St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic
 
St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   catholic

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

293- أولًا: هل أسَّس بطرس الرسول كرسي روما؟

 

يقول الأخوة الكاثوليك أن "أول من أنكر ذهاب بطرس الرسول إلى روما إنما هو لوثيروس (مارتن لوثر) وتبعه في ذلك بروتستانت ألمانيا، وأهل كنيسة إيطاليا المستقلة، والبعض من أبناء الكنيسة المرقسية في هذه الفترة الأخيرة... وأما أهل كنيسة إيطاليا المستقلة فكان الغرض من نكرانهم ذهاب بطرس إلى رومة وبالتالي رئاسة الأحبار الرومانيّين إنما هو إيجاد سند ليضعوا اليد على أملاك الكنيسة الرومانية الضخمة وأوقافها الكثيرة، وإذا تساءلت عما حمل أبناء الكنيسة المرقسية الفتاة في هذه الأيام الأخيرة على نكران هذه الحقيقة الثابتة في كل كتبها كما سنرى، أجبناك بأن الكنيسة الرومانية كانت سبقت وأوقعت عليهم الحرم لسيرهم سيرًا مغايرًا للقوانين المقدسة، فنكاية بها لم يروا إلاَّ الخروج من حضنها ونكران كل سلطة لها" (899)

ويقولون أن بطرس الرسول تقلَّد إدارة الكنيسة الرومانية لمدة خمسة وعشرين عامًا بدليل قول القديس ايرونيموس في كتابه مشاهير الرجال الفصل الأول " أن سمعان بطرس زعيم الرسل بعد رعايته لكنيسة أنطاكية توجه إلى رومة في السنة الثانية من ملك كلوديوس لمحاربة سمعان الساحر وهناك تولى الكرسي الكهنوتي مدة خمسة وعشرين سنة لغاية آخر سنة من ملك نيرون " (104)، وقول بابياس في كتاب الأخبار سنة 44م " أن بطرس الجليلي الجنس هو أول حبر المؤمنين وبعد أن أسَّس كنيسة أنطاكية ذهب إلى روما حيث كرز بالإنجيل ومكث 25 سنة أسقفًا عليها " (105).. " قال بايياس... " أنه من المحقَّق أن القديس بطرس يذكر في رسالته الأولى القديس مرقس، وأنه كتبها في رومة التي ذكرها بالرمز والإشارة تحت اسم بابل" (أوسابيوس التاريخ الكنسي ك2 ص15) " (106)

كما يقول نفس المؤلف الكاثوليكي " لقد سمعتم أيضًا أوسابيوس أقدم مؤرخ كنسي قد أتقن معرفة تاريخ الأجيال الأولى الثلاثة يقول بنص صريح بأن بطرس أول حبر المسيحيين بعد أن أسَّس كنيسة أنطاكية ذهب إلى رومة سنة 44م وأسَّس كنيستها وقام بتدبيرها 25 سنة بصفته أسقفًا عليها " (107)

ويورد الأخوة الكاثوليك قول ايريناؤس بأن بطرس وبولس أسَّسا كنيسة روما حيث يقول "أن سلسلة الخلفاء المتصلة إلينا تُخجِل كل معارض، فإن هذين الرسولين الطوباوييّن (بطرس وبولس) بعد ما أسَّسا هذه الكنيسة (الرومانية) ووطداها بالتعليم قد سلَّما رعاية تدبير هذه الكنيسة للينوس، وهذا قد خلفه اناكليت، وثالث خليفة كان اكلمينضس... فبتلك الخلافة الغير منقطعة قد وصلت إلينا التقاليد الرسولية وتعاليم الحقائق الدينية ففي الكنيسة الرومانية وبالكنيسة الرومانية قد حافظ جميع مسيحي العالم على إيمان الرسل الكرام " (108)

ويؤكد ترتليانوس أن الرسولين بطرس وبولس أسَّسا كنيسة روما "أيها الإنسان الراغب في تشغيل فكرك فيما يعود لخلاصك تفقد بالأولى الكنائس الرسولية حيث جالس خلفاء الرسل على كراسيهم وحيث رسائلهم القانونية تتلى مردَّدة أصواتهم وممثلة أشخاصهم فيما بيننا، فبالقرب منك أخائية مجد مدينة كورنتس... وإذا توجهت إلى إيطالية وجدت رومة حيث تأتينا منها السلطة تلك الكنيسة السعيدة التي نشر فيها الرسولان تعليمهما وسفكا دمهما حيث بطرس تشبه بآلام المسيح وحيث بولس نال في الختام إكليل يوحنا المعمدان " (109)

