عصره؟!
لاحظ أن هذا المقال هدفه توضيح أن هؤلاء الأشخاص ابتعدوا عن الإيمان القبطي الأرثوذكسي أو لهم بعض الأخطاء فيه (بخلاف الأشخاص الذين يتحدثون في السياسة الدينية بعيدًا عن الأمور العقائدية)، بصورة لا توافق عليها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ممثلة في المجمع المقدس للكنيسة، وهو الهيئة العُليا المفوضة للحفاظ على الإيمان.
العِبرة ليست بالأسماء بل بالأفكار.. ونحن في عرضنا لهذا كله عرضنا كذلك في مختلف جنبات الموقع الرد على تلك الأفكار. ويجب علينا أن نتذكَّر قول الكتاب المقدس: "اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، أَعْرِضْ عَنْهُ. عَالِمًا أَنَّ مِثْلَ هذَا قَدِ انْحَرَفَ، وَهُوَ يُخْطِئُ مَحْكُومًا عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ" (تي 3: 10، 11).
ما قمنا بعمله في المقال هو مجرد النقل عن مراجع كنيسة موجودة بالفعل، ومنشورة بالكنيسة، فلسنا أصحاب الرأي نفسه. فمثلًا كما أوضحنا مع القمص متى المسكين، فقداسة البابا شنوده الثالث قام بالرد عليه في كتب وعظات عدة مازالت تُطْبَع حتى اليوم.. وعرض الاختلافات في كافة المجالات أمر يكفله القانون والدين بالطبع.
ومن المُعْتَاد في المجالات العامة والسياسية والفنية والدينية وغيرها أن يختلف الأشخاص علنًا مع بعضهم البعض، وهذا أمر يكفله القانون. بل حتى رأينا في التاريخ الكنسي كيف كانت الحوارات في فترة البابا أثناسيوس وآريوس، أو البابا كيرلس ونسطور، وكيف كان يرد هذا على ذاك في الإيمان.
نحن نتحدث عن أشخاص منتمين -أو كانوا ينتمون- للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ولكنهم بدأوا في المُناداة بتعاليم تخالف الكنيسة. ومن حقنا كموقع قبطي أرثوذكسي الدفاع عن عقيدتنا، وتوضيح الجانب الذي ينتمي إليه البعض، لئلا ينخدع بعض البسطاء في الظَّن أن مثل تلك التعاليم توافق عليها الكنيسة رسميًّا، وأي شخص ينادي بتعاليم غريبة لا تقبلها الكنيسة، لا يُعْتَبَر من ضمن الكنيسة (إن لم يَعُد للإيمان السليم). مثله مثل الحال إذا كان هناك طبيبًا بشريًّا قرَّر الاعتماد على أساليب للعلاج غير مُعترف بها من المجتمع الطبي، فمن حق الهيئات الطبية الرسمية توضيح هذا الأمر صراحة أمام الجميع، بل وإيقافه عن ممارسة المهنة.
أخيرًا نوضح لبعض البسطاء أن هذا الأمر لا يقع في إطار "التكفير" أو غيره.. فعندما نقول عن شهود يهوه مثلًا أنهم ليسوا مسيحيين، فهذا لأنهم يقولون أمورًا ضد الكتاب المقدس، يقولون مثلًا أن المسيح هو الملاك ميخائيل. فهم يعبدون إلهًا آخر غير إله المسيحيين. ولا يَصِح مثلًا أن ينادي شخص منضم للكنيسة القبطية بتعاليم تخالف تعاليم الكنيسة القبطية، وفي تلك الحالة فهو الذي يقطع نفسه من الكنيسة، وذلك عن طريق تبنّي أفكارًا مرفوضة من المجتمع الذي من المُفترض أن يكون جزءًا منه.
للأمر جانِبان: أولهما وهو الحرية في التفكير أو السؤال أو عرض الأفكار، ولكن الجانب الآخر هو المسئولية الدينية، لئلا يتم نشر أفكارًا خاطِئة في إطار ديني يخدع البعض. فمادام الشخص في إطار كنسي معين، ينبغي عليه الالتزام به.. فنحن كنيسة آبائية وتقليدية، لا مجال فيها للابتداع في العقائد واللاهوتيات. التجديد يكون في الأسلوب أو في طرق الخدمة أو الأنشطة أو شرح العقيدة وما إلى ذلك، ولكن ليس في جوهر العقيدة بابتداع أمورًا جديدة ضد "الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ" (رسالة يهوذا 1: 3). فستجد من هذه المنشورات كتبًا من مؤلفين أقباط، أو كتب مجهولة المصدر بهدف الخِداع، أو كتب من خارج الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. لاحظ كذلك أن هذه القائمة لا تعني أن كل كِتابات المؤلف الأخرى تقع في إطار نفس التعليم الخاطئ، بل تم تحديد كتب بعينها. كما هو الحال مثلًا فإنه ليست كل كتب الأب متى مسكين بها أخطاء عقائدية.. إلخ. وقد تم عقد سمينار لأعضاء المجمع المقدس في يوم 17 يوليو 1997 م. في دير الأنبا بيشوي، وكان موضوعه "الأخطاء العقائدية التي توجد في بعض كتب المؤلفين الأقباط وخطورتها"(21).
