1- عندما يرى الفلاحون المَهَرَة شجرة عقيمة أو برية تكون عقبة لجهودهم التي يبذلونها لرعاية ما يذرعونه إذ يجدونها بجذورها القوية جدًا أو ظلها تضر النباتات المزروعة، فإنهم يسارعون إلى استئصالها. وكثيرًا ما يحدث أن الريح التي تهب من أحد الجهات تساعدهم في التخلص منها إذ تهاجمها من قمتها فتهزها بعنف وينتهي الأمر بزعزعتها وإسقاطها على الأرض، وبذلك تخفف كثيرًا من أتعاب الفلاح في سعيه لاقتلاعها. ونحن أيضًا نريد قطع شجرة برية وعقيمة، أقصد هرطقة الأنوميين. لذلك دعنا نصلي إلى الله لأن يرسل لنا نعمة روحه لكي تهب بقوة أكثر من ريح وتنزع هذه الهرطقة من جذورها وهكذا توفر علينا تعبًا كثيرًا.
2- بالتأكيد يحدث كثيرًا أن الأرض التي تتُرك غير مزروعة ولم تمتد إليها يد الفلاح للعناية بها فهي تنبت من ذاتها زرعًا عديم القيمة وأشواكًا كثيرة وحشائش ضارة، وعلى هذا النمط هكذا صار لنفوس الأنوميين التي انزوت على ذاتها وحُرمت من التعليم الآتي من الكتب المقدسة، ففاضت من ذاتها بهذه الهرطقة الفظيعة، لأن تلك الشجرة لم يزرعها بولس أو يرويها أبولس أو ينميها الله (1كو 3: 6). لقد زرعها إلحاح العقل الفضولي ورواها كبرياء الجنون ونمّاها رغبة جامحة للمجد الذاتي. ونحن في احتياج لنار الروح القدس لكي نستطيع ليس فقط انتزاعها، بل أيضًا نحرق بالنار ذلك الجذر المميت. إذًا فلندعو الله -الذي هم يجدفون عليه ونحن نباركه- ولنتضرع إليه أن يحرك لساننا بطلاقة وأن يفتح أذهاننا لنفهم ما سنقوله بوضوح أكثر.
3- لأن لأجله ولأجل مجده نحن نقدم هذا الجهد أو بالأحرى لأجل خلاصنا. لأنه لا يستطيع أحد أن يسئ إلى الله بإهانته له أو يزيد مجد الله ببركته له. إن الله دائمًا قائم في مجده الذاتي، وكونك تباركه هذا أمر لن يزيده، أو أن تهينه فهذا أمر لن يقلل مجده. إن البشر الذين يمجدون الله كما يحق له أو بالأحرى -حيث أنه لا يمكن لأحد أن يعطيه مثل هذا المجد- أولئك الذين يمجدونه بأقصى قدرتهم يجنون ثمرة التمجيد الذي يقدمونه إليه. لكن أولئك الذين يهينونه ويحتقرونه يعرضون خلاصهم ذاته للخطر.
4- لهذا السبب فإن الكلمة التي تقول: الذي يرمي حجرًا إلى فوق يقع على رأسه (بن سير 27: 25) تنطبق على المجدفين، لأن من يقذف بحجر لا يمكنه بالتأكيد أن يخترق جلد السماء ولا حتى أن يصل لمثل هذا الارتفاع، لكنه سينال الضربة على رأسه هو عندما يعود الحجر ويسقط على رأس من قذفه. وكذلك من يجدف على هذا الكائن الطوباوي (الله) لا يقدر أن يؤذيه، لأنه أكثر وأعظم سموًا جدًا من أن يناله مثل هذا الأذى. وهكذا فإن المجدف يسن سيفًا ضد نفسه ذاتها ويضربها، كعقاب له على نكرانه للجميل تجاه مثل هذا المحسن العظيم.
5- إذًا فلندعوه كإله فائق الوصف، فائق على أذهاننا غير مرئي ولنقر على أنه يفوق قوة الكلام البشري وبعيد عن مدارك كل ذهن بشري وغير مفحوص من الملائكة وغير مرئي للسيرافيم وغير مُدرك للشاروبيم وغير منظور للقوات والرياسات والعظماء ولكل الخلائق بدون استثناء، لأنه معروف فقط للابن والروح القدس.
 |
6- أنا أعلم أنني سأُتهم بالتكلم بطريقة كاذبة ومخالفة للصواب لأنني أؤكد أن الله غير مُدرك للسماويين، لكن هذا السبب عينه يدفعني لاتهام الأنوميين بأنهم في منتهى الجنون والحمق. إنه ليس ادّعاء أو افتخار باطل القول بأن الخالق فائق على إدراك كل المخلوقات. لكن الأنوميين مُتهمين بكبرياء مفرطة عندما يقولون أنهم -بالإدراك البسيط لعقولهم- يمكنهم أن يدركوا ويحدوا جوهر الله الذي لا يمكن للقوات السماوية أن تدركه. لأن الأنوميين ليسوا بأفضل من المخلوقات التي تزحف على الأرض وهم أيضًا أقل بكثير جدًا من القوات السماوية.