كما يُحدّد الأنبا اغناطيوس برزي (الكاثولكي) خط سير بطرس الرسول منذ قيامة السيد المسيح وحتى نهاية حياته في روما فيقول " أنه بعد موت المسيح الواقع على حسب الرأي العام في سنة 33م مكث بطرس الرسول أربع سنين في أورشليم، وذهب في بحر سنة 37م إلى أنطاكية... أنشأ في أنطاكية كرسيًا أسقفيًا وأقام فيه إلى سنة 42 م... لقد غادر بطرس في سنة 41 م. مدينة أنطاكية وأقام عليها راعيًا القديس افوديوس وعاد إلى أورشليم حين ألقاه هيرودس في السجن فأخرجه منه ملاك الرب... وفي نفس السنة باين (أي فارق) القديس بطرس الشرق وتوجه إلى رومة حيث جعل هناك مقره وسند رئاسته، والأرجح أنه وصل إلى المدينة المؤيدة في السنة الثانية من مُلك كلوديوس... ثم في السنة السابعة من حلوله بمدينة روما أي في سنة 49م قد صدر أمر من الإمبراطور كلوديوس بطرد اليهود... ومن هنا يستفاد أن بطرس قد طُرد كيهودي، ويقال أنه فرَّ هاربًا قبل الكل بما انه كان في اعتبار أهل السلطة الرومانية رئيس الأعتصاب تلك هي التهمة التي نسبوها لليهود المتنصرين، وهذا ما ألجأ بطرس رئيس الرسل أن يرجع إلى الشرق ويتمَّم هناك كرازته بالإنجيل، وفي سنة 52 م. كان بطرس في أورشليم حيث رأس المجمع الأول... ولما كانت أوامر كلوديوس بطرد اليهود قد ضعفت مع تمادى الأيام... عاد بطرس الرسول إليها سنة 53م واستلم كرسيه وجلس عليه بعد ذلك نحو الأربع عشرة سنة وسام في هذه الفترة القديس اكلمينضوس أسقفًا وجعله شريكًا له في الخدمة الرسولية، وأناط به إدارة الكرسي الروماني مدة تغيبه عنه أثناء جولاته في أقاليم الغرب وهو لم يزل صاحب الكرسي وأسقف رومة... قال القديس ابيفانيوس أسقف سالامينا {أنه كان يجوز إقامة أساقفة في رومة حتى في حياة الرسولين بطرس وبولس لأنهما كانا يجولان في بلاد أخرى ويبشرنهما بكلمة الله، والحالة هذه لم تستطع رومة أن تكون في غنى عن أسقف يرعاها لا سيما وأن بولس في ذلك الوقت كان في أسبانيا، وكان بطرس من جهته يجول مرارًا في بلاد بنطس وبيثينية} (مجموعة الآباء اليونان مجلد 41 وجه 374).. قضى بطرس نحبه على عهد نيرون مصلوبًا ومنكس الرأس في نفس اليوم الذي قطعت فيه رأس القديس بولس الذي مات في محل يدعى المياه السالفينية وأما بطرس فمات في جبل جانيكول بعد ما تقلَّد إدارة الكنيسة الرومانية نحو 25 سنة أي على الأرجح من سنة 42 إلى سنة 67 م." (110)

ويعترف الأخوة الكاثوليك بأن بطرس الرسول كرز في أسيا الصغرى أثناء إقامته في أنطاكية سبع سنين " والحقيقة التي لا نزاع فيها أن القديس بطرس قدم إلى أنطاكية وأقام فيها كرسيه نحو سبع سنين وفي أثناء هذه المدة وليس بعدها كان يتفقد ما جاور أنطاكية مثل أورشليم واسيا الصغرى وبثينية وكبادوكية وبنطس وغلاطية كما قال أوسابيوس في كتاب 3ص1 من تاريخه الكنسي " (111)

كما يعترف الكاثوليك باختلافهم فيما بينهم على سنة قدوم بطرس إلى روما فيقولون "أننا لا ننكر أن علماء الكاثوليك قد اختلفوا في تحديد السنة التي ذهب فيها بطرس إلى رومة... غير أن الكل قد أجمعوا على تبشيره بالإنجيل برومة قبل أي رسول كان، وتأسيسه كنيستها وإقامة كرسيه هناك إلى الممات وجلوسه عليه أسقفًا 25 سنة، وهل يا ترى عدم اتفاقهم في تحديد زمن ذهابه إلى رومة ينفى كل هذه الحقائق التاريخية الثابتة " (112)

وقد جعل الأخوة الكاثوليك يوم 18 يناير عيدًا يسمونه عيد كرسي بطرس " وأن يوم 18 يناير من كل سنة يحتفل العالم الكاثوليكي بعيد كرسي القديس بطرس برومة المرموز به تذكار رئاسته العليا " (113)

وأخيرًا يستشهد الأخوة الكاثوليك بأقوال المؤرخين غير المسيحيين فيوردون قول ابن خلدون في مقدمة تاريخه " افترق الحواريون شيعًا ودخل أكثرهم إلى بلاد الروم داعين إلى دين النصارى، وكان بطرس كبيرهم فنزل برومة دار ملك القياصرة " وقول المقريزي في كتابه دخول قبط مصر إلى النصرانية " فسار بطرس رأس الحواريين واسمه شمعون الصفا إلى أنطاكية ورومية" (الرئاسة البابوية للأب بولس نصيرص94، 95).

