محتويات |
سُمي موسى بالأسود لسواد بشرته، ولكنه ليس حبشيًا، وليس من البربر كذلك، إذ كان هؤلاء يهاجمون مصر من جهة ليبيا، ويبدو أن لفظة بربر قد أطلقت على مهاجمي البلاد بشكل عام..
ولكن المرجح أنه من بلاد النوبة في أقصى جنوب مصر، لاسيّما وأنه عبد الشمس والتي كانت عبادتها شائعة في مصر القديمة.
ونعرف أنه كان عبدًا لرئيس قبيلة تعبد النار، غير أنه بسبب كثرة شروره وقسوته طرده سيده خوفًا من أن تسري تلك الطباع بين بقية العبيد. وانتقل موسى للعمل لدى سيد آخر كان رئيسًا لقبيلة تعبد الشمس، والذي لمّا رأى أنه شرير وخطير عاقبه بقسوة فهرب وراح ينتقم من كل سيد وغني، وتقسَّى قلبه بالأكثر. لذلك يقول القديس بولس مخاطبًا العبيد: "أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح" (افسس 6: 5) كما يوصي السادة قائلًا: "أيها السادة قدّموا للعبيد العدل والمساواة عالمين أن لكم أنتم أيضًا سيدًا في السماوات" (كولوسي 4: 1) (1).
ويقول بلاديوس الذي كتب سيرته بين ما كتب من سير الآباء: "إن القليل المعروف عن شبابه ليس فيه ما يُعجب به"، وهو قول مهذب ينمّ عن أدب بلاديوس وشر موسى القديم غير الموصوف، غير أن بعض المصادر أمدتنا ببعض الصور عن حياته السابقة، فيُروَى أنه أراد ذات يوم الاقتراب من قطيع أغنام ولكن الراعي أطلق كلابه على ذلك اللص الذي كان يُسَمَّى "وحش الجبل" أو "الشيطان الأسود" أو "رعب المنطقة" وذلك بسبب الرعب الذي كان ينشره في المناطق التي يحلّ فيها لفترات. ما أن رأى موسى الراعي والقطيع على الجانب الآخر من النهر حتى قفز في المياه وسيفه في فمه، وقيل أنه سبح لمسافة 1700 م.، وما أن لمحه الراعي حتى فرّ هاربًا، فتحول انتقام موسى من الراعي إلى الخراف حيث انتقى أفضل أربعة خراف ليذبحها ويحملها كلها معه عائدًا كما جاء، وعلى الجانب الآخر جلس يأكل أفضل لحمها، ثم قام فباع البقية والجلود ليحصل من ثمنها على الخمر ولم يفق من سكره إلاّ اليوم التالي حين عاد إلى رفقائه.
لم يمدنا التاريخ بمعلومات كافية عن هذا الأمر، ولكن بلاديوس يشير إلى أنه عاش خمسة وسبعين عامًا، ونعرف أنه استشهد في الغارة الأولى للبربر على شيهيت والتي حدثت سنة 407 م. فيكون مولده بالتالي سنة 332م. تقريبًا.
عندما سأل تلاميذ القديس باخوميوس معلمهم عن السبيل إلى إجراء المعجزات، فأجابهم بأن: "صنع المعجزات موهبة قد تسبب الكبرياء لصاحبها ما لم يكن معها اتضاع يحفظها، ولكني أريكم طريقًا أفضل لصنع المعجزات وهو الآتي: إن علّمت بخيلًا فضيلة العطاء فقد شفيت يدًا مشلولة، وإن حولت غضوبًا إلى الوداعة فقد أخرجت شيطانًا، وإن أرشدت إنسانًا إلى طريق الخلاص فقد فتحت عيني أعمى، وإن أرجعت خاطئًا عن طريق ضلالته فقد أقمت ميتًا"!!
