يقول " علاء أبو بكر": "وفي أخبار الأيام الثاني 4: 3 (وشبه بقر تحته) في طبعة عام 1844... وتغيرت مرة أخرى في طبعة الترجمة العربية المشتركة إلى ثيران... فما معنى وجود البقر هنا والكلام عن وصف المذبح الذي بناه سليمان في الهيكل؟ ولماذا تغيَّرت في الطبعات التي جاءت بعد سنة 1844؟ ألم يقل الرب (السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول) (مت 24: 35)؟ ألم يؤكد الرب قائلًا: (وأما كلمة إلهنا فتثبت إلى الأبد) (أش 40: 8)؟ فمن الذي يملك أن يغير كلام الرب غير الرب نفسه؟ أما في التراجم الأجنبية فحدث ولا حرج... وأكتفي بهذا، فهو كافٍ ليؤكد لك عزيزي القارئ مقدار التلاعب الذي يحدث لنصوص كتاب يسمونه كتاب الله، ويفترضون أن الله تعهد بحفظه"(1).
ج: 1- قال سفر الملوك: "وَعَمِلَ الْبَحْرَ مَسْبُوكًا. عَشَرَ أَذْرُعٍ مِنْ شَفَتِهِ إِلَى شَفَتِهِ، وَكَانَ مُدَوَّرًا مُسْتَدِيرًا. ارْتِفَاعُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَخَيْطٌ ثَلاَثُونَ ذِرَاعًا يُحِيطُ بِهِ بِدَائِرِهِ" (1مل 7: 23).
محيط الدائرة = 2 ط نق = 2 × 22 × نصف القطر
7
وحيث أن نصف قطر هذا البحر المسبوك خمسة أذرع.
إذًا المحيط = 2 × 22 × 5 = 40ر31 ذراعًا، ويمكن التقريب إلى 30 ذراع.
7
وجاء في ويكيبيديا الموسوعة الحرة: "محيط الدائرة:
1- يزداد محيط الدائرة بازدياد قطرها.
2- ناتج قسمة المحيط على القطر ثابت، ويزيد قليلًا عن العدد (3) أي أن المحيط تقريبًا 3 أمثال القطر.
لقد قام الرياضيون بحسابات دقيقة لطول قطر الدائرة وطول محيطها ووجدوا أن: طول المحيط = 14ر3، وسُمي العدد 14ر3 بالنسبة التقريبية، ويرمز لها بالرمز ().
محيط الدائرة = 2 × نصف القطر ×".
2- قطر هذا البحر الدائري عشرة أذرع من الشفة الخارجية وحتى الشفة الخارجية المقابلة، فإذا أخذنا في الحسبان سُمك جدار هذا الحوض، فإن القطر من داخل الحوض سيقل عن العشرة أذرع وبذلك يصل محيط الحوض من الداخل إلى ثلاثين ذراعًا، ولك يا صديقي ملاحظة دقة الكتاب المقدَّس واتفاقه مع المعادلات الهندسية والحسابية والتي لم تكن معروفة حينذاك.
ويقول " الأرشيدياكون نجيب جرجس: "ومحيط فوهتها العليا من الداخل كان ثلاثون ذراعًا، وهذا يتفق مع علم الرياضة لأن قطر الدائرة العليا من الشفة إلى الشفة عشر أذرع، فيكون المحيط من الشفة إلى الشفة مساويًا للقطر مضروبًا في النسبة التقريبية (2 ط نق) = 10 × 22 = 42ر31، وبحذف عرض الشفتين، كان المحيط من الداخل 30 ذراعًا كما هو مذكور"(2).
3- قد يتساءل البعض من أين أتى سليمان بهذا الكم الهائل من النحاس..؟ لقد كان هناك مناجم للنحاس يعمل فيها عمال سليمان فيستخرجون النحاس ويحضرونه إلى أورشليم حيث يتم تصنيعه، فجاء في "دائرة المعارف الكتابية": "يقول موسى للشعب القديم عن الأرض التي كانوا على وشك الدخول إليها: "أَرْضٌ حِجَارَتُهَا حَدِيدٌ، وَمِنْ جِبَالِهَا تَحْفُرُ نُحَاسًا" (تث 8: 9) في إشارة واضحة إلى وجود خامات الحديد والنحاس في وادي عربة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وقد كشف "نلسون جلويك" (N. Glueck) في الثلاثينيات من هذا القرن عن بقايا مناجم للنحاس وأفران لصهره في وادي عربة... والتي يُرجح أنها كانت في موقع سرابيط الخادم... وقد استغل الملك سليمان مناجم النحاس في وادي عربة بالقرب من عصيون جابر، على الطرف الشمالي لخليج العقبة في غور الأردن، حيث سبك كل أدوات الهيكل التي " مِنْ نُحَاسٍ مَصْقُول... فِي أَرْضِ الْخَزَفِ بَيْنَ سُكُّوتَ وَصَرَدَةَ" (1مل 7: 45، 46، 2 أي 4: 11 - 18)"(3).