7- إن أخفقت في إثبات ما وعدت به، فإنني سأستحق أن أُتهم بالتكلم بطريقة كاذبة ومخالفة للصواب، لكنني سأبرهن أن القوات السماوية لا يمكن أن تدرك الله، وإن كنتم لازلتم بعد ذلك تؤكدون بيقين وتصرون باستماتة أنكم تعرفونه، فكم من المرات حينئذ تستحقون أن تُلقوا من الجرف إلى الهلاك لادعائكم بأن لكم معرفة تامة لمن هو فائق على إدراك كل القوات الروحانية.
8- لذلك تعالوا الآن لنتحرك ونثبت هذه النقاط ذاتها، ولكن مرة أخرى علينا أن نتوجه للصلاة أولًا. إنني أقول هذا لأنه يحدث كثيرًا عندما تصاحب الصلاة المناقشة، فإنها تمدنا بإثبات الأشياء التي نسعى لإثباتها. لذلك لندعو"ملك الملوك ورب الأرباب الذي وحده له عدم الموت ساكنًا في نور لا يُدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه، الذي له الكرامة والقدرة الأبدية آمين" (1تي 6: 15-16). إن هذه الكلمات ليست كلماتي بل كلمات بولس الرسول، ولاحظ من فضلك التقوى والمخافة المقدسة المغروسة في نفسه، فبعد أن ذكر الله لم يتجاسر أن يواصل شرحه للتعليم الذي يعطيه إلا بعد أن أنهى حديثه بالتمجيد اللائق بالله. وإن كان "ذكر الصديق يُمتدح" (أم 10: 7)، فكم بالأولى جداُ ينبغي أن اسم الله يُذكر بإكرام وعبادة.
9- وبولس الرسول يفعل هذا الأمر كثيرًا في بداية رسائله. فهو يذكر أولًا الله ثم لا يدخل في تعاليمه قبل أن يقدم المجد والتسبيح اللائق به. اسمعه يتكلم في رسالته إلى أهل غلاطية قائلًا: "نعمة لكم وسلام من الله الآب ومن ربنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا. الذي له المجد إلى أبد الآبدين آمين" (غلا 1: 3-5). وأيضًا في موضع آخر يقول: "وملك الدهور الذي لا يفنى ولا يُرى الإله الحكيم وحده له الكرامة والمجد إلى دهر الدهور آمين" (1تي 1: 17).
10- هل بولس يفعل هذا الأمر فقط فيما يختص بالآب وليس للابن (أيضًا)؟ اسمعه كيف فعل نفس الأمر بالنسبة للابن. فبعد أن قال: "كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد" ثم واصل كلامه قائلًا "الذين هم إسرائيليون ولهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد، ولهم الآباء ومنهم المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد آمين" (رو 9: 3-5). إن بولس قد مضى إلى شرح رسالته فقط بعد أن قدم الإكرام والتمجيد اللائق للابن كما فعل للآب، لأنه وعى جيدًا كلمات المسيح القائلة :"لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو 5: 23).
11- ولكي تعلموا أن الصلاة نفسها ستمدنا بالبرهان، تعالوا الآن ولنُحضر الصلاة أمامنا. هكذا قال بولس: "ملك الملوك ورب الأرباب الذي له وحده عدم الموت الذي يسكن في نور لا يُدنى منه" (1تي 6: 15-16). أوقف الهيراطيقي وأسأله: ماذا تعني عبارة "الذي يسكن في نور لا يُدنى منه"؟ وانتبه إلى الدقة التي تحدث بها بولس، فهو لم يقل "الذي هو نور لا يُدنى منه"، بل قال "الذي يسكن في نور لا يُدنى منه" لماذا؟ لكي تتعلم أنه إن كان المسكن لا يُدنى منه، فبالأولى كثيرًا الله الساكن فيه لا يُدنى منه. لكن بولس لم يقل هذا لتظن أن الله قائم في بيت أو موضع (محدود) بل لكي تفهم هكذا بوضوح أنه فائق على إدراكنا.
12- مع ذلك فهو لم يقل "من يسكن في نور غير مُدرك" بل قال "من يسكن في نور لا يُدنى منه". وهذا التعبير أقوى كثيرًا من التعبير الآخر. إن الشيء يقال عنه غير مُدرك عندما يفشل الذين يسعون لمعرفته في إدراكه حتى بعد سعيهم ومحاولتهم لفهمه، أما الشيء الذي لا يُدنى منه فهو من البداية شيء لا يُستقصى ولا يمكن لأحد أن يقترب منه. فنحن نقول أن البحر غير مُدرك لأن الغطاسين يسبحون ويغوصون في أعماقه ولا يمكنهم أن يجدوا له قرار، ونقول أن الشيء لا يُدنى منه عندما منذ البداية لا يمكن لنا أن نفحصه أو نستقصيه.
