نشير هنا إلى خلاصة ما أورده اللاهوتيان الكبيران مارايوانيس الداری ومار موسی بن كيفا وكذلك إلى رأي العلامة ابن العبري، وذلك وفقا لما أورده المطران سويريوس اسحق ساكا في كتابه القيامة العامة[9].
1- لا يحتاج جسد القيامة إلى أكل وشرب ماديين، لأن ذلك إنما يستعمل للنمو والتعويض عما يفقده الجسد من طاقات نتيجة الحرارتين الداخلية والخارجية. أما في العالم التالي حيث يصبح الجسد روحانيًا فلا يزيد ولا ينقص. لذلك لا يحتاج إلى الأكل والشرب، وهو يشبع من رؤية الله، كقول الرسول.. "فإن ملكوت الله ليس أكلًا ولا شربًا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس" (رو 14: 17).
2۔ لا يمارس أهواءه السابقة كالزواج مثلًا.
3- لا يخضع للإنفعالات المحزنة كالبكاء مثلًا.
4- أن بعض القوى النفسية تزداد قوة ونشاطًا ومفعولًا كالنطق مثلًا. أما قوتا الغضب والشهوة فتتلاشیان نهائيًا في الأنفس البارة، ويكون تلاشيهما سيبًا في إزدياد الوداعة والحلم فيها. أما في الأنفس الشريرة فتزدادان هياجًا وجموحًا، وتتحرقان شوقا إلى شهواتها الجسدية التي فقدتها.
5- أن بعض الأعضاء الجسدية تزداد نشاطًا وحيوية واثرًا، فالعين مثلًا سوف لا تقتصر رؤيتها لما هو أمامها، بل تري كل شيء في مختلف الجهات في آن واحد، مثل استنشاق الرائحة من جميع الجهات، وسماع الصوت من كل جانب.
6- من الثابت أن النفس ستبقى محتفظة بقوة معرفتها، كما أن الجسد أيضًا لا يعدم القوى الإدراكية فيه، فإذا كان ذلك كذلك، فما المانع من أن يعرف الناس بعضهم بعضًا (مثل الغني ولعازر).
7- الأجساد بعد القيامة، سيكون لها عمر وقامة وهيئة. أما العمر فقد قدره اللاهوتيون 30 عامًا. ان هذه السن هي السن الكاملة للإنسان في هذا العالم، وهی سن آدم يوم خلقه الله، والسن التي شرع فيها الرب يسوع في خدمته العلنية. فليس هناك إذن شيخوخة أو طفولة.. الأمور التي تعتبر نقصًا. أما بالنسبة إلى القامة والهيئة، فسيكون هناك تساو بين الجميع: قامة واحدة معتدلة وهيئة جميلة جدًا، فتنتفي النقائص عن الجسد، وتزول معاييبه، فلا طويل ولا قصير، ولا أقطع ولا أجدع ولا أعمى.. الخ، ذلك أن الإختلاف في الهيئة والأعمار ناتج عن خضوع الإنسان للخطيئة واستعباده لها. أما في العالم الروحي فسيتحرر منها ومن أعراضها.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
8- أن الاعتقاد بجسد روحي أو هوائی وما أشبه، أو استئناف آخر مثله، هو انكار للقيامة، لأن قيامة جسد روحي أو هوائي أو غير ذلك بدلًا من جسد مادي، لا يعتبر قيامة بل إبداعًا أو خلقًا من جديد. ان الجسد لا يمكن أن يكون روحيًا بالمعنى الحصري، بل من باب الاستعارة والمجاز، كما يقضى البرهان المنطقي، لأن الجسد مركب من عناصر مادية، أما الروح فمنزه عن كل شبه مادة.
_____
[9] المطران سویروس اسحق ساكا: القيامة العامة في المصادر السريانية - مطرانية السريان الأرثوذكس - حلب - سوريا 1981 ص 35. 46.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/second-coming-judgement-day/body-of-resurrection.html
تقصير الرابط:
tak.la/5nqggy6