دعوة يعقوب لأبنائه ليباركهم قبل موته (تك 49)
§ وليسمعوا ما يصيبهم في أخر الأيام (تك 49:1، 2)" وَدَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: "اجْتَمِعُوا لِأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ. اِجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ وَاصْغُوا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ. "
§ بدأ بأبنائه حسب الترتيب في الولادة حسب الجسد (رأوبين - شمعون - لاوي - يهوذا - زبولون - يساكر - دان - جاد - أشير - نفتالي - يوسف - بنيامين). فبدأ بـ:
v البكر فقال عن رأوبين في (تك 49: 3، 4) " رَأُوبَيْنُ أَنْتَ بِكْرِي قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ. فَائِرًا كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ. " يقول عنه أنه بكره وأول قدرته وكأنه يمتدحه أولًا.
v رأوبين يمثل الشعب اليهودي الذي حسب بكرًا في معرفة الله ولكنه بالجحود وعدم الإيمان فقد بكوريته. ورأوبين وفقد قوته الروحية ورفعته لأنه دنس فراش أبيه مع سرية أبيه بلهة (تك 35:22).
v والله كان يعتبر شعب إسرائيل أبنه البكر في (خر 4: 22) " فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هَكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ." لما موسى مثل أمام فرعون ولكنهم فقدوا هذه البكورية.
v يقول له فائرًا كالماء لا تتفضل، كالماء الذي يفور سريعًا ثم يعود إلى حالته الأصلية مرة أخرى لا تتفضل يعني لم تعد لك الأفضلية، والسبب، انهزم رأوبين أما شهوته الجسدية ففقد عزته وفقد أفضليته بأن يكون البكر كما جاء في (تك 35: 22) وهنا حُرم من البكورية، وأخذها يوسف بنصيبين لأنه فقد هذه البكورية كما جاء في (1 أي 5: 1) وَبَنُو رَأُوبَيْنَ بِكْرِ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّهُ هُوَ الْبِكْرُ وَلأَجْلِ تَدْنِيسِهِ فِرَاشَ أَبِيهِ, أُعْطِيَتْ بَكُورِيَّتُهُ لِبَنِي يُوسُفَ بْنِ إِسْرَائِيلَ, فَلَمْ يُنْسَبْ بِكْرًا. لأَنَّ يَهُوذَا اعْتَزَّ عَلَى إِخْوَتِهِ وَمِنْهُ الرَّئِيسُ, وَأَمَّا الْبَكُورِيَّةُ فَلِيُوسُفَ." البكورية المادية ليوسف والبكورية الروحية ليهوذا.
v في (تك 49: 5-7)" شَمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ. آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَانًا وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْرًا. مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا فَإِنَّهُ شَدِيدٌ وَسَخَطُهُمَا فَإِنَّهُ قَاسٍ. أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ. "
v شمعون ولاوي ارتكبا خطأ معًا عندما حدثت مشكلة (دينة) وأخطأ معها شكيم بن حمور فكانت النتيجة أنهم طلبوا أن يختتن حتى يستطيع أن يكون زوجًا لدينه وفعلًا فعلوا ذلك وكل البلدة اختتنت وهم كبار ولكن للأسف قاموا عليهم وهم في تعبهم وقتلوهم حتى أن يعقوب نفسه قال لهم [قد كدرتماني أمام أعين جميع الشعوب.. (تك 34: 30، 31).
v في سفر العدد (عد 1) " المعدودون منهم لسبط شمعون تسعة وخمسون الفا وثلاث مئة."وفي (عد 26) " هذه عشائر الشمعونيين اثنان وعشرون الفا ومئتان."