13- كيف ستجيبوا عن هذا أيها الهراطقة؟ إن كان أحد ما سيقول أن الله غير مُدرك للبشر وليس للملائكة أو القوات العلوية، فاخبرني: هل أنت ملاك أو من ضمن زمرة القوات العلوية؟ هل نسيت من أي طبيعة أنت؟ لنفترض أن الله لا يُدنى منه فقط بالنسبة للبشر مع أن بولس لم يُضف هذا التخصيص أو يقول: "الذي يسكن في نور لا يدنو منه بشر بل يمكن للملائكة أن تدنو منه". ومع ذلك فلنفترض إننا عملنا ترخيص ومنحناك هذا الامتياز. ألست أنت نفسك إنسان؟ فلنفترض إذًا أن الملائكة يمكنهم الاقتراب، بماذا يعنيك هذا حيث أنك الفضولي الذي يكابر بعناد زاعمًا بأن جوهر الله مُدرك للطبيعة البشرية؟
14- ولكي أجعلك تعلم أن الله لا يدنو منه أحد، ليس فقط البشر بل أيضًا القوات العلوية، فاسمع ما يقوله إشعياء، وأنا عندما أقول إشعياء، فأنا أقصد كلمة الروح القدس، لأن كل نبي يتحدث بفعل الروح القدس. فماذا يقول إشعياء؟ "في سنة وفاة عزّيا الملك رأيت السيد (الرب) جالسًا على عرش عالٍ ومرتفع والسيرافيم وقوف لديه، لكل واحد ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه وباثنين يغطي رجليه وباثنين يطير" (إش 6: 1-2).
15- أخبرني لأي سبب يغطون وجوهم بالأجنحة؟ لأي سبب آخر سوى أنه لا يمكنهم احتمال البروق المضيئة أو النور الذي يسطع من العرش؟ ومع ذلك فهم لا يرون النور أو الجوهر ذاته. وما رأوه هو تنازل إلهي متكيف ليوائم طبيعتهم. ما هو هذا التنازل؟ إن الله من حيث أنه لا يُرى كما هو في جوهره، ولكنه يتنازل ويُظهر نفسه بطريقة يستطيع بها -من هو عاجز عن رؤيته- أن ينظر إليه. وبهذه الطريقة يُظهر الله نفسه بأن يكيف ما يُظهر ليتلائم مع ضعف رؤية الناظر إليه.
16- واضح من نفس كلمات إشعياء، أنه قد رأى الله بمثل هذا التنازل، لأنه قال "رأيت السيد جالسًا على عرش عال ومرتفع" لكن الله لا يجلس فهذا وضع يليق فقط بالكائنات الجسدانية، وإشعياء قال "جالس على عرش" لكن الله لا يحتويه أو يحده عرش، فاللاهوت لا يمكن أن تحده حدود. ومع ذلك فإن السيرافيم لم يمكنهم احتمال تنازل الله وتلطفه ولو أنهم وقوفًا بالقرب منه، لأن السيرافيم كانوا وقوفًا حوله، ولهذا السبب عينه لم يستطيعوا أن ينظروا إليه وذلك لقربهم منه. وإشعياء لا يتحدث عن قربهم منه موضعيًا بقوله أنهم وقوف حوله، بل أن الروح القدس يريد أن يوضح أنه مع أن السيرافيم أقرب إلى جوهر الله من البشر، إلا أنهم بالرغم من قربهم منه لا يمكنهم أن ينظروه. إنه هنا لا يشير إلى القرب المكاني بالمعنى الضيق وذلك عندما يتحدث عن اقتراب الملائكة من الله، لكنه يريد أن يوضح أنهم أقرب إلى الله من البشر.