St-Takla.org Image: Statue of St. Peter, by Giuseppe De Fabris, 1840, 5.55m in height, on a pedestal 4.91m high (7) - St. Peter's Basilica: The Papal Basilica of St. Peter in the Vatican: Basilica Papale di San Pietro in Vaticano, Rome, Italy. Completed on 18 November 1626 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 22, 2014 صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال القديس بطرس الرسول، نحت الفنان جوزيف دي فابريس (جوزيب ديفابريس)، 1840، بمقاس 5.55 م. طول، وقاعدة بارتفاع 4.91 م. (7) - صور كاتدرائية القديس بطرس الرسول، الفاتيكان، روما، إيطاليا. انتهى العمل بها في 18 نوفمبر 1626 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 22 سبتمبر 2014

St-Takla.org Image: Statue of St. Peter, by Giuseppe De Fabris, 1840, 5.55m in height, on a pedestal 4.91m high (7) - St. Peter's Basilica: The Papal Basilica of St. Peter in the Vatican: Basilica Papale di San Pietro in Vaticano, Rome, Italy. Completed on 18 November 1626 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 22, 2014

صورة في موقع الأنبا تكلا: تمثال القديس بطرس الرسول، نحت الفنان جوزيف دي فابريس (جوزيب ديفابريس)، 1840، بمقاس 5.55 م. طول، وقاعدة بارتفاع 4.91 م. (7) - صور كاتدرائية القديس بطرس الرسول، الفاتيكان، روما، إيطاليا. انتهى العمل بها في 18 نوفمبر 1626 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 22 سبتمبر 2014

وفي كتابه القول الأبريزي للعلامة المقريزي طبع سنة 1898م "فسار بطرس رأس الحواريين إلى أنطاكية ورومية فاستجاب له بشر كثير، وقتل في خامس أبيب" (114)

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

توضيح:

أولًا: يقول الأخوة الكاثوليك أن أول من أنكر ذهاب بطرس إلى روما هو مارتن لوثر في القرن السادس عشر بسبب احتجاجه على الكنيسة الكاثوليكية وانفصاله عنها. ثم أهل كنيسة إيطاليا المستقلة طمعًا في الأوقاف الرومانية، وقالوا أن بعض أبناء الكنيسة المرقسية الفتاة في الأيام الأخيرة أنكروا ذهاب بطرس إلى روما بسبب حرمهم من الكنيسة الرومانية، ومن المعروف أن الانشقاق بين الكنيستين وقع في مجمع خلقيدونية سنة 451م فما الذي دفع بأبناء الكنيسة المرقسية لإنكار ذهاب بطرس إلى روما في الأيام الأخيرة مع أن الكنيسة الرومانية قد حرمتهم منذ أكثر من خمسة عشر قرنًا؟! وهل انتظر الأقباط ظهور لوثر لكيما يعلمهم كيف تكون النكاية في كنيسة روما؟! ومع هذا فإننا نحن أبناء الكنيسة المرقسية الفتاة لا ننكر ذهاب معلمنا بطرس الرسول إلى روما، ولكننا نقول الحق بأن بطرس الرسول ذهب إلى روما قبيل استشهاده.

 

ثانيًا: يقولون أن بطرس مكث في روما 25 سنة، ويوردون قول أوسابيوس بأن بطرس ذهب إلى روما سنة 44م. إذًا فهو ظل بها إلى سنة 69 م. بينما من الثابت تاريخيًا أن بطرس استشهد مع بولس يوم 12 أبيب سنة 67م.

 

ثالثًا: يعترفون بأن بطرس الرسول أسَّس أولًا كرسي أنطاكية، فلماذا لم يساوون بين كرسي أنطاكية مع كرسي روما؟!

 

رابعًا: يعترفون بأن الذي أسَّس كرسي روما بطرس وبولس فلماذا يُقصِرون الكرسي على بطرس؟ وأين إذًا كرسي بولس الرسول؟

 

