* تأملات في كتاب
عزرا: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
الأَصْحَاحُ السَّادِسُ
(1) العثور على أمر كورش (ع1-5)
(2) أمر داريوس العجيب (ع6-12)
(3) إكمال بيت الرب وتدشينه (ع13-22)
1 حِينَئِذٍ أَمَرَ دَارِيُوسُ الْمَلِكُ فَفَتَّشُوا فِي بَيْتِ الأَسْفَارِ حَيْثُ كَانَتِ الْخَزَائِنُ مَوْضُوعَةً فِي بَابِلَ، 2 فَوُجِدَ فِي أَحْمَثَا، فِي الْقَصْرِ الَّذِي فِي بِلاَدِ مَادِي، دَرْجٌ مَكْتُوبٌ فِيهِ هكَذَا: «تَذْكَارٌ. 3 فِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ الْمَلِكِ، أَمَرَ كُورَشُ الْمَلِكُ مِنْ جِهَةِ بَيْتِ اللهِ فِي أُورُشَلِيمَ: لِيُبْنَ الْبَيْتُ، الْمَكَانُ الَّذِي يَذْبَحُونَ فِيهِ ذَبَائِحَ، وَلْتُوضَعْ أُسُسُهُ، ارْتِفَاعُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا وَعَرْضُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا. 4 بِثَلاَثَةِ صُفُوفٍ مِنْ حِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ، وَصَفّ مِنْ خَشَبٍ جَدِيدٍ. وَلْتُعْطَ النَّفَقَةُ مِنْ بَيْتِ الْمَلِكِ. 5 وَأَيْضًا آنِيَةُ بَيْتِ اللهِ، الَّتِي مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، الَّتِي أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ وَأَتَى بِهَا إِلَى بَابِلَ، فَلْتُرَدَّ وَتُرْجَعْ إِلَى الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى مَكَانِهَا، وَتُوضَعْ فِي بَيْتِ اللهِ».
ع1:
اهتم داريوس برسالة تتناى وأمر بالبحث عن أمر كورش الملك لبناء هيكل الرب، وكان أمره مشددًا، فاهتموا بفحص كل المستندات الموجودة في بيت الأسفار وهو مبنى تحفظ فيه أخبار ملوك فارس والأوامر الحكومية المختلفة وهو موجود في مدينة بابل التي كانت إحدى عواصم المملكة الفارسية.ونرى في تصرف داريوس موقفًا فيه مساعدة لليهود وليس ضدهم، فقد تجاوب مع رسالة تتناى وبحث عن الدليل الذي يعضد عمل اليهود في استكمال البناء وبالطبع هذا كان بسبب عمل الله في قلبه، كما عمل قديمًا في قلب كورش وجعله يأمر ببناء بيت الرب.
ع2: أحمثا: إحدى عواصم إمبراطورية مادي وفارس وتقع في منطقة مادي وتعتبر مصيف الملوك وتسمى باليونانية "أكبتانا".
استمر البحث عن أمر كورش ولم يجدوه في بابل، ولأن أمر داريوس كان مشددًا بحثوا أيضًا في العواصم الأخرى التي في المملكة والتي يوجد فيها بيوت لأسفار الملوك، فذهبوا إلى أحمثا وبحثوا بتدقيق، فعثروا أخيرًا على أمر كورش هذا. والعثور على الأمر يعنى مجموعة من الأمور:
اهتمام داريوس ومساعديه بالبحث عن أمر كورش في كل مكان؛ لأنه متعاطف مع اليهود ويريد أن يساندهم في هذا الأمر، فلم يكتفِ بعدم وجوده في بابل ويأمر بإيقاف البناء، بل ظل البحث؛ حتى وجدوه.
عناية الله في حفظ هذا المستند بعد ستة عشر عامًا كان يمكن أن يكون المستند قد ضاع، أو تلف خلالها.
استمرار البحث مدة كبيرة أتاح لليهود الاستمرار في بناء الهيكل فكانت هذه نعمة من الله لهم.
ع3-5: وجد مساعدوا داريوس أمر كورش الملك وهو يحوى ما يلي:
صدر في السنة الأولى لتملك كورش.