وهكذا كانت توبة موسى الأسود هي عودة إلى الله.. فلا شك أنه كان فيه شيء صالح.. كان هاتف الخير يهتف في داخله بين آن وآخر.. فلم يكن شريرًا بطبعه، ومن المؤكد أنه لم يولد مجرمًا!! وهو يذكّرنا باللص اليمين والذي لم يكن شريرًا بجملته بدليل أنه عاد وتأثر بالرب المصلوب، في حين جدّف اللص الآخر ورفض الإيمان، ويمكننا بالتالي القول بأن البرّ الذي في موسى ظهر عندما أراد، مثل اللص اليمين: كلاهما كان فتيلة مدخنة فنفخ فيها الرب بروحه القدوس فاشتعلت وصار كل من موسى ومن شابهه في طريقة حياته الأولى مُلهمًا لكثيرين ممن استجابوا لصوت الله وأشرق في قلوبهم النور الإلهي.
أما موسى فقد قال البعض أنه رأى رؤية جعلته يفكر في مشاركة النساك حياتهم، وبالتالي راح يسأل عن رهبان شهيت، إذ سمع الكثير عن حياتهم وتقواهم ومعجزاتهم، وفي ذات صباح تطلع إلى الشمس التي كان يعبدها وقال: "إن كنتِ أنتِ الإله فعرّفيني، وإن لم تكوني فيا أيها الإله الذي لا أعرفه عرفني ذاتك.." ويذكرنا ذلك بما فعله الملاحون في السفينة التي استقلها يونان إلى ترشيش حين صرخ كل منهم إلى إلهه... ويرد في المخطوطة التي روت سيرته (2). أن إخوة سألوا شيخًا قائلين: [قيل عن أنبا موسى الأسود أنه بينما كان متقلبًا مع أصحابه قطاع الطرق في أفعالهم القبيحة أدركته فكرة صالحة فذهب إلى البرية، فإذا كان هذا من عمل نعمة الله فلماذا لم يتم قبل ذلك الوقت؟] فقال الشيخ: [إن كل فضيلة هي نعمة من الله كما قال الرب "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 5:15) إلا أن نمو النعمة يكمل باختيار إرادة الإنسان، وهي لا توقظ الإنسان إلا عندما يعلم الله أن فكره قد مال إلى الخير، وذلك حفظًا لحرية إرادته، وحينئذ توقظه النعمة، فإذا اختار الخير يكمل فيه عمل النعمة كما حدث لإبراهيم..]
هنا ونقول أن الإنسان الذي انفصل عن الله بإرادته، مستفيدًا بذلك (أو مستغلًا) حريته التي منحه إياها، يلزمه أن تتحد إرادته بالله من جديد حتى يخلص، أما الله فهو يمد يده طوال النهار إلى الشعب المعاند والمقاوم ويتبقى أن يمد الخاطئ يده إلى الله.. "لأني دعوت فأبيتم ومددت يدي وليس من يبالي" (أمثال 1: 24)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وفي سفر إشعياء يقول: "بسطت يدي طول النهار إلى شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء أفكاره" (اش 65: 2) في هذا قال القديس اغسطينوس: "إن الله الذي خلقك بدون إرادتك لا يريد أن يخلصك بدون إرادتك.."
من قبل حب الاستطلاع وكمن هو متعطش لمعرفة الحق والبحث عن الينبوع الحقيقي للراحة، مضى موسى إلى جماعة الرهبان التي سمع عنها في شيهيت متقلدًا سيفه (ومثل الصحافي الذي يحمل كاميرته والكاتب الذي يحمل قلمه والجندي الحامل سلاحه، مضى موسى كلص حاملًا سلاحه).. وتقابل أول ما تقابل مع القديس إيسيذورس قس الإسقيط، وهو تلميذ للقديس مكاريوس، ويبدو أنه كان مسئولًا عن الرهبان الجدد. على أن أكثر ما يميزه من الفضائل هو طول أناته على الخطاة.. فكان بمثابة الطبيب الروحاني للإسقيط.
وتعجب القديس من منظر موسى المثير للقلق، بل قيل أن الرهبان أنفسهم كانوا يتعاملون مع موسى بحذر في بداية سكناه في الإسقيط، فقد كان -أي موسى- رعب المنطقة كما سبق. سأله القديس مستفسرًا عما يريده من أناس بسطاء يعيشون على الكفاف، ولا يطلبون سوى خلاص نفوسهم، أجاب موسى: "لقد سمعت أنك صالح فأتيت إليك لترشدني كيف أكون صالحًا مثلك"(3) وراح يطلب بإلحاح وخشوع "أريد أن أكون معك، ولو أنني صنعت شرورًا عظيمة".
