الباب الخامس: صفات وعناصر المحبة
الفصل الأول: المحبة تتأنى
أهمية طول الأناة
هكذا نصحنا القديس بولس في صفات المحبة. والكنيسة المقدسة تضع لنا في مقدمة صلاة باكر بضع آيات من الرسالة إلى أفسس يقول فيها الرسول (اطلب إليكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها، بكل تواضع ووداعة وطول أناة محتملين بعضكم في المحبة مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط السلام) (أف4: 1-3).
إذن بطول الأناة يحفظ الإنسان الوداعة والسلام.
لأن الذي يطيل أناته على غيره، ولا يسرع إلى الغضب، بل يحتمل في صبر، إلى أن يهدئ غضب غيره، ويكون كما قال الرسول (مسرعًا إلى الاستماع، مبطئًا في التكلم، مبطئًا في الغضب. لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله) (يع1: 19، 20). وفي هذا قال أيضًا سليمان الحكيم في سفر الجامعة:
(طول الروح خير من تكبر الروح. لا تسرع بروحك إلى الغضب. لأن الغضب يستقر في حضن الجهال) (جا7: 8، 9).
حقًا إن الغضب، يمكن معالجته بطول الأناة، بالتأني.
فلا يسرع الإنسان إلى الغضب، بل يتأنَّى، ويهدئ نفسه من الداخل، لأن الذي يحب شخصًا، يتأنى عليه ولا يغضب منه بسرعة. بل إن محبته تجعله يطيل أناته ويصبر.
وأيضًا بالمحبة يطيل الإنسان أناته على الضعفاء، وصغار النفس، حسب توجيه الرسول بقوله:
(شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا على الجميع) (1 تس5: 14).
إن الضعفاء يحتاجون إلى من يحتملهم. واحتمالهم يحتاج إلى طول أناة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وطول الأناة تشجع عليه المحبة...
وقد اعتبر الرسول طول الأناة من ثمر الروح. فقال: (وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام، طول أناة لطف...) (غل5: 22). وهكذا نجد طول الأناة محصورًا بين السلام واللطف. فالذي يطيل أناته يعيش في سلام مع الكل، ويكون لطيفًا في معاملة الجميع. وكل هذا من نتائج المحبة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/longanimity.html
تقصير الرابط:
tak.la/254k3s5