إبتدأوا يعبدون الذي يخافونه. فعبدوا الأرواح، لأنهم يخافون من الأرواح. وعبدوا الملوك أيضًا لخوفهم منهم. فرعون كان معبودًا، وكانوا يسجدون له... وبنو إسرائيل في عصر القضاة عبدوا كوشان ملك آرام، وعبدوا عجلون ملك موآب (قض 3: 8، 14). وعبد الناس النار، وفي مصر عبد الناس النيل أيضًا: إما طلبًا لخيره لأنه يعطيهم الماء، وإما خوفًا من فيضانه. لذلك كانوا أيضًا يترضونه بالقرابين.
وعبادة الخوف كانت تقود الناس إلي التملق والرياء لاسترضاء الآلهة. ومن أمثلة هذا الملق: "أغنية المحفات" التي كانوا يغنونها في أذن فرعون عندما يحملونه على محفة. وهم ينشدون قائلين إن المحفة وفرعون فوقها أخف من وزنها وحدها، أي أنهم من فرحهم بحمله لا يشعرون بثقله، بل يشعرون أن المحفة أخف من ذي قبل...
إن أنواع الملق التي تقدم في عبادة القوة تدل على صغر النفس، وتدخل تحت عنوان الشرك بالله، لأنها تأليه للبشر، بأسلوب لا يرضاه الله لنفسه، فهو لا يحب أن يتملقه عابدوه.
إن الذي يعبد القوة يخالف ضميره، ويخالف قلبه، ويخالف وصايا الله، ويتكلم كلامًا يعرف في أعماقه أنه خطأ. وأنه نوع من الزلفى والرياء، ومحاولة للتقرب والإسترضاء. مثل هذا يعبد الناس وليس الله، وتطارده هذه الوصية: "لا تكن لك آلهة أخرى أمامي"..
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-1-4/power-fear.html
تقصير الرابط:
tak.la/qdgnsb9