St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   second-coming-judgement-day
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المجيء الثاني والدينونة - موريس تواضروس

6- مجيء ضد المسيح: من علامات المجيء الثاني

 

St-Takla.org Image: The Fall of Satan (the devil), from Paradise Lost,1866, by Gustave Dore. صورة في موقع الأنبا تكلا: سقوط الشيطان (إبليس)، من الفردوس المفقود، 1866 م.، رسم الفنان جوستاف دوريه.

St-Takla.org Image: The Fall of Satan (the devil), from Paradise Lost,1866, by Gustave Dore.

صورة في موقع الأنبا تكلا: سقوط الشيطان (إبليس)، من الفردوس المفقود، 1866 م.، رسم الفنان جوستاف دوريه.

4- مجيء ضد المسيح:

 

وقد جاء الحديث عن ضد المسيح، كشخص، في موضعين:

أ. (ایو 18:2) "أيها الأولاد، هي الساعة الأخيرة وكما سمعتم أن ضد المسيح يأت، قد صار الآن، أضداد للمسيح كثيرون. ومن هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة.

 

ب - (2 تس 2: 3- 13) ولا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا يأتي إن لم يأت الإرتداد أولًا، ويستعلن انسان الخطية ابن الهلاك. المقاوم والمرتفع على كل ما يدعي إلهًا أو معبودًا حتى أنه يجلس في هيكل الله كاله، مظهرًا نفسه أنه اله»، والآن تعلمون ما يحجز حتى يستعلن في وقته، لأن سر الإثم الآن يعمل فقط إلى أن يرفع من الوسط الذي يحجز الآن. وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه، ويبطله بظهور مجيئه. الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة ويآيات وعجائب كاذبة. وبكل خديعة الإثم في الهالكين، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا، ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالإثم.

هناك بلا شك صعوبات كثيرة في تفسير هذا النص، ويحاول بعض المفسرين تحديد "انسان الخطيئة" في شخص معين، بل وصل الأمر ببعض البروتستانت إلى تحديده في أحد بابوات روما، كما حدده بعض الكاثوليك في شخص لوثر. وهناك من يربط بين ضد المسيح، وبين شخصية تاريخية معينة، تكون قد أضطهدت المسيحيين أو قاومت المسيحية. كل هذه التحديدات، بهذه الصورة القاطعة، ليست من روح الكتاب المقدس ولا من خصائصه. ولعله يمكن القول أن سر الإثم يعمل الآن في العالم، ومنه ينبثق من هو ضد المسيح الذي يجي في الوقت المعين، كما هو واضح من العدد الثامن أو حينئذ سيستعلن الأثيم، أو يمكن القول أنه قد صار منذ الآن أضداد كثيرون يعملون في العالم داخل حركة ضد المسيح، ولكن فيما بعد تتمثل هذه الحركة المضادة في شخص بالذات، يدفع بالحركة إلى أكثر درجات العنف.. هناك بلا شك، شخص معين يشير إليه الرسول يوحنا في رؤياه عندما يقول هذا الحكمة، من له الفهم فليحسب عدد الوحش فانه عدد انسان، وعدده ستمائة وستة وستون، (رؤ 18:13)، على أن هذا العدد يمكن أن ينطبق على أكثر من اسم وأكثر من شخص. فهناك كثيرون يمكن أن يتخذوا موقفًا مضادًا للمسيح وللمسيحيين، أن التاريخ قد حوى حتى الأن كثيرين حاربوا المسيحية وقاوموها. لقد كانوا أذن كالوحش بالنسبة للكنيسة. أن نيرون وغيره يمكن أن يمثل دور الوحش من بين الوحوش الكثيرة التي قاومت الكنيسة. ولكن لا بُد من وحش معين لم يظهر بعد، تتمثل فيه الوحشية والشراسة إلى أعلى درجة ممكنة، وتنطبق عليه الأوصاف الأخرى التي يشير إليها سفر الرؤيا في الأصحاح الثالث عشر وفي مواضع أخرى. تماما كما نتكلم عن عصر الإستشهاد فنربطه بدقلديانوس. ولكن ليس معنى ذلك أن أحدًا لم يستشهد قبل دقلديانوس، أو أن الكنيسة لم تقدم الكثير من أبنائها قبل هذا العصر. لقد وجد الإستشهاد قبل عصر دقلديانوس، ولكنه بلغ في عصره درجة مرعبة، ولذلك ارتبط عصره بعصر الإستشهاد.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

ان ما نريد أن نؤكده هنا، هو أننا يجب أن نتجنب في سفر الرؤيا، محاولة تحديد الأشخاص أو الأزمنة. أن السيد المسيح لم يحدد لنا زمن مجيئه، ولو شاء لحدد لنا العصر الذي يجئ فيه، بل لحدد لنا اليوم والساعة، ولكنه لم يفعل، لنكون على الدوام في حالة استعداد وسهر. ان المحاولات التي تبذل في تفسير سفر الرؤيا، لتحديد الإعلانات الإلهية، تحديدًا زمنيًا، تبوء بالفشل، لأنها لا تتفق مع روح الإنجيل وروح الإعلان الإلهي.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/second-coming-judgement-day/antichrist.html

تقصير الرابط:
tak.la/3mjvk7m