17- وكوننا لا نعرف الله بنفس الطريقة التي تعرفه بها القوات العلوية فهذه حقيقة (مؤكدة) إذ أن طبيعتهم أكثر نقاء وحكمة وبصيرة عن طبيعة البشر. إن الإنسان الأعمى لا يعلم أن قرص الشمس لا يمكن لأحد أن يحدق فيه ببصره مثلما يعلم الإنسان الذي يبصر. وبالمثل نحن لا نعلم أن جوهر الله غير مدرك مثلما تعلم القوات السماوية. إن عظمة الفرق بين الإنسان الأعمى والمبصر هو في عظمة الفرق بيننا نحن البشر وبين القوات العلوية. لذلك حتى لو سمعت النبي يقول: "رأيت السيد الرب" فلا تظن أنه رأى جوهر الله. ما رآه هو التنازل الإلهي ذاته، وهو رآه بطريقة أقل وضوح من الطريقة التي رأته بها القوات العلوية. إنه لم يستطع أن يراه بنفس الوضوح الذي رآه به الشاروبيم.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
18- ولماذا أتحدث عن الجوهر المطوّب الذي لله؟ إن الإنسان لا يمكنه حتى أن ينظر ملاكًا دون أن يعتريه خوف ورعدة. ولكي أثبت لك أن هذا أمر حقيقي، سأقدم لك مثال دانيال الطوباوي وصديق الله، والذي بسبب حكمته وبره اقترب إلى الله (في الصلاة) بثقة ودالة، والذي قد تزكى بأعمال بارة كثيرة. سأبيّن لك أن دانيال الطوباوي هذا في محضر ملاك لم تبق فيه قوة ونضارته تحولت فيه إلى فساد ولم يضبط قوة (دا 10: 8)، وليت أحد لا يظن أنه جاز هذه الخبرة بسبب خطاياه أو ضميره السيئ، إذ أن ثقته في الله قد أُثبتت. إذًا من الواضح أن سبب ما حدث له يرجع إلى ضعف طبيعته (البشرية).
19- وهكذا هذا الرجل دانيال صام لمدة ثلاثة أسابيع ولم يأكل طعامًا شهيًا ولم يدخل في فمه لحم ولا خمر ولم يدهن بالزيت (دا 10: 3)، وبعد ذلك رأى الرؤيا حيث أن روحه صارت مؤهلة أكثر لمثل هذا الظهور، لأن طبيعته بالصوم قد صارت أكثر خفة وأكثر روحانية. وماذا قال دانيال: "رفعت عيني ونظرت فإذا برجل لابس كتانًا وحقواه متنطقان بذهب أوفاز، وجسمه كالزبرجد ووجهه كمنظر البرق وعيناه كمصباحي نار وذراعاه ورجلاه كعين النحاس المصقول وصوت كلامه كصوت جمهور. فرأيت أنا دانيال الرؤيا وحدي والرجال الذين كانوا معي لم يروا الرؤيا لكن وقع عليهم ارتعاد عظيم فهربوا ليختبئوا. فبقيت أنا وحدي ورأيت هذه الرؤيا العظيمة ولم تبق فيّ قوة ونضارتي تحولت فيّ إلى فساد ولم أضبط قوة" (دا 10: 5-8).
20- ماذا يعني دانيال بقوله "نضارتي تحولت فيّ إلى فساد"؟ لقد كان شابًا يافعًا لكن الخوف من محضر الملاك أثر عليه فصيّره كإنسان على فراش الموت وشحب وجهه وأفسد نضارة شبابه وسحب اللون من بشرته، لهذا السبب قال "نضارتي تحولت فيّ إلى فساد". عندما يستولي الخوف على سائق المركبة فيترك اللجام، فتتعثر الخيول كلها وتنقلب المركبة. نفس الشيء يحدث بصفة عامة في حالة النفس عندما يصيبها رعب أو خوف. فعندما تخاف النفس إلى حد الارتباك فترتخي -كارتخاء اللجام- القدرات والإمكانيات التي تأتيها عبر مراكز الإحساس والتي هي مغروسة في كل عضو من أعضاء الجسد، وهكذا تترك هذه الأعضاء لنفسها، وبذلك تعدم القوة التي تنعشها فتخور وتصير عديمة القوة وهذا هو بالضبط ما جازه دانيال في تلك اللحظة.
21- فماذا فعل الملاك. إنه أقام دانيال من الأرض وقال له: "يا دانيال، أيها الرجل المحبوب، افهم الكلام الذي أكلمك به وقم على مقامك لأني الآن أُرسلت إليك" (دا 10: 10-11). فقام دانيال وهو كله ارتعاد، وابتدأ الملاك يكلمه وقال له: "لأنه من اليوم الأول الذي فيه أذللت قلبك بالصوم أمام الله سُمع كلامك وأنا أتيت لأجل كلامك" (دا 10: 12).
22- ومرة أخرى سقط دانيال على الأرض كما يحدث بالضبط لمن يقع في إغماءة، فهؤلاء الناس بمجرد أن نفيقهم يعودون لوعيهم ويروننا بوضوح أثناء إمساكنا لهم ورشنا للماء على وجوههم، ولكن بينما هم بين أيدينا يغيبون بسرعة عن الوعي مرة ثانية، وهذا هو ما حدث للنبي. إن روحه قد اضطربت ولم يعد يحتمل أن ينظر حضور رفيقه في العبودية (أي الملاك) أو يحتمل بهاء النور (المرافق لظهور الملاك له). لذلك صار مضطربًا ومرتبكًا كما لو كانت روحه تهرب مسرعة للفكاك من سلسلة ما تربطها بالجسد. لكن الملاك لم يزل يشدده ويقويه.
