محتويات: (إظهار/إخفاء) |
حوار تريد الجميع يخلصون لماذا؟ عرفني طرقك ارجعوا إليَّ... أين وعودك؟ لماذا قليلون يخلصون؟! أين؟ مشكلة حرية الإرادة |
إخوتي الأحباء، موضوعنا في هذا اليوم ليس موجهًا إليكم أنتم. إنما هو في الحقيقة حوار بيني وبين الله تبارك اسمه. وكنت قد كتبت بعض أبيات في هذا الشأن منذ حوالي أربعين أو خمسين عامًا -لست أذكر- قلت فيها للرب -كصلاة- من جهة الضياع الذي يعيش فيه العالم:
عند أقدامك أجثو طالبًا في الضيق عونًا
بين أحضانك أغفو في اشتياق كيوحنا
لي عتابٌ فاستمعني وأمل يا رب أذنًا
أرضك الفضلى التي ازدادت على الأفلاك حسنًا
استُذِلت واستُبيحت لم تعُد أهلًا لِسُكْنَى
هكذا ورد في أول سفر إشعياء "هلم نتحاجج، يقول الرب..." (أش1: 18).إذن فأنت يا رب تدعو إلى هذا الحوار، وأنا قد قبلت...
أريد أن أدخل معك في حوار. وكثير من الآباء قد فعلوا ذلك من قبل:
هوذا أرميا النبي يقول لك "أبرّ أنت يا رب من أن أخاصمك.ولكني أكلمك من جهة أحكامك. لماذا تنجح طريق الأشرار؟! اطمأن كل الغادرين غدرًا!!" (أر12: 1). وأنا يا رب أيضًا -وسامحني في ذلك- أريد أن أكلمك من جهة أحكامك، ولكن من زاوية أخرى...
داود النبي أيضًا يحاورك فيقول "يا رب لماذا كثر الذين يحزنونني. كثيرون قاموا عليّ.
كثيرون يقولون لي: ليس له خلاص بإلهه" (مز3: 1-2). بل أنه يعاتبك بأسلوب أعمق فيقول "يا رب لماذا تقف بعيدًا؟! لماذا تختفي في أزمنة الضيق" (مز 10: 1). وأنت يا رب لا تقف بعيدًا، ولا تختفي. ولكنه يحسّ هذا، فيعاتبك.
كذلك إبراهيم أبو الآباء والأنبياء، يدخل معك في حوار طويل، حينما أخبرته بعزمك على إهلاك سادوم. فيقول لك في عتاب "حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر، أن تميت البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم! حاشا لك. أديّان كل الأرض لا يصنع عدلًا؟!" (تك18: 25).
إذن فاعطني الفرصة، أن أحاورك يا رب أيضًا:
![]() |
بدايةً أقول لك يا رب، إنك لم تخلق الإنسان لكي يهلك!
وكما قال عبدك أثناسيوس الرسولي في كتابه (تجسد الكلمة):
"كان خيرًا للإنسان لو لم يُخلق، من أن يُخلق ليهلك!
وهذا يتفق بلا شك مع قول القديس بولس الرسول:
"الله يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي2: 4).
حسنٌ يا رب أنك تريد للجميع أن يخلصوا. ولا شك أنك كما تريد خلاصهم، فأنت تقدر على ذلك... ومع ذلك فغالبية الناس لم يخلصوا!!
أنت أيضًا في العهد القديم، قلت في سفر حزقيال النبي"هل مسرة أسرَ بموت الشرير -يقول السيد الرب- إلا برجوعه فيحيا" (حز18: 23). ومع أن موت هؤلاء ضد مسّرتك، إلا أنك ترى الملايين يموتون في خطاياهم في كل جيل!!
هوذا داود النبي يحاورك في هذا الأمر ويقول "أية منفعة في دمي، إذا هبطت إلى الجحيم؟! هل يعترف لك التراب... أو يخبر التراب بحقك؟!" (مز29).
إذن تَمِّم يا رب إرادتك في خلاص الناس، ما دمت لا تسر بهلاكهم.
فنحن نعلم أن ابنك الحبيب قد جاء إلى العالم "لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو19: 10).
أنا أعرف وأؤمن أنك قدمت خلاصًا عجيبًا على الصليب، يكفي كفارة عن جميع الخطايا، لجميع الناس، في جميع العصور... وعلى الرغم من هذا كثيرون يهلكون!! نعم، يهلكون بإرادتهم. ولكنهم على أية الحالات يهلكون.
