كثرت الأحاديث -هذه الأيام- عن المجيء الثاني، وعلامات نهاية العالم. البعض يتحدث عن علم ودراية، والبعض الآخر يتحدث عن خيالات واجتهادات شخصية لذلك أعتقد أن هذا الكتاب جاء في أوانه، إذ يصدر عن أستاذ للعهد الجديد بالكلية الإكليريكية، هو الدكتور موریس تاوضروس.
في الفصل الأول يتحدث المؤلف عن المجيء الثاني والدينونة فيورد آیات الكتاب المقدس التي تخبرنا بهذا الحدث المصيري الهام، والتسميات المختلفة للمجيء الثاني، والعلامات التي تسبقه مثل: الكرازة بالإنجيل في كل العالم، وإيمان اليهود الجماعي بالسيد المسيح، ومجيء الشاهدين، وضد المسيح، ومحاولات التضليل الكثيرة من الأنبياء والمعلمين الكذبة، مع حروب ومجاعات، واضطهادات.. إلا أن يوم المجيء الثاني سيكون فجائيًا كلص في الليل، وكالمخاض للحُبْلَى.
أما الفصل الثاني فيتحدث عن طبيعة الأجساد بعد القيامة، موضحًا أبعادًا تشبه جسد القيامة، بالحبة بعد أن تموت، وكيف أنها لا تنمو إلا بعد أن تموت، وأنها تظهر بعد ذلك بمظهر مختلف، وإن كان هذا المظهر الجديد يحمل في أعناقه الحبة الأولى.
ثم يقدم لنا الكاتب آراء مختلفة في هذا الموضوع السري. فمن رأى أوريجانوس إلى رأي القديس مكاريوس المصري، ويوضح لنا أن جسد القيامة سيكون نفس الجسد الذي انحل بالموت، ولكن في صورة روحانية وعدم فساد، وفي وضع نورانی لا يخضع لعوامل الجنس والمرض والخطيئة والموت، كما أنه لا يحتاج إلى طعام او شراب مادي، إلخ.
وفي الفصل الثالث ينتقل بنا المؤلف إلى الحياة المغبوطة التي تنتظر الأبرار، إذ يخلصون من الغصب الآتي، ويصيرون شركاء الطبيعة الإلهية، ليس كإتحاد جوهری بالمسيح، ولكن بان يأخذوا من مجد المسيح ويتحولوا إلى صورته. كما تتحقق لهم المعرفة الأكمل لله، مع تسبيح دائم لا يعتريه الملل بسبب التعمق المستمر في إلهنا المحب. لهذا دُعيت الكنيسة عروسًا للمسيح، في إتحاد لا نهائی برب المجد.
وليس أعمق من كلمات القديس مكاريوس الكبير تعبيرًا عن هذا الإتحاد المبارك والزيجة المقدسة، ليختتم بها الكاتب دراسته الشيقة هذه، الرب يجعلها بركة لحياتنا، بصلوات قداسة البابا شنودة الثالث، ونعمة الرب تشملنا جميعًا.
الأنبا موسی
الأسقف العام
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/second-coming-judgement-day/introduction.html
تقصير الرابط:
tak.la/7p8j72s