خامسًا: إن كان بطرس الرسول أقام لينوس ثم اناكلاتيوس واستشهد الاثنان ثم أقام بطرس أيضًا الأسقف وهو اكلمينضس، فلمن كانت الرئاسة وقتئذ؟ هل لبطرس أم لأساقفة روما..؟ يقول كيرلس مقار البطريرك الكاثوليكي الأول للأقباط الكاثوليك "أن القديس ايريناوس قال {أن المغبوطين بطرس وبولس الرسوليين علَّما ونظَّما كنيسة رومة وسلَّما الأسقفية وولاية هذه الكنيسة إلى لينوس، وإن لينوس هو أول أسقف لرومة (منذ الرسوليين) الذي خلفه أنا كلاتيوس الذي خلفه اكليمندس} (جدل ضد الهراطقة ك1 ف3:3) والقصيدة الشعرية ضد ماركوريس التي هو مؤلفه في الجيل الثاني تُثبت أن بطرس رقى وهو حي لينوس ذاته الذي صار أول أسقف لرومة وجعل يعلّم الرومانيّين الديانة (سير آباء يونان مجلد 20ف377).. وكتاب سير الأحبار الذي هو جزء من التقليد الروماني يخبرنا على المفتوح في سيرة حياة القديس بطرس أن لينوس وأناكلاتيوس الأسقفين الأولين لرومة ماتا في الاضطهاد الذي أثاره نيرون قبل الرسوليين بطرس وبولس... (ثم يطرح كيرلس مقار الأسئلة الآتية) لما نصَّب بطرس وهو حي على كرسي رومة لينوس أولًا ثم أناكلاتيوس هل احتفظ لذاته بالرئاسة على كل الكنيسة أو تركها منَّة لهذين أسقفي رومة الأولين؟ فإذا كان احتفظ بذلك لحسابه فيكون الأسقفان الأولان لرومة عاريّين لحد الموت من سلطتهما فلا تكون إذًا حقيقة كما يقال وكما يزعم لاهوتيوك (أيها الأخ الكاثوليكي) أن تلك السلطة مقطوعية لا تنفصل عن كرسي رومة، وإذا كان بطرس تخلى من السلطة كرمًا منه للينوس واناكلاتيوس اللذين نصَّبهما على كرسي رومة وماتا قبله فيكون بطرس أيضًا منزوعة منه السلطة، ومن ثم لا تكون حقيقة ولا لها ثبات، وذلك عكس ما يتقوَّله لاهوتيوك بأن السلطة هي ملك بطرس لا بيع له ولا رهن بفضل وضعها الإلهي " (115)

 

سادسًا: يقولون بأن بطرس الرسول كان في روما سنة 42 حيث كتب رسالته الأولى من هناك وأشار إليها ببابل المختارة. مع العلم بأن الرسول كتب رسالته هذه خلال المدة من سنة 63 إلى سنة 67م أثناء اضطهاد نيرون (سنة54-68م)، وقد اختلفت الآراء في تحديد مدينة بابل:

1- يقول البعض أن بابل هي مدينة بابل القديمة على نهر الفرات بالعراق فيقول

 ف.ب. ماير " قيل أن عدد اليهود في بابل في الوقت الذي نتحدث عنه لم يكن يقل عن مليونين. يقرر العميد "ميلمان" Dean Milman في كتابه {تاريخ اليهود} أن بابل كانت مزدهرة جدًا بسكانها اليهود حتى أن "فيلو" يشير أكثر من مرة أنه في استطاعتهم الانتقال لمساعدة أخوتهم في فلسطين وبذلك يرجحون كفة الحرب مع روما. كان هؤلاء اليهود البابليون متمسكين جدًا بالتقاليد القديمة فقد وُصفوا بأنهم عبرانيون من العبرانيين، وكانوا يقدمون سنويًا تقدمات سخية حسبما تتطلبه خدمة الهيكل. وكانوا يطيعون أوامر السنهدريم في النواحي الروحية، ورغم بعد المسافة ومشقة السفر فإنهم كانوا يأتوا بأولادهم للعبادة في هيكل أورشليم... إذن يحق لنا أن نستنتج بأن العاصفة الهوجاء التي عصفت على الكنيسة في أورشليم وجدت في هذه المدينة الجميلة مرفأ هادئًا، وهناك أيضًا كتب راعى المتشتّتين (بطرس) رسالته الأولى " (116)

ويقول وليم باركلي " لقد كانت بابل هذه مركزًا للدراسات اليهودية، فأعظم تعليق على الناموس اليهودي يُسمى {التلمود البابلي}. ولقد كان يهود بابل يشكلون قوة كبيرة حتى أن يوسيفوس أصدر نسخة خاصة من الدراسات التاريخية لهم، فليس من شك في أنه كانت هناك في بابل مستعمرة خاصة بهم، ولذا فمن الطبيعي أن يبشر بطرس رسول اليهود ويعمل هناك. ولكننا لا نجد أسم بطرس مرتبطًا ببابل، فليس هناك أي دليل ملموس على وجوده هناك " (117)

2- أن ترتيب البلاد التي ذكرها في بداية رسالته من الشرق إلى الغرب تشير إلى أن الرسالة كُتبت في مكان ما بالشرق فربما يكون المقصود ببابل بابليون أي مصر القديمة، وقد كانت مقرًا لمعسكر روماني كما كان بها جالية يهودية.

وإن كان الأخوة الكاثوليك يقولون بأن المقصود ببابل هي روما كما أشار إلى ذلك سفر الرؤيا، فإننا نقول لهم أن سفر الرؤيا سفر رمزي كتب بعد ما كُتِب بطرس بنحو ثلاثين عامًا، وقد كتب بطرس بأسلوب بسيط وصريح وواضح وذكر المدن بنتس وغلاطية وكبادوكيا وآسيا وبيثينية بأسمائها فلماذا أشار إلى روما بالرمز ولم يذكرها صراحة..؟! يحتجون بهذا قائلين " كان من الفطنة أن بطرس الرسول يخفى محل إقامته، فإنه لم يكن في استطاعته أن يقول {تسلم عليكم الكنيسة التي برومة} بدون أن يطوح نفسه في أخطار عظيمة واضطهادات جديدة " (118)

ونحن نقول أن الرسل كانوا جنودًا يحملون رؤوسهم على أيديهم. أن بولس الرسول لم يخفَ اسم روما في رسائله بل ذكر اسم بيت قيصر " يسلم عليكم جميع القديسين ولا سيما الذين من بيت قيصر" (في4: 22) أي من يقطنون في القصر الإمبراطوري.

