St-Takla.org  >   books  >   maurice-tawadrous  >   holy-spirit-to-serapion
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الرسائل عن الروح القدس إلى الأسقف سرابيون للقديس أثناسيوس الرسولي - موريس تاوضروس، نصحي عبد الشهيد

9- شرح آية: "صنع الجبال وخلق الريح (الروح)" أنها ليست عن الروح القدس

 

St-Takla.org Image: Mount Tabor - from Popular Bible Encyclopedia (Volumes 1-4), of Archimandrite Nicephorus, 1891, 1892. صورة في موقع الأنبا تكلا: جبل تابور - من كتاب موسوعة الكتاب المقدس المبسطة (الأجزاء 1-4)، للأرشمندريت نيسيفوروس، 1891، 1892 م.

St-Takla.org Image: Mount Tabor - from Popular Bible Encyclopedia (Volumes 1-4), of Archimandrite Nicephorus, 1891, 1892.

صورة في موقع الأنبا تكلا: جبل تابور - من كتاب موسوعة الكتاب المقدس المبسطة (الأجزاء 1-4)، للأرشمندريت نيسيفوروس، 1891، 1892 م.

(3)

إذن فمن أين لكم العُذر لمثل هذه الجسارة الزائدة حتى أنكم لا تخافون من قول الرب: “أما من جدف على الروح القدس فلن يُغْفَر له لا في هذا الدهر ولا في الآتي” (متى 12: 32). ذلك لأن الأريوسيين إذ فهموا مجيء الكلمة في الجسد فهمًا خاطئًا، وكل ما قيل من جهة التجسد فإنهم اتخذوا منه حجة لهرطقتهم، وهكذا أُدِينوا كأعداء الله، واعْتُبِرُوا بالحقيقة كأُناس أرضيين يتكلمون باطلًا (يو 3: 21).

وأما أنتم فمن أين انخدعتم، وممن سمعتم هذه الضلالة، أو كيف ضللتم؟

يقولون: (قرأنا في عاموس النبي قول الرب “أنا هو منشئ الرعد وخالق “الروح”(10)، ومعلن للإنسان مسيحه، صانع الفجر والضباب، ويصعد على أعالي الأرض. الرب الإله الضابط الكل اسمه” [عا 4: 9][س]. ومن هذه الآية صدقنا الأريوسيين الذين يقولون أن الروح القدس هو أحد المخلوقات.

هذا ما قرأتموه في عاموس. ولكن هل قرأتم ما جاء في سفر الأمثال: “الرب خلقني بدء طرقه لأجل أعماله” (أم 8: 22)[س] أم لم تقرأوه؟ وهذه الآية تفسرونها تفسيرًا صحيحًا يتفق مع معناها الحقيقي. وذلك لكي لا تقولوا أن الكلمة هو أحد المخلوقات. أما ما يقوله النبي (عاموس) فلا تفسرونه. ولكن بمجرد أن سمعتم كلمة “روح” اعتقدتم أنه يقول أن الروح القدس هو أحد المخلوقات. مع أنه واضح في سفر الأمثال أن الحكمة(11)، هو الذي يقول “خلقني”. ومع ذلك فإنكم قد فسرتم الآية حسنًا حتى لا تَحْسِبُوا الحكمة الخالق ضمن المخلوقات. أما الآية التي في عاموس فإنها لا تتكلم عن الروح القدس، بل قيلت ببساطة عن “روح”. فإذا كان يوجد في الكتاب المقدس اختلاف كبير في معاني كلمة “روح”، وكان من الممكن أن تُفَسَّر هذه الآية حسب معناها الخاص الصحيح، فلماذا تعتقدون أن عاموس يتكلم هنا عن الروح القدس، وذلك إما لأنكم تحبون الانتصار على الغير، أو لأنكم تضررتم بلدغة الحية الأريوسية؟ وذلك لكي تؤكدوا بقولكم هذا، اعتقادكم الخاص ولا تنسوا ما تؤمنون به عنه أنه أحد المخلوقات.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(10) ترجمت في ترجمة دار الكتاب المقدس وفي الترجمة السبعينية بالإنجليزية وفي ترجمات أخرى بكلمة “الريح”.

إضافة من الموقع: الشاهد حسب الترجمة المُعتادة هو (عا 4: 13).

(11) ويقصد بها في هذا الموضع، الابن.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/maurice-tawadrous/holy-spirit-to-serapion/created-the-spirit.html

تقصير الرابط:
tak.la/4n3cqnf