ج: الكتاب المقدس ليس كتابًا للعلوم، وإن كانت قد وردت فيه حقائق علمية بأسلوب بسيط دارج وفي سياق الكلام، وعندما كان علم الإنسان متأخرًا كانت بعض هذه الحقائق محل هجوم من النقاد، وتميز القرن التاسع عشر بالصراع بين العلم والكتاب المقدس ولكن بتقدم العلوم ثبتت صحة هذه الحقائق وقال أينشتين "الآن يتمشى العلم والدين متعاونين معًا" وقال جون ستيوارت J .Stewart "أن مهمة رجال العلم أن يبينّوا لنا كيف تحدث الظاهرة. العلم هو دراسة الظاهرة والآثار الإلهية أما الدين فهو إحساس بالأقداس الإلهية... ومن هنا يتضح عدم التعارض بين العلم والدين" (ص39 الكتاب المقدس والعلم الحديث- د.فوزي ألياس) وقال برات Pratt "كتاب الطبيعة وكلمة الله تنبعان من نفس المؤلف المعصوم، ولذلك لا يمكن أن يختلفا، لكن الإنسان مفسّر غير معصوم من الخطأ، وبالخطأ في تفسير أي من السجلين الإلهيين يظهر تعارض غير طبيعي". فدائمًا وأبدًا الحقائق العلمية الصحيحة تتفق مع الحقائق الكتابية، وفي عجالة سريعة نستعرض معًا أكثر من عشرين حقيقة علمية سبق وأعلن عنها كتابنا المقدس قبل اكتشافها بمئات وألوف السنين.
قال الكتاب "في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك1:1) وهنا نلاحظ:
أ. رغم انه في الوقت الذي كتب فيه موسى هذا كانت سائدة بعض الخرافات نحو خلقة السموات والأرض، ولكن موسى ينسب الخلقة لله.
ب. لم يقل موسى "السماء" بالمفرد إنما قال "السموات " بالجمع، لأن هناك أكثر من سماء، فتوجد سماء للطيور أي الغلاف الجوي المكوَّن بطريقة معينة ولو اختلفت هذه الطريقة لاستحالت الحياة على هذه الأرض، وربما لاحترقت الأرض، وتوجد سماء النجوم في ذلك الكون الشاسع جدًا، وهناك السماء الثالثة التي صعد إليها بولس الرسول (الفردوس) وهناك سماء الملكوت التي أعدها الله لمحبي اسمه القدوس، وهناك سماء السموات حيث عرش الله الحي.
قال الكتاب"وقال الله ليكن نور فكان نور...وكان مساء وكان صباح يومًا واحدًا" (تك3:1-5) وفي العهد الجديد قال معلمنا بولس الرسول "الله الذي قال أن يُشرِق نور من ظلمة.." (2كو6:4) ونلاحظ أن الكتاب لم يقل أن الله عمل النور، بل قال الله ليكن نور فكان نور، والأمر العجيب أن العلم اكتشف حديثًا أن النور ليس مادة لكنه فوتونات ذات طاقة محدَّدة، وتصاحب هذه الفوتونات ذبذبات سريعة في شكل موجات، فالضوء عبارة عن موجات مثله مثل الصوت مع الفارق أن الصوت موجاته طولية أما الضوء فموجاته مستعرضة، وتردَّد ذبذبات الضوء أكثر من الصوت، والأذن البشرية تسمع الصوت ولكنها لا تسمع الضوء.
وعندما يصل الضوء للغلاف الجوى ينكسر نتيجة تغيُّر طبيعة الوسط، وبينما يكلم الرب أيوب الصديق يعبر له عن هذه الحقيقة بأسلوب شاعري جميل، وكأن الضوء يمثل أصابع تنحني لكيما تمسك بأطراف الأرض فيقول له"هل في أيامك أمرتَ الصبح؟ هل عرَّفت الفجر موضعه؟ ليُمسِك بأكتافِ الأرض" (أي 12:38-13) والأمر المدهش أن الله لا يسأل أيوب: أين يسكن النور؟ إنما يسأله "أين الطريق إلى حيثُ يسكن النور" (أي 19:38) لأن النور لا يسكن في مكان إنما يسلك في طريق بسرعة نحو 297الف كيلومتر في الثانية.