يختص ببناء بيت الرب في أورشليم.
يُبنى في مكان بيت الرب القديم الذي تهدم على يد نبوخذنصر.
سمح أن تكون أبعاده ستون ذراعًا طولًا وكذلك عرضه ستون ذراعًا، أي أنه لا يزيد عن هذه الأبعاد، أو في حدودها، ويسمح لليهود أن يبنوا البيت بالمقاييس التي يريدونها، وخاصة أن مقاييس هيكل سليمان كانت اقل مما سمح به كورش.
سمح أن يكون لا يزيد عن هذه الأبعاد، او في حدود هذه الأبعاد ويسمح لليهود أن يبنوا البيت بالمقاييس التي يريدونها، خاصة وأن مقاييس هيكل سليمان كانت أقل مما سمح به كورش.
حدد مواد البناء وهي حجارة كبيرة وخشب جديد وهذا يبين اهتمام كورش الملك ببناء بيت أعظم مستوى وفى نفس الوقت يعضد اليهود الذين يبنون بحجارة كبيرة - كما رأى تتناى وأوضح ذلك في رسالته لداريوس - أنهم ينفذون أمر كورش ولا يصنعون شيئًا يراجعهم فيه أحد.
حدد أيضًا كيفية البناء وهي بناء الحجارة على ثلاثة صفوف، ثم صف من الخشب وهكذا،أى يكرر هذا في البناء كله؛ ليكون قويًا متماسكًا.
تمويل بناء بيت الرب يكون على نفقة الملك.
إعادة آنية بيت الرب التي أُخذت من أورشليم بيد نبوخذنصر وأتوا بها إلى بابل، فلترجع هذه الآنية إلى أورشليم وتوضع في بيت الرب لخدمته.
والآن في هذا الأصحاح نرى أن تفاصيل أمر كورش الملك العظيم لم تُذكر من قبل، وهي تبين مدى تعاطفه واهتمامه ببناء بيت الرب، مثل أبعاد البيت ونوع مواد البناء وكيفية البناء.
†
إن الله مستعد أن يساندك بأدلة وتعضيدات كثيرة إن كان قلبك مؤمنًا به ومتكلًا عليه وتصنع مشيئته، فهو معك ويدافع عنك في كل ما تصنع.
6 «وَالآنَ يَا تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاءَكُمَا الأَفَرْسَكِيِّينَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، ابْتَعِدُوا مِنْ هُنَاكَ. 7 اتْرُكُوا عَمَلَ بَيْتِ اللهِ هذَا. أَمَّا وَالِي الْيَهُودِ وَشُيُوخُ الْيَهُودِ فَلْيَبْنُوا بَيْتَ اللهِ هذَا فِي مَكَانِهِ. 8 وَقَدْ صَدَرَ مِنِّي أَمْرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ مَعَ شُيُوخِ الْيَهُودِ هؤُلاَءِ فِي بِنَاءِ بَيْتِ اللهِ هذَا. فَمِنْ مَالِ الْمَلِكِ، مِنْ جِزْيَةِ عَبْرِ النَّهْرِ، تُعْطَ النَّفَقَةُ عَاجِلًا لِهؤُلاَءِ الرِّجَالِ حَتَّى لاَ يَبْطُلُوا. 9 وَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنَ الثِّيرَانِ وَالْكِبَاشِ وَالْخِرَافِ مُحْرَقَةً لإِلهِ السَّمَاءِ، وَحِنْطَةٍ وَمِلْحٍ وَخَمْرٍ وَزَيْتٍ حَسَبَ قَوْلِ الْكَهَنَةِ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ، لِتُعْطَ لَهُمْ يَوْمًا فَيَوْمًا حَتَّى لاَ يَهْدَأُوا 10 عَنْ تَقْرِيبِ رَوَائِحِ سُرُورٍ لإِلهِ السَّمَاءِ، وَالصَّلاَةِ لأَجْلِ حَيَاةِ الْمَلِكِ وَبَنِيهِ. 11 وَقَدْ صَدَرَ مِنِّي أَمْرٌ أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ يُغَيِّرُ هذَا الْكَلاَمَ تُسْحَبُ خَشَبَةٌ مِنْ بَيْتِهِ وَيُعَلَّقُ مَصْلُوبًا عَلَيْهَا، وَيُجْعَلُ بَيْتُهُ مَزْبَلَةً مِنْ أَجْلِ هذَا. 12 وَاللهُ الَّذِي أَسْكَنَ اسْمَهُ هُنَاكَ يُهْلِكُ كُلَّ مَلِكٍ وَشَعْبٍ يَمُدُّ يَدَهُ لِتَغْيِيرِ أَوْ لِهَدْمِ بَيْتِ اللهِ هذَا الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ. أَنَا دَارِيُوسُ قَدْ أَمَرْتُ فَلْيُفْعَلْ عَاجِلًا».