23- فلندع أولئك الأنوميين ينصتون، أولئك الذين بدافع من الفضول (الوقح) يفحصون جوهر رب الملائكة. إن دانيال الذي أظهرت له الأسود احترامًا، والذي يحوي في كيانه الجسدي قوة أكثر من القوة البشرية المعتادة، لم يحتمل حضور رفيقه في العبودية، بل سقط على الأرض أمام الملاك ولم تبق فيه نسمة، لأنه قال: "بالرؤيا انقلبت عليّ أوجاعي ولم تبق فيّ نسمة" (دا 10: 16-17)، لكن هؤلاء الأنوميين الذين هم أبعد ما يكون عن فضيلة ذلك الإنسان البار، يدّعون بأنهم يعلمون بكل دقة جوهر الله الذي خلق ربوات من هذه الملائكة، ودانيال نفسه لم تكن له قوة لينظر إلى ملاك واحد منهم.
24- لكن لنعود مرة ثانية إلى حديثنا الأول، ولنظهر أن الله حتى بتكيفه من باب التنازل، لا يمكن للقوات العلوية أن تراه (في جوهره). ليتك تخبرني لماذا السيرافيم يبسطون أجنحتهم؟ لا يوجد هناك سبب آخر لذلك غير ما يقرره الرسول: "أن الله يسكن في نور لا يُدنى منه" (1تي 6: 16). وهذه القوات السماوية التي تُظهر هذا من تلقاء ذاتها ليست هي الوحيدة التي تتصرف هكذا، لأن الشاروبيم الذي هو أعلى منها يعمل نفس الشيء. إن السيرافيم يقفون بالقرب من الله، بينما الشاروبيم خدام عرشه، هذا ليس لأن الله في احتياج إلى عرش، لكن لكي تعلم من هذا كرامة وسمو هذه القوات.
25- اسمع ما يقوله نبي آخر عن الشاروبيم: "صار كلام الرب إلى حزقيال ابن بوزي عند نهر خابور" (حز 1: 3). إن حزقيال وقف عند نهر خابور مثلما وقف دانيال في زمانه عند نهر دجلة. لأن الله عندما يزمع أن يكشف رؤية ما تفوق توقعات عبيده (الأنبياء) فإنه يقتادهم خارج المدن إلى موضع خالٍ من الضوضاء. وهو يفعل هذا لكي لا تنزعج أرواحهم من أي منظر أو صوت يشوش عليهم، لكي بينما هم ينعمون بسلام وهدوء كامل ينشغلون تمامًا بالتأمل في الأمور التي يبينها لهم.
26- فماذا رأى حزقيال: "فنظرت وإذا بريح عاصفة جاءت من الشمال. سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان زمن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار. ومن وسطها شبه أربعة حيوانات وهذا منظرها. لها شبه إنسان. ولكل واحد أربعة أوجه ولكل واحد أربعة أجنحة" (حز 1: 4-6). لقد كانوا طوالًا ومخيفين وأطّرها ملآنة عيونًا حواليها للأربع (حز 1: 20)، و "على رؤوس الحيوانات شبه مقبب كمنظر البلور الهائل منتشرًا على رؤوسها من فوق" (حز 1: 22)، "لكل واحد جناحان يغطيان أجسامها" (حز 1: 23)، "وفوق المقبب الذي على رؤوسها شبه عرش كمنظر حجر العقيق الأزرق وعلى شبه العرش شبه كمنظر إنسان عليه من فوق. ورأيت مثل منظر النحاس اللامع كمنظر نار داخله من حوله من منظر حقويه إلى فوق إلى تحت رأيت مثل منظر نار ولها لمعان من حولها. كمنظر القوس التي في السحاب يوم مطر هكذا منظر اللمعان من حوله" (حز 1: 26-28).
27- ولأن حزقيال أراد أن يبين أنه لا هو -وهو النبي- ولا أولئك القوات السماوية قد اقتربوا من الجوهر الإلهي ذاته فمضى قائلًا: "هذا منظر شبه مجد الرب" (حز 1: 28). هل ترى في كلا الموضعين تكيف الله من باب التنازل والتلطف؟ لا يوجد سبب آخر غير هذا يجعل القوات السماوية تغطي نفسها بأجنحتها مع كونها أكثر حكمة ومعرفة وأطهر منا نحن البشر.