وهذا ما أريد أن أحاورك فيه، وأقول لماذا...؟!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لماذا يا رب تترك الشيطان يرتفع وتتسع مملكته؟
لماذا سمحت له بعد أن حلّ من سجنه أن "يخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض" (رؤ20: 7-8)؟!
ولماذا قلت عنه في سفر الرؤيا أنه "أُعطي أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم"!! وأُعطي سلطانًا على كل قبيلة ولسان وأمة!" (رؤ13: 7). ولماذا عندما تحدثت عن أواخر الأيام، قلت "يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن، ولن يكون. ولو لم تُقصر تلك الأيام لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تُقصّر تلك الأيام" (مت24: 21-22).
لماذا يا رب تسمح أن يحدث الارتداد العام في آخر الأيام؟! ولماذا تسمح أن المقاوم الـAnti Christ سيكون مجيئه بعمل الشيطان، ويصنع آيات وعجائب كاذبة، بكل خديعة الإثم في الهالكين" (2 تس2: 9-10)؟!
ولماذا يا رب قيل عن الخطية إنها "طرحت كثيرين جرحَى، وكل قتلاها أقوياء" (أم7: 26).
نعم يا رب، لماذا أولادك في كل يوم يتساقطون؟!
لماذا يا رب كثر الذين يحزنونني (مز 3). لماذا يقول الشامتون "أين هو الرب إلههم؟!"
هوذا المصلي يصرخ في كل يوم "اللهم التفت إلى معونتي، يا رب أسرع وأعني" (مز 70) ويقول في كل مساء "في الطريق التي أسلك أخفوا لي فخًا. تأملت عن اليمين وأبصرت، فلم يكن من يعرفني. ضاع المهرب مني، وليس مَن يسأل عن نفسي" (مز 142)؟!
هل كل هذا، لأننا لم نعرف طريقك؟!
كم من إنسان يصرخ إليك يا رب قائلًا "إنني أتلمس إرادتك، ولكني لا أعرفها جملة أو تفصيلًا". بل أن داود النبي نفسه يقول لك في كثير من مزاميره:
"عرفني يا رب الطريق التي أسلك فيها" (مز142).
"علمني أن أصنع مشيئتك".
"روحك القدوس فليهدني إلى الاستقامة" (مز142).
ويقول أيضًا "اهدني إلى طريقك، فأسلك في حقك" (مز85).
"عرفني سبلك" (مز24) "اهدني في سبيل مستقيم" (مز26).
كما يقول أيضًا في المزمور الكبير "غريب أنا على الأرض. فل تخفِ عني وصاياك" (مز119).
ونحن نقول في نهاية كل صلاة من صلوات الساعات:
"سهِّل حياتنا. أرشدنا إلى العمل بوصاياك".
ونقول في آخر صلاة النوم "مبارك أنت يا رب علمني عدلك. مبارك أنت يا رب فهمني حقوقك. مبارك أنت يا رب أنر لي برك".
"علمني أن أصنع مشيئتك"
ونقول في القداس الإلهي: أهدنا يا رب إلى ملكوتك.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إننا قد نخطئ عن عدم معرفة. وقد نخطئ عن معرفة، ولكن بضعف إرادة. وأنت في كل ذلك تقول لنا:
تقول " ارجعوا إليَّ، فأرجع إليكم" (ملا3: 7).
آه، أيها السيد الرب. إنني أعاتبك في هذا بعمق.
كيف نرجع إليك، إن لم ترجع أنت إلينا، وبهذا ترجعنا إليك؟!
في موضوع رجوعنا: مَن يا رب سيكون البادئ: أنت أم نحن؟
هل الخروف الضال، كان يستطيع بذاته أن يرجع إليك؟! أم أنت الذي ذهبت تبحث عنه حتى وجدته، وحملته على منكبيك فرحًا، بعد أن أرجعته إليك؟! (لو15: 4-5). وكذلك الدرهم المفقود، أكان يستطيع أن يرجع بمجهوده الخاص إلى كيسك؟! أم أنت بحثت عنه وفتشت... وأنت الذي أرجعته...
ومثل الخروف الضال والدرهم المفقود، كان أبونا آدم.
إنه بعد سقوطه، لم يرجع إليك. بل كان خائفًا، واختبأ وراء الأشجار. إنما أنت ذهبت إليه، وبدأت معه الحديث قائلًا "يا آدم، أين أنت؟!" (تك3: 9). وانتهى الحديث إلى وعد بالخلاص" (تك3: 15)
ومثل آدم، كان كثيرون، أنت يا رب أرجعتهم إليك.