بعد محاولات الشيطان لإيقاف بناء بيت الرب، سواء من أيام رحوم وأرتحشستا (قمبيز) الملك وحتى أيام داريوس، لكن الله يتدخل ويجعل داريوس متعاطفًا مع اليهود لأن "قلب الملك في يد الله كجداول مياه حيثما شاء يميله" (أم2: 1). وأصدر داريوس أمرًا باستمرار بناء بيت الرب ظهر فيه ما يلي:
احترم أمر كورش الملك السابق؛ لأن بعض الملوك في كبرياء يهملون أوامر الملوك السابقين، بل يعارضونهم.
كان أمره محددًا وحازمًا لتتناى بعدم تعطيل البناء، فيبتعد كل الجنود والمساعدين لتتناى ولا يعوقون اليهود عن استكمال هيكل إلههم.
أمر زربابل والى اليهود وشيوخهم أن يكملوا بيت الرب.
تظهر حكمة داريوس في اهتمامه بكسب محبة رعاياه، فالسماح ببناء اليهود لهيكل إلههم يجعلهم موالين وخاضعين له.
ع8: بعد البند الأول من أمر داريوس باستمرار البناء، كان البند الثاني في هذه الآية وهو الإنفاق على هذا البناء من مال المملكة، فأمر والى عبر النهر وهو رئيس زربابل أن يعطيه أموالًا من الجزية المحصلة لحساب الملك؛ حتى يستطيع زربابل استكمال البناء.
وهذا يظهر تعاطف داريوس الشديد مع اليهود وإحساسه بظروفهم إذ أنهم فقراء ويحتاجون للمعونة المالية وهو في هذا يحذو حذو كورش العظيم الذي أمر بالإنفاق على بناء بيت الرب من أموال المملكة.
ع9، 10: البند الثالث لأمر داريوس هو طلبه من تتناى أن يعطى اليهود احتياجاتهم من البهائم التي تقدم محرقات في الهيكل وكذلك المواد الغذائية التي تصاحب هذه المحرقات عند تقديمها لله، مثل القمح والخمر .. بالكميات التي يطلبها الكهنة حسب احتياجات الهيكل وهذا يبين اهتمامًا كبيرًا من داريوس أن تستمر المحرقات في تقديمها أمام الله، حتى أنه يقول لا يهدأوا عن تقديم محرقات، أي لا يقف أبدًا تقديم هذه الذبائح.
البند الرابع في أمر داريوس هو طلبه من اليهود أن يصلوا عنه هو وبنيه دائمًا أمام الله. ومن المفيد أن نعلم عن داريوس أنه كان يؤمن بفكرة الإله الواحد ولكنه كان لا يعرفه، لذا توافق مع اليهود في إيمانهم بإله واحد، إذ أنه كان يكره تعدد الآلهة وعبادة الأصنام، فهو وإن كان لا يؤمن بالله بعد، لكن يستريح ويقدر جدًا عبادة اليهود لإله واحد، فتعاطف معهم جدًا، كما يظهر من أمره هذا.
ع11: البند الخامس في أمر داريوس هو معاقبة كل من يحاول تعطيل بناء الهيكل وحدد العقوبة - وهي صعبة جدًا - أن يُسحب خشبة من التي بنى بها بيته، وبالتالي ينهدم بيته ويصبح حطامًا وأطلالًا ومزبلة تلقى فيها قاذورات الناس، ثم يصلب على هذه الخشبة، أي هلاك هذا الإنسان وهدم بيته وتشريد أسرته.
