لعل واحد منا يقرأ هذه الوصية: "لا تكن لك آلهة أخرى أمامي "فيقول: وما شأني بها؟ هذه الوصية يمكن توجيهها إلي الوثنيين أو الملحدين أو إلي الوجوديين. وعلى العموم هي تخص الذين إنحرف بهم العلم، أو عصفت بهم الفلسفة أو الفكر. لكنني أنا أصوم يومين في الأسبوع، وأعشر جميع أموالي. أنا إنسان أصلي بالأجبية، وأحفظ مردات الشماس، وأواظب على الكنيسة. وهذه الوصية لا تخصني.
كلا يا أخي. هذه الوصية تخصك أنت بالذات، كما تخصني أنا. ولا تخص أحد غيرنا. كل واحد منا هو المقصود يقول الرب: "لا تكن لك آلهة أخرى أمامي".
ولكن لا تظن معنى عبارة "آلهة أخرى". أن الإنسان يصنع لنفسه تمثالًا، أو يعبد الشمس أو البحر أو النار. كلا، فما أكثر العبادات!! هناك من يعبد القوة، ومن يعبد السلطة، ومن يعبد المناصب، ومن يعبد المال، ومن يعبد الجمال، ومن يعبد الشهوات... كل واحد له صنمه، وله معبوده. والغريب أن كلًا من هؤلاء يصيح: "بالحقيقة نؤمن بإله واحد".. ولا ندري هل يخدع نفسه أم يخدع الناس.
ولو ألقينا نظرة على الناس قديمًا، لوجدناهم عبدوا آلهة: إما بدافع الخوف وإما بدافع الشهوة أو طلب المنفعة.
وهكذا كانت لهم آلهة خير، وآلهة شر، آلهة خير يطلبون نفعها، وآلهة شر يخشون بأسها... ولهذه تلك يقدمون فروض العبادة والولاء، ويتحمسون لها ويتعصبون...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-1-4/no-other-gods-before-me.html
تقصير الرابط:
tak.la/2w6twbj