ج: 1- قال سفر الملوك عن حيرام: "وَهُوَ ابْنُ امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي، وَأَبُوهُ صُورِيٌّ نَحَّاسٌ، وَكَانَ مُمْتَلِئًا حِكْمَةً وَفَهْمًا وَمَعْرِفَةً" (1مل 7: 14).
وجاء في سفر أخبار الأيام أنه: "ابْنَ امْرَأَةٍ مِنْ بَنَاتِ دَانَ، وَأَبُوهُ رَجُلٌ صُورِيٌّ" (2أي 2: 14).
ولا توجد إشكالية في هذا لأن الإنسان اليهودي يمكن أن يُنسب إلى سبطين في عدة حالات:
أ - متى كان إنسان يهودي أبوه من سبط وأمه من سبط آخر.
ب - متى تزوج الإنسان من سبط آخر.
ج - متى أقام إنسان من سبط معين في أرض سبط آخر.
فوالدة حيرام أمها من سبط نفتالي وأبيها من سبط دان، أو العكس، وكان السبطان يسكنان بالقرب من بعضهما في الشمال، ولذلك نسب كاتب سفر الملوك أم حيرام إلى سبط نفتالي، ونسبها كاتب سفر الأخبار إلى سبط دان، ويقول " الأسقف إيسيذورس": "أن هذه الامرأة الأرملة كانت متناسلة من سبطي دان ونفتالي معًا، فكان أبوها من سبط دان وأمها من سبط نفتالي، أو بالعكس كانت أمها من سبط دان وكان أبوها من سبط نفتالي، فنُسبت لأبيها تارة ولأمها أخرى، وقد كان " أملكار " بالنسبة إلى أبيه قرطاجنيًا وبالنسبة إلى أمه سرقوسيًا"(2)(3).
ومن المحتمل أن تكون والدة حيرام من سبط دان وتزوجت برجل من سبط نفتالي وسكنت هناك وعندما مات زوجها تزوجت برجل من صور وأنجبت منه حيرام فجاء في " كتاب السنن القويم " عن حيرام: "كانت أمه من بنات دان (2أي 2: 14) ساكنة في سبط نفتالي وأبوه صوري"(4) وجاء في هامش " الكتاب المقدَّس الدراسي": "لأرملة من سبط دان... توضح (2أي 2: 14) أن أم حيرام بن أبي كانت من دان. والواضح أنها ولدت في مدينة دان شمال مملكة إسرائيل بالقرب من أرض نفتالي مسقط رأس زوجها الأول، وبعد أن مات تزوجت رجلًا من صور"(5).
لقد قصد الكتاب أن يُظهر أمرًا هامًا وهو أن كل من اليهود والأمم شاركوا في بناء هذا الهيكل.
2- دُعي حيرام باسمين متقاربين جدًا، وهما حيرام، وحورام، ومعنى الأسمين واحد وهو " نبيل " ومعنى " أبي " أي " مقتدر " فحيرام كان رجلًا نبيلًا مقتدرًا في فنه، وجاء اسمه على اسم ملك صور.
3- قال سفر الملوك عن حيرام أنه " رجل صوري نحَّاس" (1مل 7: 14) بينما جاءت تفصيلات عنه أكثر في سفر أخبار الأيام فقال أنه: "مَاهِرٌ فِي صَنَاعَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ وَالْحِجَارَةِ وَالْخَشَبِ وَالأُرْجُوانِ وَالأَسْمَانْجُونِيِّ وَالْكَتَّانِ وَالْقِرْمِزِ، وَنَقْشِ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ النَّقْشِ، وَاخْتِرَاعِ كُلِّ اخْتِرَاعٍ" (2أي 2: 14) وهذا لا يعد بأي حال من الأحوال نوع من التعارض، فلو قال في موضع أنه نحَّاس وفي موضع آخر قال أنه ليس بنحَّاس لكان هذا تناقضًا، ولكن هذا لم يحدث، إنما ذكر في سفر الملوك أهم جزئية وهي براعته في أعمال النحاس، حيث قام بسبك عمودين ضخمين بتاجيهما، والبحر النحاس... إلخ.
_____
(1) البهريز جـ 1 س 429.
(2) هيرودتس ك 7 ص 495.
(3) مشكاة الطلاب في حل مشكلات الكتاب ص 157.
(4) السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم جـ 4 (ب) ص 280.
(5) الكتاب المقدَّس الدراسي ص 791.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/1258.html
تقصير الرابط:
tak.la/98wshr5