28- كيف يتضح لنا هذا؟ من ذات أسمائهم. إن الملاك دُعي ملاكًا لأنه يعلن للبشر أمور الله، ورئيس الملائكة دُعي هكذا لأنه يرأس الملائكة. إن هذه القوات السماوية لها أيضًا أسماء خاصة تبين لنا حكمتها وطهارتها كما أن أجنحتها تكشف لنا عن سمو طبيعتها لقد ظهر لنا جبرائيل طائرًا (دا 9: 21)، ليس لأن الملائكة لها أجنحة، بل لكي تعلم أنه نزل للبشر من مواضع سامية، ومن نمط حياة قائمة في الأعالي. بالتأكيد فيما يختص بالملائكة ورؤساء الملائكة فإن أجنحتهم ليس لها معنى غير إشارتها إلى سمو طبيعتهم.
29- إذًا فالأجنحة تُظهر الطبيعة السامية للقوات العلوية، والعرش يُظهر أن الله يستقر عليهم، والأعين تُظهر عظمة بصيرتهم وقربهم من العرش، وتسبيحهم الذي لا يتوقف يشير إلى أنهم دائماُ يقظين ولا ينامون. وهكذا أيضًا فإن اسم أحد الطغمات يُظهر حكمتها واسم الآخر يُظهر طهارتها. لأنه ما معنى الشاروبيم؟ إنه المعرفة التي صارت تامة، وما معنى السيرافيم؟ إنه الأفواه الملتهبة بالنار. هل ترى كم أن أسمائها تعني حكمة المجموعة الأولى (الشاروبيم)، وطهارة الأخرى (السيرافيم)؟ وبالرغم من ذلك فإن القوات السماوية التي صارت معرفتها كاملة لا يمكنها أن تنظر دون خوف تكيف الله من باب التنازل. إن كانت معرفة الأنوميين محدودة وبولس الرسول يقول: "لأننا نعلم بعض العلم... ننظر الآن في مرآة في لغز" فكم يكون جنونهم عظيمًا إن ظنوا أنهم يرون بوضوح ويدركون ما لا تستطيع القوات السماوية أن تنظر إليه.
30- إن الله غير مُدرك ليس فقط للشاروبيم والسيرافيم بل أيضًا للسلاطين والقوات ولأي قوة أخرى مخلوقة. وهذا ما ارغب في أن أثبته الآن، لكن ذهني صار مرهقًا، وما يرهقني ليس هو كثرة الحجج والمناقشات ولكن المخافة المقدسة لما سأقوله: إن نفسي ترتعد وصارت مرتعبة حيث أنها مكثت طويلًا في تأملاتها عن الأمور السماوية.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
31- لذلك تعالوا ولننزل من تلك الأعالي ولأقتاد نفسي بعيدًا عما سبب رعبتها، ولأجد ملاذًا في نصحي المعتاد. وما هو هذا النصح؟ إنني أدعوكم إلى الصلاة من أجل الأنوميين لكي يستعيدوا يومًا ما صحتهم وذلك مثلما نسألكم أن تتضرعوا من أجل المرضى والذين في المطابق والذين في عبودية مرّة أو الذين عليهم أرواح شريرة، فنحن الآن نسألكم بالأولى أن تتضرعوا وتصلوا من أجل الأنوميين، لأن كفرهم شر أعظم من شر أي شيطان. من عليه روح شرير لهو معذور في جنونه، لكن ليس من حجة نستطيع أن نقدمها لنبرر بها مرض الأنوميين.
32- والآن حيث أنني ذكرت الصلاة لأجل مَن عليهم شياطين، يوجد (أيضًا) أمرٌ ما أود أن أُحدث اجتماعكم الموقر عنه لكي تخلص الكنيسة من مرض خبيث. إنه سيكون أمرًا غريبًا إن أولينا عناية كبيرة لشفاء مَن هم خارج الكنيسة بينما نحن نهمل المرض الذي يرعى بين ذوات أعضائنا. فما هو إذًا هذا المرض؟ إن هذا الجمع الضخم يصفق الآن ويصغي بانتباه شديد لما أقوله، لكن عندما يحين وقت صلاة القداس أبحث عن جمعكم هذا فلا أجده، فأنوح في حزن شديد، إذ بينما رفيقكم في العبودية يعظ، تكون غيرة وحماس جمعكم عظيمة وتشوقكم يصل لقمته ويزاحم الناس بعضهم البعض ويظلوا واقفين لنهاية العظة، لكن عندما يكون المسيح على وشك الظهور في الأسرار المقدسة تصير الكنيسة مهجورة وبلا شعب.