 

سابعًا: إذا تتبعنا خط سير بطرس الرسول نجد أنه لم يمكث في روما 25 سنة بل أنه من الأصل لم يؤسّس كرسي روما:

1- ظل بطرس الرسول في أورشليم فترة بعد استشهاد استفانوس "فتشتَّت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل... فالذين تشتَّتوا جالوا مبشرين بالكلمة" (أع8: 1، 4)، "وأما الذين تشتَّتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكية وهم لا يكلمون أحدًا بالكلمة إلاَّ اليهود فقط" (أع 11: 19)، وبعض من هؤلاء الذين تشتَّتوا كرزوا في أنطاكية، والبعض ذهب إلى روما وكرز هناك.

2- بعد قبول السامرة الإيمان أرسل إليهم الرسل بطرس ويوحنا (8: 14) " وبشرا قرى كثيرة للسامريين" (أع8: 25)

3- ذهب بطرس إلى لدَّة حيث شفى اينياس المفلوج (أع9: 22-24)، وذهب إلى يافا حيث أقام طابيثا من الموت (أع9: 40) وذهب إلى قيصرية إلى بيت كرنيليوس (أع10).

4- بعد أن قتل هيرودس يعقوب أخا الرب بالسيف قبض على بطرس نحو سنة 44م ولكن ملاك الرب أنقذه (أع12).

5- في سنة 51م كان بطرس الرسول حاضرًا مجمع أورشليم (أع15: 7) وحتى هذا التاريخ لم يخرج بطرس من منطقة اليهودية.

6- في سنة 52م قرر الإمبراطور كلوديوس قيصر طرد جميع اليهود من روما، وحيث أنهم كانوا ينظرون إلى المسيحية كشيعة من الشيع اليهودية فبالتالي لو كان بطرس هناك لطُرِد مع اليهود.

7- ذهب بطرس إلى أنطاكية وكرز فيها، فيقول "خريسوستُمس بابا دوبولس" أستاذ التاريخ في جامعة أثينا" وأقام بطرس في أنطاكية عاملًا على ترسيخ وتوطيد المسيحية، والظاهر أنه أسهم في تكثيف جماعات المسيحيين كارزًا ومعلمًا بين يهود أنطاكية... أما مدة الوقت التي قضاها في أنطاكية فهي غير معلومة، ومنها قام بجولات رسولية مختلفة إلى مناطق البنطس وغلاطية وكبادوكية وآسيا وبثينية (1بط1:1) وأخيرًا حين انتقل إلى رومية حول عام 67م لقى موت الاستشهاد " (119) " وكل ما نعلمه أن أول أسقف على أنطاكية بعد الرسول بطرس هو افوديوس أو افوذيوس سنة 56م " (120).. وفي نحو سنة 55م كان بطرس في أنطاكية مع بولس الرسول (غل2: 11).

8- في سنة 57م كان بطرس في رحلات تبشيرية مع زوجته كما أشر بهذا بولس الرسول "ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وأخوة الرب وصفا" (1كو9: 5).

9- في سنة 58م كتب بولس الرسول إلى رومية وسلَّم على 27 شخصًا ولم يذكر أسم بطرس، فلو كان بطرس هناك أما كان يهديه السلام؟

بل أن بولس الرسول يظهر اشتياقاته لتبشيرهم فيقول "فهكذا ما هو لي مستعد لتبشيركم أنتم الذين في رومية أيضًا" (رو1: 15) فلو كان بطرس الرسول بشَّرهم فهل كان بولس يظهر اشتياقاته لتبشيرهم بهذه الصورة؟ مع ملاحظة أن منهج بولس الرسول في الكرازة هو تبشير المناطق المحرومة التي لم يبشرها أحد من الرسل قبله، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى: "ولكن كنت محترصًا أن أبشر هكذا. ليس حيث سُمي المسيح لئلاَّ أبني على أساس لآخر" (رو15: 20) فلو كرز بطرس الرسول في روما فما كان بولس الرسول يفكر في الكرازة فيها.

10- في سنة 60 م. أقبل بولس الرسول مع لوقا إلى روما "وهكذا أتينا إلى رومية. ومن هناك لما سمع الأخوة بخبرنا خرجوا لاستقبالنا إلى فورن أبيوس والثلاثة الحوانيت. فلما رآهم بولس شكر الله وتشجع" (أع28: 14، 15) فلم يذكر لوقا

 أسم بطرس ولم يشر إلى وجوده، فلو كان هناك أما كان يخرج للقاء الأخ الحبيب "أخونا الحبيب بولس" (2بط3: 15)؟