قال الكتاب المقدس قبل الميلاد بألف وخمسمائة عام "وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة" (تك2:1) ففي البداية كانت الأرض خربة وخالية وفي الترجمة الإنجليزية lurmless and empty فكانت خربة لا شكل لها إذ كانت تمثل كتلة منصهرة من السوائل، وخالية من الحياة تمامًا لأن درجة حرارتها كانت في البداية 6000 درجة وهي درجة حرارة سطح الشمس (حرارة جوف الشمس تصل إلى 20 مليون درجة)، وكانت ظلمة لأن الأبخرة الملتهبة للعناصر المختلفة مثل بخار النحاس مع بخار الحديد مع غيرهما من المعادن الكثيرة تحيط بها، فكانت هذه الأبخرة كثيفة إلى الدرجة التي منعت ضوء الشمس من الوصول إليها، ولك أن تتأمل في هذا في أيام سفرك والجو مملوء بالضباب (الشبورة) الذي يحجز ضوء الشمس وأي ضوء آخر يأتي من النجوم والسدم، ومع دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس اتخذت شكلها القريب من الكرة وبدأت تبرد شيئًا فشيئًا وحرارتها تنخفض.
قال الكتاب "يمدَّ الشمال على الخلاء ويعلق الأرض على لاشيء" (أي 7:26) من كان يدرك في ذلك الزمان قانون الجاذبية الأرضية الذي اكتشفه إسحق نيوتن (1642 - 1727 م.) وعُرِف انه قانون كوني يحكم حركة الأجرام؟! لا أحد، فالرومان يتصوَّرونها محمولة على قرني ثور، والهنود يتصوَّرونها محمولة على أنياب فيلة.
قال الكتاب "الجالس على كرة الأرض" (أش 22:40) والأصل العبري لكلمة كرة ח֣וּג Khing/chug وتعني "كروية" أو "دائرية".. كان ذلك نحو سنة 700 ق.م. بينما ظل الناس حتى القرن الخامس عشر بعد الميلاد يظنون أن الأرض مسطحة حتى جاء العالم الفلكي كوبرينكس (1473-1543م) وشك في نظرية استواء الأرض، وكان النظام الفلكي السائد في عهده هو النظام البطلمي الذي وضعه بطليموس السكندري سنة 150م في كتابه المجسطي The Almagest حيث صوَّر الأرض مركزًا والشمس والقمر والكواكب تدور حولها، وبعد بحث متواصل لمدة ثلاثين عامًا تأكد أن الأرض هي التي تدور حول الشمس مرة كل عام وتدور حول نفسها مرة كل 24ساعة... تلك الحقيقة التي ذكرها الوحي لأيوب الصديق منذ ألوف السنين حين قال عن الأرض "فهي مدُوَّرة مُتقلبَّة بإدارتِه لتفعل كل ما يأمر به على وجه الأرض المسكونة" (أي 12:37)، وإلى كروية الأرض أشار سليمان الحكيم قائلًا "لما رسم دائرة على وجه الغمر" (أم27:8) كما أشار إليها أيضًا يعقوب الرسول "وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ" (يع 3: 6). وعندما أبحر ماجلان (1480-1521) حول الأرض تأكد من كروية الأرض.
وعندما اخترع جاليليو الإيطالي (1564-1642) أول منظار فلكي سنة 1609م ورأى الجبال التي تقع على سطح القمر، وحدَّد ارتفاعها من ظلالها كتب إلى سكرتير دوق توسكاني يقول "لقد أخذني من العجب مالا نهاية له لما شاهدته، وأني أشكر الله شكرًا لا حدَّ له إذ جعلني أول من شاهد العجائب التي لم يرها أحد من قبل" (كراوزر 328) وكتب في خطاب إلى كستلي الذي كان يؤيده يقول "إن الكتاب المقدس لا يخطئ. نعم، ولكن المفسرين عُرضهَ لذلك في صور متعددة... الكتاب المقدس مٌقدَم في صيغة تتفهمها عقول كافة الناس، والله هو مصدر الكتاب المقدس وهو مصدر الطبيعة، ولكن الطبيعة بخلاف الكتاب المقدس، فهي لا تتجاوز إطلاقًا قوانينها التي نلمس بحواسنا آثارها الطبيعية أو نستدل عليها من مظاهر، فالواجب علينا ألاّ ننسخها لأنها قد تبدو مناقضة لبعض ما جاء في الكتاب المقدس" (47)
وعندما حصل الدومنيكان على صورة هذا الخطاب استدعوا جاليليو إلى روما، وتحت تهديد التعذيب اجبروه على إنكار نظرية كوبرينكس، بينما كان يقول بصوت منخفض "وبرغم ذلك فمن المؤكد إنها (يقصد الأرض) تدور حول الشمس"، وقال له أحد العلماء "يا جاليليو لقد قرأت كتب أرسطو من أولها إلى أخرها ولم أجد شيئًا مما تقول أنت به، فأما أن يكون الخطأ في منظارك أو في عينيك" وعندما أُنتخب الكاردينال باربيرني صديق جاليليو بابا روما سنة 1623 تجرأ جاليليو وأصدر كتابه "حوار بين نظاميين كونيين للعالم" سنة 1633 فصدر عليه حكم بالحرمان من البابا، وقضى بقية حياته لمدة تسع سنوات سجينًا في بيته.
