كان الرب مع يوسف في وسط التجربة. لم يمنع عنه التجربة بل سار معه وسط التجربة وكان رجلًا ناجحًا؟
v أولًا: يوسف كان محبوبًا من أبيه لكن لم يحتمل أخوته محبة أبيه له، فكانوا يحقدون عليه، يقول الكتاب لم يستطيعوا أن يكلموه بسلام، عدم محبتهم لم تغلق قلبه نحوهم بل كان محبًا لهم حتى أخر لحظة وكان رقيقًا جدًا في معاملة الجميع وكان نقي القلب وكان أيضًا طاهرًا (تك 37).
v مشاعرهم لم تغلق قلبه نحوهم، ففتحت السماء قدامه بحلمين الحزم التي سجدت لحزمته والشمس والقمر والأحد عشر كوكب سجدت له، والحلمين متكررين ولهم نفس المعنى، فحينما قصّ الحلمين قال له يعقوب هل سنأتي أنا وأمك وإخوتك ونسجد لك، لكن يقول الكتاب حفظ الأمر في قلبه.
v ذهب أخوته للرعي وتأخروا فأرسله أبوه ليفتقد أخوته في شكيم لم يجدهم كان يمكن أن يرجع ويقول لم أجدهم ولكن سأل وعرف أنهم وصلوا إلى دوثان فذهب إلى دوثان إذًا لم يذهب طاعةً فقط وليس مجرد تأدية واجب وإنما أراد أن ينهي مهمته كاملة هذه نقطة توضح حب يوسف لأخوته، حتى في طاعته لأبيه رغم انه يعرف كراهيتهم وبغضهم له
v رأوه من بعيد لم يحتملوا رؤيته، تأمروا عليه وقالوا هلمّ نقتله هنا نجد((موقف رأوبين)) كان يريد أن ينجي يوسف بكل الطرق، حتى لما قالوا نقتله قال لهم بل نرميه في البئر وكان يريد إن يرجع للبئر لكي يأخذه لكن رجع ولم يجده وتعب من هذا الأمر موقف حلو، رموه في البئر ثم باعوه للإسماعيليين.
v وكان الله وسط التجربة، بيع كعبد لقصر فوطيفار ووصل إلى بيت فوطيفار الله وسط التجربة
v كان ناجحًا في بيت فوطيفار جدًا كل ما كان يعمله ينجحه الرب والرب بارك في بيت المصري بسببه حتى أن فوطيفار سلمه كل شيء في يده الله في وسط التجربة
v ثم حدثت تجربة أخرى، وهي أن نظرت إليه امرأة سيده يومًا فيوم. ومع ذلك قال قوله المأثور كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله، فَتَقَوَّلَت عليه زوجة فوطيفار، وارتضى يوسف أن يكون مصيره السجن من أن يخطئ مع امرأة سيده ويفقد طهارته، ولا ننسى طبعًا إنه لم يجرحها بكلمة وإنما ذكرها أنها امرأة سيده... إلخ.، ولم يخف من النتائج، وصل إلى السجن.
v كان الله معه في السجن يقول أن الرب أعطاه نعمة في عين رئيس بيت السجن وبسط إليه لطفًا (تك 39: 21 – 23)، تمجد الله معه في وسط المسجونين وأمام رئيس السجن حتى أنه دفع إليه كل شيء والكتاب دائمًا يقول ومهما كان يفعله كان الله ينجحه فكان محبًا لإخوته وكان أمينًا في بيت فوطيفار وكان في السجن محبوبًا، فهو رمز للطهارة ونقاوة القلب والخدمة.
v من الكلمات المأثورة التي قالها القديس يوحنا ذهبي الفم "كان يوسف أكثر مجدًا من كل منتصر مُكلل وهو مستمر تحت القيود، وكانت امرأة فوطيفار أكثر بؤسًا من أي سجين حتى وإن قطنت المساكِن الملوكية".
v يهيئ الله الحلمين لرئيس الخبازين ورئيس السقاة ليفسر لهم يوسف الحلمين، يتحقق الحلمين ورئيس السقاة يرجع أمام فرعون (تك 40: 4-23).
v يرتب الله حلمي فرعون، حلم البقرات الهزيلة والرقيقة التي أكلت السمينة وحلم السنابل الرقيقة التي ابتلعت السمينة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. حلمين متكررين، لهما نفس المعنى (تك 41: 1- 8)، فيتذكر رئيس السقاة يوسف فيحضروه من السجن أمام فرعون، الله وسط التجربة.
v وقص فرعون أحلامه على يوسف وأدخل يوسف الله في كل ما قاله فأحترم فرعون أقواله وقال له الله يجيب فرعون، الله هو الذي يجيب لسلامة فرعون "تكلمت" بشهادتك قدام الملوك ولم أخف (تك 41).
v وبعد أن فسر له الحلمين قدم له مشورة صالحة بحسب الحكمة الإلهية (واحد خارج من السجن يعطي نصائح لفرعون مصر كلها).
