تفسير سفر عزرا - المقدمة

1. عزرا الكاهن وأسمه كلمة عبرية معناها "عون". وهو من نسل حلقيا رئيس الكهنة، الذي كان أيام يوشيا الملك واكتشف سفر الشريعة في الهيكل (2 أى 34: 14). وكان يعمل كاتبًا لدى قمبيز الملك (أرتحشستا) بن كورش، الذي كان يعتبره متميزًا بين الكتبة؛ لتقواه وميوله الدينية وكان يدعوه "كاتب شريعة إله السماء، الكامل" (عز7: 12).

2. وكان أيضًا كاتبًا للأسفار المقدسة في الوقت الذي كان عدد قليل من الناس هو الذي يعرف الكتابة، وكان متميزًا في فهم الشريعة وشرحها (عز 7: 1).

3. واهتم أيضًا عزرا بجمع أسفار الكتاب المقدس لئلا تفقد بعد تشتت الشعب في بلاد العالم بالسبي، ويرى البعض أنه قد جمعها ورتبها أثناء السبي.

4. عزرا أيضًا كتب سفري أخبار الأيام الأول والثاني، ويرى البعض أنه كتب أيضًا المزمور الكبير وهو المزمور 119 الذي يتكلم عن كلمة الله لانشغاله بها أثناء السبي.

5. ولد عزرا في السبي وتعطل عمله الكهنوتى طوال مدة السبي، لكنه ظل مهتمًا بكتابة الأسفار المقدسة. ويعتبر مؤسسًا لنظم العبادة بعد الرجوع من السبي في القرن الخامس قبل الميلاد، فهو وإن لم يكن رئيسًا للكهنة، لكنه كان قائدًا للحركة الدينية ومفسرًا للشريعة في أيامه.

6. كان سفري عزرا ونحميا سفرًا واحدًا وكان يسمى "الخروج الثانى" وتم تقسيمه في نسخة الفولجاتا اللاتينية التي كتبها جيروم عام 400 م إلى قسمين هما عزرا ونحميا. وفى النسخة العربية كان يطلق عليهما الكتاب الأول لعزرا والكتاب الثاني لعزرا.

7. يقول التقليد اليهودي أن عزرا هو الذي أنشأ مجمع السنهدريم، الذي يتكون من مئة وعشرين شخصًا وكان هو رئيس المجمع وهو مجمع يمثل الرأى الدينى الأعلى في الأمة اليهودية. وكان عزرا زعيمًا دينيًا أعتبره اليهود مثل موسى النبي.

8. يتميز عزرا بأنه رجل إيمان، فلم يطلب حراسة من الملك واهتم بالصوم والصلاة واتضع بتذلل أمام الله وكان مضحيًا، فترك مكانته في الدولة الفارسية ليعيش مع شعبه الضعيف مثل موسى النبي. وكان متعلقًا بخدمة المذبح ومحبًا لكلمة الله ويثق في وعود الله. وكان قائدًا ومصلحًا رقيق الطباع ولطيف.

يرى البعض أنه بدأ كتابة السفر في بابل أثناء السبي وأكمله بعد الرجوع من السبي في أورشليم وكان ذلك عام 457 ق.م وهو يؤرخ لفترة حوالي 80 عامًا من الرجوع الأول من السبي بيد زربابل؛ حتى بداية الرجوع الثاني من السبي على يد عزرا الذي عاد ومعه 1754 رجلًا.

بابل وأورشليم.

1. الإمبراطورية الأولى التي حكمت العالم هي مصر وظلت أكثر من خمسمائة عام. تلتها الإمبراطورية الأشورية التي حكمت العالم أكثر من مئة وعشرين عامًا، وبعدها الإمبراطورية البابلية التي سيطرت على العالم أكثر من سبعين عامًا. ثم ظهرت إمبراطورية مادي وفارس التي حكمت العالم ما يقرب من 210 سنة وسقطت لتظهر الإمبراطورية اليونانية.

2. في عهد إمبراطورية مادي وفارس تمت أحداث ثلاثة أسفار من الكتاب المقدس وهي عزرا ونحميا وأستير، بالإضافة إلى تتمة سفر دانيال، التي حذفها البروتستانت.