ويتعجب القديس إيسيذورس كيف اهتدى موسى إلى ذلك المكان.
ولا شك أن شهرة موسى وسمعته كانت قد سبقته إلى البرية منذ زمان.. مما يثير الخوف والاشمئزاز. وعرف القديس إيسيذوروس منه أن أحد الرعاة -وحين سأله عن الحق- أشار عليه بالاتجاه إليه -أي الأنبا إيسيذوروس- ليعرف منه ما يريد، وجاء في سيرته أيضًا أنه سمع عن القديس من أحد المزارعين والذي كان يحصد إلى جواره في الحقل. ومن هنا فقد طلب إلى القديس بإلحاح وصدق أن يعرفه طريق الله، فلما سأله عن ماضيه ومعبوده، أخبره بأنه ماضٍ مفعم بالشرور والجرائم، وأنه إذ تأثر بما سمعه عنه وعن رهبانه تحرك الجنين الروحي في أحشائه، أما عن عبادته فلم يكن يعرف سوى الشمس إلهًا، فهي تنير المسكونة بنورها وبغيابها يحل الظلام، وكذلك القمر والنجوم المليئة بالأسرار!! [وقلت للشمس ذات يوم "أيها الإله الساكن في السماء مهدي الخليقة كلها اهدني إليك الآن وعرفني ما يرضيك". ولما سمعت عنكم جئت لتخبرني وتسأل الله عني لكي لا يغضب مني لأجل شروري وقبائحي ولا يهلكني] قال هذا وصار يبكي بكاءً شديدًا (4).
أما يوحنا كاسيان فقد ذكر في مناظراته أنه لما جدّ الناس في البحث عنه بسبب جرائمه، لجأ إلى أحد المناسك محاولًا الاختباء، ويقول "شينو" أنه تقابل دون شك مع بعض الرهبان الذين حدثوه عن التوبة والدينونة المعدة للخطاة، فابتدأ منذ ذلك الوقت يفكر في التوبة. وربما فكر في مصيره الأبدي، فالتجأ إلى بعض الأديرة ليبدأ رحلة توبة رائعة..
من المعايير التي نضعها للتأكد من مدى صدق التوبة، أن يسأل الشخص ذاته بصدق: هل إذا أُتيحت لي الفرصة من جديد لهذه الخطية فسوف أسقط؟ أم إنني لست متأكدًا؟ أم أنني لن أسقط بنعمة المسيح؟ فالإجابة الأولى تعني أنه لا توجد توبة أصلًا، أما الثانية فتعني أن التوبة ليست كاملة وأما الثالثة فتعني أن التوبة كاملة وصادقة. (حتى لو سقط الشخص بعد ساعات فالمهم مشاعره الآن وهو يقدم التوبة).
أحس القديس إيسيذورس بالصدق في أقوال موسى ونيته، فابتدأ في أن يعظه كثيرًا بما كان يُسلم لجماعة الموعوظين قديمًا قبل اقتبالهم المعمودية، وهم ينتظرونها بشوق كبير، كل ذلك قبله موسى في أسابيع قليلة، لقد كان مثل الأرض العطشى المتشوقة لهذا الزرع والنبع الإلهي، كانت دموعه تروي هذا الزرع المقدس وهكذا زرع الله من خلال فلاح النفوس الجائعة (إيسيذورس) هذه الشجرة المقدسة التي لموسى الأسود.
كانت توبته هي المحراث الذي قلب الأرض وطرد الأحجار والأجسام الصلبة الساكنة لسنين طوال في قلبه، حيث ذُعر من حجمها وشكلها وخطورتها، مثل الورم المستأصل والحصوات المستخرجة من جسم مريض، فاشمأز منها، وإن كان قد شعر بالراحة بالتخلص منها، هذا وقد كان كرهه لماضيه شديدًا، مما دفعه بقوة في توبته ومسيرته.