نجد العدد نقص إلى النصف تقريبًا في (عد 26) فإذًا هنا عدم بركة بالنسبة لشمعون.
v شمعون في مستقبل الأيام عندما دخل يشوع بهم إلى أرض كنعان وقسم الأرض على الأسباط شمعون لم يأخذ نصيبًا خاصًا به كباقي الأسباط إنما أخذ نصيبه في داخل نصيب يهوذا في (يش 19: 1) لم يكن له نصيب في حين إن كل واحد تعددت له المدن التي سيأخذها ميراثًا له في أرض كنعان.
v سبط لاوي قد تقدس للكهنوت وأصبح هو سبط الكهنة، ومن لاوي هرون وبنيه وأصبح الكهنوت في هرون وبنيه وبالوراثة ظل هذا كل أيام اليهود حتى يأتي السيد المسيح فيكون كهنوته ليس على رتبة هرون وإنما على رتبة طقس ملكي صادق، فانتهى الكهنوت الهاروني.
v لماذا إذًا قُبلَ سبط لاوي للكهنوت وهو أخطأ نفس الخطية مع شمعون؟ لأنهم أصلحوا سيرتهم وكانت لهم توبة في (خر 32) عندما أخطأ الشعب بعبادة العجل الذهبي وقالوا هذه آلهتك يا إسرائيل.. إلخ. لما نزل موسى من على الجبل وكسر اللوحين... إلخ. قال لهم من للرب فإليّ، فلم يرجع إلا سبط لاوي فقط.
v لاوي أصبح هو سبط الكهنوت وبما إنه هو سبط الكهنوت فنصيبهم هو الرب وليس لهم نصيب (ملك) أرضي، "الله قال لهم أنا قسمك ونصيبك لا يكون لك ملك أرضي" وفي سفر (عد 18)، (عد 35) قرر لهم الله 48 مدينة بمسارحها للسكن وسط شعب إسرائيل، 6 منهم مدن ملجأ، و42 مدينة تقسم عليهم في داخل جميع الأسباط وهنا تحققت أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ. "
v والقديس هيبوليتوس يقول كلام جميل: يقول من شمعون جاء الكتبة ومن لاوي الكهنة وبإرادتهما الاثنين تمم الكتبة والكهنة الشر بقتلهم السيد المسيح بفكر واحد حقًا إنهما أخوان.
v (تك 49: 8 – 12)" يَهُوذَا إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ. يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ. يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ. مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي. جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ. مَنْ يُنْهِضُهُ؟. لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ. رَابِطًا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ. غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ. مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ وَمُبْيَضُّ الأَسْنَانِ مِنَ اللَّبَنِ."
v يهوذا معناها حمد لذلك يقول يحمد إخوتك، وقال عليه إنه جرو أسد، رأي يعقوب أن هذا التشبيه مناسب ليهوذا، لأن الأسد ملك الحيوانات وسبط يهوذا بالذات هو السبط الذي يخرج منه الملوك، يقول جرو أسد، من ينهضه يعني من يستطيع أن يقيمه، لأنه يتكلم نبوة عن السيد المسيح انه في مستقبل الأيام لم يقيمه أحد هو قام من ذاته، جثا وربض أي خضع للصليب بنفسه بإرادته، بمشيئته، وضع نفسه لفداء العالم بمشيئته، وقام بنفسه.
لذلك يقول جثا وربض كأسد يعني هو كأسد وفي نفس الوقت جثا وربض ومن ينهضه، جثا وربض بإرادته.
v يقول القديس أغسطينوس إنه ليس بإرادة أحد وإنما بإرادته وليس قسرًا (يعني لا أحد يجبره)، بإرادته وضع نفسه من أجل أحبائه، من ينهضه من يستطيع أن ينهضه من يستطيع أن يقيمه لأنه قام بذاته ولم يقمه أحد كلها كانت نبوة عن السيد المسيح.
v وهذا ما قاله القديس يوحنا البشير في (يو 10: 18) " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضًا. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي».
v لا يزول قضيب من يهوذا ولا مشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون: قضيب هو قضيب الملك أو صولجان الملك، لا يزول من يهوذا، ومشترع من بين رجليه يعني من نسله، مشترع يعني حاكم أو القاضي، شيلون كلمة عبرية معناها الذي له الكل، أو صانع السلام أو المخلص. كان اليهود في هذا الوقت تحت الحكم الروماني لكن قضيب الرئاسة الروحية كان لم يزل في يهوذا.
v السيد المسيح بشهادة الوحي والتاريخ أنه أتى من نسل يهوذا النسل الذي وعد له، وابتدأ سلطانه الروحي بفداء العالم.