أشار إلى هذه الحقيقة أيوب الصديق قائلًا "أرض يخرج منها الخُبز أسفلها ينقلب كما بالنار" (أي 5:28) ومن هذا الجوف الملتهب تنطلق الحمم والبراكين فتحطم مساحات كبيرة وتأتى على كل ما فيها من مظاهر الحياة.
أشار إلى هذه الحقيقة داود النبي منذ نحو ثلاثة آلاف عامًا.
فقال "من قِدَم أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك" (مز25:102)، وفي العصر الحديث قدَّر العلماء عمر الأرض بنحو أربعة آلاف ومائتي مليون سنة، وأقدم حفريات تم اكتشافها يرجع تاريخها إلى 600 مليون، وعمر الإنسان على الأرض لا يتجاوز سبعة آلاف سنة، والأمر العجيب أنه من اجل الإنسان خلق الله هذه الأرض قبل خلقة الإنسان بآلاف الملايين من السنين " ولتقريب هذه الحقيقة دعني أسوق لك هذا المثل للإيضاح... نفرض ان عمر الأرض يشبه كتاب من 200 صفحة، وهذا الكتاب يمثل عمر الأرض منذ 600 مليون سنة (حيث اكْتُشِفَت أقدم الحفريات).. تكون حينئذ كل صفحة تمثل حقبة زمنية قدرها 3 مليون سنة... فإذا افترضنا أن في كل صفحة 33 سطرًا، وأن في كل سطر 9 كلمات، وأن كل كلمة مكونة من 4 حروف... حينئذ يكون كل سطر ممثلًا لحقبة زمنية قدرها تسعين ألف سنة (تقريبًا) وكل كلمة تمثل عشرة آلاف سنة، وكل حرف يمثل 2500 سنة... فإذا أردت أن تحسب عمر الإنسان، ابحث عن آخر صفحة، وعن آخر سطر، وعن آخر كلمة، وأستخرج منها آخر 3 حروف (حوالي7500 عام) فيكون هذا نموذجًا لعمر الإنسان على الأرض منذ آدم... يا لقدم الأرض!.. بعد كل هذه الأرقام، نود أن تعرف قدم الكون؟ أنه كما حسب العلماء يقدَّر بثلاثة أضعاف عمر الأرض " (48)
قال الكتاب "وقال الله ليكن جلد في وسط المياه. وليكن فاصلًا بين مياه ومياه" (تك6:1) لقد أخذت درجة حرارة الأرض تنخفض تدريجيًا نتيجة دورانها في الفضاء الشاسع حتى انخفضت درجة حرارتها من 6000 إلى 400 درجة، وعند هذه الدرجة تكوَّن الماء نتيجة اتحاد الأكسجين مع الهيدروجين، ونتيجة للحرارة المرتفعة كان هذا الماء يتبخر على الفور، فيصعد لأعلى في شكل سحب ثم تعود وتسقط على شكل أمطار فتساعد على تخفيض درجة الحرارة، وتعود سريعًا فتتبخر وهلم جرَّا. وجعل الله فاصلًا بين مياه ومياه... بين السحب العالية المرتفعة وهي في حقيقتها مياه، وبين المياه التي على الأرض من بحار وأنهار وغيرها، وهذا الفاصل هو جزء من الغلاف الجوى، والغلاف الجوى كان ضروريًا لوجود الحياة على الأرض لأنه يمثل الأكسجين اللازم للحياة ولأن الأكسجين قابل للاشتعال فلكيما لا يشتعل العالم جعل الله معه النيتروجين وبنسبة أكبر، والغلاف الجوى يحمى الأرض من الأشعة الكونية المميتة، ويحمل السحب التي تنقل المياه إلى الأماكن التي بلا ماء، والغلاف الجوى أيضا هو المجال الذي تتحرك فيه أسرع وسائل المواصلات من طائرات مختلفة.