11- وصل بولس إلى روما فلم يجد هناك كرسي رسولي لبطرس بل عندما استدعى وجهاء اليهود ليعرض عليهم أمره قالوا له "نستحسن أن نسمع منك ماذا تُرى لأنه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب أنه يقاوم في كل مكان. فعينوا له يومًا فجاء إليه كثيرون إلى المنزل فطفق يشرح لهم شاهدًا بملكوت الله ومقنعًا إياهم من ناموس موسى والأنبياء بأمر يسوع من الصباح إلى المساء. فاقتنع بعضهم بما قيل وبعضهم لم يؤمنوا" (أع28: 22-24) ترى لو كرز بطرس في روما أما كان يسمع هؤلاء اليهود عن المذهب المسيحي شيئًا..؟! وهل من المعقول أن لوقا كاتب سفر الأعمال الذي لم يغفل حلاقة بولس الرسول لشعره في كنخريا لأن كان عليه نذر يغفل توجه بطرس أحد أعمدة الكنيسة الثلاثة إلى روما؟! أقول حتى لو كان مقر كرسي بطرس الرسول في روما وذهب ليبشر في مكان آخر، فلا أظن أن لوقا كان يغفل الإشارة إلى هذا.

12- ظل بولس الرسول يكرز في روما لمدة سنتين من سنة 60م إلى سنة 62م وكتب أربع رسائل إلى أفسس وفيلبي وكولوسي وفليمون، وأرسل تحيات الذين معه في روما، ولم يذكر قط اسم بطرس الرسول أو أي إشارة له.

وأخيرًا نطرح عرض البطريرك كيرلس مقار الكاثوليكي بعد عودته إلى أحضان الأرثوذكسية لهذه القضية حيث يقول:

" فإن قصة خيالية جعلت ذهاب بطرس إلى روما في السنة الثانية للإمبراطور كلوديوس بقصد أن يوسَّس الكنيسة الرومانية ويجلس فيها أسقفًا إلى آخر حياته. مع أنه (أي سفر الأعمال) يخبرنا أنه في السنة الأولى لكلوديوس كان رئيس المجمع الرسولي يطوف كل كنائس اليهودية ليُثبت الأخوة، وأنه في آخر هذه الزيارة الرسولية هدى كرنيليوس قائد المئة بناء على أمر الرب. ثم يرينا إياه معتقلًا في سجن هيرودس في أورشليم في أثناء السنة الثالثة لكلوديوس... وأني لفي سرور أن أقول أن سفر الأعمال ينفى بتاتًا رأى من يقاطع بالكلام أيًّا كان بالنسبة لأعمال أسقفية بطرس في بلاد الختان منذ صعود المخلص إلى السنة الخامسة من مُلك كلوديوس... وما أوضح القصة التي دوَّنها الكاتب المُلهَّم (لوقا) عما حدث في مجمع أورشليم الذي أنعقد كما يُعلَم بعد اهتداء القديس بولس بأربع عشرة سنة (غل2: 1).. وفي الواقع أن بطرس ذاته الذي ألقى خطابًا في وسط المجمع ذكر فيه بفخر اهتداء كرنيليوس وأسرته الذي كان منذ جملة سنين... ولم يقل في هذا خطاب أنه كرز بالإنجيل في روما عاصمة العالم الوثني...

أخيرًا أن القديس بولس أخبرنا برسالته إلى أهل غلاطية أن بطرس منذ ذيوع مجمع أورشليم لم يطرق أبواب روما، وبالأخص بشأن الأسقفية...

وفوق ذلك أن سفر الأعمال يخبرنا أن كل اليهود في هذا الوقت (السنة العاشرة من مُلك كلوديوس) طُردوا من روما بأمر ملكي (اع18: 2) وأن التاريخ يُعرّفنا أنهم لم يستطيعوا أن يضعوا فيها أقدامهم إلاَّ في عهد مُلك نيرون خليفة كلوديوس مباشرة... فكل ما يمكننا أن نستنتج من ذلك هو أن بطرس الرسول ما ذهب إلى روما إلاَّ بعد زمن طويل من خدمة بولس الرسولية في هذه المدينة... وفي الحقيقة أن السندات الحقة التاريخية عن المسيحية القديمة تعلمنا أن بطرس لم ينطلق إلى روما إلًا في آخر حياته كما قال أوريجانوس (انظر أوسابيوس ك3 ف3: 1) وأنه لم يذهب إليها إلاَّ برفقة بولس الرسول بعد ما مرَّ معه بكورنثوس كما يؤكد ذلك القديس ديوناسيوس الكورنثي في رسالته إلى الرومانيين (انظر نصه في أوسابيوس ك3 ف25) وأنه اقتاد بولس رسول الأمم إليها لداعي محاربة سيمون الساحر كما يشهد ايجيزيبوس في تاريخه المختص بخراب أورشليم (ك2 ف2).

