ما أكثر الذين يعبدون من يحسن إليهم، كما قال الشاعر(1):
أحسن إلي الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
أو على رأي المثل: "إطعم الفم تخزي العين". فإن أشفق عليك أحد، أو ساعدك، أو قدم لك معونة أيًا كانت، حينئذ تعبده. وإن تكلم عليه احد، تدافع عنه، مهما كان الذي قيل فيه حقًا وصدقًا. وإن غلط تبررها له، وتبتلعها، دون فحص.
وإن قال لك في يوم: "أنا غلطان في الموضوع الفلاني"، تقول له: "العفو. لا غلطان ولا حاجة. غلطان إزاي؟ إللي زيك ما يغلطش أبدًا". وهكذا تقع في التملق والرياء.
إن مثل ذلك الشخص يخلط بين الوفاء والرياء. العرفان بالجميل شيء، وعبادة الناس شيء آخر. ولا يصح أن فضيلة تضيع فضيلة أخرى. كن وفيًا حسبما تقدر نحو من أحسن إليك، ولكن لا تتحول إلي الزلفى والرياء والتملق، وتفقد كرم أخلاقك مقدمًا إياه محرقة لإرضاء من أحسن إليك، حتى عندما يسئ إلي الله والناس..!
يشبه هذا النوع من العبادة، نوع آخر، هو:
_____
(1) إضافة من الموقع: البيت للشاعر: أبو الفتح البستي (942 - 1010 م.).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-1-4/worship-of-benevolence.html
تقصير الرابط:
tak.la/bc5n7c9