- لينظر فرعون رجلًا بصيرًا وحكيمًا.
- يقيم نظارًا للأرض تحت قيادة ذاك الحكيم.
- الجمع في أيام الشبع وتخزين خمس المحصول ليستخدم في أيام الجوع قال فرعون لا يوجد أحكم من يوسف، الحاجة إذًا إلى يوسف (الله وسط التجربة).
v خلع فرعون خاتمه من يده ووضعه في يد يوسف وأكرمه وألبسه ثوب كتان أبيض... إلخ. وكان هو كل شيء ولم يكن فرعون يملك إلا الكرسي الذي يجلس عليه، (الله وسط التجربة) (تك 41: 37 – 44).
v وزوجه من أسنات بنت فوطي فارع كاهن أون، أسنات: المنتسبة إلي نيت أو نات إلهة الحكمة هنا دخل الفرع المصري في سبطي أفرايم ومنسى ليوسف (تك 41: 45، 46).
v وأعطاه اسمًا جديدًا صفنات فعنيح وهي تعني خبز الحياة أو قوت الحياة والخبز الذي للحياة الله في وسط التجربة.
v وكما تحققت أحلام رئس السقاة تحققت أحلام فرعون وتحققت أحلام يوسف عندما حدثت المجاعة في كنعان ونزلوا من أجل القمح، نزلوا ولما مثلوا عرفهم يوسف من أول مرة وأراد أن يتأكد من أن بنيامين حي لأنه لم ينزل معهم ولا يعقوب أبيهم ليتأكد أن أخوهم حي وأبوهم حي. والقصة المعروفة وضع صرة الفضة في عِدالهم واتهمهم أنهم جواسيس.
v أخذ منهم شمعون وقيده واحتجزه منهم وربما هنا كان يريد أن يكرر أمام عيونهم حافة البئر، لذلك سمع تأنيب ضميرهم وقالوا حقًا نحن مذنبون إلي أخينا عندما رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع له لذلك جاءت علينا هذه الضيقة، وهذه النقطة أراحت قلب يوسف وطلب بنيامين.
v ولما ذهبوا إلى يعقوب بدون شمعون فقال ابني يوسف مفقود وشمعون مفقود أعدمتموني الأولاد وحزن حزنًا شديدًا جدًا لكن استمر الجوع فنزلوا مرة أخري وأخذوا بنيامين، عندما أراد يوسف أن يحجز بنيامين وقف يهوذا كضامن له وقال أنا ولا بنيامين وطبعًا لم يستطع أن ينتظر أكثر من ذلك يوسف بعد ما رأى بنيامين وعرف أن يعقوب حي، قال لهم أنا يوسف لم يستطيع أخوته أن يجيبوه بكلمة لأنهم ارتاعوا ورجعوا إلي الخلف.
v من محبته طلب منهم أن لا يتأسفوا في قلبهم فقد سمح الله بهذا لاستبقاء حياة وقال لهم انتم قصدتم شرًا والله قصد خيرًا وكررها 3 مرات (تك 45: 5-8، 50: 20).
v ولما علم فرعون دعاهم إلي المجيء إلي مصر كلهم وان يسكنوا في خير الأرض من أجل يوسف.
v وفعلًا رجعوا إلى يعقوب بمركبات فرعون ورجعوا به إلى مصر ويعقوب لما نزل إلى مصر كان عمره 130 سنة ورأى يوسف.
v لذلك يعقوب لما مثل أمام فرعون قال له أيام سني حياتي قليلة وردية، كان فيها مرارة كثيرة، وعاش في مصر 17 سنة.
v خاف أخوة يوسف انه بعد موت أبيهم لا يحسن إليهم (تك 50: 19- 21) " فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: "لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ؟ أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا. فَالآنَ لاَ تَخَافُوا. أَنَا أَعُولُكُمْ وَأَوْلاَدَكُمْ". فَعَزَّاهُمْ وَطَيَّبَ قُلُوبَهُمْ."
v ولا ننسي قول فرعون لهم لا تحزنوا علي أثاثكم لان خيرات أرض مصر ملك لكم وبالفعل كما عرفنا عاشوا في أرض جاسان كما ذكرنا سابقًا.
v وعاش يوسف 110 سنة ومات وكان قد أوصى من جهة عظامه وحملت عظام يوسف إلى كنعان بعد خروج شعب إسرائيل من مصر أخذوا عظامه بيد موسى النبي ودفنت كما جاء في نهاية سفر يشوع، في كنعان.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/nagwa-ghazaly/old-testament-1/joseph.html
تقصير الرابط:
tak.la/2s4rppn