قال الكتاب "وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحدٍ ولتظهر اليابسة" (تك9:1) يوم أن كتب موسى هذا لم يكن يعرف غير البحر الأبيض، وبحر سوف (الأحمر) ولم يكن أحد يعلم أن جميع البحار والمحيطات متصلة معًا، ولم يكتشف أحد هذه الحقيقة إلاَّ في القرن الخامس عشر الميلادي، بعد موسى بثلاثة آلاف سنة، عندما تمكن كريستوفر كولمبس من اكتشاف الأمريكتين سنة 1462م، وتمكن ماجلان (1480-1521م) من الإبحار حول الأرض، وعرف العالم أن المياه جميعها متصلة، ولو قال أحد أن هناك بحيرات مغلقة لا تتصل بالبحار، نقول له أنها تتصل بمجمع المياه عن طريق المياه الجوفية.
أشار إليها سليمان الحكيم قائلًا "كل الأنهار تجرى إلى البحر والبحر ليس بملآن. إلى المكان الذي جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعة" (جا7:1)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أنه تصوير دقيق لدورة المياه في الطبيعة فنتيجة البخر تصعد السحب وتسوقها الرياح إلى حيث تتساقط وتجرى في الأنهار وتصب الأنهار في البحار وهلم جرَّا...
قال الكتاب في سفر المزامير" المُصعِد السَّحاب من أقاصي الأرض الصانع بروقًا للمطر" (مز7:35) وكرَّر أرميا النبي القول "يصعد السَّحاب من أقاصي الأرض. صنع بروقًا للمطر" (أر13:1، 16:51) ولوقت قريب كانت كل معرفة الإنسان عن سقوط الأمطار أن الماء الذي تبخر وتجمَّع في شكل سحب عندما يتكثف يصبح وزنه أثقل من وزن الهواء فيهبط على شكل أمطار بفعل قوى القص (Shearing force) الناتجة عن الجاذبية الأرضية، وأخيرًا اكتشف "اللورد كلفن" عالم الطبيعة المشهور أن بعض السحب تحمل شحنات كهربائية موجبة والأخرى تحمل شحنات سالبة، وعند الاحتكاك تحدث البروق وهذه البروق هي التي تتسبب في سقوط الأمطار... في إحدى المرات كان هناك ضابطًا مسيحيًا في الجيش الأمريكي يلقى محاضرة عن اكتشاف اللورد كلفن ثم أشار إلى كتاب معه وقال: ولكن أنا معي كتاب قديم جدًا قد كشف عن هذه الحقيقة قبل اللورد كلفن بآلاف السنين، وعندما سأله الضباط عن الكتاب أطلعهم على مز7:135، أر13:10، أر6:510
قال الكتاب "وقال الله لتنبت الأرض عشبًا وبقلًا يبزر بذرًا وشجرًا ذا ثمر يعمل ثمرًا كجنسه بذره فيه على الأرض. وكان كذلك. فأخرجت الأرض عشبًا وبقلًا يبذر بذرًا كجنسه وشجرًا يعمل ثمرًا" (تك11:1-12) وهنا نلاحظ الآتي:
أ- جاءت خلقة النباتات قبل خلقة الأسماك والحيوانات والإنسان، لأن النباتات هي الطعام اللازم للإنسان والحيوان.
ب- تمثل النباتات المعمل الكبير الذي ينتج لنا الأكسجين عن طريق عملية التمثيل الكلورفيللي بواسطة الضوء والمادة الخضراء (الكلورفيل).
ج- في ترتيب الإنبات قال الكتاب عشبًا ثم بقلًا ثم أشجارًا... لماذا؟.. لأن درجة حرارة الأرض كانت تنخفض تدريجيًا، فالعشب ذو الجذور القصيرة نمى أولًا، وعندما بردت الأرض أكثر أنبتت بقلًا يحتاج لجذور أطول، وأخيرًا الأشجار التي تمتد جذورها لأبعاد طويلة في التربة.