ومن تلك الكتب التالي:-
كتاب "غربة الإنسان في العالم" للقمص لوقا الأنطوني، إصدار مكتبة المحبة(9).
كتاب "الأرثوذكسية قانون إيمان لكل العصور"، تأليف الأب أنتوني ن. كونيارس، ترجمة الأب ي. م. (به انحرافات حول بدعة تأليه الإنسان)، ويبدو أن النَّاشِر لم ينتبه إلى ما فيه من أخطاء(10).
كتاب "الله يدعو"(11).
كتاب "كنت أرثوذكسيًا والآن أبصر"(12)، لمؤلفه حنين عبد المسيح.
كتاب "أقوال مضيئة لآباء الكنيسة" (بدعة تأليه الإنسان - عن مجلة مرقس)، وبه مغالطات في الترجمة أو بتر للأقوال الآبائية لإثبات وجهة نظر الكاتِب. كما نُشِر بصورة مُجَهَّلة بدون اسم الناشِر والكاتِب بغرض الخداع(13).
كتاب "العذراء أمي"، تأليف الراهب تيمون السرياني. تم إصلاح بعض ما فيه ثم طُبِع ثانية، إلا أن بعض الأخطاء ظلَّت فيه(14).
كتاب "التفسير التطبيقي للكتاب المقدس"(35): من إصدار دار الكتاب اللبناني (كتاب غير أرثوذكسي)، فيه عشرات الأخطاء العقائدية والكتابية، وقام نيافة الأنبا أبرام الثالث أسقف الفيوم بنشر كتاب خاص(36) يعرض فيه كثير من الأخطاء الوارِدة بالكتاب، مع شرح العقيدة السليمة والرد على كل خطأ.
_____
(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org (م. غ.) - مراجعة لغوية: سامي فانوس.
(1) تم البدء في الردود على الأخطاء العقائدية للأب متى المسكين في الكليات الإكليريكية، ثم نُشِرَت في مجلة الكرازة تِباعًا بدءًا من سنة 2003 (مجلة الكرازة، السنة الحادية والثلاثون، الجمعة 7 مارس 2003 [28 أمشير 1719 ش.] - العدد 9 و10).
(2) من الكتب الموجود بها بعض الأخطاء العقائدية للأب متى المسكين: العنصرة - الإفخارستيا: عشاء الرب - الباركليت - خميس العهد - القيامة والفداء في المفهوم الأرثوذكسي - العريس - بولس الرسول - الكنيسة الخالدة - التجسد الإلهي - الإنسان والخطية - عيديّ الصعود والعنصرة - ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم - ميلاد المسيح وميلاد الإنسان - يوم الخمسين وميلاد الكنيسة. بالإضافة لبعض المقالات المنشورة في مجلة مرقس، مثل مقال: سر الفداء 3: الفداء وذبيحة الصليب (أكتوبر 2003). انظر أيضًا حاشية رقم (24) هنا بالموقع للمزيد.
(3) الطبعة الأولى: ديسمبر 2006.
(4) ليست كل إصدارات الدير بها أخطاء.. بل نتحدَّث عن هذه النوعية بالتحديد، مثل كتاب: الأصول الأرثوذكسية الآبائية (بجزئيه). وقد تعرَّضنا لهذا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت عند نشر الردود في سلسلة كتب اللاهوت المقارن للبابا شنوده.
(5) من أخطاء د. جورج بيباوي المذكورة في كتب: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي (موضوع شركاء الطبيعة الإلهية)..
(6) ستجد في الرابط التالي مقالًا عن الراهب المشلوح دانيال البرموسي، ومن كتبه المنشورة في البداية التي تحوي أخطاء عقائدية: الفخ انكسر - ما أجمله.. ومن الكتب التي ترد على فِكره الخاطئ: كتاب يا أخوتنا البروتستانت، هلموا نتحاور -2- طوائف شتى محتجة للأستاذ حلمي يعقوب - كتاب الشيطان تحت الأقدام ولكن كيف ومتى للأب أنطونيوس البرموسي.
(7) كتاب: "القرارات المجمعية في عهد صاحب القداسة البابا شنوده الثالث 117" - الإصدار الثالث - 2011 م. - إعداد: لجنة السكرتارية في المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية - الناشر: المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، مطبعة بريما جرافيك، رقم الإيداع: 10357/2011، ص. 40، 41.
(8) المرجع السابق، ص. 186.
(9) المرجع السابق، ص. 190. في جلسة المجمع المقدس يوم 18 يونيو 2005. م.
(10) المرجع السابق، ص. 191. في جلسة المجمع المقدس يوم 26 مايو 2007. م.
(11) المرجع السابق، ص. 191. في جلسة المجمع المقدس يوم 6 يونيو 2009. م.
(12) المرجع السابق، ص. 191. في جلسة المجمع المقدس يوم 6 يونيو 2009. م.