v في حزقيال النبي (حز 21: 27) قال حتى يأتي الذي له الحكم، وفي (غلا 3: 19) يقول بولس الرسول "فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّبًا بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ. " يعني في واحدٍ وُعِدَ له.
v ويقول بولس الرسول في سفر العبرانيين (عب 7: 11 – 17) "فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ اللاَّوِيِّ كَمَالٌ إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ، وَلاَ يُقَالُ «عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ»؟. لأَنَّهُ إِنْ تَغَيَّرَ الْكَهَنُوتُ فَبِالضَّرُورَةِ يَصِيرُ تَغَيُّرٌ لِلنَّامُوسِ أَيْضًا. لأَنَّ الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ هَذَا كَانَ شَرِيكًا فِي سِبْطٍ آخَرَ لَمْ يُلاَزِمْ أَحَدٌ مِنْهُ الْمَذْبَحَ. فَإِنَّهُ وَاضِحٌ أَنَّ رَبَّنَا قَدْ طَلَعَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، الَّذِي لَمْ يَتَكَلَّمْ عَنْهُ مُوسَى شَيْئًا مِنْ جِهَةِ الْكَهَنُوتِ. وَذَلِكَ أَكْثَرُ وُضُوحًا أَيْضًا إِنْ كَانَ عَلَى شِبْهِ مَلْكِي صَادِقَ يَقُومُ كَاهِنٌ آخَرُ،.قَدْ صَارَ لَيْسَ بِحَسَبِ نَامُوسِ وَصِيَّةٍ جَسَدِيَّةٍ، بَلْ بِحَسَبِ قُوَّةِ حَيَاةٍ لاَ تَزُولُ. لأَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّكَ «كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ»" هنا كان ملكا وكان كاهنًا علي رتبة ملكي صادق وليس علي رتبة هارون الذي كان بحسب وصية جسدية.
v فظل يهوذا محتفظًا بهذا المركز أجيالا طويلة جدًا لأن هذه البركة كانت هي بركة القيادة الروحية.
v وتحققت أيضًا نبوة يعقوب في أن يهوذا سيأتي السيد المسيح من نسله.
v سبط يهوذا كان أكبر الأسباط عددًا، التعداد في سفر العدد (ص1، ص 26) أكثر بكثير من كل الأسباط.
v نجد أيضًا إن سبط يهوذا في البركة عند تقسيم الأرض على يد يشوع بن نون قسموها بالقرعة، خرجت القرعة أولًا ليهوذا.
v كانت له قوة فنجد في قصة الخطية التي ارتكبها بنيامين مع بقية الأسباط كما ذكر في أخر سفر القضاة فعندما قالوا لله من يصعد لمحاربة بنيامين قال لهم يهوذا يصعد لأنه هو جبار بأس (قض 20).
v حدث في وقت رحبعام بن سليمان الملك أن انقسمت المملكة 10 وملكها يربعام وابتدأت هذه المملكة في العبادة الوثنية وحدث لها السبي الأشوري بعد 19 ملك أشرار وتشتتت مملكة إسرائيل، ولكن بقيت مملكة يهوذا.
v وبقي سبط واحد مع يهوذا بنيامين هما المملكة الجنوبية وهي مملكة يهوذا وحدث لهم السبي البابلي وظلوا في السبي 70 سنة ولما عادوا من السبي حسب أمر كورش بعودتهم بالمرسوم الذي أصدره فرجع هؤلاء اليهود حتى أن الآنية والذهب التي أخذها نبوخذ نصر في السبي عدَّها لشيشبصر رئيس يهوذا كما جاء في (عز 1: 7، 8) " وَالْمَلِكُ كُورَشُ أَخْرَجَ آنِيَةَ بَيْتِ الرَّبِّ الَّتِي أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَعَلَهَا فِي بَيْتِ آلِهَتِهِ. أَخْرَجَهَا كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ عَنْ يَدِ مِثْرَدَاثَ الْخَازِنِ وَعَدَّهَا لِشِيشْبَصَّرَ رَئِيسِ يَهُوذَا."، إذًا يهوذا هو الذي رجع فقط من السبي وظل الملك في يهوذا.
v وأطلق عليهم يهود نسبة إلى يهوذا، وظل اليهود أجيالًا طويلة جدًا محتفظين بهذا المركز الذي أعطي له وهو بركة القيادة الروحية.
v لما ولد السيد المسيح كانت اليهودية كلها تحت الحكم الروماني وهيرودس كان أدوميًا.
