St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ
 
St-Takla.org  >   books  >   anba-bishoy  >   christ

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب المسيح مشتهى الأجيال: منظور أرثوذكسي (مع حياة وخدمة يسوع) - الأنبا بيشوي

205- عهد جديد بالصليب

 

قال معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين عن السيد المسيح: "ولكنه الآن قد حصل على خدمة أفضل بمقدار ما هو وسيط أيضًا لعهد أعظم قد تثبّت على مواعيد أفضل" (عب8: 6).

والمقصود بالعهد الأعظم هو العهد الجديد لهذا يقول: "فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثانٍ. لأنه يقول لهم لائمًا: هوذا أيام تأتي يقول الرب حين أكمّل مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا" (عب8: 7، 8).

إذن فقد ذكر الرب في أسفار العهد القديم في نبوة إرميا النبي (انظر أر31: 31) العهد الجديد الذي سوف يصنعه الرب مع شعبه ويختلف عن العهد القديم في طبيعته وفي مداه ونتائجه.

العهد القديم قام على أساس الرمز فقط بالذبائح الحيوانية. أما العهد الجديد فقد تأسس على ذبيحة المسيح الفائقة القيمة.

العهد القديم تم بدم الذبائح الحيوانية أما العهد الجديد فهو بدم المسيح.

لذلك أكمل معلمنا بولس الرسول كلامه عن السيد المسيح كرئيس كهنة: "ليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا" (عب 9: 12).

ويشير أيضًا إلى أهمية الدم في التطهير سواء في العهد القديم على سبيل الرمز أو في العهد الجديد على سبيل المرموز إليه والذي به يتم مفعول الرمز على أساس الوعد، فيقول "فمن ثم الأول أيضًا (أي العهد الأول) لم يكرس بلا دم. لأن موسى بعدما كلّم جميع الشعب بكل وصية بحسب الناموس، أخذ دم العجول والتيوس مع ماء وصوفًا قرمزيًا وزوفا ورش الكتاب نفسه وجميع الشعب. قائلًا هذا هو دم العهد الذي أوصاكم الله به. والمسكن أيضًا وجميع آنية الخدمة رشها كذلك بالدم. وكل شيء تقريبًا يتطهّر حسب الناموس بالدم. وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب9: 18-22). فكيف رسم السيد المسيح العهد الجديد، وكيف أسسه وأعطاه لكنيسته المحبوبة؟

بالطبع لقد تأسس العهد الجديد على ذبيحة السيد المسيح التي قدّمها على صليب الجلجثة وعلى دمه الذي سفك على الصليب من أجل مغفرة خطايا الكثيرين.

St-Takla.org Image: Jesus Christ with the eleven disciples at the Last Supper - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المسيح مع التلاميذ الإحدى عشر في العشاء الأخير - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

St-Takla.org Image: Jesus Christ with the eleven disciples at the Last Supper - Modern Coptic icon, painted by the nuns of Saint Demiana Monastery, Egypt

صورة في موقع الأنبا تكلا: يسوع المسيح مع التلاميذ الإحدى عشر في العشاء الأخير - أيقونة قبطية حديثة من رسم راهبات دير الشهيدة دميانة بالبراري، مصر

وقد أوضح القديس بولس الرسول ذلك بقوله للعبرانيين: "لأنه إن كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدّس إلى طهارة الجسد. فكم بالحري دم المسيح، الذي بروح أزلي قدّم نفسه لله بلا عيب يطهّر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي" (عب9: 13، 14).

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

العشاء الرباني والقداس الإلهي

وقد ارتبط العشاء الرباني بذبيحة الصليب ارتباطًا وثيقًا، لأنه هو امتداد لذبيحة الصليب في ليلة الآلام وما بعد قيامة الرب من الأموات. قال السيد المسيح لتلاميذه عن الكأس وقت تأسيس سر الشكر (الإفخارستيا): "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يسفك عنكم" (لو22: 20).

وهكذا نرى بوضوح ارتباط العهد الجديد بدم المسيح الذي سفك على الصليب. ولكننا ينبغي أن نلاحظ أيضًا كيف ربط السيد المسيح بين كأس الإفخارستيا (سر الشكر) وبين دمه والعهد الجديد إذ قال: "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي" (لو22: 20، 1كو11: 25)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. إذن فإن استمرارية العهد الجديد تتوقف على استمرارية كأس الإفخارستيا بدم المسيح الحقيقي في الكنيسة. لأن السيد قال: "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي" ولم يقل فقط "العهد الجديد بدمي".

فالكنيسة التي لا يوجد فيها دم المسيح الحقيقي الذي سفك على الصليب، لا يصح أن تدّعي أنها تحيا العهد الجديد وتتمتع بفاعليته ونتائجه. لهذا أمر السيد المسيح تلاميذه قائلًا: "اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري" (1كو11: 25). وهو أمر تكليف للآباء الرسل ولجميع كهنة العهد الجديد أن يصنعوا ويقيموا تذكار موت الرب وقيامته في الإفخارستيا.

وقال معلمنا بولس الرسول: "فإنكم كلّما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء" (1كو11: 26).

إننا في القداس الإلهي لا نتذكر فقط موت الرب المحيي على الصليب، بل نتذكر أيضًا قيامته المقدسة وصعوده إلى السماوات ومجيئه الثاني في اليوم الأخير (نصنع ذكرى آلامه المقدسة وقيامته من الأموات وصعوده إلى السماوات وجلوسه عن يمينك أيها الآب وظهوره الثاني الآتي من السماوات المخوف المملوء مجدًا) (القداس الباسيلي). لهذا قال "تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء "وعبارة "يجيء" تشير إلى من قام وصعد حيًا وسوف يجيء في مجده الذي هو أيضًا مجد أبيه.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

كهنوت على رتبة ملكي صادق

إن الوعد الإلهي بالنبوة عن كهنوت السيد المسيح هو: "أقسم الرب ولن يندم؛ أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (عب7: 21). فكيف يكون كهنوته على رتبة ملكي صادق إلا إذا كانت ذبيحة الإفخارستيا هي نفسها ذبيحة الصليب ومنها تستمد وجودها وفاعليتها. أي هي امتداد واستعلان سرائري لذبيحة الصليب التي تم بها الفداء.

إن تقدمة ملكي صادق كانت خبزًا وخمرًا وكما قال قداسة البابا شنودة الثالث -أطال الرب حياته- إن كهنوت السيد المسيح لا يمكن أن يكون على طقس وترتيب ملكي صادق إلا إذا كان مرتبطًا بتقدمة الخبز والخمر في سر الافخارستيا. وهو أيضًا رئيس كهنة لأن كهنة العهد الجديد يخدمون تقدمة الإفخارستيا في سر القربان المقدس في القداس الإلهي. وإلا كيف يكون هو رئيس كهنة بدون كهنة للعهد الجديد؟


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/anba-bishoy/christ/testament.html

تقصير الرابط:
tak.la/sgf85tv