فَمَنْ هم المؤرخون القدماء الذين يجعلون سفر بطرس إلى روما في السنة الثانية من ملك كلوديوس؟ لا أحد إلاَّ أوسابيوس المتأخر عن ايجيزيبوس وديوناسيوس الكورنثي وأوريجانوس لأنه من رجال الجيل الرابع والذي نقل عنه حرفيًا القديس ايرونيموس معتقدًا بصحة واعتبار ما نُقل مع أن رواية أوسابيوس ليست عكس الحقائق الرسمية الواردة في سفر الأعمال فقط كما أوضحنا سلفًا لكن في نفس الوقت ليس لها قيمة تاريخية وهي تتضمن أن بطرس انطلق إلى رومية ليحارب سيمون الساحر الذي حضر إليها قبله ليطغى الرومانيين بشعوذاته وأن هذه الحادثة جرت في السنة الثانية لكلوديوس، ولكن من أي مصدر استقى أوسابيوس تفاصيل روايته هذه المتعلقة بالحادثة التي رواها..؟ أن قاعدة هذه الرواية التاريخية هي فقرة من القديس يوستينوس الذي قال فيها {في بدء ملك كلوديوس جاء سيمون الساحر إلى روما وتعلق بخزعبلاته عدد عظيم من التلاميذ به عمومًا كأنه إله، وأن عاصمة المملكة أقامت له على شاطئ نهر التيبر بين قنطرتين هناك تمثالًا تاريخه السنة الثانية لملك كلوديوس قيصر مكتوبًا عليه s imoni deo suneto " أي سمعان الإله القدوس". لاحظ أن القديس يوستينوس لم يضف أن بطرس واَفَى إلى روما في هذا الوقت وإنما استنتج أوسابيوس ذلك في رواية المغبوط الشهيد لأنه كان راسخًا في ذهن هذا المؤرخ أن هاتين الحادثتين متلاحمتين معًا، ومن ثم ينبغي أن نلاحظ هنا أمرين أحدهما أن رواية القديس يوستينوس ذاتها هي في الواقع شعوذة ذهب القديس الفيلسوف ضحيتها، ولكنه اعتنى بأن يشير لنا إلى مصدرها الوحيد يقول أنه (رأى على شاطئ نهر التيبر بين قنطرتين تمثالًا منقوشًا عليه كتابة تاريخها السنة الثانية لكلوديوس) وظنَّ أن هذا التمثال أُقيم للإله سيمون الساحر في حين أن هذا التمثال (أُكتشف منذ قرنين) شُيّد باسم الإله (سامين) إله العقود والاتفاقات. فالأساس الذي وضع عليه أوسابيوس روايته هو منقوض من الأصل. والأمر الثاني هو أن جميع المؤرخين القدماء الذين تكلموا بخصوص قتال سيمون الساحر وبطرس الرسول جعلوا هذا الحادث لا في بدء ملك كلوديوس بل في نهاية ملك نيرون وفي وقت ما كان القديس بطرس والقديس بولس في روما معًا وذلك مثل ايجيزيبوس والقديس فيلاستروس (كتاب الهرطقات ف3) وسلبيس ساويرس (تاريخه ك2) والقديس اغسطينوس والقديس مكسيموس (خطبة على الرسولين بطرس وبولس) واناستاسيوس صاحب مكتبة الكنيسة الرومانية... إلخ... ومنذ بارونيوس كل المؤرخين الرومانيين اتبعوا عمومًا ذلك الرأي (المخالف) المبني على رواية أوسابيوس الوهمية بكل أجزائها" (121)

كما يقول كيرلس مقار أيضًا في الجزء الثاني من كتابه:

"فلو كان مجيء بطرس إلى رومة في السنة الثانية لكلوديوس وقبل هذا التاريخ قضى خمس سنوات في الأقاليم الخمسة المذكورة، وسبعًا (سنين) أخرى في أنطاكية فيكون وجوده في السنة الأولى بأنطاكية موافقًا بالضرورة للسنة الأولى من موت المخلص ويكون تأسيس هذه الكنيسة الأولى الأممية موافقًا لزمن تأسيس كنيسة أورشليم. ذلك يكون بكل أسف مستحيلًا ومعارضة جنائية ضد الروايات الرسمية التي في سفر الأعمال فيما يختص بأصل الكنيسة... أن تاريخ أوسابيوس والقديس ايرونيموس في تعيّين زمن سفر القديس بطرس إلى روما في السنة الثانية لكلوديوس... هو ضلال مؤكد لا بالنسبة للآراء التاريخية فقط التي تضمنها سفر الأعمال الذي عيَّن إقامة القديس بطرس الثانية في الأرض المقدسة إلى السنة العاشرة لملك كلوديوس بل بالنسبة لاعتراف أوسابيوس نفسه والقديس ايرونيموس أيضًا اللذين أقرَّا في روايتهما أن القديس بطرس لم ينطلق إلى رومة إلاَّ بعد مضى سبع سنوات في أنطاكية وبعد أن كرز بالإنجيل في الأقاليم الخمسة... وأن المقصود من سفره إلى رومة كان محاربة سيمون الساحر... والتقليد الروماني نفسه مُسلَّم في كتاب جناز الأحبار أن محاربة القديس بطرس لسيمون الساحر كانت في آخر ملك نيرون ويثبت ذاته أن إلقاء القبض على الرسولين بأمر إمبراطوري قبل موتهما بسنة كان سببه بالتأكيد كسرة الساحر المفجعة الذي كانت له حظوَى عظمَى عند نيرون...