فكان سليمان يحتكر صناعة النحاس في أرض فلسطين، بل ازدهرت الأعمال الأخرى مثل أعمال النجارة والحديد والزجاج " وازدهرت أعمال الخشب وأعمال الحديد من أجل بناء الهيكل والقصور في أورشليم، استوردوا الخشب من فينيقية، واستخرجوا الحديد من وادي الأردن بين صرتان وسكُّوت (1مل 7: 46) والنحاس من خليفة وتمنة عند خليج العقبة، وهناك كانت تُصب المعادن، ثم تُحمل إلى أورشليم من أجل الرماح والشبكات والإبر، وكان حي الصناع خارج المدينة عند ملتقي وادي قدرون ووادي جهنم (هنوم) وسيكون العمال المختصون عنصرًا هامًا بين السكان، فيأخذهم المحتل إلى أرضه ليعملوا عنده. وازدهرت صناعة الزجاج (الذي لم يكن بعد شفافًا) والجواهر والفخار... كانت (الأواني الفخارية) مطبوخة طبخًا جيدًا، فبدت جميلة الشكل، نحن نجد سُرجًا وجِرارًا في الأنفاق التي تعود إلى نبع جيحون، وهي التي حُفرت في هذا العصر أو في الذي سبقه"(4).
4- هل بحر النحاس تحت شفته أشكال قثاء أم أشكال بقر وثيران؟
جاء في سفر الملوك: "وَتَحْتَ شَفَتِهِ قِثَّاءٌ مُسْتَدِيرًا تُحِيطُ بِهِ. عَشَرٌ لِلذِّرَاعِ. مُحِيطَةٌ بِالْبَحْرِ بِمُسْتَدِيرِهِ صَفَّيْنِ. الْقِثَّاءُ قَدْ سُبِكَتْ بِسَبْكِهِ" (1مل 7: 24) والقثاء هو ثمر نبات من الفصيلة القرعية، ويُعرف باسم " الفقوس " أو " العجور " وهو من الأطعمة التي اشتهاها بنو إسرائيل عندما كانوا في برية سيناء " قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ" (عد 11: 5) وعندما سُبك الحوض النحاس الضخم كان سطحه الداخلي أملس، أما السطح الخارجي فكان منقوشًا أسفل حافته بصفين من القثاء بمعدل واحدة كل 5 سم، وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "عشرة قثاءات لكل ذراع. يوضع عشرة قثاءات (يقطينات) لكل ذراع تكون البركة ككل قد احتاجت 300 قثاء للتزيين حولها، أو 600 من القثاءات لو قمنا بإحصاء الصفين"(5).
وجاء في " الترجمة العربية المشتركة " للكتاب المقدَّس: "وكان تحت حافته من كل جهة يقطين من نحاس يحيط به لكل ذراع عشر من اليقطين على صفين محيطين بالحوض كله. واليقطين مسبوك مع الحوض" (1مل 7: 24) والقثاء يعتبر نوع من اليقطين، فجاء في " دائرة المعارف الكتابية": "اليقطين: ما لا ساق له من النبات كالحنظل والقثاء، ولكن غلب استعماله على القرع المستدير كالبطيخ (أنظر يونان 4: 6، 7) والأرجح أن القثاء البري المذكور في سفر الملوك الثاني (2مل 4: 39) هو الحنظل"(6).
وجاء في " المعجم الوسيط": "اليقطين: ما لا ساق له من النبات، كالقثاء والبطيخ، وغَلَبَ على القرع".
وجاء في " معجم اللغة العربية المعاصر": "يقطين: مفرد يقطينة (النبات) كل شجر لا يقوم على ساق، كالبطيخ والقثاء، وغَلَبَ إطلاقه على القرع، ويُطلق الاسم أيضًا على ثمار ذلك الشجر، وهي ثمار كبيرة لبيَّة دائرية ذات قشرة سميكة، يؤكل اليقطين مطبوخًا".
وجاء في سفر الأخبار الطبعة البيروتية: "وَشِبْهُ قِثَّاءٍ تَحْتَهُ مُسْتَدِيرًا يُحِيطُ بِهِ عَلَى اسْتِدَارَتِهِ، لِلذِّرَاعِ عَشَرٌ تُحِيطُ بِالْبَحْرِ مُسْتَدِيرَةً، وَالْقِثَّاءُ صَفَّانِ قَدْ سُبِكَتْ بِسَبْكِهِ" (2أي 4: 3) فلا خلاف بين ما جاء هنا وما جاء في سفر الملوك، لكن الناقد يقول أنها وردت في طبعة 1844 " ثيران " بدلًا من قثاء، وحيث أن هذه الطبعة لا تتوفر لدينا الآن، وعلى افتراض أنه ورد فيها " ثيران " بدلًا من قثاء، ولاسيما أن كلمة " ثيران " وردت في الترجمة العربية المشتركة " وكان تحت حافة من كل جهة أشكال ثيران" (2أي 4: 3). كما ورد في الهامش الأسفل الطبعة البيروتية، ولا بُد أن هذا يرجع إلى أن الأصل العبري يحمل معنيين، أو أن الكلمتين في العبرية متشابهتان جدًا، والبعض ترجمها " ثيران " والآخر ترجمها " قثَّاء " وسواء هذه أو تلك فأنها لا تؤثر على أصغر عقيدة إيمانية.
_____
(1) البهريز في الكلام اللي يغيظ جـ 1 س 96 ص 78، 79.
(2) تفسير الكتاب المقدَّس - سفر الملوك الأول ص 96.
(3) دائرة المعارف الكتابية جـ 8 ص 39، 40.
(4) المدخل إلى الكتاب المقدَّس جـ 1 ص 326، 327.
(5) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 793.
(6) دائرة المعارف الكتابية جـ 6 ص 237.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1259.html
تقصير الرابط:
tak.la/8pb2sa8