الإنسان العائد إلى الله تعوزه مجموعتان من العوامل، عوامل دفع وعوامل جذب، أما عوامل الدفع فقد تكون تبكيت من شخص ما، أو الخوف من الدينونة أو طاعة مرشد في العودة إلى الله، أو مرارة الخطية، هذه وأمثالها عوامل دفع تدفع الإنسان وتصل به إلى أول الطريق. ليبدأ عندئذ دور المرشدين الروحيين، فيحب الطريق وصاحب الطريق بسببهم، ومثلما حدث مع القديس بولا البسيط الذي دفعته خيانة زوجته إلى البرية الشرقية حيث التقطه القديس أنطونيوس ليجعل منه واحدًا من أشهر آباء الرهبنة الأقباط، هو ذاته الذي حدث مع القديس موسى الذي أمسكه القديس إيسيذورس من يده ليصل إلى الملكوت..
وفي مخطوط تفسير الباراديسوس (تعليق على ما ورد في بستان الرهبان) يرد ما يأتي: قال الإخوة: بكم سبب (الدوافع) تدعو النعمة الإنسان إلى تدبير الرهبنة؟ قال الشيخ: أسباب كثيرة ومختلفة، فمنهم من القراءة مثل الأنبا أنطونيوس وسمعان العمودي، ومنهم من إيقاظ السريرة مثل الأنبا موسى الأسود، ومنهم من سماع الوعظ مثل أنبا سرابيون وأنبا بيسيرين وأمثالهما الذين ردوا كثيرين من اللصوص والزواني بتعليمهم، ومنهم بالمخاوف والأمراض والشدائد مثل أنبا وغريس وفروفيمطس، ومنهم مَن يدعوه الله من السماء على يد الملائكة كما دَعَى أرسانيوس. هذا مع بقية الأسباب المختلفة.
بعد أن وعظه القديس أسكنه في قلاية ليصلي ويتأمل ويقرر ما يجب عليه عمله، ثم سلمه لمعلمه وهو القديس مكاريوس الكبير الذي تكلم معه قبل أن يعيده من جديد إلى الأنبا إيسيذورس لكي يعمده ويكمل معه ما قد بدأه.. هناك في ذلك المعمل الروحي (القلاية) قرر موسى باكيًا التخلص من حياة الشر والمجون والتخلي عن اللصوصية.
لم يكن موسى شريرًا بطبعه كما قلت سابقًا، ولكنه انحرف ولا شك أن معاناته الشديدة في بيت سيده، جعلته يصبح عبئًا على ذلك السيد والذي رأى في طرده مكسبًا كبيرًا!!
ولكن طرده من جهة أخرى كان بمثابة تكريس لحياة الجريمة والشر. ومثلما أعثره البعض ودفعه إلى حياة الخطية، اجتذبه البعض الآخر إلى طريق الملكوت، فإن مجرد سيرة رهبان أتقياء في شيهيت يمكن أن تحمل إنسانا على التوبة، إنها نوع من الكرازة بالسيرة.. ومثلها الكرازة بالأقوال، لقد قرر موسى أن يحيا كأولئك الرهبان الذين يحيون بلا همٍّ..
قرر موسى التحول عن حياة الشر ليصبح أشهر تائبي البرية فقدم توبة نقية واعترف أمام الله بخطاياه.. وتبقّى أن يعترف في الكنيسة قدام أبيه الروحي القس ايسيذورس (5).
وعندما ركع قدامه وراح يجاهر بخطاياه في انسحاق شديد، كانت له رغبة صادقة في التخلص مما يثقل كاهله ويعوق مسيرته نحو الله، (والخطية التي لا يُقدم عنها انسحاق بما يوازي قدرها، تعود بقوة أعظم)، هكذا اعترف موسى بخطاياه بطريقة تجمع ما بين الخجل وفضح ذاته، وكل ذلك بعهود داخل دموع غزيرة، ليس ذلك فحسب بل وفي الكنيسة وقدام جميع الحاضرين جاهر بكل جرائمه وخطاياه..
وبينما كان يركع أمام القديس إيسيذورس قس الإسقيط معترفًا، كان الأب الكبير مكاريوس يرى أن كل خطية يعترف بها موسى تمحو جزءًا من اللوح الأسود. الذي ظهر أمامه يمثل خطاياه، حتى إذا انتهى من الاعتراف، صار اللوح أبيضًا كله. وفيما بعد وعندما صار مرشدا موهوبًا لكثيرين، قال من جهة الاعتراف:
+ من يتذكر خطاياه ويقر بها لا يخطئ كثيرا أما الذي لا يتذكر خطاياه ولا يقر بها فإنه يهلك بها.