(13) المرجع السابق، ص. 191، 192. في جلسة المجمع المقدس يوم 22 مايو 2010. م. كما وضع الكتاب نص القرار مع عينة من الخطأ في ملحق رقم 25 ص. 396-399. كذلك ذُكِرَ قرار المنع في: مجلة الكرازة، السنة الثامنة والثلاثون، الجمعة 28 مايو 2010 م. (20 بشنس 1726 ش.) - العددان 15 و16، ص. 1.
(14) المرجع السابق، ص. 192، 193. في جلسة المجمع المقدس يوم 22 مايو 2010. م.
(15) المرجع السابق، ص. 193، 1964. في جلسة المجمع المقدس يوم 22 يونيو 2002 م.
(16) المرجع السابق، ص. 194-197. في جلستا المجمع المقدس يوميّ 1 يونيو 1996 م. و22 يونيو 2002 م.
(17) المرجع السابق، ص. 198 في جلسة المجمع المقدس يوم يوم 25 مايو 1999 م. كما وضع الكتاب نص القرار في ملحق رقم 26 ص. 400، مع ذكر اسم كتاب به أخطاء عقائدية هو "العدالة الإلهية حياة لا موت.. مغفرة لا عقوبة".
(18) المرجع السابق، ص. 198-200. في جلسة المجمع المقدس يوم 18 يونيو 2005 م.
(19) المرجع السابق، ص. 200. في جلسة المجمع المقدس يوم 10 يونيو 2006 م.
(20) المرجع السابق، ص. 200. في جلسة المجمع المقدس يوميّ 21 فبراير 2007 م. و26 مايو 2007 م. كما وضع الكتاب نص القرار في ملحق رقم 27-أ ص. 401؛ 27-ب ص. 402؛ 27-ج ص. 403-405؛ ملحق 27-د ص. 406-409 تحت عنوان "ملخص لأخطاء الدكتور جورج حبيب التعليمية".
(21) المرجع السابق، ص. 218.
(22) المرجع السابق، ص. 191. في جلسة المجمع المقدس يوم 6 يونيو 2009. م. وانظر أيضًا مقال: "الفرق بين سجود العبادة لله وحده، وسجود الاحترام لرجال الله، وهل له دلائل من الكتاب المقدس؟" هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت ردًا عليه.
وهو يعمل صيدليًّا، وكان من كنيسة مارجرجس بخمارويه بشبرا.(23) هذه الفقرة وسابقتها مأخوذة بتصرُّف عن لقاء مع نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، من خلال حوار في قناة سي تي في في برنامج بستان العقيدة، حلقة بعنوان "التمسك والتعصب".
(24) كما قام نيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي مطران دمياط بالرد على العديد من أخطاء الأب الراهب متى المسكين، سواء في لقاءات على قنوات فضائية قبطية (مثل برنامج "حوار مفتوح" على قناة مي سات)، أو إصدار ردود مطبوعة عليه، مثل حصره ورده على بعض أخطاءه التي وُرَدَت له فيما يقرب من 48 كِتابًا، وذلك في كتاب من سلسلة "علم اللاهوت الدِفاعي والمُقارَن"، والكتاب بعنوان: "بيان بالكتب وفهرس الأخطاء الواردة فيها ومعها ردود مختصرة الخاصة بكتب مؤلف مشهور منسوب لكنيستنا تم حصر أخطاء عقائدية شديدة فيها حتى الآن"، إصدار مايو 2015 م.
(25) فيديو السؤال متاح على الإنترنت بعنوان موضوع "لماذا لم تجلس مع الراهب متى المسكين وتناقشه وتصحح له أخطاءه؟ - البابا شنودة الثالث".
(26) عن أسئلة محاضرة بالكلية الإكليريكية للبابا شنوده الثالث، بتاريخ 22 أكتوبر 1992 م.
(27) المرجع السابق.
(28) بيانات القمص مكاري يونان، قسم الكهنة، موقع الأنبا تكلا.
(30) هذا الكتاب مملوء من الشكوك حسب المرجع السابق (29)، دقيقة 7: كتاب القديس أثناسيوس الرسولي في مواجهة التراث الديني غير الأرثوذكسي، جورج حبيب بباوي، سلسلة مصادر العقيدة والطقس، إصدار الكلية الإكليريكية، الناشر: أسرة القديس كيرلس عمود الدين، الإكليريكية، الطبعة الأولى: 15 مايو 1985 م.، رقم الإيداع: 4081/85.
(35) نشرت مجلة الكرازة مقالًا للتنبيه من هذا الكتاب: مجلة الكرازة، السنة الثامنة والعشرون، الجمعة 14 يوليو 2000 م. (7 أبيب 1716 ش.) - العددان 25 و26، ص. 15.
(36) كتاب: الملاحظات العقائدية واللاهوتية علي كتاب التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، إعداد الأنبا أبرآم اسقف الفيوم، إصدار لجنة النشر بمطرانية الفيوم، الطبعة الثانية، رقم الإيداع بدار الكتب: 5750/2001 - الترقيم الدولي:
977-5875-04-X.(37) ذكر
البابا شنوده الثالث في أحد المحاضرات أن الكنيسة لم تصلي عليه بعد نياحته.الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/faq/faith/anti-faith.html
تقصير الرابط:
tak.la/779pz5b