قال الكتاب "أن النباتات خُلِقت أولًا ثم البرمائيات ثم الطيور " وقال الله لتفض المياه زحَّافات ذات نفسٍ حيةٍ وليطر طير فوق الأرض" (تك20:1-21) وهذا ما أثبتته الحفريات في القرن التاسع عشر بعد موسى بنحو 3400 سنة... كيف كان يمكن لموسى أن يعرف هذا بدون الوحي الإلهي الناطق في الأنبياء؟!
أشار الكتاب المقدس إلى استهلاك الأجرام السمائية لجزء من كتلتها، فوصفها بالرداء الذي يبلى أي يتآكل "من قِدم أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيدُ وأنت تبقى وكلها كثوبٍ تبلى كرداء تغيّرهن فتتغيَّر" (مز25:102-26) فقد أعلن الكتاب هذه الحقيقة قبل الميلاد بألف عام، ولم يتم اكتشافها إلاّ في العصر الحديث على يد العالم اينشتين الذي قال أن الكتلة يمكن أن تتحول إلى الطاقة، وأن الأجرام السمائية تفقد جزءًا من كتلتها حيث يتحول هذا الجزء إلى ضوء وحرارة، فالشمس تعتبر مفاعل ذري يفوق التصور، ففي كل ثانية يستخدم 650 مليون طن من الهيدروجين لتصنيع ما يوازي 50 مليون طن من القنابل الهيدروجينية فتندفع ألسنة من النيران في الفضاء لمسافة 200 ألف ميل أي ما يساوى المسافة بين الأرض والقمر، وهذه القنابل تتحول إلى طاقة من الضوء والحرارة لتقطع المسافة بين الشمس والأرض والتي تصل إلى 1500 مليون كيلومتر في خلال 8 دقائق وعشرين ثانية.
أشار إليه الكتاب المقدس منذ آلاف السنين عندما قال أيوب " ليجعل للريح وزنًا" (أي 25:28).
قال الكتاب "من أقصى السموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها ولا شيء يختفي عن حرَّها" (مز6:19) فالمزمور يتكلم عن حركة الشمس بينما العلم إلى وقت قريب كان يؤكد ثبات الشمس ودوران الأرض حولها فقط، ولكن بالعلم الحديث جدًا اكتشف الإنسان أن المجموعة الشمسية كلها تتحرك في الفضاء بسرعة رهيبة تبلغ 750 ميلًا في الثانية، وسوف تكمل دورتها بعد 2 مليون سنة من الآن، وأيضًا الشمس تتحرك حول نفسها في محور محدد يكتمل كل 345 يومًا. أي أن الشمس لها حركتان واحدة حول نفسها في محور محدد والأخرى في مدار شاسع جدًا، والأرض لها ثلاث حركات حول نفسها، وحول الشمس، والحركة الثالثة مع المجموعة الشمسية ككل نحو الشمال، وكل هذا النظام يحدث من مليارات السنين وبدون خطأ واحد، ولدقة هذا الترتيب الإلهي الفريد يستطيع العلماء أن يحدَّدوا تاريخ خسوف الشمس أو وصول كتل من المذنبات للأرض قبل حدوثها بسنوات عديدة (مثل مذنب هالي الذي انفصل منه جزء ووصل إلى الأرض في يناير سنة 1986م) (49)
أ- يبلغ وزن الأرض 6 آلاف مليون مليون مليون طن (6 على يمينها 21 صفرًا) وحجمها 500 مليون كليومتر مربع أما حجم الشمس فيبلغ مليون وثلاثمائة ألف مرة مثل حجم الأرض، ويبلغ قطرها 865 ألف ميل، وتبعد الأرض عن الشمس بنحو 150 مليون كيلومترًا، وتدور حولها بسرعة 18,50 ميل في الثانية فتتم دورتها خلال 365 يومًا بينما هناك كواكب أقرب تتم دورتها في 88 يومًا وأخرى أبعد تتم دورتها في 48 سنة، فالأرض لو اقتربت أكثر لاشتدت الحرارة، ولو بعدت أكثر لاشتدت البرودة، وفي كلتا الحالتين تستحيل الحياة على الأرض.