فمن يحاول أن يتحصن في بيته المستقر القوى يوقف بناء بيت الرب، يُهدم بيته ويهلك بطريقة شنيعة وهي الصلب بأداة من بيته، أما بيت الرب يُبنى ويُكمل، فيأتى شره على رأسه ويهلك، أما بيت الله فيكمل.
ع12: أظهر داريوس في النهاية إيمانه بالله كإله عظيم وقادر على معاقبة أعدائه في دعائه له أن يهلك كل من يقاومه، سواء كان ملكًا، أو شعبًا.
وفى نهاية الرسالة التي تحوى هذا الأمر وقَّع داريوس وأمر بالإسراع في تنفيذ هذا الأمر.
من هذا نرى عملًا إلهيًا معجزيًا قد حدث في قلب داريوس، حتى أنه أمر هذا الأمر، الذي يحوى تنفيذ ما يلي سريعًا:
عدم تعطيل بناء الهيكل والاستمرار في بنائه.
الصرف على احتياجات الهيكل من أموال الدولة.
تقديم البهائم والمواد الغذائية اللازم تقديمها لله في هيكله.
طلب الصلاة من أجله هو وبنيه.
معاقبة من يقاوم بناء الهيكل بالموت صلبًا وهدم بيته وتحويله إلى مزبلة.
في أمر داريوس نرى كيف يحول الله الشر إلى خير، فإن كان الشيطان قد أثار الأشرار ضد بيت الرب، ولكن الله الذي هو أقوى منه، عندما اقترب إليه شعبه حرك داريوس فأعطى أمرًا أفضل وأقوى من أمر كورش.
†
لا تخف من حروب إبليس والتجئ إلى الله واطلب كل ما تحتاجه، فيتدخل سريعًا ويعطيك أكثر مما تطلب، أو تفتكر.← وستجد تفاسير أخرى هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
13 حِينَئِذٍ تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاؤُهُمَا عَمِلُوا عَاجِلًا حَسْبَمَا أَرْسَلَ دَارِيُوسُ الْمَلِكُ. 14 وَكَانَ شُيُوخُ الْيَهُودِ يَبْنُونَ وَيَنْجَحُونَ حَسَبَ نُبُوَّةِ حَجَّيِ النَّبِيِّ وَزَكَرِيَّا بْنِ عِدُّو. فَبَنَوْا وَأَكْمَلُوا حَسَبَ أَمْرِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ وَأَمْرِ كُورَشَ وَدَارِيُوسَ وَأَرْتَحْشَسْتَا مَلِكِ فَارِسَ. 15 وَكَمِلَ هذَا الْبَيْتُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ الْمَلِكِ. 16 وَبَنُو إِسْرَائِيلَ الْكَهَنَةُ وَاللاَّوِيُّونَ وَبَاقِي بَنِي السَّبْيِ دَشَّنُوا بَيْتَ اللهِ هذَا بِفَرَحٍ. 17 وَقَرَّبُوا تَدْشِينًا لِبَيْتِ اللهِ هذَا: مِئَةَ ثَوْرٍ وَمِئَتَيْ كَبْشٍ وَأَرْبَعَ مِئَةِ خَرُوفٍ وَاثْنَيْ عَشَرَ تَيْسَ مِعْزًى، ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، حَسَبَ عَدَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 18 وَأَقَامُوا الْكَهَنَةَ فِي فِرَقِهِمْ وَاللاَّوِيِّينَ فِي أَقْسَامِهِمْ عَلَى خِدْمَةِ اللهِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ مُوسَى. 19 وَعَمِلَ بَنُو السَّبْيِ الْفِصْحَ فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الأَوَّلِ. 20 لأَنَّ الْكَهَنَةَ وَاللاَّوِيِّينَ تَطَهَّرُوا جَمِيعًا. كَانُوا كُلُّهُمْ طَاهِرِينَ، وَذَبَحُوا الْفِصْحَ لِجَمِيعِ بَنِي السَّبْيِ وَلإِخْوَتِهِمِ الْكَهَنَةِ وَلأَنْفُسِهِمْ. 21 وَأَكَلَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ الرَّاجِعُونَ مِنَ السَّبْيِ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ انْفَصَلُوا إِلَيْهِمْ مِنْ رَجَاسَةِ أُمَمِ الأَرْضِ، لِيَطْلُبُوا الرَّبَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ. 22 وَعَمِلُوا عِيدَ الْفَطِيرِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ بِفَرَحٍ، لأَنَّ الرَّبَّ فَرَّحَهُمْ وَحَوَّلَ قَلْبَ مَلِكِ أَشُّورَ نَحْوَهُمْ لِتَقْوِيَةِ أَيْدِيهِمْ فِي عَمَلِ بَيْتِ اللهِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ.