وإذًا كانت مدة حضوره في كنيسة هذه المدينة (روما) هكذا قصيرة محدودة بسنتي نيرون الأخيرتين. وإذا كان المقصود من حضوره على الخصوص محاربة سيمون الساحر فإذا ذلك لا يجعله أن يصير الأسقف الخاص لعاصمة المملكة الرومانية وبالتأكيد فإنه في مدة اثني عشر أو أربعة عشر أشهرًا التي عاش فيها بحريته قبل أن يطرح في السجن مارس الخدم الأسقفية في الكنيسة الرومانية معلمًا قواعد الإيمان وموزعًا الأسرار ولا تجد صعوبة فيما أنه رضي أن يعظ في رومة في الديماس ويجلس على كرسي من خشب (كائذرا) كما فعل ذلك في أنطاكية وكورنثوس وفي كل الأماكن الأخرى التي مرَّ فيها. لا نجد أبدًا أقل صعوبة أنه رضي أن يعمد في نهر تيبر كما عمد يوحنا في الأردن لكن ذلك لا يجعله أن يصير أسقف رومة الخصوصي، كما أنه لم يجعله أن يكون أسقف أنطاكية الخصوصي أو كورنثوس أو المدن الأخرى التي أجرى فيها الوظائف الأسقفية " (122)

أما قول ابن خلدون بأن بطرس نزل برومة دار ملك القياصرة ولم يُحدَّد زمن نزوله فنحن نعترف بأن بطرس نزل بروما قبيل استشهاده، وأيضا قول المقريزي صحيح وهو أن بطرس سار إلى أنطاكية ورومية ولكن لم يقل أنه أسَّس كرسيه في روما، وقال أوريجانوس بأن بطرس الرسول ذهب إلى روما في أواخر حياته لمقاومة سيمون الساحر {أن مار بطرس بعدما كرز بالإنجيل في بلاد بنطس وغلاطية وبيثينية وكبادوكية وآسيا ذهب أخيرًا إلى رومة حيث صُلب منكس الرأس} (راجع تفسيره سفر التكوين) (123)، وقال القديس مكاريوس " أن بطرس صُلِب في روما بعد أن زارها لمدة خمسة شهور لتفقد المسيحيين هناك أبان اضطهاد نيرون القاسي الشديد... قيل أيضًا أن المسيحيين شجعوه على الابتعاد عن روما، وأنه أخذ سبيله ذات مساء إلى طريق إبيان الشهير وظل سائرًا الليل كله، ولكنه في الصباح الباكر عند شروق الشمس أبصر شخصًا مهيبًا أمام عينيه وإذا عرف أنه المسيح صاح إلى أين يا سيدي؟ وجاء الجواب {أن لي تلميذًا كان هناك ثم هرب وأنا ذاهب لآخذ مكانه وأصُلَب مرة ثانية عنه} فصرخ بطرس: لا يا سيد. أنا عائد. وعاد ليموت مصلوبًا وعندما أرادوا أن يصلبوه قال: أنه شرف لا أستحقه أنا أن أموت مثل سيدي، ولكني أرجو أن أصُلب وقدماي إلى أعلى ورأسي إلى أسفل لأني أضأل من أن أكون كسيدي، ونظر إلى روما وهو يقول: يا روما. عما قريب تتحولين أيتها الهياكل الوثنية المتعالية إلى معابد للمسيح، وقال للجماهير المحتشدة أن أولادكم سيكونون خدامًا للمسيح " (124)

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(899) قيام الأرثوذكسية الحقيقية على الاعتصام بكاتدرا بطرس الرومانية - نيافة الأنبا اغناطيوس برزي أسقف كرسي طيبا ص2 .

(104) المرجع السابق ص29.

(105) المرجع السابق ص50.

(106) المرجع السابق ص60.

(107) المرجع السابق ص54 .

(108) المرجع السابق ص23 .

(109) المرجع السابق ص24، 25 .

(110) المرجع السابق ص3-5.

(111) المرجع السابق ص63 .

(112) المرجع السابق ص64 .

(113) المرجع السابق ص40 .

(114) مرشد الأرثوذكسي الكاثوليكي للأنبا الكسندروس اسكندر ص26.

(115) الوضع الإلهي في تأسيس الكنيسة ص156-158.

(116) حياة بطرس طبعة مكتبة المحبة سنة 1981م ص333، 334.

(117) تفسير العهد الجديد رسائل يعقوب وبطرس ص330.

(118) قيام الأرثوذكسية الحقيقية ص10.

(119) تاريخ كنيسة أنطاكية ص54.

(120) المرجع السابق ص58.

(121) الوضع الإلهي في تأسيس الكنيسة ج1 ص95-101.

(122) المرجع السابق ج2 ص144-153.

(123) قيام الأرثوذكسية الحقيقية على الاعتصام بكاتدرا بطرس الرومانية ص68.

(124) بطرس الرسول هل هو رئيس الكنيسة؟ للقس بولس عطية باسيليوس ص33 .


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/pope-peter.html

تقصير الرابط:
tak.la/kvag4f9