ب- دوران القمر في فلك الأرض له اتصال مباشر بمدة دوران الأرض حول نفسها، فلو تصوَّرنا الأرض بدون القمر لدارت حول نفسها كل 4 ساعات بدلًا من 24 ساعة أي يصبح مقدار اليوم الكامل ليلًا ونهارًا 4 ساعات فقط. كما أن بُعد القمر عن الأرض بمسافة 240 ألف ميل يتحكم في المد والجذر بالطريقة التي نراها، بينما لو افترضنا أن هذه المسافة قلت إلى 60 ألف ميلًا مثلًا لغرقت جميع الأراضي المنخفضة.
ج- توجد فوق طبقة الهواء المحيطة بالأرض والتي يبلغ سمكها نحو عشرين ميلًا توجد طبقة من الأوزون التي تحمي الأرض إذ تمتص الإشعاعات الضوئية الضارة وتترك الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس والنجوم الأخرى. بينما لو كانت طبقة الأوزون قريبة من سطح الأرض لتعرضت للتحلل.
د- نسبة اليابسة للمياه نسبة دقيقة جدًا تضمن كمية البخار المتصاعد والأمطار الهابطة التي تكفي الحياة على الأرض "من كالَ بكفيه المياه وقاس السموات بالشبر وكالَ بالكيل تُراب الأرض ووزن الجبال بالقبَّان والآكام بالميزان" (أش12:40).
قال الكتاب على لسان أيوب الصديق "يمدُّ الشمال إلى الخلاء ويُعلّق الأرض على لاشيء" (أي 7:26) وظن البعض أن قول الكتاب "يمدُّ الشمال إلى الخلاء" من قبيل التجاوزات العلمية وحديثًا قال أحد أستاذة جامعة بال الأمريكية ما ترجمته "باستخدام أكبر التليسكوبات في نصف الكرة الشمالي في المرصد البحري بواشنطن، تم اكتشاف منطقة فراغ عظمى في الأعماق الشمالية للسماء، تقابل الخلاء الذي كتب عنه أيوب " وقال أستاذ آخر في مرصد بركس "أن هناك جزءًا كبيرًا من السماء من ناحية الشمال بدون نجم واحد أو بالأحرى منطقة خلاء" (أورده يوسف رياض في كتابه وحي الكتاب المقدس ص 249 R. K Compebell, Our Wonderful Bible P.279).
قال الله لإبراهيم "أنظر إلى السماء وعدَّ النجوم أن استطعت أن تعُدَّها" (تك5:15) وقال أرميا النبي "كما أنَّ جُند السموات لا يعد ورمل البحر لا يُحصى هكذا لا يُحصى هكذا أُكثر نسل داود عبدي" (أر22:33) وكان العلماء في القديم يظنون أن نجوم السماء يمكن عدها، فوضع بطليموس في الإسكندرية أول إحصاء للنجوم 1056 نجمًا، وفي عام 150م كان أكبر تقدير للنجوم 3000 نجمًا، وظل العدد يتزايد حتى وصل ما اكتشفه العلماء سنة 1930م إلى 300 مليون نجمًا، وفي سنة 1958م قُسمت مجموعات المجرات إلى أكثر من 2700 مجموعة كل مجموعة تشمل 50 مجرة، وفي كل مجرة نحو 100 مليون نجم أي أن عدد النجوم = 2700×50×100 مليون= 13500,...,...,... وأخيرًا اكتشف العلماء أن في مجرة درب اللبانة Millky Way التي تنتمي إليها أرضنا هذه 10 مليار كوكب أو نجم أصغر نجم منها يماثل حجم الشمس، أما نجم الجوزاء مثلًا فيبلغ حوالي بليون (مائة مليون) مرة مثل حجم الشمس، واقتنع العلماء أخيرًا أنه من المستحيل إحصاء نجوم السماء.
أشار إليها الرب في حديثه مع أيوب الصديق "أدخلتَ إلى خزائن الثلج أم أبصرتَ مخازن البرد التي أبقيتها لوقت الضرِ ليوم القتالِ والحربِ" (أي 22:38-23).