لكن مازالت القيادة الروحية في يهوذا وكان هناك الكهنة، بدليل إن السيد المسيح نفسه حُوكم أمام قيافا وحنان الكهنة.....
v والمشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلوه وله يكون خضوع شعوب من بين رجليه أي من نسله.
v وقد تنبأ العهد القديم عن ولادة السيد المسيح في بيت لحم أرض يهوذا في (مت 2: 6) " وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ». " بيت لحم هذه مدينة في يهوذا.
v وفي ميخا (مي 5:2) "«أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطًا عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ ». وهي نبوة مهمة علي أن ولادة السيد المسيح من سبط يهوذا وفي بيت لحم وهو منذ القديم الذي كان منذ الأزل.
v في (لو 1: 31 – 33) في بشارة السيدة العذراء " وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيمًا وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ»." هذه تحقيق لنبوة يعقوب على يهوذا.
v وفي (رؤ 5: 5) " فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: «لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ»." إذًا هنا نبوة يعقوب تتحقق في يهوذا.
v رَابِطًا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ. الكرمة والجفنة مترادفان والكرمة تشير إلي السيد المسيح فهو الكرمة ونحن الأغصان والأتان والجحش: اليهود والأمم والسيد المسيح سيضم الاثنين اليهود والأمم فلم يأتي من أجل اليهود فقط بل والأمم ايضًا.
v مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ وَمُبْيَضُّ الأَسْنَانِ مِنَ اللَّبَنِ " الْعَيْنَيْنِ يقول الآباء أنها تشير إلي الأنبياء واللبن يشير إلي وصايا الله حتى ان بولس الرسول قال سقيتم لبًا لا طعامًا.
v " زَبُولُونُ عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ يَسْكُنُ وَهُوَ عِنْدَ سَاحِلِ السُّفُنِ وَجَانِبُهُ عِنْدَ صَيْدُونَ." (تك 49: 13) عند ساحل البحر يعني معناها مرفأ سفن، وهنا يقدم نبوة عن التحامه بالأمم، بالتجارة بينه وبين الشعوب أو الأمم التي حوله، ويمكن بالتالي أن يأتوا ويقدموا ذبائح البر ونجد هذا في بركة موسى النبي للأسباط في (تث 33 18، 19) "«اِفْرَحْ يَا زَبُولُونُ بِخُرُوجِكَ وَأَنْتَ يَا يَسَّاكَرُ بِخِيَامِكَ. إِلى الجَبَلِ يَدْعُوانِ القَبَائِل. هُنَاكَ يَذْبَحَانِ ذَبَائِحَ البِرِّ لأَنَّهُمَا يَرْتَضِعَانِ مِنْ فَيْضِ البِحَارِ وَذَخَائِرَ مَطْمُورَةٍ فِي الرَّمْلِ». يعني ممكن هم يدعوان الشعوب إلي بيت الرب للاشتراك في عبادته وتقديم ذبائح البر.
v وقد تحققت هذه النبوة إذا أضفنا إليها إشعياء (أش 9: 1، 2) ". كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظَِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ.".
v تحققت بدليل ما جاء في (مت 4: 15، 16) وقال لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي، " «أَرْضُ زَبُولُونَ وَأَرْضُ نَفْتَالِيمَ طَرِيقُ الْبَحْرِ عَبْرُ الأُرْدُنِّ جَلِيلُ الأُمَمِ-. الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ». " كما جاء في إش 9 أبصر نورًا عظيمًا فعليًا لأن السيد المسيح كان يأتي كثيرًا إلى كفر ناحوم وكفر ناحوم هي من تخوم زبولون، بل كان تلاميذ كثيرين من كفر ناحوم ومن أرض زبولون وكان يذهب إليهم في تخومهم في كفر ناحوم وتحققت هذه النبوة.
