St-Takla.org  >   books  >   helmy-elkommos  >   biblical-criticism
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب النقد الكتابي: مدارس النقد والتشكيك والرد عليها (العهد القديم من الكتاب المقدس) - أ. حلمي القمص يعقوب

1260- هل البحر المسبوك يسع ألفي بث (1مل 7: 26) أم أنه يسع ثلاثة آلاف بث (2أي 4: 5)؟(1)

 

          يقول " أحمد ديدات": "الفرق بين ألفين وثلاثة آلاف هو المبالغة بنسبة 50 %... أن عدم قدرة المؤلف "الملهم" -عن علم أو جهل- على التمييز بين الألفين وبين ثلاثة الآلاف شيء لا يغتفر، فهي متناقضات واضحة كوضوح الشمس. {ولا تستطيع المعجزة أن تثبت أن مجموع أثنين وأثنين هو خمسة أو أن للدائرة أربع زوايا، ومهما تعددت المعجزات فلن تستطيع أن تزيل التناقضات التي تحتوي عليها تعاليم وكتب النصرانية}"(2)(3).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ج: 1- جاء في سفر الملوك عن البحر النحاسي: "وَغِلَظُهُ شِبْرٌ، وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سُوسَنٍّ. يَسَعُ أَلْفَيْ بَثٍّ" (1مل 7: 26).

          وجاء في سفر الأخبار عنه: "وَغِلَظُهُ شِبْرٌ، وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَأْخُذُ وَيَسَعُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَثٍّ" (2أي 4: 5) فالبحر المسبوك كان يسع ثلاثة آلاف بث حتى حافته، ولكن حتى يمكن للكهنة الاغتسال منه كان يوضع فيه ألفي بث فقط، فكاتب سفر الملوك حدد كمية الماء المستخدمة عادة وهي ألف بث أي نحو 45982 لترًا، بينما كاتب سفر الأخبار أوضح السعة الكاملة للحوض وهي ثلاثة آلاف بث أي 68973 لترًا. والدارس يعرف أن لفظة " يأخذ " التي ذكرها كاتب سفر الأخبار في أصلها العبري تعني أقصى طاقة لامتلاء الحوض. أما كلمة "يسع" التي استخدمها كاتب سفر الملوك وأيضًا كاتب أخبار الأيام فأنها تعني الملء المعتاد لهذا الحوض، وإن كان الفارق بين كلمة " يسع " وعبارة " يأخذ ويسع " غير واضح في اللغة العربية إلاَّ أنه واضح جدًا في الأصل العبري، ويقول " الدكتور القس منيس عبد النور": "ولم يقتصر النبي في سفر أخبار الأيام على ذكر سعة البحر، بل نظر إلى المياه اللازمة لملئه. ومما يؤيد ذلك أن العبارة المستعملة في سفر أخبار الأيام تدل على انصباب الشيء فيه لملئه، فيلزم لذلك 3000 بث"(4).

          ويقول "الأسقف إيسيذورس": "أن البحر المذكور كان يسع ثلاثة آلاف بث إذا غمرت المياه أطرافه إلى أعلاه وفاضت إلى المجاري التي حوله ولكن لكي يتمكن الكهنة من الاغتسال من مياهه بدون أن تفيض كانوا يضعون فيه المقدار الأول وهو ألفا بث، فلاحظ الكاتب الأول هذا، ولاحظ الكاتب الثاني ذاك، وكان كل واحد منهما صادقًا في روايته"(5).

 

2- كان طقس الاغتسال للكهنة خطير، حتى أن من لا يغتسل يعرض حياته للخطر، فجاء في الوصية عن هذا الأمر: "عِنْدَ دُخُولِهِمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يَغْسِلُونَ بِمَاءٍ لِئَلاَّ يَمُوتُوا، أَوْ عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلَى الْمَذْبَحِ لِلْخِدْمَةِ لِيُوقِدُوا وَقُودًا لِلرَّبِّ. يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ لِئَلاَّ يَمُوتُوا. وَيَكُونُ لَهُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً" (خر 30: 20، 21)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لذلك كان من المهم تسهيل هذه المهمة على الكهنة، ولذلك كان يوضع في الحوض النحاسي ثلثي سعته فقط من المياه، كما صنع سليمان عشرة أحواض صغيرة بقواعد متحركة كانت تملأ بالماء وتستخدم في غسل أجزاء الذبائح.