33- كيف يمكن لمثل هذا التصرف أن يستحق الغفران؟ إذ بهذا الإهمال تفقدون كل المديح الذي تستحقه غيرتكم ومسارعتكم لسماع كلمة الوعظ. مَن لا يدنكم بل يديننا نحن معكم إذ يرون ثمار إرشادنا تتلاشى بهذه السرعة؟ لأنه لو كنتم تستمعون لما يُقَال لكم كما يجب، لكنتم أثبتم غيرتكم بأعمالكم، لكن حقيقة كونكم تبادرون إلى مغادرة الكنيسة بعد سماع العظة مباشرة، فهذه علامة على أن أذهانكم لم تعِ أو تختزن شيئًا مما قلته. لو كانت كلماتي بقيت في أذهانكم، لكانت بكل تأكيد قد أبقتكم هنا في الكنيسة وأرسلتكم وأنتم مشحونون بروح تقوى عميقة إلى الأسرار المهيبة. لكن الآن كما لو كنتم تستمعون لموسيقي يعزف على القيثارة، إذ بمجرد انتهاء العظة تبادرون إلى مغادرة الكنيسة دون أن تظهروا أية منفعة لما سمعتموه في العظة.
34- وأي عذر قبيح يقدمه معظمكم؟ فتقول: أنا أستطيع أن أصلي في المنزل، لكن في المنزل لا أستطيع سماع العظة والإرشاد.
إنكم تخدعون أنفسكم يا أصدقائي!
نعم يمكنكم الصلاة في المنزل لكن ليس بنفس الطريقة التي يمكنكم أن تصلوا بها في الكنيسة. ففي الكنيسة يوجد جمع عظيم من الآباء الروحيين. وهناك باتفاق وتوافق تصعد الصلوات إلى الله. أما عندما تدعو الرب بنفسك -منفردًا في المنزل- فإنه لا يستمع لدعائك وصلاتك بنفس الطريقة كما يسمعه عندما تدعوه وسط إخوتك في الكنيسة. هنا في الكنيسة يوجد شيء أعظم مما في المنزل. هنا وحدانية الروح واتفاق الأصوات والرابطة المشتركة للحب وصلوات الكهنة. لهذا السبب فإن الكهنة يقودون الصلاة لأن صلوات المجموعة إلى حد ما ضعيفة لكن عندما تلتحم بها صلوات قوية من الكهنة، فتصعد للسماء سويًا معهم.
35- ومن ناحية أخرى أي منفعة ستكون في العظة عندما لا تليها مباشرة الصلاة أي منفعة ستكون في العظة عندما لا تليها مباشرة الصلاة؟ إن الصلاة لها المقام الأول ثم تأتي بعدها كلمة الإرشاد. وهذا ما قاله الرسل: "وأما نحن فنواظب على الصلوة وخدمة الكلمة" (أع 6: 4). إن بولس يفعل هذا عندما يصلي في مقدمة رسائله لكي نور الصلاة -مثل نور مصباح- يعد الطريق للكلمة. إن عودتم أنفسكم على الصلاة بحرارة، فلن تكونوا بحاجة لإرشاد من رفيقكم في العبودية لأن الله نفسه ودون وسيط سيضيء أذهانكم.
36- إن كانت صلاة فرد واحد قوية جدًا، فبالأكثر جدًا الصلاة المقدمة مع آخرين كثيرين. لأن قدرة هذه الصلاة ويقينيتها أن الله سيسمعها أعظم جدًا من الصلاة التي تقدما وأنت منفردًا في المنزل. ما الذي سيوضح هذا الأمر؟ اسمع لبولس عندما يقول: "الذي نجانا من موت مثل هذا وهو ينجي. الذي لنا رجاء فيه أنه سينجي أيضًا فيما بعد. وأنتم أيضًا مساعدون بالصلوة لأجلنا لكي يؤدي شكر لأجلنا من أشخاص كثيرين على ما وهب لنا بواسطة صلاة الكثيرين" (2كو 1: 10-11). وبهذه الوسيلة أيضًا أفلت بطرس من السجن: "وأما الكنيسة فكانت تصير منها صلوة بلجاجة إلى الله من أجله" (أع 12: 5).
37- إن كانت صلوة الكنيسة ساعدت بطرس وأخرجت هذا العمود من السجن، فقل لي كيف تفكر باستخفاف في قوتها؟ وكيف يمكنك أن تبرر موقفك هذا؟ استمع لله نفسه عندما يقول أنه يبدي اعتبارًا لجمهرة الناس عندما يدعونه بحب. فعندما دافع عن عمله في حالة اليقطينة ضد شكوى يونان قال له: "أنت أشفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها، أفلا أٌشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر من اثنتي عشرة ربوة من الناس" (يون 4: 10-11). إن الرب لم يذكر هذا العدد الضخم اعتباطًا، بل ذكره لكي تتعلم أن أي صلاة تُقدم باتحاد الأصوات لها قوة جبارة.
38- والآن أريد أن أريكم هذا بمثال من التاريخ البشري أيضًا. كما تعلمون أنه منذ عشر سنوات مضت تم ألقاء القبض على بعض الأشخاص لمحاولتهم القيام بانقلاب للاستيلاء على السلطة، وكان أحدهم -في مركز قوة- وجد مذنبًا بهذه التهمة، فكمموه واقتادوه إلى الإعدام. فغادر العمال ورشهم وقامت المدينة عن بكرة أبيها وأسرعت إلى ميدان تنفيذ الحكم، واجتمع الناس سويًا من كل صوب وأنقذوا الإنسان المُدان من الغضب الإمبراطوري، مع أنه لم يكن يستحق العفو.