v " يَسَّاكَرُ حِمَارٌ جَسِيمٌ رَابِضٌ بَيْنَ الْحَظَائِرِ. فَرَأَى الْمَحَلَّ أَنَّهُ حَسَنٌ وَالأَرْضَ أَنَّهَا نَزِهَةٌ فَأَحْنَى كَتِفَهُ لِلْحِمْلِ وَصَارَ لِلْجِزْيَةِ عَبْدًا." (تك 49: 14، 15) الحمار يتصف بالصبر والاحتمال.
v وسبط يساكر سكن في أخصب الأماكن كانت أرضه خصبة جدًا وفيها خير، لذلك كان يتعرض للغزو كثيرًا من الأمم والذين حوله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. لذلك يقول عنه رابضًا بين الحظائر،دليل علي وفرة مرعاه المحل يعني المكان حسن، الأرض نزهة يعني دسمة.
v والقديس هيبوليتوس يقول كلمة جميلة جدًا أرض نزهة يعني دسمة وتشير إلى جسد الرب الغني بعطاياه قدمه لنا ميراثًا كأنه أرض الموعد الذي تفيض لبنًا وعسلًا، ويقوت كل من يأكل منه.
v وبولس الرسول يقول إذ كنت حرًا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الكثيرين (1كو 9: 19).
v " دَانُ يَدِينُ شَعْبَهُ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ." (تك 49: 16) دان معناه قاضي أو يقضي، يدين شعبه يعني رغم إنه كان سبطًا صغيرًا ولم ينل أرضًا كبيرة في أرض الموعد.
v يقول عليه أيضًا في (تك 49: 17، 18) " يَكُونُ دَانُ حَيَّةً عَلَى الطَّرِيقِ أُفْعُوانًا عَلَى السَّبِيلِ يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ..
v شبهه بالحية، كان سبط دان يشتهر بالمكر والدهاء ولم يكن مولعًا لتكوين جيوش إنما كان يعتمد على المكر والدهاء منهم كان شمشون الذي اعتمد على الدهاء وتعرفون قصته، أيضًا ميخا وقصته في سفر القضاة والتمثال الذي أغتصبه سبط دان. ومن هنا سبط دان أول الأسباط دخلته العبادة الوثنية، ودان هو ابن بلهة الجارية.
v والقديس ايريناوس يقول أن ضد المسيح يأتي من سبط دان كما جاء في (تث 33: 22) في بركة موسى النبي قال دان شبل أسد يثب من باشان وقبل كثير من الآباء هذا الفكر إذا كان السيد المسيح قد جاء من سبط يهوذا كأسد فإن ضد المسيح يبذل كل طاقته لخداع البشرية فيخرج من سبط دان كأسد.
v لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ." يضيفها يعقوب عندما تذكر الحية القديمة وقال يا رب انتظرت خلاصك الذي قلت عنه من زمان إن نسل المرأة سيسحق رأس الحية.
v في تقسيم الأرض علي يد يشوع بن نون أختار أرضه شرق الأردن فتعرض كثيرًا للغزو من الشعوب حوله الموآبيين والعمونيين وغيرهم لكنه كان ينتصر في النهاية.
v في (تك 49: 20) "أَشِيرُ خُبْزُهُ سَمِينٌ وَهُوَ يُعْطِي لَذَّاتِ مُلُوكٍ" خبزه سمين يعني عنده ثروة وغنى، غلاته وفيرة تنبأ عنه موسى النبي أنه يغمس في الزيت رجليه دليل على وفرة أشجار الزيتون وبالتالي الرخاء كما جاء في (تث 33: 24) وهو أيضًا سكن في أخصب الأماكن على ساحل البحر فبالتالي كان غلته وفيرة.
v في (تك 49: 21) " نَفْتَالِي أَيِّلَةٌ مُسَيَّبَةٌ يُعْطِي أَقْوَالًا حَسَنَةً." كانت علاقته لطيفة يعطي أقوالًا حسنة أيلة مسيبة ((من الغزلان)) مسيبة يعني حرة طليقة، يعطي أقوالًا حسنة علاقتها طيبة مع كل من حوله، لذلك موسى النبي في (تث 33: 23) "وَلِنَفْتَالِي قَال: « يَا نَفْتَالِي اشْبَعْ رِضىً وَامْتَلِئْ بَرَكَةً مِنَ الرَّبِّ وَامْلِكِ الغَرْبَ وَالجَنُوبَ»." يمثل النفس الرقيقة في تعاملها مع الغير تنعم ببركة الرب.