يونان الذي هرب منك، وأخذ سفينة إلى ترشيش، هل رجع إليك؟! أم أنت أهجت البحر على السفينة، وتسببت في إلقائه في البحر، وأعددت حوتًا فابتلعه (يون1: 17)... وكانت قصة رجوعه التي بدأتها أنت...
كذلك التلاميذ الذين هربوا وقت صلبك، والذين قلت لهم "كلكم تشكون فيّ في هذه الليلة" (مت26: 31). بل هؤلاء الذين شكوا في قيامتك. ولم يصدقوا بشارة المجدلية ولا تلميذي عمواس (مر16: 9-13)... ألم ترجع أنت إليهم، وقلت لهم "جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي" (لو24: 39). ليس توما فقط الذي رجعت إليه لكي تقنعه (يو20: 27-29). بل كل التلاميذ أرجعتهم برجوعك إليهم.
ونفس الكلام نقوله عن شاول الطرسوسي، أنت الذي أرجعته.
ما كان ممكنًا أن يرجع من ذاته، هذا الذي كان "يرفس مناخس"، وكان مضطهدًا للكنيسة، ينفث تهديدًا وقتلًا على تلاميذ الرب" ويجر الرجال والنساء ويسوقهم موثقين إلى أورشليم، ومعه خطابات من رئيس الكهنة" (أع 9: 1-2).
أنت يا رب الذي أرجعته بنفسك، وليس هو الذي رجع إليك. وذلك بأن ظهرت له في الطريق إلى دمشق، وعاتبته على اضطهاده لك (أع9). ودعوته لأن يكون إناءً مختارًا ورسولًا للأمم.
وبالمثل أرجعت أريانوس والي أنصنا، بمعجزة. وكان من أقسى المضطهدين للكنيسة.
كيف يمكن أن نرجع نحن إليك، وأنت الذي قلت:
"بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو15:5).
وبنفس المعنى قيل في المزمور "إن لم يبنِ الرب البيت، فباطلًا تعب البناءون. وإن لم يحرس الرب المدينة، فباطلًا سهر الحارس" (مز127: 1).
فارددنا يا رب فنخلص "أردد يا رب سبينا مثل السيول في الجنوب" (مز126: 4) إن مهمة رجوعنا خاصة بك. وما دام رجوعنا إليك يكون بالتوبة، فما أجمل ما قيل في سفر أرميا النبي: "توبني يا رب فأتوب" (أر31: 18).
إنه عملك يا رب. فأنت هو الراعي الصالح، الذي من المفروض أن ترعانا في مواضع خضرة، وإلى ماء الراحة توردنا. ترد أنفسنا وتهدينا إلى سبل البر (مز23).
ألست أنت يا رب الذي قلت في سفر حزقيال النبي:
"أنا أرعَى غنمي... وأربضها. وأطلب الضال، واسترد المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح" (حز34: 15)
قم يا رب إذن، وأعمل عملك كراعٍ. قم، فإن "الغرباء قاموا عليَّ، والأعزاء طلبوا نفسي. ولم يجعلوا الله أمامهم" (مز 54: 3). قم يا رب لتخلص غنمك كراعٍ. فأنت الذي قلت" أخلّص غنمي، فلا تكون بعد غنيمة" (حز34: 22) "واقطع معهم عهد سلام. وأنزع الوحوش الرديئة من الأرض" (حز34: 25) "أخلص غنمي من أفواههم، فلا تكون لهم مأكلًا" (حز 34: 10).
جميلة هي وعودك يا رب. قم وحققها.
* قلت يا رب "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر" (مت28: 20). ونحن نريد أن نشعر بأنك حقًا معنا. لأن داود النبي يقول "إن سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شرًا لأنك أنت معي" (مز23) قلت أيضًا "لا أترككم يتامى" (يو14: 18). وها نحن أكثر من اليتامى، صدقني.
* وعدت الكنيسة وقلت "إن أبواب الجحيم لن تقوَى عليها" (مت16: 18). وقلت لها "هوذا على كفي نقشتك" (أش49: 16). وقلت أيضًا: إن نسيت الأم رضيعها لا أنساك (أش49: 15). فأين هذه الوعود كلها يا رب؟
قلت عن خرافك "أنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحد من يدي" (يو10: 28)
" ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي" (يو10: 29).