39- أ لأنكم أردتم أن تسكنّوا غضب ملك أرضي، أسرعتم كلكم مجتمعين وأحضرتم معكم الزوجات والأطفال، لكن عندما يختص الأمر بمصالحة ملك السموات وأن تتوسلوا إليه لتنقذوا من غضبه ليس مذنب واحد -كما تم آنذاك- أو اثنين أو ثلاثة أو مائة بل خطاة كل العالم، وأن تنقذوا من شباك الشيطان من عليهم أرواح شريرة، فأنتم تظلون جالسين خارجًا بدلًا من الإسراع سويًا لكي ينظر الله إلى اتحاد صلواتكم ويلغي عقوبة أولئك الخطاة والمصروعين من الشياطين ويغفر لكم خطاياكم أنتم أيضًا.
40- أيًا وجدت في تلك اللحظة المقدسة في مكان عام أو في وسط مشاغل يستحيل أن تتركها، ألا يجب عليك -بحمية أكثر من حمية الأسد- أن تحطم هذه القيود التي تقيدك وتهرب منها لتشارك الآخرين في صلواتهم الجماعية وتضرعاتهم (في الكنيسة)؟ يا أخي المحبوب أخبرني أي رجاء للخلاص سيكون لك في تلك اللحظة المقدسة؟ ليس البشر فقط هم الذين يجعلون أصواتهم تُسمع في تلك الصلاة، الصلاة الممتلئة بأقدس خوف ورهبة، بل الملائكة أيضًا يخرون سجودًا أمام ربهم ورؤساء الملائكة يتوسلون إليه في هذه اللحظة المناسبة التي تدافع عنهم عندما يوجد القربان (على المذبح) ليعضدهم.
41- كما أن الناس يقطعون أغصان الزيتون ويلوحون بها أمام الملوك ليذكّروهم عن طريق هذه الأغصان بالرحمة والشفقة، بالمثل فإن الملائكة في تلك اللحظة، في تقديمهم -بدلًا من أغصان الزيتون- جسد الرب نفسه، داعين إلى الرب لأجل الطبيعة البشرية كما لو كانوا يقولون: نحن نتوسل إليك عن أولئك الذين اعتبرتهم أنت نفسك مستحقين لحبك حتى أنك بذلت حياتك لأجلهم، ونحن نسكب تضرعاتنا عن أولئك الذين قدمت جسدك هذا كفارة عنهم.
42- لهذا السبب فإن الشماس في هذه اللحظة المقدسة يجعل المصروعين من الأرواح الشريرة وقوف ويأمرهم بأن يحنوا فقط رؤوسهم وأن يجعلوا توسلاتهم تعبّر عنها أجسادهم التي في هذا الوضع. لأنه غير مسموح لهم أن ينضموا لصلوات اجتماع إخوتهم. إن الشماس يجعلهم وقوفًا هكذا لكي تشفق عليهم -أنت- من أجل سوء حظهم ولأنهم غير مسموح لهم التكلم. وهو يفعل هذا أيضًا لكيما تستخدم دالتك في الاقتراب من الله لحمايتهم.
لنحفظ إذًا كل هذه الأمور في أذهاننا ونسارع للاجتماع سويًا في تلك اللحظة المقدسة لكي نجتذب لأنفسنا رحمة الله ونجد نعمة ومعونة في وقت الحاجة.
43- لقد أظهرتم استحسانكم لحديثي، وقابلتم وعظي بتصفيق مدوي، فالآن أظهروا استحسانكم بأعمالكم. ولن تحتاجوا لوقت طويل لتبرهنوا على وداعتكم وطاعتكم إذ أن الصلاة تأتي بعد العظة مباشرة، وهذا هو المديح الذي أسعى إليه وهو بالتحديد، التصفيق الذي تقدمونه بأعمالكم.
44- لذلك شجعوا بعضكم بعض لتظلوا وقوفًا في مواضعكم حيث أنتم الآن. إن ترنح أحد من موضعه احرصوا على أن تردوه ثانية. وبهذه الطريقة ستنالون أجرًا مضاعفًا، لأجل غيرتكم ولأجل الاهتمام الذي أظهرتموه نحو إخوتكم، وستسكب تضرعاتك نفسها بثقة (دالة) عظيمة في الله لأنك جعلت الله راضٍ عنك. لذلك يمكنك الحصول على بركات في هذا الدهر والدهر الآتي بنعمة وصلاح ربنا يسوع المسيح الذي له المجد إلى أبد الآبدين آمين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/2az6cap