أوضح الكتاب المقدس أن الله خلق الخليقة في ستة أيام واحتج البعض على هذا بسبب اكتشاف حفريات يرجع تاريخها إلى ملايين السنين، والحقيقة أن تعبير الكتاب "وكان مساء وكان صباح يومًا.." لم يقصد على الإطلاق أن اليوم هنا يعني 24 ساعة إنما كان يقصد أن اليوم يمثل حقبة زمنية معينة قد تكون قد شغلت ملايين السنين، وأوضح هذه الحقيقة أوريجانوس (185-254م) واغسطينوس (354-430م). أما الذين قالوا أن الحضارة المصرية ذات السبعة آلاف سنة أقدم من عمر الإنسان على الأرض بحسب تحديد الكتاب المقدس، فيرد عليهم العالم الفرنسي شمبليون الذي فك رموز حجر رشيد وقرأ التاريخ الفرعوني المدَّون باللغة الهيروغليفية قائلًا "أنهم (أي النقاد) سيجدون في هذا العمل الرد المطلق على افتراءاتهم إذ قد برهنت أنه لا يوجد في الواقع أي آثر مصري أقدم من عام 2200ق.م ومع هذه بلا شك تعتبر آثارًا عظيمة لكنها في نفس الوقت لا تتعارض في شيء مع التاريخ المقدس (الوارد في الكتاب المقدس) بل إني أتجاسر وأقول أنها تؤيده في كل النقاط " (50)
شكك البعض في قصة الطوفان وقالوا إنها خرافة من الخرافات المدوَّنة في الكتاب المقدس ولكن الكشوف الأثرية في بابل باللغة البابلية المسمارية Cuneiform حكت قصة الطوفان الذي غمر العالم كله، ويقول جون ستيوارت مل John Stuart mill "لئن كان هنالك تشابه بين رواية الكتاب المقدس والمخطوطات الكلدانية القديمة فأن المقارنة بين رواية الكتاب المقدس والمخطوطات المذكورة تثبت أن تاريخ المخطوطات الكلدانية أحدث من تاريخ الكتاب المقدس وأن رواية هذه المخطوطات قد شوهتها خرافات العصور القديمة " (51)
وشكك البعض في أتساع الفلك لكل الحيوانات، مع أن سعة الفلك تبلغ 65000 متر مكعب أي ما يعادل 1200 عربة قطار بضاعة، وهذه المساحة كافية للحيوانات والطيور وتخزين الغذاء الذي يحتاجونه. كما أن تجديد الهواء كان يتم عن طريق فتحة علوية بارتفاع ذراع واحد وباستدارة الفلك، وهي تساوي نافذة كبيرة مساحتها 200م2 وتكفي تمامًا لتجديد الهواء، ويعتبر هذا الأسلوب من أفضل أساليب التهوية لأن تيارات الحمل ترفع الهواء الساخن لأعلى فيُطرد خارج الفلك.
أما النسب التي بني بها الفلك حيث كان طوله 300 ذراع وعرضه خمسون ذراع وارتفاعه 30 ذراع، فهي نسب لم يعتاد الإنسان على استخدامها، فالفينيقيون سادة البحار جعلوا نسبة العرض للطول نسبة 2:1، والرومان جعلوا سفنهم طويلة جدًا فجاءت نسبة العرض للطول 10:1، أما العلم الحديث فقد أوضح أن أفضل نسبة هي 6:1 وهي التي صُنع بها الفلك، وعلَّق أحد خبراء بناء السفن في كوبنهاجن على هذه الأبعاد المثالية قائلًا " أن الأمر الملفت للنظر بالنسبة لهذه الأبعاد إنه بعد آلاف السنين من الخبرة في مجال بناء السفن، علينا أن نعترف أن النسبة المثالية لسفينة كبيرة هي نفس نسب فلك نوح في تكوين 6 " (52) وقال الدكتور هنري موريس "أن الفلك بأبعاده الواردة في سفر التكوين لا يمكن أن ينقلب إلاَّ إذا وقف رأسًا " (53)
قال الكتاب من نحو ألفي عام "ليس كلُّ جسدٍ جسدًا واحدًا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد آخر وللسمك أخر وللطير آخر" (1كو39:15) وهذا ما أقرَّه العلم الحديث إذ أن الخلايا في الإنسان تختلف عنها في الحيوان وكذلك في الأسماك وأيضًا في الطيور.
