St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   second-coming-judgement-day
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المجيء الثاني والدينونة - موريس تواضروس

11- أقوال القديس مكاريوس المصري في الحياة المغبوطة

 

St-Takla.org Image: Saint Macarius of Egypt and the Cherub, Seraph. Venerable Saint Macarius (ca. 300- d. 391, Scetes, Egypt) is one of the most prominent desert Fathers of the Church, known also as Macarius the Great - icon before the 19th century. صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس مقاريوس المصرى (300-391) مع كاروب أو سيراف، يعرف أيضاً باسم القديس مكاريوس الكبير - اللوحة قبل القرن التاسع عشر

St-Takla.org Image: Saint Macarius of Egypt and the Cherub, Seraph. Venerable Saint Macarius (ca. 300- d. 391, Scetes, Egypt) is one of the most prominent desert Fathers of the Church, known also as Macarius the Great - icon before the 19th century.

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس مقاريوس المصرى (300-391) مع كاروب أو سيراف، يعرف أيضاً باسم القديس مكاريوس الكبير - اللوحة قبل القرن التاسع عشر

إن قيامة النفوس المائتة تحدث الآن في هذه الحياة. وأما قيامة الأجساد فتحدث في ذلك اليوم الأخير. وكما أن النجوم جميعها ثابتة في السماء إلا أنها ليست جميعها متساوية، بل يختلف الواحد عن الآخر في اللمعان والحجم (1كو 15: 14)، هكذا الأمور الروحانية فإنه توجد درجات من التقدم بحسب مقدار الإيمان بالروح الواحد نفسه، (رو 12: 3، 1كو 9:12)، إذ يكون واحد أكثر غنى من الآخر، والكتاب يقول: "إن من يتكلم بلسان.. يتكلم بروح الله" (1كو14: 2)، فهو انسان روحاني يكلم الله، وأما الذي يتنبأ فيبنى الكنيسة، (1كو 14: 4)، وهذا الأخير عنده قدر أكبر من النعمة، فالأول يبني نفسه فقط، أما الثاني فإنه يبني الكنيسة أيضًا. وهذا يشبه حبة الحنطة التي تزرع في الأرض، فنفس الحبة في نفس الأرض تنتج حبوبًا كثيرة ومختلفة، وأيضًا سنابل القمح بعضها كبير والبعض الآخر صغير، ولكن كلها تجمع معًا إلى بیدر (جرن) واحد، وإلى مخزن واحد. ورغم أن الحبوب مختلفة إلا أنها يصنع منها خبز واحد. وكما أنه يوجد في المدينة جموع من الناس، البعض منهم أطفال والبعض رجال والبعض شبان أحداث، ولكنهم جميعًا يشربون من ينبوع واحد ويأكلون من خبز واحد ويستنشقون هواء واحدًا، أو في حالة المصابيح فهناك مصباح له فتيلتان وآخر له سبعة ولكن حينما تكون فتائل النور أكثر عددًا فهناك تكون الإضاءة أكثر، هكذا كل الذين هم في النور لا يمكن أن يكونوا في الظلمة، ولكن توجد بينهم درجات مختلفة في النور. وإذا كان لأب ابنان أحدهما طفل والآخر شاب، فإنه يرسل الشاب إلى المدن والبلاد الغريبة، أما الطفل فإنه يحفظه دائمًا تحت رعايته لأنه لا يستطيع أن يفعل شيئًا.

كل صنف من الأشجار يخرج من داخله ما يكسوه من الخارج، وهو ما تنظره العين أي الأوراق والزهور والثمار، وبالمثل البذور التي تخرج من الداخل ما يكسوها وهو ما نراه بعيوننا، وكذلك السوسن (الزنابق) أيضًا تنتج من داخلها كساءها الذي يزين الأرض، هكذا أيضًا المسيحيون الذين حسبوا أهلًا منذ الآن في هذه الحياة أن يحصلوا على الثوب السماوي، فإنهم يحملون ذلك الثوب ساكنًا في داخل نفوسهم. وحينما تنحل هذه الخليقة الحاضرة بحسب تعيين الله وعلمه السابق، وتزول السماء والأرض، فإن ذلك الثوب السماوي الذي كان يكسو نفوسهم منذ الآن ويمجدها والذي يمتلكونه في داخل قلوبهم، هذا الثوب نفسه سوف يكسو ويمجد أيضًا أجسادهم العارية التي تقوم من القبور، الأجساد التي تقوم في ذلك اليوم مكتسية بالموهبة السماوية غير المنظورة وذلك الثوب السماوي الذي يناله المسيحيون في هذه الحياة منذ الآن. وكما أن الغنم والجمال، حينما تجد حشيشًا، فإنها تجري إليه بسرعة وشراهة وتأكله وتخزن منه غذاء لها في داخلها، وفي وقت الجوع تسترجع المخزون من معدتها وتمضغه وتجتره، وبذلك تتغذى من الطعام الذي سبق أن اختزنته. هكذا أولئك أيضًا الذين يغتصبون ملكوت السموات وقد ذاقوا الطعام السماوی ويعيشون في الروح، فإنهم في وقت القيامة ينالون ذلك الطعام عينه ليغطى وليدفي كل أعضائهم.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

حينما تخرج نفس الإنسان من الجسد، فإن هناك سر عظيم يتحقق. فإن كان الشخص المنتقل تحت ذنب الخطية، فإن جماعات من الشياطين والملائكة الساقطين وقوات الظلمة يأتون ويأسرونه ويأخذون تلك النفس إلى مكانهم. ولا ينبغي أن يتعجب أحد من تلك الحقيقة، لأنه إذا كان هذا الإنسان أثناء حياته في هذا العالم خاضعًا لهم وعبدًا مطيعًا لهم، فكم بالحرى حينما يترك هذا العالم، فإنه يصير أسيرًا لهم في مملكتهم. 

ويمكنك أن تفهم هذا الأمر، مما يحدث لأولئك الذين في الجانب الأخر - جانب الصلاح والغبطة. فإن عبيد الله القديسين تحرسهم الملائكة باستمرار وتحيط بهم الأرواح المقدسة وتحميهم، وحينما يخرجون من الجسد، فإن جماعات الملائكة تستلم نفوسهم وتحملها معهم إلى مساكنهم في عالم الأبدية النقي، وهكذا يحضرونهم إلى الرب، الذي يليق به المجد والقدرة إلى الأبد(1).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) انظر: عظات القديس مقاريوس الكبير. تعريب بيت التكريس لخدمة الكرازة رقم 6 سنة 1980 ص27، 28، 22، 23، رقم 5 سنة 1979 ص8.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/second-coming-judgement-day/st-macarius-of-egypt.html

تقصير الرابط:
tak.la/km5q7k3