St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

8- كما أنه لا يجوز أن نفصل الابن عن الآب، كذلك لا يجوز أن نفصل الروح القدس عن الكلمة

 

St-Takla.org Image: The Holy Spirit with the Cross, painting 4 - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023. صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس مع الصليب المقدس، لوحة 4 - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

St-Takla.org Image: The Holy Spirit with the Cross, painting 4 - AI art, idea by Michael Ghaly for St-Takla.org, 29 August 2023.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الروح القدس مع الصليب المقدس، لوحة 4 - فن بالذكاء الاصطناعي، فكرة مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 29 أغسطس 2023 م.

(2)

إن هذا التفكير ليس غريبًا على الأريوسيين، لأنهم -إذ أنكروا كلمة الله- فإنه من الطبيعي أن ينطقوا بنفس التجديف ضد روحه. لذلك فليست هناك حاجة أن نضيف شيئًا آخر ردًا عليهم، إذ يكفي ما سبق وقد قيل ضدهم. لكن من العدل أننا بطريقة ما -كما يقولون هم أنفسهم- إذ قد بحثنا الموضوع، أن نقدم ما يجب لأولئك الذين انخدعوا فيما يختص بالروح. ومن الطبيعي للمرء أن يتعجب من جهالتهم، لأنهم إذا كانوا لا يريدون أن يقولوا أن ابن الله هو أحد المخلوقات -وبكل تأكيد، فإنه صواب هو ما يعتقدونه عن الابن- فكيف أمكنهم أن يحتملوا أن يسمعوا أن روح الابن هو أحد المخلوقات؟

لأنه حقًا، إذا كانوا بسبب وحدة الكلمة مع الآب(6) يرفضون أن يقولوا أن الابن هو أحد المخلوقات بل يعتبرونه كما هو بحق، خالق المخلوقات، فلماذا يقولون عن الروح الذي له نفس الوحدة مع الابن -وهي نفس الوحدة التي للابن مع الآب- أنه أحد المخلوقات؟ إنهم لم يدركوا أنه كما لا يجوز أن نفصل الابن عن الآب محافظين على الإيمان الصحيح باله واحد، هكذا أيضًا فإنهم إذ يفصلون الروح عن الكلمة، لا يحتفظون بعد الإيمان بألوهية واحدة في الثالوث. لأنهم يمزقون الألوهية ويخلطون معها طبيعة غريبة ومن نوع مُغَايِر، ويضعونها على نفس المستوى مع المخلوقات. وهذا يعني أن الثالوث ليس واحدًا ولكنه مركب من طبيعتين مختلفتين بسبب أنهم يتوهمون أن الروح من طبيعة مختلفة. فإذن، أي نوع هذا من الثيؤلوجيا(7)، الذي يقول بأن الله مُرَكَّب من خالِق ومخلوق؟ لأنه إما أنه لا يكون ثالوثًا بل اثنين مع الخليقة(8)، أو أن كان ثالوثًا -كما هو في الحقيقة بكل تأكيد- فكيف يحسبون الروح القدس ضمن المخلوقات التي أتت بعد الثالوث وهو نفسه روح الثالوث؟ لأن هذا معناه -مرة أخرى- تقسيم الثالوث وتحلله.

ولهذا فحينما يفكرون تفكيرًا خاطئًا عن الروح القدس، فبالضرورة لن يكون تفكيرهم عن الابن صحيحًا. وإذا كانوا يفكرون تفكيرًا صحيحًا عن الكلمة فإنهم سيفكرون تفكيرًا سليمًا عن الروح الذي “ينبثق من الآب”(9)، والذي بسبب أنه روح الابن، أُعْطِيَ بواسطته للتلاميذ ولجميع الذين آمنوا به. وحيث أن هؤلاء أيضًا قد انخدعوا بنفس الطريقة فليس لهم أيضًا إيمان سليم بالآب، لأن الذين “يقاومون الروح” (أع 7: 51)، كما قال الشهيد العظيم اسطفانوس، ينكرون الابن أيضًا. والذين ينكرون الابن لن يكون لهم الآب أيضًا (1يو 2: 23).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(6) “بسبب وحدة الكلمة مع الآب”: هذا الجزء من الرسالة الأولى يعتبر مقدمة للفصول من 19-31 ونجد فيها ثلاث نقاط من تعليم القديس أثناسيوس وهي: 1- أن الروح له نفس الوحدة مع الابن مثل الوحدة التي للابن مع الآب. ورغم أن العلاقتين هما من نفس النوع ولكن كل منهما تمثل علاقة خاصة. فالروح ليس ابنًا مثل الابن بالنسبة للآب (انظر فصول 15، 16 من الرسالة الأولى). والروح هو في الابن كما أن الابن هو في الآب (انظر فصل 19 من الرسالة الأولى). 2- وتبعًا لذلك فألوهية الروح القدس متعلقة بألوهية الابن، بالضرورة، وكل كلام عن مخلوقية الروح يعني بالضرورة أن الابن مخلوق (فصل 21 من الرسالة الأولى). 3- حيث أن الكتاب المقدس والتقليد يعلنان أن اللاهوت قائم في ثالوث، فالقول بأن الروح مخلوق لا يحفظ وحدة الله وكماله سليمتين ويجعل المعمودية بلا فاعلية (انظر فصول 28-31 من الرسالة الأولى).

(7) “الثيئولوجيا” هي الكلمة اليونانية التي تعني الكلام عن الله.

(8) لأنهم -حسب توهمهم الخاص- يعتبرون الروح القدس هو أحد المخلوقات.

(9) “ينبثق من الآب”. الكلمة اليونانية المترجمة ينبثق مكونة من مقطعين ek، porevo والأداة ek تعني يخرج من، وتشير إلى الأصل. وekporevo كلها تعني ينبثق من. وهنا يستعمل القديس أثناسيوس الفعل اليوناني المستعمل في الإنجيل حسب (يوحنا 15: 26) “روح الحق الذي من عند الآب “ينبثق”. ونفس الكلمة استعملها قانون الإيمان النيقي القسطنطيني عن الروح القدس “الرب المحيي المنبثق من الآب” والقديس أثناسيوس هنا عندما يتحدث عن علاقة الروح القدس بالآب يقول أنه ينبثق (أو يأخذ وجوده) منه، ولكنه عندما يتحدث عن علاقة الروح بالابن لم يقل أنه ينبثق منه بل قال عنه “الذي بسبب أنه روح الابن، أعطي بواسطته للتلاميذ ولجميع الذين آمنوا به”.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/not-permissible-to-separate.html

تقصير الرابط:
tak.la/97t8qb2