نشرت مجلة ايفيننج ورلد أن علماء الفضاء أثناء أبحاثهم أدركوا أن هناك يومًا مفقودًا من الزمن في دورة الأرض حول الشمس، وهذا اليوم سبق ذكره في العهد القديم، ففي حرب يشوع مع الأموريين قال "يا شمس دومي على جبل جبعون ويا قمر على وادي ايَّلون فدامت الشمس ووقف القمر... فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تعجل للغروب نحو يوم كامل" (يش 12:10-13) واستطاع العلماء تحديد هذه المدة بـ23 ساعة و20 دقيقة، ولذلك قال الكتاب "نحو يوم كامل" ولم يقل "يومًا كاملًا"، وعندما تحير العلماء في الـ40 دقيقة الباقية حتى يصلوا إلى يوم كامل 24 ساعة، وجدوها في حادثة حزقيا الملك مع أشعياء النبي، فعندما مرض حزقيا للموت وصلى لله ببكاء عظيم أرسل الرب له أشعياء النبي يخبره بأنه قد زاد على أيامه خمس عشر سنة، وخيَّر أشعياء النبي حزقيا الملك في علامةٍ ليتأكد من صدق القول وهو أن يمتد الظل عشر درجات أو يرجع للخلف عشر درجات، فقال حزقيا " أنه يسيرٌ على الظل أن يمتد عشر درجات. لا أن يرجع إلى الوراء عشر درجات فدعا أشعياء الرب فأرجع الظل بالدرجات التي نزل بها بدرجات أحاز عشر درجات إلى الوراء" (2مل10:20) (اليوم المفقود من الزمن - برامج الفضاء تثبت صحة الكتاب المقدس - إصدار مكتبة دار الإنجيل ص 1970 م) وقال المؤرخ الشهير هيرودتس أبو التاريخ في تسجيله لتاريخ مصر القديمة أن بعض الكهنة المصريين أروه مخطوطات قديمة تتحدث عن أطول يوم في التاريخ، وفي الصين وُجِدت كتابات قديمة ذكرت نفس الحادثة في حكم الإمبراطور "يبِو" وبمراجعة سجلات حكام الصين عُرف أن هذا الإمبراطور حكم أيام يشوع بن نون ( R.K.Campbell;Our Wonderful Bille P.277 - أورده يوسف رياض في كتابه وحى الكتاب المقدس ص226)
وفى عام 1890 قام عالم الرياضيات توتن بعمليات حسابية دقيقة حسب فيها أزمنة الاعتدال والكسوف للشمس من أيامه ورجوعًا إلى المنقلب الشتائي في زمن يشوع فوجد انه يقع يوم الأربعاء، ثم قام بالحساب عكسيًا اعتبارًا من يوم الخليقة صعودًا إلى نفس الزمن السابق فوجد إنه يقع يوم الثلاثاء، فالفرق هو نحو يوم كامل (أورده يوسف رياض في كتابه وحى الكتاب المقدس ص 267 (Sidney Callet ; The scripture of Truth Quoted in our wonderful Bill , by: R.K campbell , P275 - 277 لقد حسب توتن المدة فوجدها 23 ساعة و20 دقيقة.
قال الكتاب منذ ألفي عام "ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحلُّ العناصر محترقة. وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها بما أن هذه كلها تنحلُّ أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى" (2بط10:3-11) وظل العلماء يحسبون انحلال العناصر كخطأ علمي ورد في الكتاب المقدس مؤكدين أن العنصر هو أبسط صورة للمادة، إلى أن تقدمت العلوم ودخل العالم في عصر انشطار الذرة وتصنيع القنابل الذرية وغيرها وعندئذ تراجع الجميع عن نقدهم للكتاب، ووقفوا إجلالًا وإكبارًا وتكريمًا لكتاب الله المعصوم من الخطأ.
(47) الكتاب المقدس والعلم الحديث - د. فوزى الياس ص 33
(48) كيف تهزم اليأس - د. مجدي أسحق ص 7-8
(49) كيف تهزم القلق - د. مجدي اسحق ص 16
(50) Jbid , P. 109 , 110 اورده يوسف رياض في كتابه وحى الكتاب المقدس ص 215
(51) الكتاب المقدس كتاب كل العصور - الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي ص 23
(52) Vogt ; Quated in our Wonderful Bible ; by: R.K. Complell , P 27.
أورده يوسف رياض في كتابه وحى الكتاب المقدس ص 253
(53) Jbid , P. 271 أورده يوسف رياض في كتابه وحى الكتاب المقدس ص 253
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/bible-gospel/facts.html
تقصير الرابط:
tak.la/nd25mdj