ع13:
فرح تتناى بأمر داريوس الذي جاء وفق مشاعر تتناى وأسرع ينفذ الأمر بكل دقة. وهذا يؤكد أمانة تتناى الذي أرسل أولًا بدقة كل ما رآه في بناء بيت الرب وها هو يسرع الآن في تنفيذ أوامر الملك. كل هذا بتدبير الله بإكمال بناء بيته.
ع14: تشجع اليهود، فعملوا بسرعة لإتمام البناء، حتى كمل بناء بيت الرب وأتموا كلام الله الذي قاله على فم نبييه حجى وزكريا بأن زربابل سيتم البناء (حج1: 8؛ زك4: 9).وبهذا أرضوا الله وأطاعوا أيضًا ملوك فارس وهم كورش وداريوس وكذلك أرتحشستا، الذي تملك فيما بعد وعاد في أيامه عزرا ونحميا لأورشليم، حيث بنوا سور المدينة. فعزرا هنا - كاتب السفر - يذكر كل ملوك فارس الذين شجعوا وأمروا اليهود أن يهتموا ببناء بيت الرب وسور مدينته. وأرتحشستا المذكور هنا لم يشترك في بناء الهيكل ولكن ذُكر تكريمًا له؛ لأنه أمر بعد أكثر من سبعين عامًا من بناء الهيكل ببناء سور أورشليم.
ع15: بدأ استكمال بناء الهيكل في السنة الثانية لملك داريوس (عز3: 8) وكمل البناء في السنة السادسة لملكه، أي استغرق أربع سنوات تقريبًا، وكان ذلك عام 516 ق.م في اليوم الثالث من شهر آذار في التقويم السريانى، الذي يقابل شهر مارس في السنة الميلادية.
ع16، 17: اجتمع الكهنة واللاويون وباقى الشعب، ليدشنوا بيت الرب ويصبح مكانًا مقدسًا لعبادة الله وكان يومًا عظيمًا عبروا فيه عن محبتهم لله بتقديم عدد كبير من الذبائح هو مئة ثور ومئتى كبش وأربع مئة خروف، بالإضافة إلى إثنى عشر تيسًا. ونلاحظ في هذه الذبائح ما يلي:
عددها أقل بكثير جدًا مما قدمه سليمان، عند تدشينه الهيكل وكذلك ما قدمه حزقيا الملك ويوشيا الملك في الاحتفال بالفصح (1 مل8: 63، 2 أى30: 24 ؛ 35: 7).
قدموا ذبائح خطية لأنهم اخطأوا بإهمالهم بناء بيت الرب ولكن عند بناء المذبح وتأسيس الهيكل قدموا ذبائح محرقة فقط إرضاءًا لله.
قدموا اثنى عشر تيسًا عن أسباط بني إسرائيل الإثنى عشر، مع أن الراجعين من السبي كانوا من سبطى يهوذا وبنيامين، فهذا يبين أن الراجعين أصبحوا هم مملكة إسرائيل الواحدة يقدمون محبة عن إخوتهم ذبائح خطية، سواء رجع قليل من هذه الأسباط، أو قد يرجع مع الوقت البعض منهم.
فرح كل الشعب كبارًا وصغارًا، رجالًا ونساءًا وأطفالًا برضاء الله عليهم؛ لأنه أعادهم من السبي وأعطاهم أن يبنوا بيته ولكن دعاهم الله هنا بنى السبي؛ ليتذكروا دائمًا خطيتهم، التي بسببها تم سبيهم ولكن رحمة الله أرجعتهم من السبي.