+ الذي يقر بضعفه موبخا ذاته أمام الله فقد اهتم بتنقية طريقه من الخطيئة.. أما الذي يؤجل ويقول: "دع ذلك لوقته، فإنه يصبح مأوى لكل خبث ومكر.
+ صيانة الإنسان أن يقر بأفكاره ومن يكتمها يثيرها عليه. أما الذي يقر بها فقد طرحها عنه.
ألم يكن قاتلًا!، بل نعرف أن عدد الذين قتلهم قبل توبته يصل إلى مئة شخص، أليس هو مجرمًا وسارقًا، فكيف يمر الأمر بهدوء دون عقوبة؟ ولماذا لم ينصحه الآباء برد ما سلبه مثلما فعل زكا العشار وغيره، ولقد اشتهر عنه سلبه للقوافل المارة على الطريق وجبروته في الانتقام، لدرجة أن اللصوص انتخبوه بالإجماع رئيسًا عليهم. والإجابة أنه لم يكن هناك شخص بعينه أساء إليه موسى وظلمه أو سلبه، ولكن الإجرام كان منهجًا له في حياته السابقة، كما أن توبته بلا شك تعد مكسبًا كبيرًا في حد ذاتها، إذ توقفت بموجبها سلسلة الجرائم والأذى، كما كان له في نفسه حكم الموت إذ كان متأكدًا أنه سيُقتل إتمامًا للقول الكتابي "أن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يُؤخذون"، بل ويؤكد يوحنا كاسيان أنه كان دائمًا ينتظر الموت قتلًا بسبب ارتكابه هذه الجريمة سابقًا(6).
وبقدر ما شعر بطول أناة الله عليه ولطفه، بقدر ما صار هو ذاته طويل الأناة مترفقًا بالخطاة، كما يقول القديس بولس في رسالته إلى العبرانيين "لأنه فيما هو تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين أيضًا" (18:2).
_____
(1) كانت عبادة الشمس أقدم وأكثر الديانات شيوعًا في العالم القديم، واعتبر الناس الشمس إلهًا لما رأوا من تأثيرها على المناخ والبيئة، بل ونسبوا لها أصل الوجود. واختلف اسم إله الشمس ما بين مكان وآخر، فعرف بـ(رع) عند الفراعنة، و(بعل) عند الفينيقيين، و(شمش) عند البابليين، وفي قرطاجنة ’سُمِّيَ (بعل هامان) واتسمت عبادته بالوحشية حيث كانوا يقدمون له الأطفال كذبائح بشرية. وكان يحتفل بالشمس كل أحد (يوم الشمس Sunday) وأما الاحتفالات الكبرى فكانت تقام أثناء الظواهر الشمسية مثل الكسوف، والذي أُعْتُبِرَ علامة شؤم. (موسوعة قصة الحضارة. مجلد 5، كتاب 9، ص89).
(2) مخطوطة 496 بالمتحف القبطي، وهي من أهم المصادر لسيرته، اعتمد عليها أكثر الذين كتبوا عن الأنبا موسى، كما يعد تاريخ بلاديوس من أهم المصادر، وكذلك ما ورد عنه في مناظرات يوحنا كاسيان.
(3) وفي مصادر أخرى " لقد سمعت أنك عبد الله الصالح فأتيت إليك ليجعلني إلهك صالحًا ".
(4) قيل أنه كان يعبد النار فلما باعوه صار عبدًا لرئيس قبيلة يعبد الكواكب، وقد قال أنه الآن لا يعبد أحدًا.
(5) هناك ثلاثة مصطلحات في الكتابات النسكية، لفظة شيخ تعني مدبر روحي، ولفظة قسيس تعني أب اعتراف، ولفظة أخ تعني راهب ضمن الشركة الرهبانية، وقد يكون القس مدبرًا والمدبر قسًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/anba-macarious/st-moses/life.html
تقصير الرابط:
tak.la/74tydfs