 

3- يقول " دكتور صموئيل شولتز " عن وصف البحر النحاسي: "وكان منظر البحر من النحاس الصافي من الجهة الجنوبية الشرقية من المدخل - غاية في الروعة كان مدوَّرًا مستديرًا - ارتفاعه 5ر7 قدم وقطر دائرته 15 قدم ومحيطه 45 قدمًا، وسُبك من برونز سُمكه ثلاث بوصات فوق 12 ثورًا، كل ثلاثة في اتجاه مختلف، والتقدير المعقول لوزن المغسلة (الحوض) الضخمة هو 25 طنًا تقريبًا وفقًا لما ورد في (1مل 7: 47)"(6).

 

4- البرت شفاتيزر Albert Schweitzer  (1875 - 1965) هو طبيب وموسيقار، وقد درس اللاهوت والفلسفة في جامعة ستراسبورج، وحصل على عدد من شهادات الدكتوراه، كما حصل على جائزة نوبل للسلام سنة 1952م.(7) ولكن إيمان ألبرت شفاتيزر لم يكن صحيحًا، فقد اعتقد أن يسوع المسيح يمثل شخصيتان أحدهما حقيقية دعاها يسوع التاريخ، والأخرى وهمية ودعاها مسيح الإيمان، وفي سنة 1910م ألَّف كتابه "البحث عن يسوع التاريخ" فصوَّر يسوع الحقيقي على أنه كان إنسانًا حالمًا مخدوعًا، ظن في نفسه أنه المسيا، فأرسل تلاميذه ليبشروا بالملكوت ولكنهم أخفقوا في تحقيق هذا الهدف، فظن في نفسه أنه لو قدم نفسه للموت، فأنه بموته ستنتشر فكرة ملكوت الله على الأرض، ولذلك تقدم للموت وهو في يأس شديد، وكان الدافع لموته تحقيق المقاصد الإلهيَّة(8) وبذلك قسَّمت بدعة ألبرت شفاتيزر شخصية السيد المسيح إلى شخصيتين، أولهما يسوع التاريخ وهو الإنسان البسيط الذي لم يصنع معجزة واحدة، وليس هو الله، ومات ولم يقم، وثانيهما مسيح الإيمان الذي وُلِدَ في مخيلة التلاميذ الذين أحبوه فنسبوا له الألوهة وصُنْع المعجزات والقيامة من الأموات... إلخ فهل يريد أحمد ديدات أن نأخذ بآراء ألبرت شفاتيزر؟! وإن كان ديدات نفسه يعترف ويقر أن السيد المسيح هو شخصية واحدة لا أكثر فلماذا يقر البرت شفاتيزر في هرطقاته(9)؟!

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) البهريز جـ 1 س 107.

(2) البرت شوايزر - من كتابه - البحث عن يسوع التاريخ ص 22.

(3) ترجمة نورة أحمد النومان - هل الكتاب المقدَّس كلمة الله ص 54.

(4) شبهات وهمية حول الكتاب المقدَّس ص 150.

(5) مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب ص 148.

(6) ترجمة أديبة شكري يعقوب - العهد القديم يتكلم ص 196.

(7) راجع جوش مكدويل - برهان جديد يتطلب قرارًا ص 607، 608.

(8) راجع القس أندرية زكي - المسيح والنقد التاريخي ص 18.

(9) راجع مدارس النقد جـ 2 س 112 إلى س117 ص 277 - 323.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1260.html

تقصير الرابط:
tak.la/c846qmr