ونرى بوضوح أن بيت الرب الذي بناه زربابل كان أقل بكثير من الذي بناه سليمان وإليك هذه المقارنة بين البيتين:
← جدول للمقارنة بين هيكل سليمان وهيكل زربابل.
ع18: بعد تدشين الهيكل نظموا الخدمة به، بترتيب فرق الكهنة وفرق اللاويين، التي تتناوب على الخدمة، أي عادت الحياة والعبادة لبيت الرب.
ع19: فرح الشعب بهيكل الله وعملوا أهم أعيادهم وهو الفصح في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول بعدما حفظوا الخروف أربعة عشر يومًا كما نصت الشريعة (خر12: 1-10). وبهذا أظهرت كل أسرة شكرها لله الذي حررهم من عبودية بابل بأوامر كورش، ثم تعضيد داريوس، كما شكروا الله قديمًا بعمل الفصح في مصر، عندما حفظ أبكارهم وضرب المصريين بالعشر ضربات، ثم أطلقهم لعبادته في برية سيناء.
ذكر في العهد القديم أن بني إسرائيل عملوا الفصح ست مرات هي:
في أرض مصر أيام موسى قبل خروجهم مباشرة (خر12: 1-11).
في برية سيناء في أيام موسى (عد5: 9).
في الجلجال أيام يشوع (يش5: 10).
أيام حزقيا الملك (2 أى30: 15).
في زمن يوشيا الملك (2 مل23: 21).
أيام زربابل (عز6: 19).
ليس معنى هذا أنه لم يعمل الفصح غير الست مرات هذه، ولكن ذكرت هذه المرات؛ لأنها تحمل عهدًا مع الله وتجديد العلاقة معه.
ع20: اهتم الكهنة واللاويون بالاستعداد للفصح، فتطهروا حسب الشريعة وبالتالي قاموا بدورهم في ذبح خراف الفصح لكل أسرة من أسر بني إسرائيل وعيَّد الكل للرب.
ع21: اشترك في هذا الفصح اليهود الراجعون من السبي، بالإضافة إلى اليهود الذين كانوا مقيمين في بلاد إسرائيل ولم يذهبوا إلى السبي وكانوا قد اختلطوا بزيجات وثنية، فانفصلوا عنها وتطهروا، فاستطاعوا أن يأكلوا من الفصح.
ويتضح هدف عمل الفصح هنا أنهم طلبوا الله، أي عادوا بقلوبهم إليه تاركين ما تعلموه في السبي من الوثنيين وظهروا كشعب مؤمن بالله.
ع22: أكملوا عيد الفصح بعمل عيد الفطير التالى له سبعة أيام وفرحوا بعباداتهم لله الذي أرجعهم من السبي على يد كورش وبنوا بيت الرب بأمر كورش وداريوس، اللذين تملكا على كل البلاد التي كانت تابعة لأشور وبابل، وإن كانت أشور قد أخذتهم للسبى قديمًا، فالآن من يملك على أشور، أى كورش، ثم داريوس يعيدانهم ويبنيا لهم هيكل إلههم.
بنهاية هذا الإصحاح ينهى عزرا أخبار حقبة زمنية بدأت من عام 536 ق.م عند رجوع شعب الله على يد زربابل واستمرت هذه الحقبة حتى عام 516 ق.م (عز 1-6)، حيث تم بناء بيت الرب وتدشينه، أي فترة ثلاثين عامًا.
† إن فرحك الحقيقي هو في عبادتك لله في كنيسته وفى مخدعك. فاهتم أن تعطى أحسن أوقات حياتك؛ لتتمتع بالوجود في حضرة الله، فتدخله في حياتك، ويعمل فيك بقوة.
← تفاسير أصحاحات عزرا: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
تفسير عزرا 7 |
قسم
تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير عزرا 5 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/bible/commentary/ar/ot/church-encyclopedia/ezra/chapter-06.html
تقصير الرابط:
tak.la/bfj3p76