v في (تك 49: 22) "يُوسُفُ غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ." طبعًا شجرة على عين تكون دائمة الزهر والخضرة... إلخ.، ارتفعت فوق حائط دائمًا في رفعة وفي كمال بركات السماء من فوق بركات الغمر من تحت
v في (تك 49:26) مِنْ إِلَهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ تَأْتِي بَرَكَاتُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَبَرَكَاتُ الْغَمْرِ الرَّابِضِ تَحْتُ. بَرَكَاتُ الثَّدْيَيْنِ وَالرَّحِمِ." بركات الثديين والرحم يعني كثرة النسل " إِلَى مُنْيَةِ الْآكَامِ الدَّهْرِيَّةِ، يعني إلى أقصى الحدود تحل عليه البركات، وفعلا يوسف نال بركات كثيرة جدًا وتحققت نبوة يعقوب.
v رغم إنه يقول مررته واضطهدته أرباب السهام، لأنه وقع تحت ظلم كثير ورأينا كيف كان تصرف أخوته معه، حياته كان فيها مرارة، فيها اضطهاد لكن ظلت متينة قوية باستمرار وهو نفسه أخذ البركة في ابنيه أفرايم ومنسى وأصبح أفرايم ومنسى سبطين قائمين بذاتهم.
v ويشوع نفسه لما تكلم على بيت يوسف قال [أنت عظيم ولك قوة]، ونفس بركة موسى النبي تشبه كثيرًا بركة أبونا يعقوب في (تث 33: 13 – 17) قال له ربوات أفرايم وألوف منسى، وهو نفسه لما أنجب أفرايم قال الرب يجعلني مثمرًا فكان مثمرًا فعلًا ومنسى أنساني الله كل تعبي.
v يقول في (تك 49: 27) " بِنْيَامِينُ ذِئْبٌ يَفْتَرِسُ. فِي الصَّبَاحِ يَأْكُلُ غَنِيمَةً وَعِنْدَ الْمَسَاءِ يُقَسِّمُ نَهْبًا". تُشير النبوة إلى الشجاعة وقوته في الحروب قيل عنه في (قض 20: 16) "من جميع هذا الشعب سبع مئة رجل منتخبين عسر كل هؤلاء يرمون الحجر بالمقلاع على الشعرة ولا يخطئون."، كانوا مهرة جدًا في الحروب.
v وقد تحققت نبوة يعقوب أبونا في انتصارات بنيامين كما جاء في (قض 20: 21) خرج كل شعب إسرائيل 400 ألف رجل جبار بأس مسلحين أمام بنيامين يحاربوه، وبنيامين كانوا عددهم 26 ألف و700 عسر ومع ذلك لما خرجوا للحرب أول مرة سقط 22 ألف من كل شعب إسرائيل والمرة الثانية 18 ألف حتى رضي الرب عليهم وقال لهم يهوذا يصعد وانتصروا عليهم إذًا كانوا أقوياء ومهرة في الحروب.
v شاول الملك كان من سبط بنيامين وكان صعبًا جدًا وطارد داود من مكان إلى مكان يريد أن يفترس داود.
v وشاول الطرسوسي كان أيضًا من سبط بنيامين وكان يضطهد المسيحيين وهو نفسه قال على نفسه تحوّل إلى بولس العظيم.
v وأستير الملكة كانت من سبط بنيامين.
X بعد ما بارك يعقوب أبونا أولاده مات بشيبة صالحة وعمره 147 سنة وبكاه الكل يوسف وأخوته وحنطوا جسده 40 يوم وكانت مناحة كبيرة في أرض مصر 70 يوم.
v وقد طلب قبل موته أن يدفنوه في مغارة المكفيلة وفعلًا صعدوا به إلى كنعان وأتوا به إلى بيدر أطاد في عبر الأردن وأيضًا ناحوا عليه مرة أخرى سبعة أيام، ثم دفن في مغارة المكفيلة كما طلب يعقوب.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-1/jacob-blessings-2.html
تقصير الرابط:
tak.la/fq44zd8