3. امتدت المملكة الفارسية لتشمل مساحات من الأرض أوسع مما امتلكته بابل وكانت حدودها الهند شرقًا وبحر إيجة باليونان غربًا وامتدت في الجنوب الغربي، حتى شملت مصر وأثيوبيا جنوبًا ولها ثلاث عواصم: صوصة أو شوشن (نح1: 1، أس1: 2) وبرنسيوليس [بَرْسَابُولِيس] (2 مك9: 2) جنوب غرب صوصة وهي العاصمة الشتوية والرسمية وأكبتانا أو أحمثا (عز6: 2) في ميديا شمالًا وهي العاصمة الصيفية. وتولى حكم هذه الإمبراطورية 12 ملكًا عاصرا عزرا ونحميا خمسًا منهم.

← انظر أيضًا:

تم الرجوع من السبي البابلي، الذي دام سبعون عامًا على اليهود في عصر إمبراطورية مادي وفارس وكان ذلك على ثلاث مراحل هي: جدول يوضح مراحل عودة بني إسرائيل الثلاث والأحداث المصاحبة.

اتحدت مملكتا مادي وفارس وحكمت العالم واعتلى عرشيهما هؤلاء الملوك وفى زمانهما تمت أحداث عزرا ونحميا وأستير؛ كما ذكرنا: جدول زمني يبين ملوك مادي وفارس والأحداث المصاحبة لهم.

في عصر مملكة مادي وفارس ظهرت حركات في العالم هي:

أ - بوذا في الهند (560 - 480 ق.م).

ب - كونفوشيوس في الصين (551 - 479 ق.م).

ج - سقراط الفيلسوف في اليونان (470 - 399 ق.م).

كتب معظم السفر باللغة العبرية ما عدا الجزء المختص بالمباحثات بين المملكة الفارسية وولاة عبر النهر فكتب باللغة الآرامية السائدة في المعاملات الرسمية في مملكة مادي وفارس.

1. يوجد تشابه في الفكر بين سفري أخبار الأيام الأول والثانى وسفر عزرا؛ لأن كاتبيهما واحد وهو عزرا مثل الاهتمام بالطقوس الدينية والعبادة.

2. يوجه تشابه أيضًا بين سفري عزرا ونحميا؛ لأن أحداثهما كانت في نفس الزمان.

3. نجد أيضًا تشابهًا في لغة سفري دانيال وعزرا؛ لأن كاتبيهما دانيال وعزرا عاشا أثناء حكم المملكة الفارسية، فدانيال عاش في بداية المملكة الفارسية، ثم تلاه عزرا، فاستخدما كلاهما اللغة الآرامية واللغة العبرية وبعض كلمات اللغة الفارسية.

1. الاهتمام بعبادة الله والرجوع للممارسات الروحية التي نصت عليها شريعة الله.

2. أهمية الهيكل والمذبح، فلا حياة بدونهما، إذ هما رمز للعهد الجديد.

3. أهمية قراءة الأسفار المقدسة وعمل كلمة الله في حياة المؤمنين.

4. الاهتمام ببناء بيت الرب أهم من البيوت الشخصية لشعب الله.

5. ضرورة الانفصال عن الزيجات الغريبة والابتعاد عن العبادة الوثنية.

6. صدق مواعيد الله، الذي وعد بإرجاع شعبه من السبي وتمم ذلك بمعجزة عظيمة إذ جمعهم من الشتات وبتشجيع الملك كورش الذي كان يستعبدهم.

7. الله ضابط الكل الذي يهتم بصلوات أولاده وأصوامهم فيحرك الحكام والعالم كله لمصلحة أولاده.

8. أهمية الإيمان والعمل، فالثقة بقوة الله المساندة شجعت أولاده على بناء هيكله وشجعت عزرا على تطهيرهم من العبادة الوثنية والزيجات الغريبة.

1. العودة من السبي (عز 1، 2).

2. بدء بناء المذبح والهيكل (عز 3).

3. مقاومة الأعداء (عز 4).

4. تشجيع النبيين حجى وزكريا للشعب واستكمال بناء الهيكل (عز 5، 6).

1. إرسال الملك لعزرا ومن معه إلى أورشليم (عز 7).

2. الصوم والصلاة وتقديم الذبائح (عز 8).

3. الصلاة والتوبة والانفصال عن الزوجات الأجنبيات (عز 9، 10).

1. الأحداث التي مرت من (عز 1-6) تبعد عن الأحداث التي وقعت في (عز 7-10) بحوالي ستين عامًا وفى نهاية أواخر فترة الستين عامًا تحققت الأحداث المذكورة في سفر أستير.

2. الملك أرتحشستا الذي أرسل عزرا عاد بعد 13 سنة تقريبًا وأرسل نحميا، لذا فقد تلاقى كل من عزرا ونحميا وملاخى النبي.

3. من ناحية أخرى فإن زربابل قد عاصر النبيين حجى وزكريا.