آه يا رب، ها هم الخاطفون كثيرون. فأين يدك القابضة؟!
أين ملكوتك؟ هل خطفه الشيطان منك؟ أقصد هل خطف غالبيته؟! انظر يا رب إلى خريطة العالم، وابحث عن ملكوتك فيها!
لقد قلت" ما أضيق الباب، وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة. وقليلون هم الذين يجدونه" (مت7: 14).
فلماذا قليلون يخلصون، وأنت الذي تريد جميع الناس يخلصون؟!
والباقون، لماذا لا يخلصون؟! أليسوا خليقتك وصنعة يديك؟!
إننا نكلمك، لأنك إله حنون، لا تشاء موت الخاطئ، بل أن يرجع ويحيا (حز18: 23). نكلمك لأنك إله قوي، تستطيع أن تخلّص، وتريد أن الجميع يخلصون (1تي2: 4). فهل خلص الجميع؟! وأيضًا نكلمك يا رب، لأنك إله متواضع وتقبل الحوار. وها أنا الخاطئ أتجرأ وأحاورك، أيها الإله الحكيم الذي "تخرج من الجافي حلاوة" (قض14: 14) أرنا يا رب قوتك. أرنا خلاصك.
لماذا يقولون عنا: أين هو الرب إلههم؟!
نعم يا رب، أين هي رعايتك؟ وأين حفظك للكل؟ ألست أنت القائل للآب "حفظتهم في اسمك، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك" (يو17: 12). آه يا رب، ها هم أبناء الهلاك كثيرون!! فأين حفظك؟!
* أين الإيمان الذي جئت تنشره على الأرض؟ وأين القداسة التي بدونها لا يعاين أحد الرب؟ ها هي الانحرافات -للأسف الشديد- تملأ الأرض انحرافات فكرية وعقائدية وسلوكية، وهرطقات وبدع هنا وهناك...
* فأين عمل نعمتك؟ أين عمل روحك القدوس الذي ظهر بطريقة عجيبة وفعالة جدًا في العصر الرسولي؟ لماذا لم يتكرر؟
* أين خلاصك يا من قلت إنك جئت لتطلب وتخلص ما قد هلك (لو19: 10)؟ أين عملك في ردّ العالم إليك؟ أين روحك الناري؟
* أين مواهبك كما كانت في القديم؟ يا من قلت "اسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم. ويرى شبابكم رؤى، ويحلم شيوخكم أحلامًا... وأعطي عجائب في السماء والأرض" (يوء2: 28).
* أين عمل ملائكتك الذين قيل عنهم "أليسوا جميعهم أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب1: 14)
لعلك تقول "كم مرة أردت... ولم تريدوا" (مت23: 37).
وإن كنا يا رب لا نريد، فهل تتركنا لعدم إرادتنا؟
هوذا عبدك القديس بولس الرسول يقول" الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا لأجل المسرة" (في2: 13). فإن كنت أنا لا أريدك، أعمل فيّ لكي أريد. امنحني الإرادة الطيبة لأجل خلاصنا.
أنا أعرف أنك لا ترغمنا على الخير، ولكن أعنا عليه، واسكب فينا محبتك بالروح القدس (رو5: 5). ولا تتركنا لأهوائنا المنحرفة.
هوذا الرسول يقول "الشر الذي لست أريده، فإياه افعل" (رو7: 19). فانزع هذا الميل الخاطئ، وقدسنا لك.
حقًا يا رب، ما موقفك من الرافضين لك والمقاومين والمدمنين الشر؟ هل تتركهم إلى رفضهم فيهلكون، أم تنقذهم من رفضهم؟!
هل ترى إنسانًا يقذف بنفسه في الهاوية، فتتركه إلى حرية إرادته فيهلك؟! أم تتدخل لتصلح حرية إرادته.
هل الحرية منحتها لنا لنهلك بها، أم لنخلص؟!
أنت هو الكل في الكل. فاعمل كل شيء صالح، في كل أحد. لأن أعين الكل تترجاك يا رب، وتقول ارحمنا.
إن كنا نشتهي العالم، فانزع شهواته من قلوبنا.
عاملنا كضعفاء وعاجزين، وامنحنا القوة من عندك. حينئذ ننشد لك: "قوتي وتسبحتي هو الرب، وقد صار لي خلاصًا" (مز118).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/dialogue-with-god/dialogue-with-god.html
تقصير الرابط:
tak.la/35kg92n