St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1471- هل كان اليهود لا يحتفلون بعيد المظال منذ أيام يشوع بن نون (نح 8: 17) أم أنهم كانوا يحتفلون به أيام يشوع كما هو مكتوب (عز 3: 3، 4)(2)

 

St-Takla.org Image: Feast of Tabernacles - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873. صورة في موقع الأنبا تكلا: الإحتفال بعيد المظال - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون، 1873 م.

St-Takla.org Image: Feast of Tabernacles - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الإحتفال بعيد المظال - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون، 1873 م.

ج:1- جاء في سفر نحميا: "وعَمِلَ كُلُّ الجَمَاعَةِ الرَّاجِعِينَ من السَّبْيِ مَظَالَّ، وسَكَنُوا في المَظَالِّ، لأَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ بَنُو إسْرَائِيلَ هكَذَا من أَيَّام يَشُوعَ بن نون إلى ذلك اليَوم، وَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ جِدًّا" (نح 8: 17). وهنا نلاحظ أن الناقد قد حمَّل النص أكثر مما يحتمل، فلا توجد أية إشارة، لا في هذا النص ولا في أي نص آخَر، من قريب ولا من بعيد تشير إلى أن اليهود لم يحتفلوا بعيد المظال منذ أيام يشوع وحتى عصر نحميا، بل نجد العكس صحيح تمامًا، وهو أن اليهود قد احتفلوا بعيد المظال خلال هذه الفترة الطويلة مرارًا وتكرارًا. إنما النص تحدّث عن فرحة الشعب التي لم تماثلها فرحة في أي مرة أخرى احتفلوا فيها بعيد المظال، فقد تركوا أماكن سكناهم ليقيموا في مظال مصنوعة من أغصان الأشجار والنخيل سواء في الساحات أو الشوارع أو أسطح المنازل أو التلال المحيطة بأورشليم، وكان الهدف من عيد المظال:

أ - أن يتذكر شعب الله حياتهم في برية سيناء لمدة أربعين عامًا، وقد أعالهم الله ولم يتخلَ عنهم، وحياتهم في الأكواخ المتناثرة تذكّرهم بحياتهم الماضية في البرية.

ب - هذه فرصة للتخلي عن الحياة اليومية الروتينية، والسكن الذي اعتاد عليه الإنسان، فيفيق على حقيقة غربته على الأرض. حقًا أن الشعب عاد من السبي إلى الوطن الأرضي أورشليم المدينة المقدَّسة المحبوبة، ولكنه ما زال غريبًا عن أورشليم السمائية، ففي عيد المظال ترنوا القلوب إلى المظال السمائية: "إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ فَلَنَا فِي السَّمَوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ أَبَدِيٌّ" (2كو 5: 1).

جـ - هذه فترة يعيش فيها الجميع سواسية في الخيام لا فرق بين غني وفقير.

 وكان لهذا العيد بالذات طعم خاص بعد تعمير أورشليم وبناء الأسوار، وخُتم الاحتفال في اليوم الثامن بعمل اعتكاف. حقًا أنه منذ ثلاثة عشر عامًا "حَفِظُوا عِيدَ الْمَظَالِّ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ" (عز3: 4) وحقيقة أن سليمان عمل عيدًا للمظال (1مل 8: 65، 66)، ولكن لا في هذا ولا في ذاك سكن الشعب في مظال، ولم يحفظوا الاعتكاف في اليوم الثامن.

 

 

2- جاء في "دائرة المعارف الكتابية": "وفي أيام نحميا -بعد العودة من السبي- عملوا هذه المظال من "أَغْصَان زَيْتُونٍ وَأَغْصَانِ زَيْتُونٍ بَرِّيٍّ وَأَغْصَانِ آسٍ وَأَغْصَانِ نَخْل وَأَغْصَانِ أَشْجَارٍ غَبْيَاءَ"(نح 8: 14 - 18)، وأقاموها على سطوح البيت، وفي أفنية دورهم، وفي دور بيت الرب، وفي ساحات المدينة. وكان عدد الذبائح التي تقدم في هذا العيد أكثر منها في أي عيد آخر، إذ كان يبلغ عددها 189 ذبيحة في خلال الأيام السبعة (عد 29: 12 - 40).

 وإذا كان العيد في السنة السابعة -سنة الإبراء- كان يجب قراءة "التوراة" أمام كل بني إسرائيل في مسامعهم (تث 31: 10 - 13)، وهو ما فعله عزرا في عيد المظال، عندما اجتمع: "الشَّعْبِ كَرَجُل واحدٍ إلى السَّاحَة.. فَأَتَى عَزرا الْكَاتِبُ بِالشَّرِيعَةِ أمام الجَمَاعَة من الرِّجَال والنِّسَاءِ وكُلِّ فاهمٍ.. وقَرَأَ فيهَا... من الصَّبَاحِ إلى نصْفِ النَّهَارِ.. وكانَتْ آذَانُ كُلِّ الشَّعْب نَحْو سِفْرِ الشَّرِيعَةِ" (نح 8: 1- 3)"(1).

 

3- جاء في موقع هوليبايبلوان: "فسَّر المشكك العدد خطأ، فالعدد لم يقل أن بني إسرائيل لم يحتفلوا بعيد المظال من أيام يشوع، ولكن قال لم يعمل بنو إسرائيل هكذا أي أنهم كانوا يحتفلون به ولكن ليس بهذه الطريقة... إن الكلمة لغويًا تعني المقارنة بأن شعب إسرائيل لم يعملوا عيد المظال بطريقة مستقيمة وتطبيق كل الناموس بالكامل مثل هذه المرة، فهم كانوا يحتفلون بالمظال ولكن ليس باستقامة وبأمانة كاملة مثل هذه المرة... فقد تم تنفيذ عيد المظال كثيرًا فمثلًا في أيام سليمان (1مل 8: 2 - 4، 8: 65، 66) احتفلوا ولكن الاحتفال كان بتدشين الهيكل وليس بخروج الشعب وسكنهم في مظال، وبالفعل قدّموا ذبائح كثيرة ولكن لم نسمع أنهم أتوا بسعف نخيل وأغصان لبناء مظال كما قال الناموس، كانت الصلوات خاصة بتدشين الهيكل وليس بذكرى إخراج الرب لشعب إسرائيل من أرض مصر... لقد اهتم سليمان بالذبائح وليس بالسكنى في مظال (2أي 8: 12، 13) ولم نسمع عن أن داود أو سليمان أو أي ملك آخر سكن في مظال لمدة سبعة أيام، وأيضًا في أيام عزرا (عز 3: 1 - 4) فهم بالفعل اجتمعوا وقدَّموا ذبائح ولكن لم نسمع أنهم قطعوا سعف النخل وأغصان الشجر، وهذا كان مهمًا جدًا لأنه يرمز إلى غربتنا في الأرض، فتقديم محرقة يوم بيوم كان جيد، واجتماع الشعب كرجل واحد أيضًا جيد، ولكن لم يتم بالطريقة التي أوصى بها موسى، فلم يكلمهم عزرا عن خروج شعب إسرائيل من أرض مصر ولم يسكنهم في مظال. أما هذا العيد الذي أقامه نحميا مع عزرا فقد نفذوا فيه الناموس بالكامل، هذا بالإضافة إلى فرحة الشعب الحقيقية بتتميم الناموس وبتعليمهم شريعة الرب".

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) دائرة المعارف الكتابية جـ 5 ص 145.

(2) البهريز جـ1 س363.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1471.html

تقصير الرابط:
tak.la/69fvkby